ولـم (يـبـقـــى) ســوى الـذكــــــرى

لم تَعُد الشمس تبدو ساطعة.. مضيئة.. متوهجة.. منيرة.. فباتت مجرد علامة فارقة بين الحس واللاحس.. فنورها.. وظلالها.. وحرارتها.. تهمس لي أنني لا أزال حية.. ولا زال قلبي ينبض.. ولا زال دمي يسري بعروقي.. فقد دفنت الأيام القديمة..
اصفرت صفحات حياتي.. وجفَّت أقلام أيامي.. وكسا الغبار أمنياتي.. وشيع جثمان أحزاني.. فهربت السعادة.. وهرب الأمل.. وهرب الوعد و العهد.. وانكمشت اللحظات الصادقة.. وغابت شمس النقاء والصفاء في بحور الواقع المرير.. ولم يبقَ سوى الذكرى!!!
عندما نعيش في نصف كرة أرضية.. ونشم عبير نصف الأزهار.. ونقطف ثمار نصف الأشجار.. ونعيش نصف الأيام.. ونشهد مرور نصف الساعات ونصف الدقائق.. ونعيش بنصف قلب.. ونصف روح.. ونصف حلم.. فيتلاشى الجمال.. وتختفي الأحلام.. وتذبل أوراق الورود.. ونهرب من أنفسنا..
عندما تتشابه الوجوه.. وتتشابه الأسماء.. وتتشابه الكلمات و الحروف.. وتتشابه المعاني.. وتتشابه الطرقات.. وتتشابه الأحياء و المساكن.. وتتشابه الشخصيات.. وتتشابه ألوان الوجوه.. وضحكات الشفاه.. وملامح العيون..
عندما تشعر أن القلب ليس قلبك.. والروح ليست روحك.. والأفكار ليست أفكارك..والمشاعر ليست ملكك.. والكلام الذي تقوله غريب.. والوجوه التي تراها غريبة.. والضحكات التي تسمعها أغرب من ذلك..
وعندما تفعل ما لا تحب.. وتتكلم فيما لا تحب.. وتشعر بما لا تحب.. وترى الأفضل بعيد.. والسعادة بعيدة.. والأمل بعيد.. وعندما تكسو الغرابة كيانك.. ويكسو اللاوعي حياتك.. ويحيط شبح الذكريات الجميلة واقعك.. حينها ستدرك أنه لم يبقى لك سوى الذكرى!!!


لحظة من الواقع ....

حين يفكر قلبك بهم.. ويشعر قلبك بهم.. وحينما تخطر ذكراهم على بالك..
وحينما تحن إليهم.. وأنت تعرف أنك لن تراهم ثانية.. ولن تسمع أصواتهم.. ولن تشم رائحتهم.. وأنت تعرف أنهم لن يسألوا عنك.. ولن يهتموا بك..
ولن يتشوقوا لسماع صوتك.. ولرؤية وجهك.. والتأمل في عينيك..
فدعهم يعيشون بسلام في ذلك الجزء المهجور من عقلك وقلبك وروحك وتمتع بحياتك دونهم!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمت يمناك
بانتظار المزيد

مشكورررررررررررررررر