إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زوجتي الغاليه ...مها كبرت(قصه) جميلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زوجتي الغاليه ...مها كبرت(قصه) جميلة

    عنوان الموضوع : زوجتي الغاليه ...مها كبرت(قصه) جميلة
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    قصة رائعة جميلة ..
    ممتعة في أحداتها ..
    غريبة في أطوارها ..
    مشوقة الى آخر حروفها و وقائعها ..
    هادفة .. ممتعة .. رائعة .. مشوقة .. جذابة .. لطيفة .. خفيفة ..
    تلمس في أحداثها الواقعية ..
    تغوص فيها بالحب في أجمل معانيه ..
    و الوفاء في ابهى حلته ..
    و الابداع في شتى جوانبه ..
    قصه قراتها في موقع وحبيت ان الكل يقرأها معي
    وإليكم القصه


    الجزء الأول :

    كنت اول الخارجين من صالة الطعام .. اتجهت مباشرة الى مقعدي في تلك الزاوية الهادئة من القاعة .. كان معظم الموجودين في الصالة من الاشبال الصغار ..
    لفت انتباهي شجار بين طفلين في الخارج .. كانا يتعاركان بشدة و معظم الاطفال حولهما يشيدون بأعلى أصواتهم : ياسر .. ياسر .. و يبدوا أن ياسر هذا كان هو المنتصر في العراك ..
    ابعدت الاطفال المتجمهرين و فصلت بين المتعاركين .. يبدو ان ياسر لم يبذل مجهودا كبيرا في العراك لفارق السن و ضعف خصمه الذي يبدوا انه قد نال كما هائلا من الركل و الضرب من ياسر و من غيره من المتجمهرين .. كان ابيض اللون مشربا بحمره و اثر العراك قد صبغت وجهه و اذناه خاصة باللون الاحمر و الاحمر الداكن ...
    بينما انا افك العراك بينهما استعطفتني دمعتان رفضتا الخروج من عينيه حتى لا يقال له من اقرانه " صاح .. صاح .. "
    أخذت هذا الطفل معي و اتجهت الى مكاني في القاعة .. كان يبدو عليه الارتباك و الخوف فابتسمت في وجهه ليطمئن و قلت له بلطف : " وش اسمك يا بطل ؟ "
    - " معاذ "
    - " ما شاء الله معاذ بن جبل " ..
    ضحك و مال برأسه و عينيه لا تنظر الي ..
    - ضحكت و مسحت على رأسه و قلت : " بأي صف تدرس ؟ "
    - " ثاني "
    - " ما شاء الله .. تعرف قصة معاذ بن جبل ؟"
    اومأ برأسه بالنفي و ابتسامته ترتسم على وجهه الجميل ..
    بحثت عن شئ اشجع به هذا الطفل فلم أجد سوى قلمي الذي اهدته لي زوجتي قبل ايام
    .. أخرجته و هو أغلى عندي من قلبي و لكن أحتسبته عند الله في نفع هذا الطفل و تنشأته نشأة الابطال .. فملبسه لا يوحي الي بحرص أهله على تربيته التربية الصالحة ..
    عرضت له قلمي بطريقة مغرية .. قلت له : " اذا قرأت قصة معاذ بن جبل راح أعطيك أحلى من هذي الهدية " ...
    رفع عيناه و نظر الي و ما زالت ابتسامة الجميلة تزيد وجهه المشرب بالحمرة نظرة و جمالا ... كانت عيناه تحدثاني بهمة تكسر الصخور و تثبت لي أنه سيفعلها و سيقرأ القصة بقلبه لا بلسانه فقط ...
    اخذ القلم مني و قلّبه بين يديه ثم رفع عيناه الي و كأنه يقول : " سآخذه بحقه " ...

    رن هاتفي الجوال .. نظرت الى المتصل " دلال الغالية رعاها الله " .. قلت في نفسي " الطيب عند ذكره ... خفنا منها و هاهي تتصل " ...
    - نعم
    - السلام عليكم
    - و عليكم السلام .. سمي
    - أحمد .. تعشيت ؟ تقدر تمرنا اللحين ؟ ترى معانا ضيف الليلة
    - كيف ؟؟ من ؟؟ طيب .. طيب ..
    ذهبت الى زوجتي عند باب القاعة النسائية فخرجت و معها فتاة تبدو في السابعة عشر او الثامنة عشر من عمرها و عليها عباءة مخصرة ...
    ركبت زوجتي دلال في المقعد الامامي .. و ركبت تلك الفتاة في المقعد الخلفي ..
    سلمت دلال و هي تضحك و قالت : " معنا اليوم ضيف بيروح معنا البيت و ينام عندنا " ...
    قلت بصوت خافت " ياهلا و مرحبا " و آلاف علامات الاستفهامات تدور في رأسي عن هذا الضيف الغريب .. تحركنا باتجاه شقتنا الصغيرة و كانت دلال تسألني عن الزواج و الحضور و أجيبها و انا منشغل الفكر عنها بمن تكون هذه الضيفة!! .. اقتربنا من ركن العثيم ( سوبر ماركت ) فقالت لي دلال : " أحمد ياليت توقف الله يعافيك نبغى اغراض " ..
    اوقفت سيارتي فقالت لي : " عطني قلم أكتب لك الاغراض " ... تمنيت ان تطلب مني أي شيء سوى القلم و خاصة في مثل هذا الوقت فكيف أفهمها و معنا هذه الضيفة ..
    فارتسمت على وجهي علامات البراءة و بدأت انظر الى جيبي ..
    نظرت دلال الي جيبي بحدة و استغراب و قالت : " وين قلمك ؟ " ...
    آآآه الان وقعت في ورطة كيف بامكاني أن ابين لها ...
    نزلت من السيارة حتى لا تفقد أعصابها او تأخذها نزوات الغيرة فتنسى أن معنا هذه الضيفة ...
    اتجهت الى نافذتها و أخذت منها الاغراض المطلوبة و عيناها ترمقني بكل حدة و عتاب ...
    حمدت الله كثيرا على أن هذه الضيفة معنا .. مع انها ستحرمني من زوجتي هذه الليلة ...

    وصلنا الى الشقة و نزلت زوجتي و ضيفتها في مجلس النساء و أغلقتا عليهما الباب ..
    اتجهت الى غرفتي و تجهزت للنوم و بقيت انتظر زوجتي لأخذ الاخبار منها .. فاستفهامات كثيرة تدور في رأسي .. من هي الضيفة ؟ و لماذا جاءت لتنام عندنا ؟ و كيف تلبس العباءة المخصرة ؟ و أشياء كثيرة ...
    بقيت جالسا في غرفتي أتحين خروج زوجتي من عند ضيفتها ..
    فكرت بأن أطرق الباب عليهما فتهيبت خروج زوجتي مغضبة و خاصة أنها غضبت لأنها لم ترى قلمها في جيبي ...
    جلست أفكر و أتأمل .. ما أجبننا نحن الرجال ؟ ندعي القوة و نطلب الاحترام من كل أحد و نبدوا و كأننا ليث غاب .. فما أن يجن الليل علينا حتى نرتجف وجلا من زوجاتنا و نردد في كل حين اللهم سلم سلم .. ذئاب في النهار و دجاج في الليل ...

    • • •

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    يابنات سامحوني ماودي يتأخر الجزء الثاني لكن الموقع اللي اخذت منه القصه مو راضي يفتح معاي

    __________________________________________________ __________
    بوركت أخيتـــــــي ،،،وفقك الله وعـــافاك ولكن !!!!!شوقتيني لأكمال القصـــة ....بسرعة أخيـــــــه ماذا حـــدث ؟؟؟؟؟؟

    __________________________________________________ __________
    الجزء الثاني :
    " ولادة مها "

    أخيرا خرجت دلال من عند ضيفتها و أسترقت النظر على غرفتي فوجدت النور ما زال مضيئا فأتت الي تستطلع الامر ..
    سلمت و دخلت و علامات البشر و السرور تبدو على محياها ثم جلست بجانبي على السرير ...
    بدأنا نتجاذب أطراف الحديث و كنت اسألها عن ضيفتنا ...
    قالت : " و الله يا أحمد هالبنت أديم قصتها قصة عجيبة ..
    يوم كنت بالقاعة رحت أغسل يدي و وقفت أطالع في المرآة ..
    دخلت أديم و وقفت بجانبي و بدأت تنظر لي في المرآة ..
    ابتسمت لها و كأني أعطيتها إشارة بالتقدم فقامت و احتضنتني و بدأت تبكي بكاء مرّا ..
    تفاجأت من بكائها و بدأت اهدأها و اغسل وجهها بالماء إلى ان هدأت قليلا و ارتاحت بعض الشيء ..
    خرجنا من المغاسل و كنت ممسكة بيدها و لم أكلمها ..
    فقط كنت أنظر إليها و أتبسم و أشد على يدها ..
    جلسنا على أحد الطاولات في آخر القاعة و بدأت أتحدث معها ..
    بصراحة كنت خائفة من ان اسألها عن سبب بكاءها ..
    لكن قلت في نفسي اذا هي فتحت الموضوع و الا لن افتحه أنا ..
    يا أحمد هذي البنت تقدر تقول أنها قدوة قريناتها بالتحضر و التمدن و حركات المراهقات ..
    فأهلها ما يقولون لها ( لا ) ابدا ..
    و المال مغدق عليها ليل نهار ..
    و مفتوح لها المجال على كيفها " ...
    قاطعتها و قلت : " ايه انا مستغرب كيف ناس يخلون بنتهم تنام في غير بيتها ..
    ما اتوقع ان فيه رب أسرة او أم تسمح أن البنت تنام في غير بيت أهلها ..
    و غير كذا العباءة!! " ...
    أكملت دلال حديثها و قالت : " اصبر تجيك القصة كاملة ..
    اقولك مفتوح لها المجال على كيفها .. المهم البنت يوم جلسنا على الطاولة قالت لي :
    " اني زهقت من نفسي و احس بضيق و انا ودي أتوب ودي اصير مثلك ..
    ودي أكون سعيدة و مرتاحة ..
    ودي أحس بطعم الايمان بقلبي .. ذبحني الفراغ " ..
    و بدأت تخرج بعد ذلك كلماتها من قلبها بنبرة باكية ..
    " ذبحتني همومي .. ودي أتوب و ما أقدر ..
    أحاول اتوب بعدين ارجع لذنوبي .. ما قدرت أستحمل ..
    أحس ان الله ما راح يتوب علي كل ما تبت رجعت ..
    و الله زهقت من نفسي ..."
    وانخرطت في موجة شديدة من البكاء ...
    هدأتها و أتيت لها بكأس ماء بارد ثم أصررت عليها بشربه فشربت ثم توقفت عن اكمال حديثها حتى ارتاحت بعض الشيء ..
    كنت أنظر اليها و أقول في نفسي الان وقعت المسؤولية عليك يا دلال ..
    البنت تمد يديها اليك و تقول أنقذيني من ظلام المعاصي و انا أتهرب ..
    لا و الله ..
    سأحاسب على ذلك ان لم اساعدها ..
    فما بعد أن تنطرح بين يديك و ترجوك أن تأخذها الى طريق الهداية أي عذر ...
    عرضت عليها الذهاب معي الى البيت حتى نعالج وضعها بترتيب ففرحت كثيرا ..
    فذهبت و اياها الى أمها و كنت اتوقع منها الرفض ..
    فما أن عرضت عليها الأمر حتى قالت : " اذا أديم ودها بكيفها ؟ " ..
    صعقت بهذه الحرية المفتوحة ..
    فعلمت أن الخلل ليس بالفتاة بل ببيئتها و بيتها المتفلت ...."

    قامت دلال بعد أن اعتذرت مني بالمبيت مع ضيفتها أديم هذه الليلة و أنا ما زلت أسبح في بحر افكاري ..
    و قبل أن تهم بالخروج التفت علي و قالت : " احمد وين قلمك ؟؟ " ..
    ضحكت لأنها لم تنسى موضوع القلم و أخبرتها بقصتي كاملة مع معاذ ...
    أومأت برأسها و هي تبتسم و كأنها تقول : " ماشي .. بس محسوبة !! " ...

    ذهبت دلال الى ضيفتها و كانتا قد اتفقتا على خطة يسيرون عليها ..
    و اتفقتا على انه لابد لكل شئ من أساس ..
    و لابد من ارادة قوية و عزيمة صادقة ..
    و هذه الارادة و العزيمة لابد ايضا من ان تتربى حتى تكبر و تقوى فتثبت امام تيارات الهوى و الشهوات ..
    فالذي يريد ان يخوض معركة لابد له من ان يتجهز لها بالتدريب و السلاح و العدة ..
    كما أن التدريب يكون على شكل مراحل و مستويات حتى ينمو الجسم و يُبنى بناء صحيحا و قويا ..
    ثم أكملوا برنامجهم ليلتهم تلك و نمت أنا وحيدا في غرفتي ...

    مرت سنتان على هذه الحادثة و رزقنا الله بعدها بمولودة كالقمر أسميناها مها ..
    كانت أديم من أول المهنئين لنا في المستشفى .. سبحان مغير الأحوال ..
    أصبحت هذه الفتاة إحدى الداعيات إلى الله في بيتها و عائلتها و في أي مجلس تجلس فيه ..
    أصبحت تبذل من الأموال لدور الخير أضعاف ما كانت تبذله في سبل الهوى ..
    عندما علمت من دلال أن أهل القرآن هم أهل الله و خاصته أبت إلا أن تكون منهم ..
    و عندما علمت أن خيرنا من تعلم القرآن و علمه بذلت كل ما تستطيع لتتعلم القرآن و تعلمه بمالها و نفسها ..
    من رأى تلك الفتاة يرى أثر نور الإيمان في وجهها ..
    قالت أديم ذات يوم لدلال بعد أن عتبت عليها خوفا عليها من الارهاق :
    " يا دلال .. كل ما بذلت للخير ..
    كل ما ارتحت و حسيت بسعادة في حياتي لم أذقها من قبل ..
    كل لحظة ضيعتها في معصية الله الآن أتندم عليها ..
    لأني وجدت الراحة و الطمأنينة و الأنس في طاعة ربي و البذل لدينه" ...

    خرجت دلال من المستشفى بعد أن أمضت فيها عشرين يوما لمرض أصابها مع ولادة مها و بدأت صحتها تتحسن يوما بعد يوم و الحمد لله ...
    كانت مها ريحانة قلبي و نبض فؤادي ..
    يبتهج البيت بصوتها و شقاوتها ..
    و كانت دلال تربيها على الأدب من أشهرها الأولى فأتعجب لصنيعها ..
    طفلة رضيعة فكيف تتأدب !! ..
    و كانت ايضا دائما ما تقرأ القرآن و هي تحملها ..
    و تعلمها كلمات القرآن قبل أن تنطق ..
    حتى أني ذات يوم دخلت البيت فسمعت دلال تقرأ القران بصوت مرتفع ..
    فدخلت الغرفة استطلع الأمر فوجدت دلال قد اجلست مها أمامها و كانت مها للتو قد تعلمت الجلوس و أسندتها على أحد الوسائد حتى لا تسقط على ورائها ..
    ثم جلست دلال أمامها و كانت تقرأ القرآن بصوت مرتفع و كأنهما تلميذ و أستاذه في حلقة تحفيظ ..
    استغربت من صنيع دلال بمها فقلت :" ما شاء الله عليكم فاتحين دار تحفيظ .." ..
    فقالت لي دلال و همة الأم المؤمنة تملأ عينيها : " أبغى مها تلبسنا تاج الوقار يوم القيامة بحفظها لكتاب الله" ...
    فأكبرت هذه الهمة العظيمة في هذه المرأة الصالحة ..
    وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الدنيا متاع , و خير متاعها المرأة الصالحة " ...

    __________________________________________________ __________
    هذا الجزء عشان خاطر عيونك يا غصن الزيتون...لأنك الوحيده اللي اهتمت بالموضوع

    __________________________________________________ __________
    الحين جهزو علب المناديل

    الجزء الثالث :
    دلال مريضة

    مرت السنوات و أصبحت مها في الثالثة من عمرها ..
    كانت زهرة تملأ البيت عبقا و عبيرا و أنسا ..
    و كانت أمها تملأ البيت ايمانا و ذكرا ..
    فما أحلى هذا البيت الذي أسس بنيانه على تقوى من الله ..
    تملأه السعادة و الطمأنينة .. و يخرج منه الخير و البر ..
    حتى أحبه القريب و البعيد ..
    و الغني و الفقير ..

    ذات يوم .. كانت مها تسير مع امها في المستشفى .. فسمعوا امرأة تتأوه من الألم .. فسألت مها والدتها عن هذا الصوت ..
    فأخبرتها بأنها امرأة مريضة تتوجع .. فأخرجت صغيرتي من شنطتها الصغيرة "ريالا" و ذهبت به إلى المرأة المريضة ثم أعطتها اياه و قالت لها : " يا عمة قولي بسم الله علشان يطيب !! " ...
    فذهلت المرأة المريضة من صنيعها ..
    فضمتها اليها .. غير أن صغيرتي بكت من الخوف ...
    فما أحلاك يا حبيبتي مها .. لقد كنت داعية بتصرفاتك الايمانية في كل ميدان ..
    و حق لي أن اسميها الداعية الصغيرة ...

    في أحد الأيام فجعتنا دلال بسقوطها متعبة و هي تؤدي عملها المنزلي ..
    أخذناها إلى المستشفى سريعا و لم يكن في الاسعاف إلى أحد الاطباء فرفضت زوجتي أن يكشف عليها رجل مهما كلفها الامر ..
    كنت أوافقها في اصرارها هذا .. لكن التعب و المرض جعل من وجهها المضيء وجها شاحبا شديد الاصفرار ..
    و مع كل دقيقة تمضي .. تزداد حالتها سوءا و يزداد وجهها اصفرارا ..
    فألححت عليها بأن يكشف عليها الطبيب و أنا معها .. فحالتها حالة ضرورة و لا تحتمل التأخر ..
    فرفضت رفضا قاطعا ثم رفعت يديها إلى السماء و قالت : " اللهم يسر أمري و أكتب الخيرة في عاجل أمري و آجله " ..
    رضخت لأصرارها و بقينا ننتظر الطبيبة ..
    فما هي الا لحظات قليلة حتى طرق الباب و دخلت الطبيبة ..
    بقيت أنا و مها بالخارج ننتظر ما تقوله الطبيبة .. كنت اتأمل في رحمة أرحم الراحمين سبحانه و كيف سخر لها هذه الطبيبة بهذه السرعة العجيبة و اقول في نفسي " صدقت مع الله فأعانها الله " ..
    إلتفت إلى صغيرتي مها فأصابني الهول لما رأيت دموعها تجري على خدها ..
    سألتها بسرعة : " مها وش فيك حبيبتي " ...
    فرفعت يداها إلى السماء و قالت : " يا رب اشف ماما " ...

    لقد حفر منظرها و هي ترفع يديها و تنظر بعينيها إلى الاعلى و الدمع يسيل على خدها أثرا في قلبي ما أحسبه سيندمل ..
    لقد علمتني تلك الصغيرة دروسا في حياة القلب مع الله .. و حياة القلب مع من نحب ..
    علمتني كيف أنصح المخطئ و أساعد المحتاج و أعطف على المريض ...
    قبلتها و قلت : " يارب لا تحرمني من مها " ..
    خرجت الطبيبة من عند دلال فركضت مها إلى أمها لتضمها و تطمئن عليها ..
    أخبرتني الطبيبة أن دلال ستمكث في المستشفى لعدة أيام .. و بعد التحاليل ربما تكون هناك اجابة أكثر دقة ..
    عندما كنت عند دلال في صباح اليوم التالي استدعاني أحد الأطباء ..
    كان يكلمني بطريقة رسمية جدا و لا أثر للابتسامة على وجهه .. فعرفت أن الأمر خطير ..
    حاولت أن آخذ منه أكثر فلم يجبني الا بـ " كل شئ بيد الله " ..

    مرّ يومان فتطور المرض شيئا فشيئا حتى أدخلت دلال غرفة العناية المركزة ..
    ثم دخلت في غيبوبه و لم تفق منها الا بعد ثلاثة أيام ..
    ثم ساءت حالتها مرة أخرى و عادت في غيبوبتها ..
    ثم أمضت عزيزتي دلال في العناية المركزة ثلاثة أشهر ..
    و كانت كلما تفيق توصيني بمها و أن أهتم بنفسي و تطمئنني على نفسها .. ثم ما تمضي سويعات حتى تعود إلى غيبوبتها ..
    ثم بعد هذه الثلاثة أشهر .. غادرتنا حبيبتي و تركتنا في دنيا الآلام ..
    كم كانت أياما عصيبة مؤلمة لم يسبق لي أن مررت بمثلها ..
    فدلال ماتت !!!!
    كيف أعيش بدون دلال التي كنت أفتقدها لو غابت عني لحظة ؟
    كيف أعيش في بيت غابت عنه من كانت تملأه بالذكر لربها و الود لزوجها وابنتها ؟
    أين سأرى تلك اللمسة الحانية و الابتسامة المفرحة و نظرة العتاب بكل حب و ود و صفاء ؟
    لا أدري يوم أن دفنتها .. أدفنتها هي أم دفنت قلبي و روحي !! ...
    أحداث متقطعة .. أعي بعضها و بعضها يكون خارجا عن إرادتي ..
    لم أصدق الخبر حتى أفهمنيه الواقع الذي عشته بعد فقدها ....
    عدت من المقبرة كسير البال أبك الدم قبل الدمع وأردد
    إنا لله و إنا إليه راجعون ..
    قدر الله و ما شاء فعل ..
    اللهم أجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها ..
    إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع و إنا على فراقك يا دلال لمحزونون ...

    بعد أن فرغنا من العزاء ذهبت لأرى صغيرتي مها في بيت جدتها ..
    دخلت إلى فناء البيت فوجدتها تلعب مع بنات خالاتها لعبة " فتاحيه وردة "
    لما رأتني اسرعت الي و ضمتني فحملتها و قبلتها و هي تركز النظر في عيناي و كأن شيئا قد لفت انتباهها ..
    فقالت لي : " بابا متى نروح عند ماما ؟ "
    حاولت أن أتماسك فلم استطع فبقيت محتضنا لصغيرتي و عيناي من خلف رأسها تذرفان الأدمع تلو الأدمع ..
    نسيت نفسي و أنا أبكي بين يدي صغيرتي .. أحسست بأني طفل صغير يحتضن أمه ..
    لقد وجدت في صدر صغيرتي الدفء ..
    كيف لا أجده و هذه الصغيرة قطعة مني ...
    أفقت على يد صغيرتي و هي تمسح الدموع على خدي ..
    لقد فضحتني عيناي .. ماذا أفعل يا رب .. فقبلتها و دعوت الله من قلبي أن يسلي صغيرتي مها ..
    و يجبر مصابها بفقدها لأمها ...

    أخيـــــه أسعدك الله وحفظك ...أين بقية القصة يا غالية ؟؟؟؟ sid sid sid


يعمل...
X