كتبت الأخت الكريمة إستبرق هذا المقال في المنتدى المسكي


أولادي ... لا أريد بركم

ما أروع أولادي .. رؤياهم تبهجني و أصواتهم تطربني و وجودهم حولي يجعلني أمتلئ سعادة و حبورا ...

كلماتهم كلها رقة وعطف و حنان حتى أخالني طفلتهم المدللة بل جوهرة ثمينة يجدون قيمتهم في تذكر قيمتها و سعادتهم في تحلقهم حولها...

نظراتهم لي وابتساماتهم ، هداياهم الثمينة التي لا تنقطع من كل ما أحب و اشتهي تجعلني ملكة في جنة لا أجد كلمات تفي بوصفها و لا تقاربه ...

لكن هل تصدقون أن الجنة قد تكون هي الجحيم بذاته ؟!!!

نعم صدقوا ... فجنتي كذلك ...

بناتي الثلاث يتنافسن دائما في من تجعلني أكثر أناقة وجمالا لأكون أروع و أجمل أم .. كل واحدة تفكر بآخر تسريحة و أحدث قصة و أروع صبغة شعر لتفاجئني أو لعلي أقول تفاجعني بأني بعد دقائق سأكون امرأة اخرى أو مسخا آخر !!!

أما عن الثياب فحدث و لاحرج ... فمن الملابس الضيقة التي يحشرنني فيها مرورا بالفستان الذي ودع كميه بلا عودة !! و الفتحات الفوقية والتحتية وقوفا عند الستريتش !!! فهو لباس الرحلات حتى أكون أكثر أناقة !!!

و لا أنسى أن أعرج على مرجعي اللغوي .. قولي و لا تقولي ...
قولي البوابة و لاتقولي الباب !!!
قولي بيت الخدم و لاتقولي غرفة الخادمة !!!
قولي كل عام و أنتم بخير ولاتقولي عيدكم مبارك !!!
قولي البقية في حياتك و لاتقولي عظم الله أجركم !!!
عظم الله أجري و أجري و أجري

هذه مقدمة المرجع و لم أفتح لكم أبوابه وفصوله ...

أما ابني الوحيد فهو لا يفتر يحدثني عن أجمل السيارات و أفخمها و مزايا هذه و عيوب تلك ... و اختاري يا أم ما تشتهين ... و من السائقين ما ترغبين ...
و لا يتوانى في الأمر على السائق أن يعد السيارة فأنا أجبر -عفوا - أقصد أبر برحلة يومية للنادي أذهب وحدي مع السائق لأضيع ما بقي من عمري في اللهو أقصد الوناسة و سعة الصدر ...

و طالما حدثني و يحدثني ابني عن البلد الفلانية والقارة العلانية ...و يصف لي جبالها و سهولها و نسيمها و جوها العليل ... ثم إذا جاء الصيف شددنا الرحال لا أدري مادا نريد و لا ما نبتغي ...

كل ما أعرفه هناك أني أبقى كاشفة رأسي لأواكب التطور و لعلي أسبقه !!! أجلس في قهوة أرى فيها و اسمع ما يعصرني عصراً ...
أرى المبادئ تغتال !! ودماؤها تهراق على ساحات التطور .والمجاراة !!..

أما يرحمون ضعفي و يحترمون شيبتي ؟!!!
أما يقدرون لي قدرا كإنسانة !! فضلا عن قدري كأم ؟!!
هل أحضروني قربانا للشياطين أم أضحوكة لهم ؟!!!
هل باعوني بثمن بخس أم كنت هدية مجانية للمظاهر الخداعة ؟!!!

صدقوني لا أدري ما ذا أقول ؟؟ كلماتي تحار و فكري يتيه في خضم معاناتي الأليمة ...

لا أدري هل أتوقف ؟ أم أطيل مدى نزفي و أرفع صوت زفرتي ...

أولادي ... دموع عيني لا تنكفئ و صوت نحيبي لا ينقطع و حسرتي تزداد يوما بعد يوم .. بل ساعة بعد ساعة ...


أولادي ...دعوني أعش في رحاب الله .. ذكروني بأيامه .. دعوني أرى الحياة بمنظارها النظيف الراقي المتحرر من كل قيد دنيوي ...

دعوني أستمع لكلام ربي و أمر ربي ونهي ربي ... و أستمع لكل صوت شجي عذب رنان يصدح بالحق و الهدى ...

دعوني أنل حب الله و أشعر بعظمة الله و املأ نفسي طمأنينة و سكونا ...

أولادي هكذا أرى حبكم لي كجنة حقيقية .. تملؤها المناظر الخلابة الجميلة و الأصوات الصداحة العذبة و تملأ نفسي السعادة ..

فإن أبيتم .. فاعذروني أولادي ....... لا أريد بركم ...


و أشكركم


كتبته الأخت الكريمة إستبرق وفقها الله لما يحب ويرضى

كلمات رائعه بارك الله فيك وفي كاتبتها

كلمات جميلة بارك الله فيك وجزاك الف خير

يقول المثل يداك اوكتا وفوك نفخ ....ويقول انك لا تجني من الشوك العنب ...ترى ما تجربة هذه الأم الفاضلة مع تربية ابنائها منذ الصغر .... نريد ان تعتبر .

بارك الله في الجميع
والأخت سيدة : أردت من طرح الموضوع أخذ الخبرات التربوية لا سيما وأن كثيرا من الأخوات في هذا المنتدى المبارك أمهات ، فمن كان لها رأي تربوي فلتتفضل مشكورة مأجورة بطرح ما عندها ، وليست المشاركة مقصورة على المتزوجات أو الأمهات ، فقد يكون هناك بعض الأخوات الاتي لم يتزوجن بعد عندهن من الأمور التربوية ما يفوق كثير من الأمهات