إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

{رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} - انتقاء مُوفق -

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} - انتقاء مُوفق -

    عنوان الموضوع : {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} - انتقاء مُوفق -
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    { رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }([1]).


    هذه الدعوة ضمن دعوات ذكرها المؤلف حفظه اللَّه تعالى ووفقه، من دعوات موسى عليه السلام الذي كثر عنها الحديث في كتاب ربنا دلالة على أهميتها، والدعوة إلى العناية بها، فهماً، وعلماً، وسؤالاً، ومطلباً، ففيها من الخيرات والمنافع الكثيرة التي تعود على العبد بما يصلح أموره، وأحواله في الدنيا، ومرجعه في الآخرة .
    فقد ذكر المفسرون أن موسى عليه السلام لما جهد في السفر، وانقطع عن الأهل، بلغ به الجوع كل مبلغ، ولم يكن معه من الطعام ما يأكله، فعرف أين المقصد، وأين المخرج، فعرف أن المفرّ إلى ربه تبارك وتعالى الذي اعتنى به منذ صغره إلى هذه الحال، عرف ربه في الرخاء، فعرفه في الشدة، فتوسّل إليه بألطف الوسائل.




    قوله: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ: ذكر حاله إلى ربه تبارك وتعالى بألطف الكلمات والعبارات، المتضمن لطلب إنزال اللَّه الخيرات، وهذا من أبلغ الوسائل، وألطفها لما فيها من حسن الأدب وكمال الطلب .
    و كأني بحاله يقول: يا ربي، إني لما أنزلت إليَّ من فضلك وغناك وخيرك فقير إلى أن تغنيني بك عمن سواك .
    ((وهذا سؤال منه بحاله، والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال))([2]).
    ((فإن اللَّه تعالى كما يحب من الداعي أن يتوسل إليه بأسمائه، وصفاته، ونعمه العامة والخاصة، فإنه يحب منه أن يتوسّل إليه بضعفه، وعجزه، وفقره، و عدم قدرته على تحصيل مصالحه، ودفع الأضرار عن نفسه، لما في ذلك من إظهار التضرع و المسكنة، والافتقار للَّه عز وجل الذي هو حقيقة كل عبد))([3]).


    فقد تضمّن كتاب ربنا أنواعاً في كيفية الطلب والدعاء، فتارة يكون الدعاء بصيغة الطلب: ﴿وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ([4]).
    وتارة يكون بصيغة الخبر المتضمن للطلب مثل هذا الدعاء، وكدعاء زكريا: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا([5]).
    وكقوله تعالى عن أيوب: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ([6])، والعبد الصالح السالك طريق الأنبياء والمرسلين يحسن به الاقتداء بهم، والأخذ بسننهم في الدعاء )أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ(([7]).
    فيجمع العبد بين هذه التوسلات العلية في سؤاله ورغبته:
    وإذا كان موسى عليه السلام قد سأل اللَّه الخير بصيغة الحال، فإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل اللَّه عز وجل الخير بصيغة الطلب، كما في الحديث العظيم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لأُمِّنا عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حين قال لها: ((عَلَيْكِ بِالْكَوَامِلِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ...، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ))، وفي رواية: ((عليك بالجوامع الكوامل)) ([8]).


    تضمنت هذه الدعوة المباركة جملاً من الفوائد منها:
    1 – أن الشكوى إلى اللَّه تعالى لا تنافي الصبر، بل من كمال الإيمان باللَّه تعالى، والرضا بقدره .


    2 – على الداعي أن يتوسل إلى اللَّه بأنواع التوسل المشروعة، وإن ذلك من كمال العبودية التي يحبها اللَّه عز وجل .


    3 – مشروعية الاستعاذة من الفقر، وأنها سُنَّة الأنبياء والمرسلين، فقد كان من دعاء رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ((اللّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ، وَالْقِلَّةِ، وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ))([9]).








    ([1]) سورة القصص، الآية: 24.

    ([2]) تفسير ابن سعدي، 6/ 16.

    ([3]) تفسير اللطيف المنان، ص 132.

    ([4]) سورة المؤمنون، الآية: 118.

    ([5]) سورة مريم، الآية: 4.

    ([6]) سورة الأنبياء، الآية 83.

    ([7]) سورة الأنعام، الآية: 90.

    ([8]) سنن ابن ماجه، برقم 3846، مسند أحمد، برقم 25137، ورقم 25138، واللفظ له، الأدب المفرد للبخاري، وقد تقدم تخريجه في الدعاء رقم 29، مع التعليق عليه.

    ([9]) أخرجه أبو داود، برقم 1544،والنسائي، برقم 5475، وسيأتي تخريجه وشرحه، في الدعاء رقم 94.


    موقع ( الكلم الطيب )







    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    جزاك الله خيرا

    __________________________________________________ __________

    ما شاء الله
    كعادتك نقلك قيم جدا يا داعية
    جزاك الله خيرا

    ننتظرك دوما لا تتركينا وتغيبين عنا وقت طويل


    __________________________________________________ __________
    الله يجزاك الجنة ويكثر من إمثالكِ

    __________________________________________________ __________
    جزاك الله خيرا


    لا إله إلا الله

    __________________________________________________ __________





يعمل...
X