أخواتى فى الله
لا يستغني الحافظ والمُفسر للقرآن الكريم و المتدبر له عن معرفة أسباب نزول آياته
لذلك سوف أعرض عليكم موضوع عن أسباب نزول بعض الايات فى القرآن الكريم
وسيكون ذلك فى حلقات متجددة
فتابعونى


إن معرفة أسباب نزول آيات القرآن الكريم مهمة جدا لأنها تؤدي إلى فوائد كثيرة منها:

1

بيان أن القرآن نزل من الله سبحانه و تعالى وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء
فيتوقف عن الجواب أحياناً حتى ينزل عليه الوحي أو يخفى عليه الأمر الواقع فينزل الوحي مبيناً له
2

بيان عناية الله سبحانه وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه

3

بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم
4

فهم معاني آيات القرآن الكريم على الوجه الصحيح ودفع الإشكال عنها
5
بيان الحِكمة مِن تشريع بعض الأحكام
6
تيسير الحفظ وتسهيل الفهم



الحلقة الخامسة عشر(الاخيرة)


قال الله تعالى :
(( اليومَ أكملتُ لكم دِينَكم وأَتْممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ ديناً ))
المائدة : 3


سبب نزول الآية الكريمة
في الصحيح أنَّ رجلاً من اليهود جاء إِلَى عُمَر بْن الْخَطَّاب – رضي الله عنه - فَقَالَ :
يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ! إِنَّكُمْ تَقْرَؤونَ آيَة فِي كِتَابكُمْ لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَر الْيَهُود نَزَلَتْ لاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْم عِيدًا
قَالَ : وَأَيّ آيَة ؟ قَالَ :
قَوْله
" الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي "
فَقَالَ عُمَر :
وَاَللَّه إِنِّي لأَعْلَم الْيَوْم الَّذِي نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَالسَّاعَة الَّتِي نَزَلَتْ فِيهَا عَلَى رَسُول اللَّه عَشِيَّة عَرَفَة فِي يَوْم جُمُعَة

قَالَ كَعْب – رضي الله عنه - :
لَوْ أَنَّ غَيْر هَذِهِ الأمَّة نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الآيَة لَنَظَرُوا الْيَوْم الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ عَلَيْهِمْ فَاتَّخَذُوهُ عِيدًا يَجْتَمِعُونَ فِيهِ

قَالَتْ أَسْمَاء بِنْت عُمَيْس – رضي الله عنها - :
حَجَجْت مَعَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تِلْكَ الْحَجَّة ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِير إِذْ تَجَلَّى لَهُ جِبْرِيل فَمَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الرَّاحِلَة فَلَمْ تُطِقْ الرَّاحِلَةُ مِنْ ثِقَل مَا عَلَيْهَا مِنْ الْقُرْآن فَبَرَكَتْ ، فَأَتَيْته فَسَجَّيْت عَلَيْهِ بُرْدًا كَانَ عَلَيَّ

وَقَالَ اِبْن جَرِير وَغَيْر وَاحِد :
مَاتَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْد يَوْم عَرَفَة بِأَحَدٍ وَثَمَانِينَ يَوْمًا ، ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام

وعن عليّ وعن ابن عباس – رضي الله عنهم - :
قَوْله :
(( الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ )) وَهُوَ الإسْلام
قَالَ : أَخْبَرَ اللَّه نَبِيّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ قَدْ أَكْمَلَ لَهُمْ الإِيمَان فَلا يَحْتَاجُونَ إِلَى زِيَادَة أَبَدًا
, وَقَدْ أَتَمَّهُ اللَّه - عَزَّ ذِكْره - فَلا يُنْقِصهُ أَبَدًا , وَقَدْ رَضِيَهُ اللَّه فَلا يَسْخَطهُ أَبَدًا .ّ




أخواتى فى الله
ولكن ماهو تمام الدين
؟
الدين في اللغة : هو أسلوب الحياة
الدين في الشريعة : هو شرع الله الذي أنزله الله سبحانه و تعالى على رسله
و يشمل كل عمل و قول و اعتقاد يتقرب به العبد إلى ربه و خالقه
و جوهر الدين في حقيقته هو الانصياع و الاستسلام لأمر الله و حكمه طلبا لرضاه و خوفا من غضبه و عقابه و هو ما يعرف بالإسلام.
و يتدرج المسلم حسب تمام تدينه من مرتبة الإسلام إلى مرتبة الإيمان ثم إلى مرتبة الإحسان وهي مراقبة الله في كل لحظة
و يأتي هذا التدرج حسب تعلق المرء بخالقه و إقباله على الطاعات و اجتنابه للمعاصي.

و كما نعرف جميعا فإن أركان الإسلام خمسة و هي موضحة في الحديث النبوي الشريف حيث يقول الرسول صلى الله عليه و سلم"
بني الإسلام على خمس" إلى آخر الحديث
و هي بالتالي أركان الإسلام التي يبنى عليها الدين و ليست الدين في حد ذاتها
إنما هي وسائل يتقرب بها العبد إلى ربه و يزكي بها نفسه و جسده و ماله من خلال ممارستها
و لو توقف عندها المسلم ما كان له فضل على أحد من الناس
أما تمام الدين و كماله فهو أكبر و أعم و أهم بطبيعة الحال و لكن من لا يؤدي هذه الأركان
كما ينبغي لها هو أبعد ما يكون عن تمام الدين بل قد يخرج من دائرة الإسلام إذا تركها جاحدا منكرا




الدين المعاملة
و لقد ورد وصف الدين بعدة صيغ جامعة و منها و أجملها
" الدين المعاملة"
و هذه المقولة ليست بالحديث الشريف و لكنها قاعدة و عرف بشري
تراكمت معانيه عبر السنين من تجارب الناس في الحياة
وهذه القاعدة في الحكم على مستوى التدين عامة تنطبق على جميع الناس بغض النظر عن مواقعهم في الحياة و قدرتهم على التأثير بين الناس


و كم من مصل ليس له من عمله أجر يذكر فصلاته لا تنهاه عن الفحشاء و المنكر
و كم من ملتح ليس له من عمله أجر يذكر فلحيته مظهر خارجي ينتهي عند جذور الشعر و لا يلامس قلبه و لسانه
و كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش و هذا بطبيعة الحال إذا لم ينتبه إلى حقيقة الدين في حسن المعاملة

فدين المرء يوزن بناء علي طريقته في معاملة الناس و بحسب أسلوبه في التعامل مع الآخرين

الدين الكامل
والدين الكامل يكمن في المعاملة الحسنة في البيت مع الأسرة و مع الجيران و الناس أجمعين
و الدين في العمل يتحقق بأداء الحقوق للآخرين و الدين في المدرسة أو الجامعة
يتجلى في تسخير كل جهد و وقت للإعانة على طلب العلم و تحصيله
و الدين في المسجد يكون بالنصح و النصيحة و الرفق و التراحم و الدعاء بالخير و التعاون على البر والتقوى.

و لكي نحقق مقولة" الدين المعاملة" علينا بدوام التواصي بذلك و الصبر عليه عملا بقوله تعالى
:
(وَالْعَصْرِ ,إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ,إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )
سورة العصر


و الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم يقول :
" الدين النصيحة "
و هذا الحديث يضع لنا وصفا جامعا للدين في النصيحة
و النصيحة بين المسلمين هي رسالة كل المسلمين و خاصة المصلحين و المتعلمين و المثقفين و الدعاة إلى الخير منهم.

و خير النصائح ما كانت برفق و لين و أسلوب سليم بحيث لا تخرج من دائرة النصح إلى دوائر الإيذاء أو الاعتداء على الآخرين
سواء ماديا أو معنويا.

و لنا في رسولنا الكريم صلوات الله عليه و سلامه أسوة حسنة
فلقد صبر على عبادة الله في مكة و الأصنام قائمة حول الكعبة
و لم يمسسها بسوء إلى أن فتح الله على يديه مكة المكرمة فهدم الأصنام و هو يكبر الله و يسبح بحمد الله و يستغفره.

فاللهم لك الحمد على الإسلام والإيمان والقرآن واحشرنا مع النبى العدنان سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام.




أخواتى فى الله
أستودعكن فى حفظ الله وأمنه
وإن كنت قد أصبت فيما كتبت فهو من توفيق الله سبحانه وتعالى
وأن كنت قد أخطأت فمن نفسي فسامحونى

تمت الاستعانة ببعض المواقع الاسلامية










>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

يا الله
كم حزنت لانتهاء السلسلة الايمانية الأكثر من رائعة : (
جزاكِ الله خيرا وجعلكِ إلهي مُباركة أينما كنت

ننتظر المزيد من أفكارك النيّرة ومواضيعكِ القيّمة دوما


__________________________________________________ __________
جزاك الله خيرا
علووشه

__________________________________________________ __________
بارك الله فيك غاليتي

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________