عنوان الموضوع : سورة ابراهيم ۞ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ۞ السؤال الرابع عشر للحفظ
مقدم من طرف منتديات أميرات

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
مقدم من طرف منتديات أميرات

==================================
الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا
والحمد لله الذى أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا
والحمد لله الذى جعل كتابه موعظة وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة ونورا للمؤمنين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن أهتدى بهديه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
لقد صح فى فضل القرآن من الحديث ما يكفينا عن الضعيف والواهى ولله الحمد
وبعض الناس يظن أنه لابد لكل سورة فضل خاص بها وهذا ليس صحيحا
فقد جعل الله تبارك وتعالى لكتابه فضلا عاما عظيما يشمل جميع السور والآيات لقوله تعالى :
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
الزمر:23
وقال جل وعلا:
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا )
الإسراء :82
![]()
__________________________________________________ __________
سورة إبراهيم
أعُوذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
قال تعالى :
هدف السورة:يقول رب العالمين لرسوله الخاتم الكريم هذا كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور بإذن ربهم الى صراط العزيز الحميد
توضيح نعمة الإيمان ونقمة الكفر
وفى هذا الكتاب الذى انزلناه اليك اصطفاء لك لتكون رسولاوكذلك هذا شرف واصطفاء اخر انه ليس لقوم مخصوصين
وانما للناس جميعا ذلك شرف اخر استوعب الزمان والمكان والالسنه والاقوام لتخرج الناس من الظلمات للنور
الحق سبحانه وتعالى حين يجلى المعانى يجليها دائما بالمحسوسات التى يدركها الجميع لا شك ان الظلمه تستر الاشياء والنور يوضح الاشياء
اذا فالنور والظلمه الحسيه امر معلوم للبشر فالظلمه التى تحجب عن الانسان الاشياء تمنعه ان يسير سير اطمئنان الى غايه
فلربما اصطدم بشئ اقوى منه فيحطمه وربما اصطدم بشئ أضعف منه فحطمه
فاذا سار فى ظلمه لا يرى فيها الاشياء اما ان يحطم او يتحطم ومن ثم فالذى يقى من هذا هو النور الذى يهتدى به الناس ليسير عليه الناس
والحياه فيها امور ماديه ومعنويه فليست الحياه كلها امور ماديه فقط فتجد فيها من المعنويات الحقد والحسد والخوف والامن والامانه والاطمئنان والوفاء
فتجد فيها الشىء وما يقابله فيجب ان تتجلى هذه المعنويات ان لم يوجد ما ينيرها لنا اصطدمنا بالعقبات فتجد الحق سبحانه وتعالى
اراد ان يجلى لنا امور الحياه الماديه والمعنويه ويريد الحق ان يجمع بين الامرين :
طريق مستقيم هو طريق النورهو طريق العزيز الحميد فالعزيز هو الذى يغلب ولا يُغلب والحميد هو من ثبتت له صفه الحمد من دون الغير والذى لا يحمد سواه
لذا فالفطرة السليمة الصحيحة تجدها حامدة لأنعم الله الثابتة
فالله سبحانه وتعالى محمود قبل ان يوجد من يحمده وتواب قبل ان يوجد من يتوب عليه وهو عزيز قبل ان يوجد من يغلبه الله
ان الله فى اول الايات ينقلنا من الامور الحسية التى نراها ونستشعرها الى الصراط المستقيم الذى اوله فى الدنيا ونهايته فى الاخره
هل تستوي الظلمات والنور
لذلك فإن السورة هي عبارة عن مقابلة مستمرة بين الحق والباطل بين أهل الإيمان وأهل الكفر بين النور والظلمات
وبدايتها واضحة في هذا المعنى:
(الر كِتَابٌ أَنزَلْنَـٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ)
إبراهيم :1
وكأن المعنى يقول أيّها الإنسان أنظر إلى الظلمات والنور وتأمل نعمة الله تعالى واختر بينهما
وتعلم أن طريق النور هو طريق النجاة وطريق الهلاك هو طريق الظلمات
__________________________________________________ __________
محور مواضيع السورة :
تناولت السور الكريمة موضوع العقيدة من حيث الإيمان بالله والإيمان بالرسالة والإيمان بالبعث والجزاء
ويكاد يكون محور السورة الرئيسي الرسالة والرسول فقد تناولت دعوة الرسل الكرام بشيء من التفصيل
ووضحت وظيفة الرسول ومعنى وحدة الرسالات السماوية فالأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين
جاءوا لتشييد صرح الإيمان وتعريف الناس بالإله الواحد الحق الذي تعنو له الوجوه
وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور فدعوتهم واحدة وهدفهم واحد وإن كان بينهم اختلاف في الفروع
بين يدى السورة
سبب التسمية :
سميت السورة الكريمة " سورة إبراهيم " تخليداً لفضل أبو الأنبياء وإمام الحنفاء سيدنا إبراهيم عليه السلام
الذي حطم الأصنام وحمل راية التوحيد وجاءبالحنيفية السمحه ودين الإسلام الذي بعث به خاتم الانبياء والمرسلين
وقد قص علينا القرآن الكريم دعواته المباركات بعد انتهائه من بناء البيت العتيق وكلها دعوات إلى الإيمان والتوحيد
التعريف بالسورة :
هى سورة مكية ماعدا الآيتان " 28 ، 29 " فمدنيتان
عدد آياتها 52
ترتيبها الرابعة عشرة
نزلت بعد سورة " نوح "
بدأت السورة بحروف مقطعة " الر " ذكرت السورة قصة سيدنا إبراهيم
__________________________________________________ __________
الفائدة من السورة الكريمة
تقارن السورة الكريمة نعمة الإيمان ونقمة الكفر
وتوضح السورة الفرق بين الظلمات والنور
وأن طريق الله نعمة وعزة والبديل لا يكون إلا صغاراً وذلاً في الدنيا والآخرة
الآيات التي تتحدث عن أهمية شكر النعمة وخاصة نعمة الإيمان
السور السابقة التي كانت تتحدث عن كل نبي مع قومه أما هذه السورة فإنها تصور كل الأنبياء مع كل الكفار
تتواصل الآيات إلى أن تصل بنا إلى خطبة إبليس في جهنم والتي هي بمثابة قمة نقمة الكفر على أصحابه
و تضرب لنا السورة مقارنة رائعة بين الخير متجسدا فى كلمة ( لا إله إلاّ الله) التى هى كالشجرة الطيبة اصلها ثابت وفروعها مثمرة دائما
وكلمة الشر وهى كلمة الكفر الهشة الخبيثة لا جذع لها ولا أصل ولا خيرا فيها
الاسئلة
أجيبى عن الاسئلة التالية
س1
ماذا قال إبليس لأهل النار بعد استقرارهم فيها ؟
س2
كيف شبه الله تبارك وتعالى كلمة الإيمان و كلمة الكفر ؟
س3
التوكل على الله و الصبر على الأذى هو من صفات الرسل فكيف نقتدي بهم ؟
مع تمنياتى للجميع بالتوفيق والسداد
وإلى اللقاء يوم الأثنين بمشيئة الله
مع سورة الحجر والسؤال الخامس عشر
__________________________________________________ __________
س1
ماذا قال إبليس لأهل النار بعد استقرارهم فيها ؟
قال تعالى:
- وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
س1
ماذا قال إبليس لأهل النار بعد استقرارهم فيها ؟
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
س2
كيف شبه الله تبارك وتعالى كلمة الإيمان و كلمة الكفر ؟
{ 24 - 26 } { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ *تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ }
قول تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَة } " وهي شهادة أن لا إله إلا الله، وفروعها { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } وهي النخلة { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } في الأرض { وَفَرْعُهَا } منتشر {فِي السَّمَاءِ } وهي كثيرة النفع دائما، { تُؤْتِي أُكُلَهَا } أي: ثمرتها { كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } فكذلك شجرة الإيمان ، أصلها ثابت في قلب المؤمن، علما واعتقادا. وفرعها من الكلم الطيب والعمل الصالح والأخلاق المرضية، والآداب الحسنة في السماء دائما يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان ما ينتفع به المؤمن وينفع غيره، { وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } ما أمرهم به ونهاهم عنه، فإن في ضرب الأمثال تقريبا للمعاني المعقولة من الأمثال المحسوسة، ويتبين المعنى الذي أراده الله غاية البيان، ويتضح غاية الوضوح، وهذا من رحمته وحسن تعليمه. فلله أتم الحمد وأكمله وأعمه، فهذه صفة كلمة التوحيد وثباتها، في قلب المؤمن.
ثم ذكر ضدها وهي كلمة الكفر وفروعها فقال: { وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } المأكل والمطعم وهي: شجرة الحنظل ونحوها، { اجْتُثَّتْ } هذه الشجرة { مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ } أي: من ثبوت فلا عروق تمسكها، ولا ثمرة صالحة، تنتجها، بل إن وجد فيها ثمرة، فهي ثمرة خبيثة، كذلك كلمة الكفر والمعاصي، ليس لها ثبوت نافع في القلب، ولا تثمر إلا كل قول خبيث وعمل خبيث يستضر به صاحبه، ولا ينتفع، فلا يصعد إلى الله منه عمل صالح ولا ينفع نفسه، ولا ينتفع به غيره.(
س3
التوكل على الله و الصبر على الأذى هو من صفات الرسل فكيف نقتدي بهم ؟ وجوب التوكل، وأنه من لوازم الإيمان، ومن العبادات الكبار التي يحبها الله ويرضاها، لتوقف سائر العبادات عليه، { وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا }
أي: أي شيء يمنعنا من التوكل على الله والحال أننا على الحق والهدى، ومن كان على الحق والهدى فإن هداه يوجب له تمام التوكل، وكذلك ما يعلم من أن الله متكفل بمعونة المهتدي وكفايته، يدعو إلى ذلك، بخلاف من لم يكن على الحق والهدى، فإنه ليس ضامنا على الله، فإن حاله مناقضة لحال المتوكل.
وفي هذا كالإشارة من الرسل عليهم الصلاة والسلام لقومهم بآية عظيمة، وهو أن قومهم -في الغالب- لهم القهر والغلبة عليهم، فتحدتهم رسلهم بأنهم متوكلون على الله، في دفع كيدكم ومكركم، وجازمون بكفايته إياهم، وقد كفاهم الله شرهم مع حرصهم على إتلافهم وإطفاء ما معهم من الحق، فيكون هذا كقول نوح لقومه: { يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون } الآيات.
وقول هود عليه السلام قال: { إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون }
{ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا } أي: ولنستمرن على دعوتكم ووعظكم وتذكيركم ولا نبالي بما يأتينا منكم من الأذى فإنا سنوطن أنفسنا على ما ينالنا منكم من الأذى، احتسابا للأجر ونصحا لكم لعل الله أن يهديكم مع كثرة التذكير.
{ وَعَلَى اللَّهِ } وحده لا على غيره { فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } فإن التوكل عليه مفتاح لكل خير.
واعلم أن الرسل عليهم الصلاة والسلام توكلهم في أعلى المطالب وأشرف المراتب وهو التوكل على الله في إقامة دينه ونصره، وهداية عبيده، وإزالة الضلال عنهم، وهذا أكمل ما يكون من التوكل.