عنوان الموضوع :
مقدم من طرف منتديات أميرات
ما الذي يُريده الناس في هذه الحياة ؟
كل إنسان في هذه الدنيا يَتمنّى حُصُول مَطْلوبه .. وانْدِفاع مَرْهوبه !
أن يتحقق له ما يُريد .. وأن يُصرف عنه كل سوء ومكروه ..
أليس كذلك ؟
بلى
وهذا مُتحقِّق للمؤمن إذا حَقَّق الإسلام ..
فإذا ما أسْلَمَتْ جوارِح المؤمن لله رب العالمين .. وكانت مُنقادَة لله .. فقد تحقق له ما يصبو إليه .. واندفع عنه ما يَرهبه ويخافه ..
إذا تَقَرّب المؤمن إلى ربّه شِبْرًا تَقَرّب الله إليه ذِراعا ..
وإذا تَقرّب المؤمن إلى ربِّـه تبارك وتعالى بالفرائض .. فقد أبرأ ذِمَّـتَه , وأرضى ربَّـه ..
ولا يَزال المؤمن يتقلّب بين الطاعات .. ويتقرّب إلى رب الأرض والسماوات .. يتقرّب بِنوافِل الطاعات .. مِن نوافل الصلاة ، ونوافل الزكاة ، ونوافل الصِّيَام ، ونوافل الحجّ والعُمرة ..
ولسان حاله :
ركضا إلى الله بغير زاد *** إلا التقى وعمل المعاد
وكل زادٍ عُرْضَة للنفاد *** غير التقى والبر والرشاد
ولسان مَقَالِه : وعَجِلْتُ إليك ربّي لِترضى ..
لم يَكْتفِ بالفَرائض حتى أدَّى النوافل ..
حين يشعر المؤمن بِتقصيره في حقّ ربِّـه .. يدفعه إلى ذلك مَعرفة بِما يَجب لِربِّـه .
وحين يعترِف بِذَنْبه ..
فإن ذلك يَحْمِله على زِيادة القُرُبات .. والازْدياد مِن الطَّاعات ..
لم يَسْتَثْقِل الفرائض .. بل بَادَر إلى النوافل .. وسارع في الخيرات وإلى الخيرات .
وهذا سبب لِنَيْل محبة الله ، والفوز بِرضاه ..
يَقُول الله تَعالى في الحديث القُدْسي : وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ . رواه البخاري .
فإذا أحبّه ربّ العِزّة جاءته الْمَكرُمات .. وفاز بِعلُوّ الدَّرَجات ..
مَن أحبّه رب العالمين جازاه أحسن الجزاء .. في الدنيا والآخرة ..
ما جزاء هذا الذي تقرّب بالنوافل بعد أن تقرّب بالفرائض ؟
يقول تعالى في الحديث القدسي :
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا . رواه البخاري .
تلك هي أول الْمَكرُمات .. أن تُسلِم جَوَارِحه لله .. فلا تَعمل إلاَّ بطاعة الله ..
إن أعطى .. فـ لله .. وإن مَنَع .. فـ لله ..
إن أحبّ .. فـ لله .. وإن أبْغَض .. فَفِي الله ..
إن مَشَى فَفِي طاعة الله ..
وإن بِطَش فَفِي ذَات الله .. جِهَادًا في سبيل الله .. أو إقامة لِحَدّ مِن حُدود الله .. أوْ أمْرًا بالمعروف ونَهْـيًا عن الْمُنكر ..
وما عَدا ذلك فَقد سَلِم الْخَلْق مِن يَده وَرِجْلِه ولِسَانه ..
فَـيَا لِفَوز العَابِد ..
مَسْألَته مُتحقّقة ..
إن لَجَأ إلى الله في دَفْع مَكُروه دُفِع ..
وإن تَذلل لِرَفع شَدائد وكُروب رُفِع ..
إن اسْتَعَاذ بِالله أُعِيذ ..
يَقُول الله تَعالى في الحديث القُدْسي :
وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ . رواه البخاري .
أي : ذلك الذي تَحَقَّقَتْ فيه تلك الصِّفَات .. ولَزِمَ تلك الطاعات .. مِن نَفْلها وفَرْضِها .. إن سأل الله أعطاه سُؤلَه .. وإن اسْتَعَاذ بالله أعَاذَه مِمَّا يَخاف ويَحْذَر ..
المؤمن لا يَخِيب سَعْيه .. ولا يَنقطِع أمَلُه ..
حَـبْل رَجَائه مَوصُول بالله ..
إن سأل .. سأل مَن بِيدِه خزائن السماوات والأرض ..
وإن اسْتعاذ اسْتَعَاذ بِمن له مقاليد الأمور .. إذ لا يَخرُج شيء عن حُكمه ومُلكِه وسُلطانه ..
فالكلّ في قَبْضَتِه .. لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ..
فمن لم يتحقق له مطلوب .. أو لَم يندفع عنه مرهوب .. فَلْـيَعُد على نفسه بالـتُّهة .. وليَرْجِع عليها باللوم ..
فَمِن قِبَل نفسه أُتِي ..
وكما يقول ابن القيم :
فهو الْجَانِي على نَفْسِه ، وقد قَعَد تَحْت الْمَثَل السَّائر : يَدَاك أوْكَتَا وَفُوك نَفَخ !
وربّ العِزَّة سبحانه وتعالى يُنادي عباده ..
يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ؛ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ . رواه مسلم .
وسبق في هذا المعنى :
إسـلام الجـوارح
http://saaid.net/Doat/assuhaim/135.htm
الرياض
ليلة السبت 6/2/1428 هـ
..
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك ربي الفردوس الأعلى يا شيخ
على الموضوع الطيب
وجعله في موازين حسناتك
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
ما الذي يُريده الناس في هذه الحياة ؟
كل إنسان في هذه الدنيا يَتمنّى حُصُول مَطْلوبه .. وانْدِفاع مَرْهوبه !
أن يتحقق له ما يُريد .. وأن يُصرف عنه كل سوء ومكروه ..
أليس كذلك ؟
بلى
وهذا مُتحقِّق للمؤمن إذا حَقَّق الإسلام ..
فإذا ما أسْلَمَتْ جوارِح المؤمن لله رب العالمين .. وكانت مُنقادَة لله .. فقد تحقق له ما يصبو إليه .. واندفع عنه ما يَرهبه ويخافه ..
إذا تَقَرّب المؤمن إلى ربّه شِبْرًا تَقَرّب الله إليه ذِراعا ..
وإذا تَقرّب المؤمن إلى ربِّـه تبارك وتعالى بالفرائض .. فقد أبرأ ذِمَّـتَه , وأرضى ربَّـه ..
ولا يَزال المؤمن يتقلّب بين الطاعات .. ويتقرّب إلى رب الأرض والسماوات .. يتقرّب بِنوافِل الطاعات .. مِن نوافل الصلاة ، ونوافل الزكاة ، ونوافل الصِّيَام ، ونوافل الحجّ والعُمرة ..
ولسان حاله :
ركضا إلى الله بغير زاد *** إلا التقى وعمل المعاد
وكل زادٍ عُرْضَة للنفاد *** غير التقى والبر والرشاد
ولسان مَقَالِه : وعَجِلْتُ إليك ربّي لِترضى ..
لم يَكْتفِ بالفَرائض حتى أدَّى النوافل ..
حين يشعر المؤمن بِتقصيره في حقّ ربِّـه .. يدفعه إلى ذلك مَعرفة بِما يَجب لِربِّـه .
وحين يعترِف بِذَنْبه ..
فإن ذلك يَحْمِله على زِيادة القُرُبات .. والازْدياد مِن الطَّاعات ..
لم يَسْتَثْقِل الفرائض .. بل بَادَر إلى النوافل .. وسارع في الخيرات وإلى الخيرات .
وهذا سبب لِنَيْل محبة الله ، والفوز بِرضاه ..
يَقُول الله تَعالى في الحديث القُدْسي : وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ . رواه البخاري .
فإذا أحبّه ربّ العِزّة جاءته الْمَكرُمات .. وفاز بِعلُوّ الدَّرَجات ..
مَن أحبّه رب العالمين جازاه أحسن الجزاء .. في الدنيا والآخرة ..
ما جزاء هذا الذي تقرّب بالنوافل بعد أن تقرّب بالفرائض ؟
يقول تعالى في الحديث القدسي :
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا . رواه البخاري .
تلك هي أول الْمَكرُمات .. أن تُسلِم جَوَارِحه لله .. فلا تَعمل إلاَّ بطاعة الله ..
إن أعطى .. فـ لله .. وإن مَنَع .. فـ لله ..
إن أحبّ .. فـ لله .. وإن أبْغَض .. فَفِي الله ..
إن مَشَى فَفِي طاعة الله ..
وإن بِطَش فَفِي ذَات الله .. جِهَادًا في سبيل الله .. أو إقامة لِحَدّ مِن حُدود الله .. أوْ أمْرًا بالمعروف ونَهْـيًا عن الْمُنكر ..
وما عَدا ذلك فَقد سَلِم الْخَلْق مِن يَده وَرِجْلِه ولِسَانه ..
فَـيَا لِفَوز العَابِد ..
مَسْألَته مُتحقّقة ..
إن لَجَأ إلى الله في دَفْع مَكُروه دُفِع ..
وإن تَذلل لِرَفع شَدائد وكُروب رُفِع ..
إن اسْتَعَاذ بِالله أُعِيذ ..
يَقُول الله تَعالى في الحديث القُدْسي :
وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ . رواه البخاري .
أي : ذلك الذي تَحَقَّقَتْ فيه تلك الصِّفَات .. ولَزِمَ تلك الطاعات .. مِن نَفْلها وفَرْضِها .. إن سأل الله أعطاه سُؤلَه .. وإن اسْتَعَاذ بالله أعَاذَه مِمَّا يَخاف ويَحْذَر ..
المؤمن لا يَخِيب سَعْيه .. ولا يَنقطِع أمَلُه ..
حَـبْل رَجَائه مَوصُول بالله ..
إن سأل .. سأل مَن بِيدِه خزائن السماوات والأرض ..
وإن اسْتعاذ اسْتَعَاذ بِمن له مقاليد الأمور .. إذ لا يَخرُج شيء عن حُكمه ومُلكِه وسُلطانه ..
فالكلّ في قَبْضَتِه .. لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ..
فمن لم يتحقق له مطلوب .. أو لَم يندفع عنه مرهوب .. فَلْـيَعُد على نفسه بالـتُّهة .. وليَرْجِع عليها باللوم ..
فَمِن قِبَل نفسه أُتِي ..
وكما يقول ابن القيم :
فهو الْجَانِي على نَفْسِه ، وقد قَعَد تَحْت الْمَثَل السَّائر : يَدَاك أوْكَتَا وَفُوك نَفَخ !
وربّ العِزَّة سبحانه وتعالى يُنادي عباده ..
يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ؛ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ . رواه مسلم .
وسبق في هذا المعنى :
إسـلام الجـوارح
http://saaid.net/Doat/assuhaim/135.htm
الرياض
ليلة السبت 6/2/1428 هـ
..
==================================
جزاك ربي الفردوس الأعلى يا شيخ
على الموضوع الطيب
وجعله في موازين حسناتك
__________________________________________________ __________
جــزاك الله خيــــ شيخنا الكريم ـــــر
وليست السعادة محصورة في تحقيق امر دنيوي ولكن تشمل السعادة الأخروية الدائمة
بارك الله في جهـــــــودك
مشاركة قيمة ..
وليست السعادة محصورة في تحقيق امر دنيوي ولكن تشمل السعادة الأخروية الدائمة
بارك الله في جهـــــــودك
مشاركة قيمة ..
__________________________________________________ __________
جزاك الله خير شيخنا الفاضل والله يجعل
كل ما كتبت يمينك في ميزان حسناتك
كل ما كتبت يمينك في ميزان حسناتك
__________________________________________________ __________
موضوع قيم..بارك الله فيك شيخنا الفاضل..
__________________________________________________ __________
السلام عليكم
بارك الله لكم
وجزاكم الله خير
وندعو الله ان يكون لنا يقين فى طاعته
وان يكون لنا يين فى ترك معصيته
وان يكون يقين الطاعه فى قلوبنا لننال به رضاء العزيز الجبار
وان يجعل خوفنا من النيران وحبنا فى الجنان سبيل لنا لطاعة الواحد الديان
وان يجنبنا واياكم واهلنا والمسلمين وساوس الشيطان لكى لانستمع الى وساوسه فتودى بنا الى المهالك
ونجعل سبيلنا طاعته وعزنا رضاة سبحانه وتعالى
نشكركم
وصلى الله على رسول الله
بارك الله لكم
وجزاكم الله خير
وندعو الله ان يكون لنا يقين فى طاعته
وان يكون لنا يين فى ترك معصيته
وان يكون يقين الطاعه فى قلوبنا لننال به رضاء العزيز الجبار
وان يجعل خوفنا من النيران وحبنا فى الجنان سبيل لنا لطاعة الواحد الديان
وان يجنبنا واياكم واهلنا والمسلمين وساوس الشيطان لكى لانستمع الى وساوسه فتودى بنا الى المهالك
ونجعل سبيلنا طاعته وعزنا رضاة سبحانه وتعالى
نشكركم
وصلى الله على رسول الله
..
زهر الربى
بارك الله فيك
إضافة قيمة
ومرور كريم
زهر الربى
بارك الله فيك
إضافة قيمة
ومرور كريم