إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مواضيع روضة السعداء المتميزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عنوان الموضوع :
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    ياعيني فلتذرفي الدموع

    لي أصحاب مسافرين معي قد تجهزوا وما تجهزت معهم ، لقد حملوا طيبات كثيرة وما حملت .... لا ، بل لي حمل أثقل كاهلي ... حمل يضر ولا ينفع .. فليت شعري ما الذي جعلني أحمل ما يضر ولا ينفع ؟

    ثم ليت شعري إنَّ صحبي حولي أراهم قد حملوا الطيبات فسعدوا وارتاحوا ... أما نفوسهم فراضية مطمئنة ، وأما نفسي فحزينة متألمة..

    كم مرة ٍ راودتني نفسي أن أكون معهم ؟
    لكن خطواتي ثقيلة لا تتقدم نحوهم !!

    فقلت لها يا نفسي إن لم تتحركي من أجل ما ينفعك فلا أقل من أن تتخلصي مما تحملين .

    يا نفس لكم أثقلك ما تحملين ... يا نفس لكم ضرك وما نفعك... فلماذا تواصلين الحمل ؟

    فلم تجبني..
    فناديت : يا عيني فلتذرفي الدموع .

    قرب وقت السفر واشتد الجمع له ، فمن حولي أمثال دوي خلية النحل من العمل والسعي الدءوب من أجل السفر .

    نعم لأنه ليس سفرا ً مهما ً وفقط ، بل أهم سفر سنسافره جميعا ً ... إنه السفر للآخرة ، وهل هناك سفر أهم منه ؟

    لا وألف لا ... إنه أهم سفر منذ ولدتنا أمهاتنا ... سفر ٌ لا رجعة فيه .. فحق له أن يكون أهم سفر في حياتنا .

    ومع هذا فلم يحركني كل هذا ، فناديت يا عيني فلتذرفي الدموع .

    تقاربت الأيام ولكن اليوم ليس ككل يوم..
    أحس ذلك ولكن لا أدري لماذا ؟

    لكن هال عيني ما رأت من هذا ؟ من هؤلاء ؟

    أحقا ً هي النهاية ؟ هل بدأ السفر ؟

    ما بال أطرافي قد بردت ؟
    لقد أيقنت أنها النهاية ... نعم بدأ السفر ، ولكـن أين الزاد ؟ أحقا ً سأرحل بلا زاد ؟ .... أحقا ً سأرحل بلا زاد ؟

    لكن أشغلني أمرٌ آخر .. لقد وجدتني أحمل حملاً سيئا ... إنه فرصة للتخلص منه ، ولكن مالي لا أستطيع ؟
    هل أنادي يا عيني فلتذرفي الدموع ؟ لكن حتى هذه لا أستطيع .

    اللسان لا يتحرك ، والجسد كله هامد ، فلا إله إلا الله .

    { كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق } { فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ ٍ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون}
    أفي هذه اللحظة توبة ؟ كلا وربي .

    ما هذا ؟ وإلى أين ؟ إنه عالم جديد كل من يدخله يوزن بما معه من زاد .

    لقد هالني ذلك عن النوم على التراب ، ومفارقة الأحباب ، لكن كل هذا يهون أمام الميزان ...
    أين الزاد أين ؟ أين ؟

    ولكن يا ويحي مما أحمل .. أتراني سأضعه في الميزان أيضا ً ؟

    ياعيني فلتذرفي الدموع .

    حتى إذا شاء الله أن تحق الحاقة وتقرع القارعة فإذ بالأرض قد زلزلت زلزالها ، وأخرجت أثقالها ، فقمت مع من قاموا حفاة عراة غرلا .

    فيا لهول ما أرى ... إن منهم من يغطي العرق نصفه ومنهم يلجمه العرق ، ومنهم من يحمل أوزارا ً مثل الجبال ولكن أين؟؟
    إنه يحملها على ظهره يسعى بها إلى الحشر .

    ومنهم من يطوق أرضا ً ... في رقبته ولكن أي أرض ؟ إن شبرا ً من أرض الدنيا يطوق اليوم في الرقبة إلى سبع أراضين .

    وها أنا كم أحمل ...
    فيا عيني فلتذرفي الدموع .

    حتى إذا شاء الله ـ بعد وقوف طويل ـ أن يفصل بين الخلائق فتطايرت الصحف فآخذ ٌ باليمين وآخذ بالشمال ، فإلى أين هؤلاء ؟ وإلى أين أولئك ؟

    أهل اليمين في نعيم مقيم
    ... فأطلق لخيالك العنان ليسبح في هذا النعيم حتى يصل إلى غايته ، فهناك تعرف أنه أعلى من ذلك كيف لا ؟ وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .

    أما أهل الشمال
    فـ { في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم } ... ينادى على أحدهم { خذوه فغلّوه ثم الجحيم صلّوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه }

    فحدِّث ولا حرج ... تقرح العيون ، وتفطر القلوب ، وتهتك الجلود ، ولكن ... { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب }

    فعفوك يا رب الأرباب .


    أخي وحبيبي .....
    أرجوك لا تنادي : يا عيني فلتذرفي الدموع ؛
    فأمامك الفرصة بعد أن عدت من رحلتك تلك ـ إن شاء الله ـ بالعِبرة .

    وإلى لقاء مع أهل اليمين أسأل الله أن يجمعنا هناك .

    (منقول)

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    مؤثر جداً .. بارك الله فيكم..

    __________________________________________________ __________
    جزاك الله خيراً..

    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X