عنوان الموضوع : .. وَقفـةٌ || حتـى لا تأثَمِـي ~ - للسعادة
مقدم من طرف منتديات أميرات
الحَمدُ للهِ القائِل : ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ
وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ النحل/116-117 ،
والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا مُحمَّدٍ القائِل : (( ومَن كذب علَيَّ متعمِّدًا
فليتبوأْ مقعدَه من النارِ )) مُتفقٌ عليه .. وبعد ،،
فسلامُ اللهِ عليكُنَّ ورَحمتُه وبركاتُه ..
أخواتِنا الحبيبات ()
أثناءَ تصفُّحِنا للشبكةِ العنكبوتيَّةِ ( الانترنت ) ، قد يُعجِبُنا مَوضوعٌ
بأحدِ المواقع أو المُنتديات ، فنُفكِّرُ في نقلهِ للمُنتدى .
لكنْ قبل نقلِهِ ، هل تأكَّدنا مِن خُلُوِّه مِن الأخطاء ؟!
هل تأكَّدنا مِن صِحَّتِهِ ؟!
هل تأكَّدنا مِن صِحَّةِ أحادِيثِهِ وخُلُوِّها مِنَ الضَّعيفِ أو الموضوع ؟!
للأسف ، كثيرٌ مِنَّا يَنقِل دُون تأكُّدٍ أو مُراجَعةٍ للموضوع .
فقط يقومُ بعَمل ( نَسخٍ ) و ( لَصْق ) .
لكنْ لتعلَمي - أُختنا الحبيبة - أنَّكِ قد تأثمينَ بنَشرِكِ لهذا الموضوع ،
إذا كان باطِلاً أو غيرَ صحيحٍ .

وحتى لا تأثَمِي ، ندعُوكِ للتأكُّدِ مِن صِحَّةِ الأحاديثِ التي تنقلينها ،
أو تستشهِدينَ بها في موضوعكِ ، مِن خِلال هذا الموقِـع :
~ الدُّرَر السَّنِيَّة ~
وإنْ عَلِمتِ بضَعفِ حَديثٍ ، فلا تنشُريه ، إلَّا على سبيل التَّنبيه ،
وتوضيحِ ضَعفِهِ .

وهاكِ مَجموعةً مِنَ الفتاوى المُهِمَّة :
.gif)
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
السؤال : هل يُمكِنُ الوثوقُ بجَميع الأحاديث ؟
الجواب : الحمد لله .
الأحاديث المنسوبة إلى النبيِّ - عليه الصلاة والسلام - منها ما هو
صحيح لا شك في نسبته إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، ومنها ما
هو ضَعيفٌ في نِسبته شَكٌّ . والصحيحُ والضعيفُ كلاهما لا يَخفَى على
أهل العلم ، وقد صُنِّفَت الكُتبُ الصحيحةُ المُشتمِلَةُ على الأحاديثِ الصحيحة ،
كصحيح البُخاريّ وصحيح مُسلِم ، ومنها ما يَضُمُّ الصحيحَ وغيرَه ، كبَقيَّةِ
كُتب الحديث .
وللعُلماء جُهودٌ مُباركةٌ في تمييز الصحيح مِن غَيره ، بحيثُ لا يَخفى الأمرُ
على صِغار المُتعلِّمين ، فَضلاً عن المُتخصِّصينَ بالسُّنَّةِ .
الشيخ عبد الكريم الخضير
الإسلام سُؤال وجواب
__________________________________________________ __________
السؤال : ما واجبنا تجاه مُصيبة انتشار الأحاديث المَوضوعة ؟
ما هو دَورنا نحنُ عامَّة الناس أمام انتشار الكَذِب على رسول
الله صلَّى الله عليه وسلَّم ؟ ونريد منكم كلمةً لأولئك الذين
ينشرون الأحاديثَ دُونَ التَّأكُّدِ مِن صِحَّتِها .
الجواب : الحَمدُ لله .
المُسلِمُ الصادق هو الذي يَحرصُ على نقاء الدِّين وصفاء الشريعةِ من
كل دخيل وغريب ، فقد أكمل الله علينا النعمة ، وأتم لنا المِنَّةَ بهذه
الشريعة السَّمحة ، وأخذ المِيثاقَ على أهل العِلم أن يُبلِّغُوه للناس ولا
يكتموه ، وذَمَّ كثيرًا مِن الذين أوتوا الكتاب مِن الأمم السابقةِ حين
ابتدعوا في دِينهم ما لم يأذن به الله ، ونسبوا إلى شرائعهم ما لم
تَرِد به ، وفي جَميع ذلك دعوةٌ إلى الحِرص الشديد على ذَبِّ الكَذِب
عن سُنَّةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، ومُحاربة كل مَن يتطاول
عليها بالأحاديث والأحكام المفتراة .
ولعل الأهم في هذا الشأن هو اقتراح بعض الخُطوات العملية التي
تُساهِمُ في حصر انتشار الكَذِب على رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم - وتضييق دائرته ، ومن ذلك :
1- تعريف الناس بخطورة الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وأنه كبيرة من كبائر الذنوب ، يستحق فاعلها أن يذوق العذاب الأليم
في دركات جهنم ، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ
مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (110) ومسلم (3) .
2- نشر الكتب التي تعتني ببيان الأحاديث الضعيفة والمكذوبة ،
مثل كتاب " الموضوعات " لابن الجوزي ، وكتاب " الموضوعات "
للشوكاني ، و "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" للألباني ...
وغيرها .
3- العناية بمواقع الإنترنت المتخصصة في هذا الشأن ، ومن أهمها
موقع "الدرر السنية".
4- بيان عظيم جناية الأحاديث المنكرة والموضوعة على فكر الأمة
وثقافتها وتراثها ، وكيف كانت سببا في انحراف الكثيرين عن الجادة ،
كما كانت سببًا مُباشرًا لانتشار الخُرافة والشطح والغلو ، مع أخذ العِظة
والعِبرة من الأمم التي حرف دينها ومسخت شريعتها بسبب عدم صيانة
عُلمائِها لها عن الدخيل والموضوع ، ومثال ذلك في الأديان : النصرانية ،
وفي الفرق : الرافضة .
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
‹‹ فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر بن الخطاب
رضي الله عنه ، كانوا يُمنَعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد -
بل هو غَضٌّ لم يشب - ، فما ظنك بالإكثار من رواية الغرائب
والمناكير في زماننا ، مع طول الأسانيد وكثرة الوهم والغلط ؟!
فبالحري أن نزجر القوم عنه ، فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب
والضعيف ، بل يَرْوون – والله - الموضوعات والأباطيل والمستحيل
في الأصول والفروع والملاحم والزهد .
نسأل الله العافية .
فمَن رَوَى ذلك مع عِلمه ببُطلانه وغَرَّ المؤمنين : فهذا ظالمٌ لنفسِهِ ،
جانٍ على السُّنَنِ والآثار ، يُستَتاب من ذلك ، فإن أناب وأقْصَر ، وإلَّا
فهو فاسِقٌ ، كفى به إثماً أن يحدِّثَ بكلِّ ما سمِع . وإن هو لم يعلم ،
فليتورّع ، وليستعِن بمن يُعينُهُ على تنقية مروياته .
نسأل الله العافية .
فلقد عَمَّ البلاء ، وشمَلت الغفلة ، ودخل الدّاخل على المحدّثين الذين
يَرْكَنُ إليهِم المسلمون . فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام ›› انتهى .
" سير أعلام النبلاء " (2/601) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
‹‹ يوجد الآن أحياناً منشورات تتضمن أحاديث ضعيفة وقصصاً لا أصل
لها ، ثم تنشر بين العامة ، وإني أقول لِمَن نشرها أو أعان على نشرها
إنَّه آثِمٌ بذلك ، حيث يُضِلّ عن سبيل الله ، يُضِلّ عِبادَ الله بهذه الأحاديث
المكذوبة الموضوعة ، أحياناً يكون الحديث موضوعاً ليس ضعيفاً فقط ،
ثم تجد بعض الجُهَّال يريدون الخير ، فيظنون أن نشر هذا من الأشياء
التي تحذر الناس وتخوفهم مما جاء فيه من التحذير أو التخويف ، وهو
لا يدري أن الأمر خطير ، وأن تخويف الناس بما لا أصل له حرام ؛ لأنه
من الترويع بلا حق ، أو يكون فيه الترغيب في شيء وهو لا يصح عن
النبيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم ، بل هو موضوع ، هذا أيضاً مُحَرَّمٌ ؛
لأن الناس يعتقدون أن هذا ثابت ، فيحتسبونه على الله عز وجل ، وهو
ليس كذلك ، فليحذر هؤلاء الذين ينشرون هذه المنشورات من أن يكونوا
مِمَّن افتروا على الله كذباً ليُضِلُّوا الناسَ بغير علم ، وليَعلموا أن الله لا
يهدي القوم الظالمين ، وأن هذا ظلمٌ منهم أن ينشروا لعباد الله ما لا
يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ›› انتهى .
" فتاوى نور على الدرب " ( مصطلح الحديث ) .
وقال الشيخ سليمان العلوان حفظه الله :
‹‹ إن مما يحزن ويؤسف ما عمَّ وانتشر عند كثير من العلماء وطلبة
العلم والخطباء وغيرهم من التساهل في رواية الحديث ، وعدم التثبت
في صحته ، وكثيرًا ما نسمع من كثير من الخطباء والوعاظ – فضلاً
عن غيرهم – من الأحاديث الموضوعة والضعيفة جدًا ، ومع ذلك
يَجزمون بنِسبتها إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقولهم : وقد
قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، أو : لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم
...... وما أشبه ذلك ، وهذه شهادة على الرسول بلا علم ، وجزم بلا
برهان ، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَن كذب عليَّ متعمدًا ، فليتبوأ
مقعده من النار ) . فعمَّت الأحاديث الموضوعة والضعيفة بين العوام
لكثرة سماعهم لها من الخطباء والوعاظ ، والله جلّ وعلا أمر بالتثبت
في الأخبار الجارية بين الناس ؛ فكيف بخبر الرسول صلَّى الله عليه
وسلَّم ، الذي قوله تشريع وفعله تشريع ؟!
والبعض الآخر يذكر الحديث وينسبه للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -
ولا يعلم مَن خَرَّجه ولا صحته ، فإذا أردت أن تستفهم منه أو تسأله :
مَن رواه ؟ وما صحته ؟ أجابك مُبادراً رافعاً رأسه : لا يَضُرُّ جَهالة
صحته ، هذا من فضائل الأعمال . عجبا ! ( آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى
اللّهِ تَفْتَرُونَ ) يونس/59 . ولو فرضنا أنها من فضائل الأعمال ؛
فالأحاديث الموضوعة لا يجوز ذكرها إلا مع بيان أنها موضوعة لا
تصح عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فبسبب هذا التساهل
توصل أهل البدع إلى بث بدعهم ونشرها بين الناس ؛ بحجة أنها
أحاديث فضائل لا بأس بالعمل بها ، مُتناسين أنهم بذلك يشرعون
للناس بها ؛ لأنهم سيعملون بها ويبلغونها غيرهم ›› انتهى .
" الإعلام بوجوب التثبت برواية الحديث " (ص/4) .
ولمزيد الفائدة انظر جواب السؤال رقم : ( 6981 ) ، ( 98780 ) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
__________________________________________________ __________
السؤال : ..... وما الحُكمُ الشرعيّ فيمَن يُرسِلُ مِثلَ هذا ،
دُون أن تكونَ مِن مَصدرٍ مَوثوقٍ ودُون تثبُّت ؟
الجواب : ..... وأما نَشرُ الأشياءِ المنسوبة للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ،
فمَن كان يَعلمُ وَضعَها ، لا يَجوزُ له نَشرُها إلَّا مع بيان وَضعِها كما قال
ابنُ الصَّلاح في حُكم الحديث الموضوع : ‹‹ ولا تَحِلُّ رُوايتُه لأحدٍ عَلِمَ
حالَه في أيِّ مَعنىً كان ، إلَّا مقرونا ببيان وَضعِه ... ›› انتهى .
وذَكَرَ - رَحِمَه الله - أنَّ أعظمَ الوَضَّاعِين ضَررًا ، هم الذين
وَضَعُوا الحديث احتسابًا .
وأمَّا مَن كان يَجهَلُ حالَ الحَديثِ ، فإن كان وَجَدَه في كتابٍ مُعتَمَدٍ مِن
كُتُب أهل العِلم ، ولم يَجِد تضعيفًا له ، فإنَّه يَجوزُ له نقلُ الحديث منه
كما ذَكَرَ السيوطيُّ في "تدريب الرَّاوي" ، والأولى أن يَذكُرَ المَرجِعَ ؛
حتى يَبرَأ مِنَ العُهدة .
وأما نقلُ ما ينتشِرُ في المنتديات والمواقع ، فيتعيَّنُ الابتعادُ عنه ،
والاشتغالُ بنشر ما ثبت مِن نُصوص الوَحْيَيْن ، ولا سِيَّما في مجال
الأذكار والأدعية ؛ إذ ثبت في النُّصوص الكثيرُ مِنَ الأدعية المُستجابةِ ،
مِثل : الدُّعاء بالاسم الأعظم ، والدُّعاء بدَعوة يُونُس ، وغيرها مِمَّا
يُغني عن الأحاديثِ المَوضوعةِ والضعيفة .
فيتعيَّنُ صَرفُ الطاقاتِ لتعلم الثابتِ مِنَ النُّصوص ، وحَضِّ الأُمَّةِ
على تعلُّمِها والعَمل بها .
فلا أعظم أثرًا في قلوب العِبادِ مِنَ القُرآن العظيم والسُّنَّةِ الثابتة ....
الشبكة الإسلامية
__________________________________________________ __________
السؤال : ما الحُكمُ فيمَن يَقومُ بنَشر أحاديث غير صحيحة
عن الرسول الكريم مُحمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ؟
الجواب : الحَمدُ لله ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسول الله ، وعلى آلِهِ
وصَحبِهِ .. أمَّا بعد :
فإن كان مقصود السائل بقوله ( أحاديث غير صحيحة ) الأحاديث
المكذوبة على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فإنَّ التَّحديثَ بها لا يَجوزُ
إلاَّ لبيان أنَّها مكذوبة ، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَن كَذَبَ عليَّ
مُتعمِّدًا ، فليتبوأ مقعدَه من النار ) رواه البُخاريُّ ومُسلِمٌ وغيرُهما . وقال
صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَن حَدَّث عَنِّي بحَديثٍ يرى أنَّه كَذِبٌ ، فهو
أحد الكاذبين ) رواه مُسلِم .
وأمَّا إن كان مقصود السائِل الأحاديثَ الضعيفة ، فإنَّ جَماعةً مِن
أهل الحَديث وغيرهم قد رَخَّصُوا في رواية الحديث الضعيف والعمل
به في غير العقائد والأحكام ، ومِمَّن نقل عنهم ذلك عبد الرحمَن
بن مَهدي وابن المُبارك وأحمد بن حنبل وآخرون .
وذَهَبَ بَعضُ أهل العِلم إلى أنَّه يَجوزُ العَملُ بالحَديثِ الضعيف
بشُروط ، لا مُطلقًا . وهذا هو الراجحُ إن شاء الله ، وذَهَبَ فريقٌ
ثالِثٌ إلى منع العمل بالحديث الضعيف مُطلقًا . وراجع الجواب
رقم : 13202 .
والله أعلم.
الشبكة الإسلامية
__________________________________________________ __________
السؤال : شيخنا الفاضل ..
لاحظت على البعض من المسلمين تهاونهم في نشر أحاديث رسول
الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
وما آلمني أكثر وأكثر اعتراض بعضهم على نشر حديثٍ يُخالِفُ
هواه ، ويعتبر هذا إهانةً له ........
ورغبةً مِنِّي أن يشعر الناس بأهمية هذا الأمر أعرض هنا هذا الحديث ،
راجيةً منكم شرحَه للجميع ، وبيان أهمية هذه الأمر ، وسياق بعض
الأحاديث المُؤيِّدة له ....
رَوَى الامامُ أحمد والبُخاريُّ والترمذيُّ ، عن عبد الله بن عَمرو بن
العاص – رَضِيَ الله عنهما – قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه
وسلَّم : ( بلِّغُوا عَنِّي ولو آية ، وحَدِّثُوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج ،
ومَن كَذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا ، فليتبوأ مَقعدَه مِنَ النار ) .
وكذلك الإعراض عن سماع النصيحة .
الجواب : شكر الله سعيكِ أختي الفاضلة .
وما لحظتيه أختي الفاضلة لَحظتُه .
وكم أتعجَّبُ من سُرعة انتشار الأحاديث المكذوبة والموضوعة على
إمام المتقين صلَّى الله عليه وسلَّم ، في حين أنَّ الأحاديثَ الصحيحة
لا تنتشِرُ بهذه السُّرعة ، رغم أنَّ في الصحيح غُنيةً عن الضعيف
والمَوضوع .
وهل عَمِلنا بما صَحَّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى
نلجأ إلى الضعيف ؟؟!!
وأمَّا الحديثُ الموضوعُ ، فلا تَجوزُ رِوايتُه إلَّا لبيان حالِهِ ، والتَّحذير منه .
وقد تواتر عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال : ( مَن
كَذَبَ عليَّ مُتعمّدًا ، فليتبوأ مَقعدَه مِنَ النار ) .
حتى اختلف العُلَمَاءُ فيمَن كَذَبَ على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
هل يَكفُر بذلك أو لا ؟
ولا شَكَّ أنَّ هذا يَدُلُّ على خُطورة هذا الأمر ، بل خطورته البالغة .
وصَحَّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال : ( مَنْ حَدّث
عَنِّي بحَديثٍ يُرى أنَّه كَذِبٌ ، فهو أحدُ الكاذبين ) رواه مُسلِمٌ في المُقدِّمة .
إذًا ، الأمرُ ليس سَهلاً ، بل هو خَطيرٌ وخَطيرٌ جِدًّا في ترويج الأحاديثِ
المكذوبة ، والأحاديث التي لم تثبُت عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ؛
لأنَّ في نِسبتِها إليه زيادةٌ في الشَّرع .
والواجِبُ على كُلِّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ أن لا يكون إمَّعَة ، فلا يُسارع إلى
نَشر كُلِّ ما يأتيه عبر البريد ، أو ما يُعجِبُه في بعض المواقع حتى
يتأكَّدُ مِن صِحَّةِ الحَديث ؛ بأن يَبحَثَ عنه ، أو يَسأل عن صِحَّتِهِ .
فإن لم يَعلَم صِحَّتَه ، فلا ينشره ؛ حتى لا يكونَ أحدَ الكاذبين على
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم .
وأمَّا الإعراضُ عن النَّصيحةِ ، فهِيَ مُصيبةٌ ؛ لأنَّ هذا الذي يَرُدُّ
النصيحةَ ، يُخرِجُ نَفْسَه مِن صِفاتِ المُؤمنين الذين إذا ذُكِّروا
تذكَّرُوا ، والذين تنفعُهم الذِّكرى .
أَكَلَ رَجُلٌ عند رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِشِمَالِه ، فقال
النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : ( كُل بيَمينك ) ، قال : لا أستطيع .
قال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( لا استطعتَ ) ما مَنَعَهُ إلَّا الكِبْر .
قال : فمَا رَفَعَها إلى فِيه . رواه مسلم .
واللهُ - سُبحانه وتعالى - أعلَمُ .
الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
مقدم من طرف منتديات أميرات
الحَمدُ للهِ القائِل : ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ
وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ النحل/116-117 ،
والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا مُحمَّدٍ القائِل : (( ومَن كذب علَيَّ متعمِّدًا
فليتبوأْ مقعدَه من النارِ )) مُتفقٌ عليه .. وبعد ،،
فسلامُ اللهِ عليكُنَّ ورَحمتُه وبركاتُه ..
أخواتِنا الحبيبات ()
أثناءَ تصفُّحِنا للشبكةِ العنكبوتيَّةِ ( الانترنت ) ، قد يُعجِبُنا مَوضوعٌ
بأحدِ المواقع أو المُنتديات ، فنُفكِّرُ في نقلهِ للمُنتدى .
لكنْ قبل نقلِهِ ، هل تأكَّدنا مِن خُلُوِّه مِن الأخطاء ؟!
هل تأكَّدنا مِن صِحَّتِهِ ؟!
هل تأكَّدنا مِن صِحَّةِ أحادِيثِهِ وخُلُوِّها مِنَ الضَّعيفِ أو الموضوع ؟!
للأسف ، كثيرٌ مِنَّا يَنقِل دُون تأكُّدٍ أو مُراجَعةٍ للموضوع .
فقط يقومُ بعَمل ( نَسخٍ ) و ( لَصْق ) .
لكنْ لتعلَمي - أُختنا الحبيبة - أنَّكِ قد تأثمينَ بنَشرِكِ لهذا الموضوع ،
إذا كان باطِلاً أو غيرَ صحيحٍ .

وحتى لا تأثَمِي ، ندعُوكِ للتأكُّدِ مِن صِحَّةِ الأحاديثِ التي تنقلينها ،
أو تستشهِدينَ بها في موضوعكِ ، مِن خِلال هذا الموقِـع :
~ الدُّرَر السَّنِيَّة ~
وإنْ عَلِمتِ بضَعفِ حَديثٍ ، فلا تنشُريه ، إلَّا على سبيل التَّنبيه ،
وتوضيحِ ضَعفِهِ .

وهاكِ مَجموعةً مِنَ الفتاوى المُهِمَّة :
.gif)
==================================
السؤال : هل يُمكِنُ الوثوقُ بجَميع الأحاديث ؟
الجواب : الحمد لله .
الأحاديث المنسوبة إلى النبيِّ - عليه الصلاة والسلام - منها ما هو
صحيح لا شك في نسبته إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، ومنها ما
هو ضَعيفٌ في نِسبته شَكٌّ . والصحيحُ والضعيفُ كلاهما لا يَخفَى على
أهل العلم ، وقد صُنِّفَت الكُتبُ الصحيحةُ المُشتمِلَةُ على الأحاديثِ الصحيحة ،
كصحيح البُخاريّ وصحيح مُسلِم ، ومنها ما يَضُمُّ الصحيحَ وغيرَه ، كبَقيَّةِ
كُتب الحديث .
وللعُلماء جُهودٌ مُباركةٌ في تمييز الصحيح مِن غَيره ، بحيثُ لا يَخفى الأمرُ
على صِغار المُتعلِّمين ، فَضلاً عن المُتخصِّصينَ بالسُّنَّةِ .
الشيخ عبد الكريم الخضير
الإسلام سُؤال وجواب
__________________________________________________ __________
السؤال : ما واجبنا تجاه مُصيبة انتشار الأحاديث المَوضوعة ؟
ما هو دَورنا نحنُ عامَّة الناس أمام انتشار الكَذِب على رسول
الله صلَّى الله عليه وسلَّم ؟ ونريد منكم كلمةً لأولئك الذين
ينشرون الأحاديثَ دُونَ التَّأكُّدِ مِن صِحَّتِها .
الجواب : الحَمدُ لله .
المُسلِمُ الصادق هو الذي يَحرصُ على نقاء الدِّين وصفاء الشريعةِ من
كل دخيل وغريب ، فقد أكمل الله علينا النعمة ، وأتم لنا المِنَّةَ بهذه
الشريعة السَّمحة ، وأخذ المِيثاقَ على أهل العِلم أن يُبلِّغُوه للناس ولا
يكتموه ، وذَمَّ كثيرًا مِن الذين أوتوا الكتاب مِن الأمم السابقةِ حين
ابتدعوا في دِينهم ما لم يأذن به الله ، ونسبوا إلى شرائعهم ما لم
تَرِد به ، وفي جَميع ذلك دعوةٌ إلى الحِرص الشديد على ذَبِّ الكَذِب
عن سُنَّةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، ومُحاربة كل مَن يتطاول
عليها بالأحاديث والأحكام المفتراة .
ولعل الأهم في هذا الشأن هو اقتراح بعض الخُطوات العملية التي
تُساهِمُ في حصر انتشار الكَذِب على رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم - وتضييق دائرته ، ومن ذلك :
1- تعريف الناس بخطورة الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وأنه كبيرة من كبائر الذنوب ، يستحق فاعلها أن يذوق العذاب الأليم
في دركات جهنم ، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ
مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (110) ومسلم (3) .
2- نشر الكتب التي تعتني ببيان الأحاديث الضعيفة والمكذوبة ،
مثل كتاب " الموضوعات " لابن الجوزي ، وكتاب " الموضوعات "
للشوكاني ، و "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" للألباني ...
وغيرها .
3- العناية بمواقع الإنترنت المتخصصة في هذا الشأن ، ومن أهمها
موقع "الدرر السنية".
4- بيان عظيم جناية الأحاديث المنكرة والموضوعة على فكر الأمة
وثقافتها وتراثها ، وكيف كانت سببا في انحراف الكثيرين عن الجادة ،
كما كانت سببًا مُباشرًا لانتشار الخُرافة والشطح والغلو ، مع أخذ العِظة
والعِبرة من الأمم التي حرف دينها ومسخت شريعتها بسبب عدم صيانة
عُلمائِها لها عن الدخيل والموضوع ، ومثال ذلك في الأديان : النصرانية ،
وفي الفرق : الرافضة .
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
‹‹ فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر بن الخطاب
رضي الله عنه ، كانوا يُمنَعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد -
بل هو غَضٌّ لم يشب - ، فما ظنك بالإكثار من رواية الغرائب
والمناكير في زماننا ، مع طول الأسانيد وكثرة الوهم والغلط ؟!
فبالحري أن نزجر القوم عنه ، فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب
والضعيف ، بل يَرْوون – والله - الموضوعات والأباطيل والمستحيل
في الأصول والفروع والملاحم والزهد .
نسأل الله العافية .
فمَن رَوَى ذلك مع عِلمه ببُطلانه وغَرَّ المؤمنين : فهذا ظالمٌ لنفسِهِ ،
جانٍ على السُّنَنِ والآثار ، يُستَتاب من ذلك ، فإن أناب وأقْصَر ، وإلَّا
فهو فاسِقٌ ، كفى به إثماً أن يحدِّثَ بكلِّ ما سمِع . وإن هو لم يعلم ،
فليتورّع ، وليستعِن بمن يُعينُهُ على تنقية مروياته .
نسأل الله العافية .
فلقد عَمَّ البلاء ، وشمَلت الغفلة ، ودخل الدّاخل على المحدّثين الذين
يَرْكَنُ إليهِم المسلمون . فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام ›› انتهى .
" سير أعلام النبلاء " (2/601) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
‹‹ يوجد الآن أحياناً منشورات تتضمن أحاديث ضعيفة وقصصاً لا أصل
لها ، ثم تنشر بين العامة ، وإني أقول لِمَن نشرها أو أعان على نشرها
إنَّه آثِمٌ بذلك ، حيث يُضِلّ عن سبيل الله ، يُضِلّ عِبادَ الله بهذه الأحاديث
المكذوبة الموضوعة ، أحياناً يكون الحديث موضوعاً ليس ضعيفاً فقط ،
ثم تجد بعض الجُهَّال يريدون الخير ، فيظنون أن نشر هذا من الأشياء
التي تحذر الناس وتخوفهم مما جاء فيه من التحذير أو التخويف ، وهو
لا يدري أن الأمر خطير ، وأن تخويف الناس بما لا أصل له حرام ؛ لأنه
من الترويع بلا حق ، أو يكون فيه الترغيب في شيء وهو لا يصح عن
النبيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم ، بل هو موضوع ، هذا أيضاً مُحَرَّمٌ ؛
لأن الناس يعتقدون أن هذا ثابت ، فيحتسبونه على الله عز وجل ، وهو
ليس كذلك ، فليحذر هؤلاء الذين ينشرون هذه المنشورات من أن يكونوا
مِمَّن افتروا على الله كذباً ليُضِلُّوا الناسَ بغير علم ، وليَعلموا أن الله لا
يهدي القوم الظالمين ، وأن هذا ظلمٌ منهم أن ينشروا لعباد الله ما لا
يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ›› انتهى .
" فتاوى نور على الدرب " ( مصطلح الحديث ) .
وقال الشيخ سليمان العلوان حفظه الله :
‹‹ إن مما يحزن ويؤسف ما عمَّ وانتشر عند كثير من العلماء وطلبة
العلم والخطباء وغيرهم من التساهل في رواية الحديث ، وعدم التثبت
في صحته ، وكثيرًا ما نسمع من كثير من الخطباء والوعاظ – فضلاً
عن غيرهم – من الأحاديث الموضوعة والضعيفة جدًا ، ومع ذلك
يَجزمون بنِسبتها إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقولهم : وقد
قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، أو : لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم
...... وما أشبه ذلك ، وهذه شهادة على الرسول بلا علم ، وجزم بلا
برهان ، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَن كذب عليَّ متعمدًا ، فليتبوأ
مقعده من النار ) . فعمَّت الأحاديث الموضوعة والضعيفة بين العوام
لكثرة سماعهم لها من الخطباء والوعاظ ، والله جلّ وعلا أمر بالتثبت
في الأخبار الجارية بين الناس ؛ فكيف بخبر الرسول صلَّى الله عليه
وسلَّم ، الذي قوله تشريع وفعله تشريع ؟!
والبعض الآخر يذكر الحديث وينسبه للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -
ولا يعلم مَن خَرَّجه ولا صحته ، فإذا أردت أن تستفهم منه أو تسأله :
مَن رواه ؟ وما صحته ؟ أجابك مُبادراً رافعاً رأسه : لا يَضُرُّ جَهالة
صحته ، هذا من فضائل الأعمال . عجبا ! ( آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى
اللّهِ تَفْتَرُونَ ) يونس/59 . ولو فرضنا أنها من فضائل الأعمال ؛
فالأحاديث الموضوعة لا يجوز ذكرها إلا مع بيان أنها موضوعة لا
تصح عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فبسبب هذا التساهل
توصل أهل البدع إلى بث بدعهم ونشرها بين الناس ؛ بحجة أنها
أحاديث فضائل لا بأس بالعمل بها ، مُتناسين أنهم بذلك يشرعون
للناس بها ؛ لأنهم سيعملون بها ويبلغونها غيرهم ›› انتهى .
" الإعلام بوجوب التثبت برواية الحديث " (ص/4) .
ولمزيد الفائدة انظر جواب السؤال رقم : ( 6981 ) ، ( 98780 ) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
__________________________________________________ __________
السؤال : ..... وما الحُكمُ الشرعيّ فيمَن يُرسِلُ مِثلَ هذا ،
دُون أن تكونَ مِن مَصدرٍ مَوثوقٍ ودُون تثبُّت ؟
الجواب : ..... وأما نَشرُ الأشياءِ المنسوبة للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ،
فمَن كان يَعلمُ وَضعَها ، لا يَجوزُ له نَشرُها إلَّا مع بيان وَضعِها كما قال
ابنُ الصَّلاح في حُكم الحديث الموضوع : ‹‹ ولا تَحِلُّ رُوايتُه لأحدٍ عَلِمَ
حالَه في أيِّ مَعنىً كان ، إلَّا مقرونا ببيان وَضعِه ... ›› انتهى .
وذَكَرَ - رَحِمَه الله - أنَّ أعظمَ الوَضَّاعِين ضَررًا ، هم الذين
وَضَعُوا الحديث احتسابًا .
وأمَّا مَن كان يَجهَلُ حالَ الحَديثِ ، فإن كان وَجَدَه في كتابٍ مُعتَمَدٍ مِن
كُتُب أهل العِلم ، ولم يَجِد تضعيفًا له ، فإنَّه يَجوزُ له نقلُ الحديث منه
كما ذَكَرَ السيوطيُّ في "تدريب الرَّاوي" ، والأولى أن يَذكُرَ المَرجِعَ ؛
حتى يَبرَأ مِنَ العُهدة .
وأما نقلُ ما ينتشِرُ في المنتديات والمواقع ، فيتعيَّنُ الابتعادُ عنه ،
والاشتغالُ بنشر ما ثبت مِن نُصوص الوَحْيَيْن ، ولا سِيَّما في مجال
الأذكار والأدعية ؛ إذ ثبت في النُّصوص الكثيرُ مِنَ الأدعية المُستجابةِ ،
مِثل : الدُّعاء بالاسم الأعظم ، والدُّعاء بدَعوة يُونُس ، وغيرها مِمَّا
يُغني عن الأحاديثِ المَوضوعةِ والضعيفة .
فيتعيَّنُ صَرفُ الطاقاتِ لتعلم الثابتِ مِنَ النُّصوص ، وحَضِّ الأُمَّةِ
على تعلُّمِها والعَمل بها .
فلا أعظم أثرًا في قلوب العِبادِ مِنَ القُرآن العظيم والسُّنَّةِ الثابتة ....
الشبكة الإسلامية
__________________________________________________ __________
السؤال : ما الحُكمُ فيمَن يَقومُ بنَشر أحاديث غير صحيحة
عن الرسول الكريم مُحمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ؟
الجواب : الحَمدُ لله ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسول الله ، وعلى آلِهِ
وصَحبِهِ .. أمَّا بعد :
فإن كان مقصود السائل بقوله ( أحاديث غير صحيحة ) الأحاديث
المكذوبة على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فإنَّ التَّحديثَ بها لا يَجوزُ
إلاَّ لبيان أنَّها مكذوبة ، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَن كَذَبَ عليَّ
مُتعمِّدًا ، فليتبوأ مقعدَه من النار ) رواه البُخاريُّ ومُسلِمٌ وغيرُهما . وقال
صلَّى الله عليه وسلَّم : ( مَن حَدَّث عَنِّي بحَديثٍ يرى أنَّه كَذِبٌ ، فهو
أحد الكاذبين ) رواه مُسلِم .
وأمَّا إن كان مقصود السائِل الأحاديثَ الضعيفة ، فإنَّ جَماعةً مِن
أهل الحَديث وغيرهم قد رَخَّصُوا في رواية الحديث الضعيف والعمل
به في غير العقائد والأحكام ، ومِمَّن نقل عنهم ذلك عبد الرحمَن
بن مَهدي وابن المُبارك وأحمد بن حنبل وآخرون .
وذَهَبَ بَعضُ أهل العِلم إلى أنَّه يَجوزُ العَملُ بالحَديثِ الضعيف
بشُروط ، لا مُطلقًا . وهذا هو الراجحُ إن شاء الله ، وذَهَبَ فريقٌ
ثالِثٌ إلى منع العمل بالحديث الضعيف مُطلقًا . وراجع الجواب
رقم : 13202 .
والله أعلم.
الشبكة الإسلامية
__________________________________________________ __________
السؤال : شيخنا الفاضل ..
لاحظت على البعض من المسلمين تهاونهم في نشر أحاديث رسول
الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
وما آلمني أكثر وأكثر اعتراض بعضهم على نشر حديثٍ يُخالِفُ
هواه ، ويعتبر هذا إهانةً له ........
ورغبةً مِنِّي أن يشعر الناس بأهمية هذا الأمر أعرض هنا هذا الحديث ،
راجيةً منكم شرحَه للجميع ، وبيان أهمية هذه الأمر ، وسياق بعض
الأحاديث المُؤيِّدة له ....
رَوَى الامامُ أحمد والبُخاريُّ والترمذيُّ ، عن عبد الله بن عَمرو بن
العاص – رَضِيَ الله عنهما – قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه
وسلَّم : ( بلِّغُوا عَنِّي ولو آية ، وحَدِّثُوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج ،
ومَن كَذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا ، فليتبوأ مَقعدَه مِنَ النار ) .
وكذلك الإعراض عن سماع النصيحة .
الجواب : شكر الله سعيكِ أختي الفاضلة .
وما لحظتيه أختي الفاضلة لَحظتُه .
وكم أتعجَّبُ من سُرعة انتشار الأحاديث المكذوبة والموضوعة على
إمام المتقين صلَّى الله عليه وسلَّم ، في حين أنَّ الأحاديثَ الصحيحة
لا تنتشِرُ بهذه السُّرعة ، رغم أنَّ في الصحيح غُنيةً عن الضعيف
والمَوضوع .
وهل عَمِلنا بما صَحَّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى
نلجأ إلى الضعيف ؟؟!!
وأمَّا الحديثُ الموضوعُ ، فلا تَجوزُ رِوايتُه إلَّا لبيان حالِهِ ، والتَّحذير منه .
وقد تواتر عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال : ( مَن
كَذَبَ عليَّ مُتعمّدًا ، فليتبوأ مَقعدَه مِنَ النار ) .
حتى اختلف العُلَمَاءُ فيمَن كَذَبَ على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
هل يَكفُر بذلك أو لا ؟
ولا شَكَّ أنَّ هذا يَدُلُّ على خُطورة هذا الأمر ، بل خطورته البالغة .
وصَحَّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال : ( مَنْ حَدّث
عَنِّي بحَديثٍ يُرى أنَّه كَذِبٌ ، فهو أحدُ الكاذبين ) رواه مُسلِمٌ في المُقدِّمة .
إذًا ، الأمرُ ليس سَهلاً ، بل هو خَطيرٌ وخَطيرٌ جِدًّا في ترويج الأحاديثِ
المكذوبة ، والأحاديث التي لم تثبُت عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ؛
لأنَّ في نِسبتِها إليه زيادةٌ في الشَّرع .
والواجِبُ على كُلِّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ أن لا يكون إمَّعَة ، فلا يُسارع إلى
نَشر كُلِّ ما يأتيه عبر البريد ، أو ما يُعجِبُه في بعض المواقع حتى
يتأكَّدُ مِن صِحَّةِ الحَديث ؛ بأن يَبحَثَ عنه ، أو يَسأل عن صِحَّتِهِ .
فإن لم يَعلَم صِحَّتَه ، فلا ينشره ؛ حتى لا يكونَ أحدَ الكاذبين على
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم .
وأمَّا الإعراضُ عن النَّصيحةِ ، فهِيَ مُصيبةٌ ؛ لأنَّ هذا الذي يَرُدُّ
النصيحةَ ، يُخرِجُ نَفْسَه مِن صِفاتِ المُؤمنين الذين إذا ذُكِّروا
تذكَّرُوا ، والذين تنفعُهم الذِّكرى .
أَكَلَ رَجُلٌ عند رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِشِمَالِه ، فقال
النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : ( كُل بيَمينك ) ، قال : لا أستطيع .
قال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( لا استطعتَ ) ما مَنَعَهُ إلَّا الكِبْر .
قال : فمَا رَفَعَها إلى فِيه . رواه مسلم .
واللهُ - سُبحانه وتعالى - أعلَمُ .
الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم