إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فيما ينبغي سلوكه في معاشرة المؤمنين - تم الرد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيما ينبغي سلوكه في معاشرة المؤمنين - تم الرد

    عنوان الموضوع : فيما ينبغي سلوكه في معاشرة المؤمنين - تم الرد
    مقدم من طرف منتديات أميرات



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



    فيما ينبغي سلوكه في معاشرة المؤمنين :


    أصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم

    خلقا " (1) وقوله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم ،

    حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " (2)


    واعلـم أن الناس فــي معاشرة بعضــهم لبعــض ، درجات فــي الخير

    والشر، لا تنضبط . وأغلب المعاشرات قليلة الجدوى، عديمة الفائدة،

    بل كثير منها مؤد إلى الخسران والأضرار الدينية والدنيوية .


    ونذكر فـي هذا الموضع أعلى الأقسام وأنفعها ، وأبقاها ثمرة . فإن

    أدركها المؤمن بتوفيق الله ، وجده واجتهاده ؛ فقــد أدرك كل خير .

    وإن لم تقو نفسه على بلوغها ، فليجاهدها ، ولو علــى بعضها ،

    وهي يسيرة على من يسرها الله عليه .


    فأصل ذلك : أن تعقد عزما جازما ، وعقيدة صادقة، على محبة جميع

    المؤمنين ، والتقرب إلــى الله في هذه المحبة ، وتجتهد على تحقيقها

    علـى وجه العموم، وعلى وجه الخصوص، وعلى قلع كل ما يضادها

    أو ينقضها ، فتعتقد أن تحقق القلب بمحبة المؤمنين عبادة مــن أجل

    العبادات، وأفضل الطاعات؛ فتتخذ جميع المؤمنين إخوانا ، تحب لهم

    مـا تحب لنفسك من الخير ، وتكره لهم ما تكرهه لنفسك من الشر ،

    وتعقد قلبك في تحقيق هذا الأمر الجليل، والاتصاف به ، والاحتراز

    من ضده ، من الغل والحقد والحسد والبغض لأحد منهم .


    ومتى رأيت من قلبك شيئا من ذلك ، فبادر بقلعه ، وسل الله ألا يجعل

    في قلبك غلا على أحد من المؤمنين ، خاصتهم وعامتهم ، وميز من

    له في الإيمان مقام جليل ، كعلماء المسلمين وعبادهم بزيادة محبة

    بحسب مقاماتهم ، لتكون موافقا لله في محبته .


    وتعاهد ذلك بالتحبب إلى المؤمنين ، بطلاقة الوجه وحسن الخلق ،

    والمعاملة الجميلة ، فإنها في نفسها عبادة ، وهي جالبة لتحقق

    القلوب بينك وبين المؤمنين بالمودة والرحمة .


    ووطن نفسك على ما ينالك من الناس من أذى قولي، أو أذى فعلي ،

    أو معاملة منهم بضد ما عاملتهم به من الإحسان ، فـــإن توطين

    النفس على ذلك يسهل عليك الأمر، وتتلقى أذاهم بضده .


    وليكن التقرب إلى الله عند ذلك على بالك ، فإن التقرب إلى الله هو

    الذي يهون عليك هذا الأمر الذي هو شديد على النفس .


    واعلم أن هذا الوصف من أوصاف الكمَّل من أولياء الله وأصفيائه ،

    فبادر للاتصاف به ، فمن أبغضك ، وعاداك، وهجرك ، فعامله بضد

    ذلك لتكسب الثواب ، وتكتسب هذا الخلق الفاضل ، وتتعجل راحة

    قلبك، وتخفف عن نفسك همَّ المعاداة ، وربما انقلب العدو

    صديقا ، والمبغض محبًّا ، كما هو الواقع .


    واعف عما صدر منهم لله، فإن من عفا عن عباد الله عفا الله عنه ،

    ومن سامحهم سامحه الله ، ومن تفضل عليهم تفضل الله عليه ،

    والجزاء من جنس العمل .


    وليصنبغ قلبك كل وقت بالإنابة إلى الله، ومحبة الخير لعباد الله، فإن

    مــن كـــان كذلك فقد تأصلت في قلبه أصول الخير التي تؤتي أكلها

    وثمراتها كل حين بإذن ربها . وبهذا يكون العبد أوَّابًا { فَإِنَّهُ كَانَ

    لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً } الإسراء : 25


    وإذا اجتمعت مع الناس ، فخالقهم على حسب درجاتهم : الصغير ،

    والكبير ، والشريف ، والوضيع ، والعالم ، والجاهل .


    كل أحد تكلم معه بالكلام الذي يناسبه، ويليق بحاله، ويدخل السرور

    عليـه ، وبالكلام الذي له به ميدان ، معلما للجاهل ، متعلما ممن هو

    أعرف منك ، متشاورا مع نظيرك فيمــا هـو الأحسن والأصلح مـــن

    الأمور الدينية والدنيوية، آخذا لخواطرهم، موافقا لهم على مطالبهم

    التـــي لا محذور فيها ، حريصا على تأنيسهم وإدخال السرور بكل

    طريق ، مضمنا كلامك لكل أحد ما يناسبه من النصائح التي تنفع

    الدين والدنيا ، ومن الآداب الجميلة .


    وحثهم علــى قيام كــل منهم بما هو بصدده مــن الحقوق التــي لله ،

    والتي للخلق، موضحا لهم الطرق المسهلة لفعل الخير ، والأسباب

    الصارفة عن الشر .

    واقنع بالقليل إذا عجزت عن الكثير .

    واعلم أن قبولهم وانقيادهم مع الرفق والسهولة ، أبلغ بكثير من

    سلوك طريق الشدة والعنف ، إلا حيث تلجئ الضرورة إلى ذلك .

    فللضرورة أحكام .


    كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد والفنون


    المتنوعة الفاخرة ( ص 190 ) للشيخ عبدالرحمن السعدي


    ...


    (1) رواه أبو داود في سننه (ك السنة ، ب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ،

    ص1567 / ح 4682) من حديث أبي هريرة ، وقال الألباني : حسن صحيح .


    (2) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك الإيمان ، ب من الإيمان أن يحب

    لأخيه ما يحب لنفسه ، ص 26 / ح 13 ) من حديث أنس رضي الله عنه .


    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================


    __________________________________________________ __________
    جزاك الله خيرا

    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X