إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة الفقير مع صاحبه سر السعادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة الفقير مع صاحبه سر السعادة

    عنوان الموضوع : قصة الفقير مع صاحبه سر السعادة
    مقدم من طرف منتديات أميرات



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    كــــان رجل فقير قد طال فقره ، وكان فيه بقية من إنسانية .

    فشكا إلى صاحبه الـــذي يعرف فيــــه النصح والرأي السديد

    حاله ، فقال : قد كنت تعرف حالي في الفقر ، وأنــا متواطئ

    على الفقر ، ولكنــي أريــد منــك نصيحة تخفف عني بعـض

    ما أجده من الهموم التي لازمتني في ليلي ونهاري ، وهي

    زيادة عما أجد من ألم الفقر وبأسائه وعنائه .


    فقال له صاحبه : يا أخي ! اعلم أن الفقراء نوعان :

    أحدهما : فقير شريف .

    والآخر : فقير وضيع .


    فاجتهد أن تكون من الشرفاء الذين فقرهم لا يتعدى فقر

    الإفلاس من الموجودات المالية .


    وإيـــاك أن تتصف بصفات الفقراء الساقطين الـــذين افتقرت

    أيديهم وقلوبهم ، كما بين ذلك النبي صلى الله عليــه وسلـم

    في قوله : " ليس الغنى عن كثرة العرض ، ولكن الغنى

    غنى النفس " (1)


    فعلم بهــذا الحديث الشريف أن المدار كله على ما في القلوب

    من الأوصاف الطيبة أو الدنيئة في حق الغني والفقير .


    فمن كان قلبه غنيا بالله فهو الغني حقيقة ، ولو كان فقيرا .

    ومن كان قلبه فقيرا إلى الأغراض ، وإلى الخلق ، فهــــو

    الفقير حقيقة ، ولو كان مثريا .



    فمتـــى علمت أن الله تعالى حكيم في جميع تدبيراته ، وأنـــه

    لطيف بعباده المخلصين ، قـد يقدر عليهم من الأقدار الكريهة

    للنفوس ، ما يكون سببا ووسيلة لخيرهم وثوابهم ، وأن الله

    قد ابتلى بالفقر كثيرا من أوليائه وأصفيائه ، وأن مــن صبر

    على شدته واحتسب ذلك عند الله ؛ لـم يـزل فــي زيادة فـــي

    إيمانه وثوابه ؛ وخصـوصــــا إذا ضم إلى هذا الوصف قوة

    الرجاء والطمع في فضل الله ، وأن الله سيزيل فقره ،

    وسيجعل الله بعد عسر يسرا .



    متى تحقق بذلك ، هانت عليه وطأة الفقر وشدته ، لما حصل

    له في مقابلته من الخير ، ولما يرجوه من الفضل والثواب .


    ومما يخفف ذلك : أن يعلم أن حزنه وهمه لا يخفف من فقره

    ومصيبته ، بل يزيد ذلك ، فكيف يسعى العاقل في زيادة

    عنائه ؟ وكيف لا يتسبب في تخفيف بلائه ؟


    ثم اعلم - أيها الفقير - أن أكبر العلل التي توجب الهم والغم،

    وتسقط إنسانية العبد وحريته : تعلقه بالمخلوقين ، سؤالا

    لهم ، وذلا ورجاء ، وطمعا فيما يناله منهم .


    وأن من كان كذلك فإنه مقيد النفس رقيق القلب لغير الله، قد

    انقطع رجاؤه ممن كل خير في رجائه ، وكــل الأمور عنده ،

    ومفاتيح الأرزاق بيده ، إلى مــن لا يملك لـــه نفعا ولا ضرا

    ولا يريد له الخير ، وليس له من الأمر شيء ، وهو فقير

    مثله !


    فمتــى علقت رجاءك كلـــه بالله ، واحتسبت الأمل عند الله ،

    وسلمت مـــــن التعلق بالمخلوقين ، ورجوت زوال عسرك ،

    أبدلك الله بهمك فرحا ، وبكدرك راحة ويسر الله لك الأمور ،

    وأوقع في قلبك القناعة التي من ملكها ملك الكنز الأكبر ،

    وقد ضمن الله للمتقي أن يجعل له من كل هم فرجا ، ومن

    كل ضيق مخرجا .


    وأما قولك - يا أخي - : إني متواطئ على الفقر ، فهـو كلام

    غالط من وجهين :



    أحدهـما : أنه لا ينبغي لك أن تيأس من روح الله ورحمته ،

    وفضله وإحسانه .


    الثاني: يجب عليك أن تسعى بكل سبب يزيل فقرك أو يخففه،

    فاعمل بالأسباب النافعة مـن بيع أو شراء أو حرفة أو خدمة

    أو ما يناسب حالك ، وتحسنه من الأسباب ، فقد قـــال صلى

    الله عليه وسلم "لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب

    على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن

    يسأل الناس أعطوه أو منعوه " (2)



    ومتــى عملــت بالأسبـــاب بهـــذه النيـــة - نيـــة الاستعفاف

    والاستغناء عن الناس - يســر الله أمـرك ، وبـــارك لك فــي

    الشــيء القليل ، وسلمت من الفقر الوضيع، وهو فقر القلب

    لغير الله ، ودخول الفقير في معاصي الله وفي الأمور الدنيئة

    الضارة، التي إذا ابتلي بها العبد عوقب بعدة عقوبات، أقلها

    أنها سبب لبقاء فقره وزيادته ، كما هو مشاهد مجرب .

    وأكثر الفقراء قد جمعوا بين فقر الدنيا والآخرة .


    فقر القلوب ، وفقر الإفلاس والافتقار إلى المخلوقين ،

    وتعلق القلوب بهم ، والذل الوضيع لهم .

    وهذا نهاية الهبوط والسقوط .

    فالموفق الحازم يستعيذ بالله من هذه الحال ، ويعمل

    الأسباب الواقية والدافعة ، كمــــا ذكرنا .

    والله تعالى هو الموفق المعين .



    كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد والفنون


    المتنوعة الفاخرة(ص197) للشيخ عبدالرحمن السعدي (بتصرف)


    .....


    (1) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك الرقاق ، ب الغنى غنى

    النفس ، ص 1238 / ح 6446 )

    من حديث أبي هريرة رضي الله عنه


    (2) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك الزكاة ، ب الاستعفاف

    عن المسألة ، ص 287 / ح 1471 )

    من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه




    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    بارك الله فيك أختي

    __________________________________________________ __________
    جزاك الله خيرا

    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X