إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آداب وفوائد منثورة - تم الرد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آداب وفوائد منثورة - تم الرد

    عنوان الموضوع : آداب وفوائد منثورة - تم الرد
    مقدم من طرف منتديات أميرات



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    من الآداب الطيبة : إذا حدثك المحدث بأمر ديني ، أو دنيوي -

    ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه ، بل تصغي إليه إصغاء من

    لم يعرفه ، ولم يمر عليه ، وتريه أنك استفدته منه ،

    كما كان ألباء الرجال يفعلونه .

    وفيـه من الفوائد تنشيط المحدث ، وإدخال السرور عليـــه ،

    وسلامتك من العجب بنفسك ، وسلامتك من سوء الأدب ،

    فإن منازعة المحدث حديثه من سوء الأدب .



    ومـــن الآداب : أن تشكر من صنع إليك معروفا ، قوليًّا ، أو

    فعليًّا ، أو ماليًّا ، ولو يسيراً ، وتبدي له الشكر .

    وبهذا أمر الله ورسوله ، وعلى هذا اتفق العقلاء .



    ومن الآداب الطيبة: الكلام مع كل أحد بما يليق بحاله ومقامه،

    مــع العلـمــاء : بالتعلم والاستفادة والاحترام ، ومـــع الملوك

    والرؤساء: بالاحترام والكلام اللطيف اللين المناسب لمقامهم،

    ومع الإخوان والنظراء : بالكلام الطيب ، ومطارحة الأحاديث

    الدينية والدنيوية ، والانبساط الباسط للقلوب ، المزيل

    للوحشة ، المزين للمجالس .

    ويحسن المزح أحيـاناً إذا كـــان صدقًا ، ويحصــل فيــه هـــذه

    المقاصد ، مع المستفيدين من الطلبة ونحـــوهـــم : بالإفادة ،

    ومـع الصغار والسفهاء : بالحكايات والمقالات اللائقة بهم ،

    ممـــا يبسطهم ويؤنسهم ، ومــع الأهـــــل والعيال : بالتعليم

    للمصالح الدينية والدنيوية ، والتربية البيتية ، وتوجيههم

    للأعمال التي تنفعهم ، مع المباسطة والمفاكهة ، فإنهم

    أحق الناس ببرك .

    ومن أعظم البر : حسن المعاشرة .

    ومع الفقراء والمساكين بالتواضع ، وخفض الجناح ، وعدم

    الترفع والتكبر عليهم .

    فكم حصل بهذا من خيرات وبركات !

    وكم حصل بضده من شر ، وفوات خير !

    ومــــع من تعرف منه البغض والعداوة والحسد : بالمجاملة

    وعدم الخشونة .


    وإن أمكنك الوصول إلى أعلى الدرجات ، وهي قوله تعالى :

    ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِــيَ أَحْسَنُ فَـــإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ

    وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت34 . فما أكمله من مقام ، لا يوفق له

    إلا ذو حظ عظيم !


    واحذر غاية الحذر : من احتقار من تجالسه من جميع طبقات

    الناس ، وازدرائه ، والاستهزاء به : قولاً أو فعلاً ، تصريحاً

    أو تعريضاً ، فإن فيه ثلاثة محاذير :

    أحدها : التحريم العظيم والإثم على فاعل ذلك .

    الثاني : دلالته على حمق صاحبه ، وسفاهة عقله ، وجهله .

    الثالث : أنه باب من أبواب إثارة الشر والضرر على نفسه .


    إياك أن تتصدى في مجالسك مع الناس للترؤس عليهم، وأنت

    لست برئيس ، وأن تكون ثرثاراً متصوراً لكل كلام ، وربمــا

    من جهلك وحمقك ملكت المجلس على الجلوس ، وصرت

    أنت الخطيب والمتكلم دون غيرك .

    وإنما الآداب الشرعية والعرفية : مطارحة الأحاديث .

    وكل من الحاضرين يكون له نصيب من ذلك .

    اللهم إلا الصغار مع الكبار، فعليهم لزوم الأدب، وألا يتكلموا

    إلا جواباً لغيرهم .



    متى أخبرك صاحبك، أو غيـره أنه أوقع تصرفاً ، أو عقداً ، أو

    عملاً من الأعمال، وكان قد مضى وتم ، فينبغي أن تبارك له،

    وتدعو له بالخير والبركة، وتصوبه له إذا كان باعتقادك

    صواباً فإن هذا يؤنسه ويشرح صدره .


    وإياك في هذه الحال أن تخطئه، فتحدث له الحسرة والندامة،

    وقد فات الاستدراك، إلا إذا كان غرضك تعليمه ، ونصيحته

    النافعة للمستقبل .

    وأمــا إذا أخبــــرك بشــيء مما سبق ، وهو كالمستشير لك ،

    ولم يتم الأمر ، فعليك في هذه الحال أن تبدي له ما عندك من

    الرأي ، وتمحض له النصيحة، ففرق بين ما أمكن استدراكه

    وتلافيه وبين ما ليس كذلك ، والله أعلم .



    من الآداب الشرعية الوفية الطيبة : تنظيف الجسد، والثياب،

    والأواني المستعملة ، والفرش ، والمجالس ، عن الأوساخ

    كلها ، وما يقبح مرآه .



    ينبغي تخير الأصحاب : أهل الدين والعقل والأدب والمروءة ،

    ثم الأمثل فالأمثل ، فالمرء على دين خليله وعقله وأدبه ،

    فلينظر من يخالل .



    وعلــى العاقل أن يرمق أحوال الناس ؛ فما رآه منتقداً عندهم

    من العادات والأخلاق والكلام والأفعال ؛ تركه ، إن لم يخالف

    عرفهم الأمور الشرعية ، وما رآه محمودا من هذه الأشياء؛

    فعله .

    وحينئذ ينتفع بمخالطة الناس ، وتعــرف مـــا يحمدونه مــن

    العوائد وما يذمونه .


    وكل هذا بشرط ألا يكون في الفعل، أو الترك محذور شرعي،

    فإن كان محذور شرعي ، تعين تقديم الأمر الشرعي على

    كل عادة وعرف .

    وقد علمنا بالتتبع والاستقراء : أن كل عرف خالف الشرع

    فإنه ناقص مختل ، وهذه قاعدة مطردة لا تنتقض .



    مــن الغلـط الفــاحش الخطــــر : قبول قول الناس بعضهم في

    بعض ، ثم يبني عليه السامع حبًّا وبغضًا ، ومدحًا وذمًّا !

    فكم حصل بهذا الغلط أمور صار عاقبتها الندامة !

    وكم أشاع الناس أموراً لا حقائق لها بالكلية ، أو لها بعض

    الحقيقة ، فنميت بالكذب والزور !


    وخصوصاً من عرفوا بعدم المبالاة بالنقل ، أو عرف منهم

    الهوى .

    فالواجب على العاقل التثبت ، والتحرز ، وعدم التسرع .

    وبهذا يعرف دين العبد، ورزانته ، وعقله .


    إيـــاك والإصغاء إلى قول النمام فتصدقه .

    ثـم إيــاك أن تبني على كلامه ما يضرك .

    ثم إياك أن تبدي له ما لا تحب اطلاع أحد عليه .

    فإن فعلت فلا تلومن إلا نفسك ، وابتعد غاية البعد عنه مهما

    أمكنك ، فإن كان لابد منه - ولن يسلم أحد من هذا - فاسمع

    منه ، غير واثق بكلامه ، ولا مؤسس عليه .

    ولا تعطه مــن الكــلام إلا الـــذي توطن نفسك على إشاعته

    وظهوره واخزن من هذا النوع ما تخشى مغبته ، وتخشى

    أن يزاد فيه وينقص .


    كن حافظاً للسر، ومعروفاً عند الناس بحفظه، فإنهم إذا عرفوا

    منك هذه الحال ، أفضوا إليك بأسرارهم ، وعذروك إذا طويت

    عنهم سر غيرك الذي هم عليه مشفقون ، وخصوصاً إذا كان

    لك اتصال بكل واحد من المتعادين ، فإن الوسائل لاستخراج

    ما عندك تكثر وتتعدد من كل من الطرفين .

    فإياك إياك : أن يظفر أحد منهم بشيء من ذلك تصريحاً ، أو

    تعريضاً ، واعلم أن للناس في استخراج ما عند الإنسان

    طرقاً دقيقة ، ومسالك خفية .

    فاجعل كل احتمال - وإن بعد - على بالك ، ولا تؤت من جهة

    من جهاتك ، فإن هذا من الحزم .

    واجزم بأنك لا تندم على الكتمان ، وإنما الضرر والندم فــــي

    العجلة والتسرع والوثوق بالناس ثقة تحملك على ما يضر .

    والأصل والميزان في هذا وغيره قوله صلى الله عليه وسـلم

    "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت"

    متفق عليه .


    العاقل من اغتنم الفرص ، فإنها تمر مر السحاب ، كمــا قال

    صلى الله عليه وسلم " اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل

    هرمك ، وفراغك قبل شغلك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك

    قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك " (1)


    النظر إلى العواقب معونة عظيمة في سهولة الأعمال النافعة،

    وفي الاحتراز مما يخاف ضرره .


    فإن العواقب الطيبة يسهل على العبد كل طريق يوصل إليها ،

    وإن كان شاقًّا ، لما يرجو من الثمرة .

    مــن بــذل المجهود في السعي في الأمور النافعة ، واستعان

    بالمعبود عليها ، وأتاها من أبوابها ومسالكها ؛ أدرك

    المقصود .

    فإن لم يدركه كله أدرك بعضه ، وإن لم يدرك منه شيئًا لم يلم

    نفسه ، ولم يذهب عمله سدى وخصوصًا إذا ثابر على العمل،

    ولم يتضجر .

    وقل من جد في أمر تطلبه :: واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر .



    كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد والفنون


    المتنوعة الفاخرة ( ص 231 ) للشيخ عبدالرحمن السعدي


    ...


    (1) أخرجه الحاكم (4/ 341) ، والبيهقي في شعب الإيمان (7 / 263) ،

    من حديث ابن عباس ،وصححه الألباني في صحيح الجامع (1077) .




    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    درر واداآب رائعه
    حماكي الله وكثر الله من امثالك ونفع الله بكـ

    __________________________________________________ __________
    بورك فيك اختي

    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X