إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" من لا يرحم الناس لا يرحمه الله " - للسعادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله " - للسعادة

    عنوان الموضوع : " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله " - للسعادة
    مقدم من طرف منتديات أميرات



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : قــــال رسول الله

    صلى الله عليه وسلم "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله"(1)




    يدل هذا الحديث بمنطوقه على أن من لا يرحم الناس لا يرحمه

    الله ، وبمفهومه على أن من يرحم الناس يرحمه الله ، كما قال

    صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر " الراحمون يرحمهم

    الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"(2)



    فرحمة العبد للخلق مـن أكبر الأسباب التي تنال بها رحمة الله،

    التي من آثارها خيرات الدنيا ، وخيرات الآخرة ، وفقدها مـــن

    أكبر القواطع والموانع لرحمة الله ، والعبد في غاية الضرورة

    والافتقار إلى رحمة الله ، لا يستغني عنها طرفة عين ، وكل

    ما هو فيه من النعم واندفاع النقم ، من رحمة الله .


    فمتى أراد أن يستبقيها ويستزيد منها ، فليعمل جميــع الأسباب

    التي تنال بها رحمته ، وتجتمع كلها فــي قولــه تعـــالى ( إِنَّ

    رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) الأعراف 56

    وهم المحسنون في عبادة الله ، المحسنون إلى عباد الله .

    والإحسان إلى الخلق أثر من آثار رحمة العبد بهم .




    والرحمة التي يتصف بها العبد نوعان :



    النوع الأول : رحمة غريزية ، قد جبل الله بعض العباد عليها ،

    وجعل في قلوبهم الرأفة والرحمة والحنان على الخلق ، ففعلوا

    بمقتضى هذه الرحمة جميع مــا يقــدرون عليـــه مــن نفعهم ،

    بحسب استطاعتهم. فهم محمودون مثابون على ما قاموا به،

    معذورون على ما عجزوا عنه ، وربما كتب الله لهم بنياتهم

    الصادقة ما عجزت عنه قواهم .



    والنــوع الثـــانـي : رحمة يكتسبها العبد بسلوكه كــل طـــريق

    ووسيلة ، تجعل قلبه على هذا الوصف ، فيعلم العبد أن هـــــذا

    الوصف من أجل مكارم الأخلاق وأكملها ، فيجاهد نفسه عــلى

    الاتصاف به ، ويعلم ما رتب الله عليه من الثواب ، ومــا فــي

    فواته من حرمان الثواب ; فيرغب فـــي فضل ربـــه ، ويسعى

    بالسبب الذي ينال به ذلك. ويعلم أن الجزاء من جنس العمل ،

    ويعلم أن الأخوة الدينية والمحبة الإيمانية ، قــد عقــــدها الله

    وربطها بين المؤمنين ، وأمرهم أن يكونوا إخوانا متحابين ،

    وأن ينبذوا كل ما ينافي ذلك من البغضاء ، والعداوات ،

    والتدابر .



    فـــلا يــزال العبـــد يتعرف الأسباب التي يدرك بها هذا الوصف

    الجليل، ويجتهد في التحقق به ، حتى يمتلئ قلبه من الرحمة،

    والحنان على الخلق . ويا حبذا هذا الخلق الفاضل ، والوصف

    الجليل الكامل .



    وهــذه الرحمة التــي في القلوب ، تظهر آثارها على الجوارح

    واللسان ، فــي السعي في إيصال البر والخير والمنافع إلـــى

    الناس ، وإزالة الأضرار والمكاره عنهم .



    وعلامة الرحمة الموجودة فــــي قلب العبد ، أن يكـــون محبا

    لوصول الخير لكافة الخلق عمومـــا ، وللمؤمنين خصوصا ،

    كارها حصول الشر والضرر عليهم . فبقدر هذه المحبة

    والكراهة تكون رحمته .


    ومن أصيب حبيبه بموت أو غيره من المصائب ، فــإن كـــــان

    حزنه عليه لرحمة ، فهو محمود ، ولا ينافي الصبر والرضى ،

    لأنه صلى الله عليه وسلم لما بكى لموت ولد ابنته ، قــال لــــه

    سعد " ما هذا يا رسول الله ؟" فأتبع ذلك بعبرة أخرى ، وقــال

    " هذه رحمة يجعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من

    عباده الرحماء " (3) وقال عند موت ابنه إبراهيم " إن العين

    تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك

    يا إبراهيم لمحزونون " (4) .



    وكــذلك رحمة الأطفال الصغار والرقة عليهم ، وإدخال السرور

    عليهم من الرحمة، وأما عدم المبالاة بهم، وعدم الرقة عليهم،

    فمن الجفاء والغلظة والقسوة ، كمــا قـال بعض جفاة الأعراب

    حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقبلون أولادهم

    الصغار ، فقال ذلك الأعرابي : تقبلون الصبيان ؟ فما نقبلهم ،

    فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أوأملك لك شيئا أن نزع

    الله من قلبك الرحمة ؟ " (5)



    ومن الرحمة : رحمة المرأة البغي حين سقت الكلب، الذي كاد

    يأكل الثرى من العطش ، فغفر الله لها بسبب تلك الرحمة .


    وضــدهـــا : تعذيب المرأة التي ربطت الهرة ، لا هي أطعمتها

    وسقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت .



    ومــن ذلك مــا هــو مشاهد مجرب ، أن من أحسن إلى بهائمه

    بالإطعام والسقي والملاحظة النافعة ، أن الله يبارك لــه فيها .

    ومن أساء إليها : عوقب في الدنيا قبل الآخرة ، وقــال تعــالى

    ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ

    نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ

    أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ) المائدة : 32


    وذلك لما في قلب الأول من القسوة والغلظة والشر ، ومـا فـي

    قلب الآخر من الرحمة والرقة والرأفة ، إذ هو بصدد إحياء كل

    من له قدرة على إحيائه من الناس ، كما أن ما في قلب الأول

    من القسوة ، مستعد لقتل النفوس كلها .



    فنسأل الله أن يجعل في قلوبنا رحمة توجب لنا سلوك كل باب

    من أبواب رحمة الله ، ونحنو بها على جميع خلق الله ، وأن

    يجعلها موصلة لنا إلى رحمته وكرامته ، إنه جواد كريم .




    كتـــــاب : بهجة قــلـــوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح


    جوامع الأخبار(ص169) للشيخ عبد الرحمن السعدي (بتصرف)


    ....


    (1) أخرجه مسلم في صحيحه ( ك الفضائل ، ب رحمته صلى الله عليه و سلم

    الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك ، ص 1268 / ح 2319 )

    من حديث جرير بن عبد الله .

    (2) أخرجه الترمذي في الجامع ( ك البر والصلة ، ب ما جاء في رحمة

    الناس ، ص 1845 / ح 1924 ) من حديث عبد الله بن عمرو ،

    وقال الألباني : صحيح .

    (3) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك الجنائز ، ب قول النبي صلى الله عليه

    و سلم ( يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه ) ، ص 251 / ح 1284)

    من حديث أسامة بن زيد

    (4)أخرجه البخاري في صحيحه ( ك الجنائز ، ب قول النبي صلى الله عليه

    و سلم ( إنا بك لمحزنون ) ، ص 254 / ح 1303)

    من حديث أنس بن مالك

    (5) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك الآداب ، ب رحمة الولد وتقبيله

    ومعانقته ، ص 1162 / ح 5998 ) من حديث عائشة .




    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    موضوع رائع أختي



    __________________________________________________ __________
    جزاك الله خيرا

    __________________________________________________ __________
    جزاك الله الجنان العلى ونفع بعلمك..

    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X