إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آداب المتعلمين والمعلِّمين - تم الرد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آداب المتعلمين والمعلِّمين - تم الرد

    عنوان الموضوع : آداب المتعلمين والمعلِّمين - تم الرد
    مقدم من طرف منتديات أميرات



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



    آداب المتعلمين والمعلِّمين


    - الآداب المشتركة :



    يتعيَّن علـى أهل العلم على وجه الخصوص أن يجعلوا أساس

    أمرهم في تعلمهم وتعليمهم الإخلاص الكامل ، والتقرُّب إلـى

    الله بهذه العبادة التي هي أجلّ العبادات وأفضلها ، وتستغرق

    مـن عمر العبد جَوْهَرَه وصَفْوَه ، ويتفقَّدوا هذا الأصل في كل

    دقيق وجليل من أمورهم ، فإن درسوا أو دارسوا ، أو بحثوا

    أو ناظروا ، أو أسمعوا أو استمعوا ، أو جلسوا مجلس علم،

    أو نقلوا أقدامهم لمجالس العلم ، أو كتبوا ، أو حفظــوا ، أو

    كرَّروا دروسهم الخاصة ، أو راجعوا عليها أو على غيرهــا

    الكتب الأخرى، أو اشتروا كتباً، أو ما يعين على العلم، كانوا

    في ذلك كله محتسبين ليتحقَّقوا بقوله صلى الله عليه وسلم

    " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له طريقاً إلى

    الجنة
    "(1) . فكل طريق حسِّي أو معنوي يسلكه الإنسان

    في سبيل العلم، فإنه داخل في هذا الحديث .



    ثــــم بعد هذا يتعيَّن البداءة بالأهم فالأهم من العلوم الشرعية

    ووسائلها . وتفصـيــل هــذه الجملة كثير معروف ، والطريق

    التقريبي أن ينتقي من مصنفات الفن الذي يشتغل به أحسنها

    وأوضحها وأكثرها فائدة ، ويجعل هذا الكتاب جُلّ همه حفظاً

    عند الإمكان، أو دراسة تكرير، بحيث تصير المعاني معقولة

    في قلبه محفوظة، ثم لا يزال يكرره ويعيده حتى يتقنه إتقاناً

    طيباً ، وبعد ذلك ينتقل إلى الكتب المبسوطة في هذا الفن ؛

    لتكون كالشرح له ، ويكون كتابه الذي اهتم به ذلك

    الاهتمام أساساً لها وأصلاً تتفرع عنه .



    - آداب المعلم :



    وعلى المعلم أن ينظر إلى ذهن المتعلم ، وقوة استعداده ، أو

    ضعفه ، فلا يدعه يشتغل بكتاب لا يناسب حاله ؛ فإن القليل

    الذي يفهمه وينتفع به خير مــن الكثير الــذي هــو عرضة

    لنسيان معناه ولفظه .



    وعلــى المعلــم أن يلقي علـــى المتعلم من التوضيح وتبيين

    المعنى بقــدر مـــا يتَّســـع فهمه لإدراكه ، ولا يخلط المسائل

    بعضها ببعض ، ولا ينتقل من نــوع إلـى آخــر حتى يتصور

    ويحقق السابق، فإن ذلك دَرَك للسابق، ويتوفر الذهن على

    اللاحق .



    وعـلى المعلم النصح للمتعلم ، وترغيبه بكل ما يقدر عليــه ،

    وأن يصبر على عدم إدراكه ، أو سوء أدبه، مع ملاحظته في

    كل ما يقوِّمه ويحسن أدبه ؛ لأن المتعلم له حق على المعلم،

    حيث أقبل على العلم الذي ينفعه وينفع الناس ، وحيث كــان

    مـــا يحملــه عــــن معلمه هو عين بضاعة المعلم ، يحفظها

    وينميها ويتطلب بها المكاسب الرابحة ، فهـو الولد الحقيقي

    للمعلم ، الوارث له ، فالمعلم مثاب على نفس تعليمه، سواء

    فهم أو لم يفهم ، فــــــإن فهم وأدرك كان أجراً جارياً للمعلم

    مـــا دام ذلك النـفـــع متسلسلاً ، وهذه تجارة عظيمة لمثلها

    فليتنافس المتنافسون . فـعــلى المعلـــم إيجــاد هذه التجارة

    وتنميتها، فهي من عمله وآثار عمله، قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ

    نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَـــا قَــدَّمُوا وَآثَارَهُمْ
    ) يــس : 12 ،

    فما قدَّموه : هو ما باشروا عمله. وآثارهم: ما ترتب على

    أعمالهم من الخير الذي عمله غيرهم .




    - آداب المتعلم :



    وعلى المتعلم أن يوقِّر معلمه، ويتأدب معه؛ لما له من الحق

    العام والخاص :



    أمـــا العـــام : فإن معلم الخير قد استعد وباشر نفع الخلق ،

    فوجب حقه عليهم ؛ لكونه يعلمهم ما جهلوا، ويرشدهم إلى

    كل خير ، ويحذرهم من كل شرٍّ ، ويحصل به من نشر العلم

    والدين ، وتسلسل ذلك النفع في الموجودين ، وفيمن يأتي

    من بعدهم ، وهذا النفع ليس له نظير من الإحسان .



    وأمــــا حقـــــه الخاص على المتعلم : فلما بذله من تعليمه ،

    وحرصه علــى كـل مــا يرشده ويوصله إلى أعلى الدرجات ،

    وقد بذل صفوة وقته، وجوهر فكره، في تفهيم المسترشدين ،

    وإفادة الطالبين، وصبر على ذلك بطيب نفس وسماحة ، وإذا

    كانت الهداية الدنيوية ، والإحسان الدنيوي، يوجب لصاحبه

    حقاً كبيراً على من وصل إليه إحسانه ، فما الظن بهدايا

    العلوم النافعة الكثيرة، الباقي نفعها، العظيم وقعها .



    وليجلس بين يديه متأدِّباً ، ويظهر غاية حاجته إلــى علمـه ،

    ويكثر من الدعاء له حاضراً وغائباً، وإذا أتحفه بفائدة غريبة

    فَلْيُصغ إليه إصغاء المضطر إلى عقلها والانتفاع بها .



    وإذا أخطأ المعلم في شيء فلينبِّهه برفــــق ولطــف بحســـب

    المقام، ولا يقول له : أخطأت!! أو : ليس الأمر كما قلت!! بل

    يأتي بعبارة لطيفة يدرك بها المعلم خطأه من دون تشويش؛

    فإن هذا من الحقوق اللازمة ، وهو أدعى إلى الوصول إلى

    الصواب .



    والمعلم عليه إذا أخطأ أن يرجع إلى الصواب، ولا يمنعه قول

    قاله ثم بان له الحق بخلافه أن يراجع الحق ويعترف به؛ فإن

    هذا علامة الإنصاف والتواضع للحق وللخلق ، ومـــن نعمة

    الله على المعلم أن يجد من تلاميذه من ينبهه على خطئه ،

    ويرشده إلى الصواب .



    ولهــذا كـــان مـــــن أعظم الواجبات على المعلمين والمفتين

    أن يتوقفوا عن الفتوى أو الجزم بما لم يعلموه ، وهــذا مــن

    علامات الدين والإنصاف، وضده من علامات الرياء وضعف

    الدين ، بل هذا التوقف من التعليمات النافعة ؛ ليحصل به

    القدوة الحسنة .




    - آداب مشتركة :


    وليكــن قصــد المعلمين والمتعلمين في جميع بحوثهم طلب

    الحق والصواب ، واتباع ما رجَّحته الأدلة الصحيحة .


    والحذر الحذر من الاشتغال بالعلم للأغراض الفاسدة ، مــــن

    المباهاة ، والمماراة ، والرياء، والرياسات، والتوسل به إلى

    الأمور الدنيوية ، فمن طلبه لهذه الأمور فليس له في الآخرة

    من نصيب .


    ومن أعظم ما يتعيَّن على أهل العلم من المعلِّمين والمتعلِّمين:

    الاتصاف بمـــا يدعو إليه العلم من الأخلاق الجميلة ، والتنزُّه

    عن الأخلاق الرذيلة؛ فإنهم أحق الناس بذلك؛ لتميزهم بالعلم؛

    ولأنهم القدوة ، والنـــاس مجبولون على الاقتداء بأهل العلم

    منهم ؛ ولأنه يتطرق إليهم من الاعتراض ما لا يتطرق

    لغيرهم .



    والعلــم إذا عمل به ثبت ونمت بركته ، فروح العلم وحياته

    بالقيام به عملاً ، وتخلُّقاً ، وتعليماً ، ونصحاً .



    وينبغـــي تعــاهــد محفوظات المتعلمين ومعلوماتهم بالإعادة

    والامتحان ، والحـــــث على المذاكرة والمراجعة ، وتكــــرار

    الدروس الحاضرة والسابقة. فالتعلم بمنزلة الغراس والبذور

    للزرع ، وتعاهده بالمذاكرة والتكرار بمنزلة السقي، وإزالة

    الأشياء المضرَّة ؛ لينمو ويزداد على الدوام .


    وليحذر أهل العلم من الاشتغال بالتفتيش عـــن أحوال الناس

    وعيبهم ؛ فإنه مع أن صاحبه مستحق للعقوبة ، فإنه يشغل

    عن العلم ، ويصد عن كل أمر نافع .


    ومـــن آداب العــالـم والمتعلم : النصح ، وبث العلوم النافعة

    بحســب الإمكان ، حتى لو تعلم الإنسان مسألة وبثها وبحث

    بها مع من يتصل به كان ذلك من بركة العلم وخيره ، ومـن

    شحَّ بعلمه مات علمه قبل أن يموت ، كما أن من بث علمه

    كان له حياة ثانية ، وجازاه الله من جنس عمله .



    ومن أهم ما يتعين على أهل العلم: السعي في جمع كلمتهم ،

    وتأليف القلوب ؛ لأن هــذا من أوجب الواجبات ، وخصوصاً

    على أهل العلم الذي بهم الأسوة ، وبـــه يحصل خير كثير ،

    ويندفع شر كبير ، والحذر من الحسد لأحد من أهل العلم ؛

    فأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، وهو مناف

    للنصيحة التي هي الدين . والله أعلم .




    كتــاب " نور البصائر والألباب في أحكام العبادات والمعاملات


    والحقوق والآداب" ( ص75 ) للشيخ عبد الرحمن السعـدي




    (1) رواه مسلم



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================



    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X