إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رد لمن يهمه الأمر حول هل يرث المتبنى ؟ - تم الرد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد لمن يهمه الأمر حول هل يرث المتبنى ؟ - تم الرد

    عنوان الموضوع : رد لمن يهمه الأمر حول هل يرث المتبنى ؟ - تم الرد
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    الإسلام يحفظ الأنساب والولد سر أبيه، وحامل خصائصه، وهو في حياته قرة عينه، وهو بعد مماته امتداد لوجوده، ومظهر لخلوده. يرث منه الملامح والسمات، والخصائص والمميزات، يرث الحسن منها والقبيح، والجيد والرديء. وهو بضعة من قلبه، وفلذة من كبده.
    لهذا حرم الله الزنى، وفرض الزواج، حتى يصون الأنساب، ولا تختلط المياه، ويعرف الولد من أبوه، ويعرف الوالد من بناته وبنوه؟ فبالزواج تختص المرأة برجلها ويحرم عليها أن تخونه، أو تسقي زرعه بماء غيره. وبذلك يكون كل من تلدهم في فراش الزوجية أولاد زوجها. بدون أن يحتاج ذلك إلى اعتراف أو إعلان من الأب أو دعوى من الأم فالولد للفراش كما قال رسول الإسلام.
    لقد رأى الإسلام بحق أن التبني تزوير على الطبيعة والواقع، تزوير يجعل شخصا غريبا عن أسرة فردا منها، يخلو بنسائها على أنهن محارمه وهن عنه غريبات فلا زوجة الرجل المتبني أمه ولا أخته، ولا عمته.. إنما هو أجنبي عن الجميع.
    ويرث هذا الابن المدعى من الرجل أو المرأة على أنه ابنهما، ويحجب ذوي القربى الأصلاء المستحقين. وما أكثر ما يحقد الأقارب الحقيقيون على هذا الدخيل الذي عدا عليهم فاغتصب حقوقهم، وحال بينهم وبين ما كانوا يرجون من ميراث. وما أكثر ما يثور هذا الحقد، ويؤرث نار الفتن، ويقطع الأواصر والأرحام!!
    لهذا أبطل القرآن هذا النظام الجاهلي، وحرمه تحريما باتا، وألغى آثاره كلها، قال تعالى: (وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم) سورة الأحزاب:4،5.
    ولنتأمل هذه الكلمة القرآنية الناصعة (وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم) أي أن التبني إنما هو كلمة فارغة ليس وراءها حقيقة خارجية.
    إن الكلام باللسان لا يبدل الحقائق، ولا يغير الواقع، ولا يجعل الغريب قريبا، ولا الأجنبي أصيلا، ولا الدعي ولدا، الكلام بالفم لا يجري في عروق المتبنى، دم المتبني ولا يخلق في صدر الرجل حنان الأبوة، ولا في قلب الغلام عواطف البنوة، ولا يورثه خصائص الفضيلة، ولا ملامح الأسرة الجسمية والعقلية والنفسية.
    وقد ألغى الإسلام كل الآثار التي كانت تترتب على هذا النظام من إرث وتحريم للزواج من حليلة المتبنى.
    ففي الإرث لم يجعل القرآن لغير صلة الدم والزوجية والقرابة الحقيقية قيمة وسببا في الميراث: (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) آخر سورة الأنفال.
    وفي الزواج أعلن القرآن أن من المحرمات حلائل الأبناء الحقيقيين لا الأدعياء (وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم) سورة النساء:24. فيباح للرجل أن يتزوج حليلة متبناه لأنها امرأة إنسان غريب عنه في الواقع، فلا بأس أن يتزوجها إذا طلقها الآخر.

    إبطال التبني بالتشريع العملي بعد التشريع القولي :
    ولم يكن هذا الأمر سهلا على الناس، فقد كان التبني نظاما اجتماعيا عميق الجذور في حياة العرب. فشاءت حكمة الله ألا يكتفي في هدمه وإهدار آثاره بالقول وحده بل بالقول والعمل جميعا.
    واختارت الحكمة الإلهية لهذه المهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، ليزيل كل شك، ويدفع كل حرج عن المؤمنين في إباحة زواج مطلقات أدعيائهم، وأن يوقنوا أن الحلال ما أحل الله والحرام ما حرم الله. وكان زيد بن حارثة الذي عرفنا أنه كان يقال له زيد بن محمد قد تزوج زينب بنت جحش، ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد اضطربت بينهما العلائق وكثرت شكوى زيد من زوجته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي يعلم -بما نفث الله في روعه- أن زيدا مطلقها، وأنه متزوجها بعده ولكن الضعف البشري غلب عليه في بعض اللحظات فخشي مواجهة الناس فكان يقول لزيد كلما شكا له: أمسك عليك زوجك واتق الله.
    وهنا نزل القرآن يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت نفسه يشد أزره في مواجهة المجتمع، بتحطيم بقايا هذا النظام القديم والتقليد الراسخ، الذي يحرم على الرجل أن يتزوج امرأة متبناه الغريب عنه. قال تعالى: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه (بالإيمان) وأنعمت عليه (بالعتق، وهو زيد): أمسك عليك زوجك واتق الله، وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا) سورة الأحزاب:37. ثم مضى القرآن يحامي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا العمل ويؤكد إباحته ويرفع الحرج عنه: (ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا. الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا. ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما) الأحزاب:38-40.

    التبني بمعنى التربية والرعاية :
    ذلك هو التبني الذي أبطله الإسلام؛ هو الذي يضم فيه الرجل طفلا إلى نفسه، يعلم أنه ولد غيره، ومع هذا يلحقه بنسبه وأسرته، ويثبت له كل أحكام البنوة وآثارها من إباحة اختلاط وحرمة زواج واستحقاق ميراث.
    وهنالك نوع يظنه الناس تبنيا وليس هو بالتبني الذي حرمه الإسلام. وذلك أن يضم الرجل إليه طفلا يتيما أو لقيطا، ويجعله كابنه في الحنو عليه والعناية به والتربية له، فيحضنه ويطعمه ويكسوه ويعلمه ويعامله كأنه ابنه من صلبه، ومع هذا لم ينسبه لنفسه ولم يثبت له أحكام البنوة المذكورة. فهذا أمر محمود في دين الله، يستحق صاحبه عليه المثوبة في الجنة وقد قال عليه السلام: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" واللقيط في معنى اليتيم. وهو بعد ذلك أولى من يطلق عليه (ابن السبيل) الذي أمر برعايته الإسلام.
    وإذا لم يكن للرجل ذرية وأراد أن ينفح هذا الولد بشيء من ماله، فله أن يهبه ما شاء في حياته، وأن يوصي له في حدود الثلث من التركة قبل وفاته.

    منقوووووول لمن يهمه أمر التبني ولنيل الأجر والثواب.

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    موضوع رائع يا ام ايمن
    جزاكى الله خير

    __________________________________________________ __________
    بارك الله فيك عزيزتي دنيا الاحلام . سررت بمرورك وتشريفك بقراءة الموظوع والذي للأسف الشديد لم يلقى إهتمامآ من الأخرين مع أهميته الشديدة .

    __________________________________________________ __________
    جزاك الله عنا كل خير .. أم أيمن .. فلي قريبة زوجها متوفي وليس لها ذرية فتبنت رضيع وجعلت ابنة اختها تُرضعه ولم تنسبه لها وهي تخصه برعاية فائقة فقد عوضها عن عدم الانجاب .. وقد اشترت له شقة وكتبتها باسمه واجرتها حتى تكون كفل له بعد مماتها .. فوالله نعم السيدة هي


    __________________________________________________ __________
    السلام عليكم

    مشكوره اختي ام ايمن الموضوع فعلا مهم.ويمكن لاحظتي اننا تكلمنا من قبل عن التبني وكان تساؤلنا ان كا ن يرث وها هو جوابك يفيد الجميع ................جزاكي الله خيرا

    __________________________________________________ __________
    العزيزة نهاوند 61 :

    أثلجت صدري بقصة قريبتك جزاها الله كل خير وعوضها به خيرآ . وفعلآ الأمومة ليست بالحمل والولادة .الأمومة الصاذقة بالتربية الصالحة وبالحب والعطاء والوفاء . هناك أبناء من صلب أبائهم ومع هذا محرومون من أبسط حقوقهم ، حقوق التربية والتوجيه والتقويم ، حقوق الحب والعطف والحنان فهم ناذرآ مايرون والديهم لأنهم موكولون للشغالة الأجنبية لترعاهم وتلبي إحتياجاتهم .

    العزيزة الفتاة الطويلة :

    سؤالك حول هل يرث المتبنى ؟هو الذي دفعني للبحث والتقصي عن الموظوع . والحمدلله أنك وجدت ماتبحثين عنه .




يعمل...
X