إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التذكرة في أحوال الموت مجابة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التذكرة في أحوال الموت مجابة

    عنوان الموضوع : التذكرة في أحوال الموت مجابة
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    أما بعد

    فقد قال تعالى :
    ""كل نفس ذائقة الموت"" .
    عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب قال، قال رسول قال صلى الله عليه وسلم :
    "" اذكروا هاذم اللذات، قلنا: يا رسول الله وما هاذم اللذات؟ قال قال صلى الله عليه وسلم الموت ""
    فمن منا لم يفقد عزيزاً غيبه الموت، ومن منا لم يحضر مأتماً ولم يرى جنازة، من منا لم يسمع عن ميت، حتى صغارنا تعرف ما هو الموت، ألا و هي المصيبة العظيمة، والحدث الجلل، حيث لا مفر منه، ولا عودة عنه، ولا تبديل فيه، فيا الله يا الله، ماذا قدمنا للموت، ماذا قدمنا لأنفسنا بعد الموت، وأية مصيبة تنتظرنا، فيا لها من مصيبة ما بعدها مصيبة، ألا يكفي أن الله سبحانه وتعالى قد أسمها بمصيبة الموت في قوله تعالى:
    "" فأصابتكم مصيبة الموت ""

    وليس هناك من مصيبة أعظم منها إلا مصيبة واحدة وهي كبيرة، ألا وهي مصيبة الغفلة، والإعراض عن تذكر الموت بين كل حين، وتذكر قدرة الله علينا، ففي كل لحظة تمر بنا، ونحن جلوس، ونحن نيام، ونحن نغني ونرقص، يتولى ملك الموت بأحد أبناء البشر، فيأخذ روحه، ونحن غارقون في غفلتنا، غرتنا الحياة الدنيا، و غرتنا الأماني والشباب، فكم من ملك ملك الدنيا وما فيها، وكم من شاب ملء الدنياً شباباً بشبابه، وكم من جميلة تحدث الناس عن جمالها ونظارتها، فالملك لم تكفيه أموال الدنيا ليشتري الحياة، والشاب لم يمنعه شبابه وقوتة من قهر الموت، والجميلة لم تكفيفها نظارتها وجمالها لتخدع الموت، فالكل إليه سائرون.
    عن إبن ماجة، عن إن عمر إنه قال: كنت مع رسول الله قالصلى اللع عليه وسلم ، فجاء رجل من الأنصار فسلم على النبي فقال:يا رسول الله أي المؤمنين أفضل؟ قال قالصلى اللع عليه وسلم: أحسنهم خلقاً، قال فأي المؤمنين أكيس؟ قالصلى اللع عليه وسلم: أكثرهم للموت ذكراً، وأحسنهم لما بعده استعدادا، أولئك الأكياس.
    فمن هو الكيس الذي ذكره الرسول قال صلى اللع عليه وسلم ، أي هو من ذل نفسه لله تعالى، وحاسبها قبل أن يحاسبه الله سبحانه، وأستعد للموت كمن يستعد للسفر، وذكر الموت يورث في القلب رقة، وتنغص على فاعله لذة الدنيا، وتجعله يحقرها، ويستعظم معاصيه، وتجعله مقبلا على الله تعالى، زاهداً في كل شيء.
    وجاء في القصص، أن يزيد القرشي كان يقول لنفسه: ويحك يا يزيد من ذا يصلي عنك بعد الموت، من ذا يصوم عنك بعد الموت، من ذا يرضي عنك ربك بعد الموت، ثم يقول أيها الناس ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟ من الموت طالبه، والقبر بيته، والتراب فراشه، والدود أنيسه، وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر ثم يسقط مغشياً عليه. وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، يجمع العلماء فيتذاكرون الموت والقيامة و الآخرة، فيبكون وكأن بين أيديهم جنازة.
    ونحن اليوم ما أن يفتح شخص ما حديثاً عن الموت إلا تفرقنا عنه، وكأننا إذا ذكرنا الموت حديثاً وقع بنا فعلاً، نعم نحن نخشى الموت بشدة، بل إنني مجرد الكتابة فيه تشعرني بالرهبة والخوف، ولكن إلى متى سنظل نتجاهل ونتهرب من ذكره؟ أ إلى أن يأتي أمر الله؟ فيالها من خسارة ما بعدها خسارة، كم نبلغ اليوم من العمر، كم مضت علينا من السنين، وكم بقي لنا فقط لنتذكر؟ لقد خسرنا إذاً والله إذا بقينا على حالنا، لنسأل أنفسنا عن أناس أعزة في قلوبنا، فينا من فقد أباه وفينا من فقد أمه وفينا من فقد إبناً أو بنتاً أو أختاً، هل خطر ببالنا يوماً أن نتساءل كيف أصبح مصيرهم اليوم، مخيف هو مجرد التفكير، واليوم نحن لا نملك لهم إلا الدعاء، عسى الله أن يشملهم برحمته وبركاته، ويغفر لهم ويرحمهم، ويعافهم ويعفوا عنهم، ويكرم نزلهم ويوسع مدخلهم، ويغسلهم بالماء والثلج والبرد، و ينقيهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، يارحمن يارحيم، وارحمنا ربنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه.
    نعم نحن اليوم ندعو لهم، فمن لنا نحن غداً ليدعوا لنا بالرحمة، من لنا غداً، لا ليبكينا و لا ليذكرنا ولكن لينجينا من عذاب الله، هيهات .. هيهات أن يكون لنا ذلك، ومن يضمن لنا أن تستجاب دعوات الداعين لنا بالرحمة، فكل نفس بما كسبت رهينة، نعم كل نفس بما كسبت رهينة، وأنا هنا لا أمركم أن تيأسوا من رحمة الله، بل أسألكم أن تعينوني و تعينوا أنفسكم على طاعة الله، وتجنب المعاصي والغفلة التي نحن بها، فالعاقل من يستعد لهذا اليوم فيذل نفسه في عبادة الله سبحانه ويحاسب نفسه على ما فرط من عمره ويستعد بصالح الأعمال ولن يتحقق لنا ذلك إلا إذا تذكرنا معاصينا، وتقصيرنا في حقه تعالى، فهو لا يحتاج إلينا بل نحن من في حاجة إلى رضاه، نحن نعم نصلي، ونصوم، ونتصدق، ونقرأ القرآن، ولكن ماذا نفعل مابين الصلاة والصلاة، ماذا نفعل ما بين رمضان ورمضان، ماذا نفعل مل بين الصدقات، ماذا نفعل ما بعد قراءة القرآن؟ بين كل صلاة وصلاة أما مسلسلاً، أو أغنية والعياذ بالله، أو تسوق لقضاء الوقت، بين كل رمضان ورمضان غفلة، وبين كل صدقة وأخرى نميمة بما أعطيتي ومن أعطيتي، وماذا بعد أننا كمن همه أن يبني كل ما هو جميل، وفي لحظة يهدم كل مابناه وكأنه لم يكن، نقصر في طاعة الله سبحانه، ونتمادى مع المعاصي وإتباع الشهوات والعياذ بالله ومن ثم نتمنى على الله أن يغفر لنا، ونقول أننا بذلك نحسن الظن بالله تعالى، ألا يكفي قوله تعالى:
    ""وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين""

    كيف نفعل المعاصي و نتمنى على الله أن يغفرها لنا!؟، نحن نمني أنفسنا، ونسوفها يوماً بعد يوم، فإذا أرادت إحدانا أن تقرأ القرآن مثلاً يأتيها شيطانها فيقول : أنتي اليوم متعبة، عملتي طوال اليوم وقد حان وقت الراحة، غداً تقرئين.
    فيأتي الغد وبعد الغد وبعده كثير، وربما لن يأتي الغد أبدا.
    فمن سينفعكي حينها، ومن سيدافع عنكي يومها، بل أول من يعدكي لهذا اليوم إما أمكي، أو أختكي، أو خالتكي، أوحتى زوجكي، يغسلونكي لذلك، يزينوكي لذلك يهيؤنكي لذلك، وأول من يحملكي، هو زوجكي الذي طالما أحببته، أو ولدكي الذي لو أصيب لفديته، نعم هم أحبتنا الذين أمضينا الأيام والليالي ونحن ندعوا لهم بالخير، لمن يجهزونك اليوم، و إلى أين يسيرون بكي وأنتي لا حول لكي ولا قوة لترفضي، و لنتخيل أنفسنا بأن أحبتنا والذين نخاف عليهم و نستعد بأن نفديهم بأنفسنا، يسلموننا إلى القبر وظلمته بأيديهم ، يوسدوننا التراب بأيديهم، وفوق كل ذلك يهلون علينا بالتراب، تلك الأيادي التي ألبستنا الحرير، والفساتين الجميلة تلبسنا يوماً الأكفان، وتلك الأيادي التي حضتنا يوماً تحملنا على الأكتاف، ومن سهرنا على راحتهم يدخلوننا القبور، ومن كنا بالأمس نطلب نصرته على أعدائنا، سلمنا إلى منكر و نكير، و إلى الدود ليأكلنا، بيت لا باب له ولا نافذة ولا نور إلا من رحم الله، فيا الله، فيا الله، والله لو فعلوها في غير هذا المقام لقلنا هي غلظة وقسوة في قلوبهم، بأنهم ما أحبونا يوماً، لكنها إرادة الله.
    يومها لن يدافع عني أبي أو أمي أخي أو زوجي، من لي غير عملي ليدافع عني، من لي غير صلاتي وقيامي، من لي غير دعائي، أين لي الوقت لأعود فأعمل لها وقد نفذ الوقت، ذلك اليوم الذي إذا جاء لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، و الحمد لله أن ذلك اليوم لم يأتي بعد على الأقل في هذه اللحظة التي لا نعلم ما يأتي بعده، الحمد لله، ما زال فينا نبض ينبض، وقلباً يخفق، فلنجعله ينبض لذكر الله تعالى، ولنجعله يخفق من خشيته، ولمثل هذا فليعمل العاملون.
    قال تعالى:
    ""وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن"" ، وقال أيضاً:
    ""فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا""
    وقد قيل أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه أتى بإناء به ماء ليشرب فأخذه بيده ونظر إلية وقال: الله أعلم كم فيك من عين كحيل، وخد أسيل.
    عن أنس بن مالك قال : أن نبي الله قالصلى اللع عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت ، فقال قالصلى اللع عليه وسلم : كيف تجدك، قال : أرجو الله يا رسول الله وأخشى ذنوبي، فقال قالصلى اللع عليه وسلم: لا يتجمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف.
    وفي هذا الحديث يطلب منا أن نحسن الظن بالله عندما يأتينا الموت، أي أن لا نيأس من رحمته تعالى، ولنتذكر أنه سبحانه كثير الرحمة والمعروف، وأن نقدم عليه سبحانه ونحن نطمع في رحمته، وقيل أن بعض الأنبياء عليهم السلام قال لملك الموت: أما لك رسول تقدمه بين يديك ليكون الناس على حذر منك؟ فقال: لي والله رسل كثيرة من الأعلال والأمراض والشيب والهرم وتغير في السمع، والبصر، فإذا لم يتذكر من نزل به ذلك، ولم يتب، فإذا قبضته ناديته ألم أقدم إليك رسولاً بعد رسول ونذيراً بعد نذير!؟ فأنا الرسول الذي لا رسول بعدي، وأنا النذير الذي لا نذير بعدي، اللهم العافية.
    ويحكى والله أعلم أن رجلاً كانت له جارية، لم يكن يشبع منها ومن الإستمتاع بها، وكان كلما إستمتع بها زاد فيها حباً، حتى جاء يوماً يقلب في شعرها ويلعب به، فرأى شعرتان بيضاوان فأخبرها، فارتاعت، وخافت، فقالت: أرني فأراها، فقالت جاء الحق وزهق الباطل، ثم نظرت إليه وقالت: إعلم لو لم تفترض علي طاعتك، لما أويت إليك، فدع لي ليلي أو نهاري لأتزود فيه لآخرتي، فقال الرجل: لا، ولا كرامة، فغضبت وقالت: أتحول بيني وبين ربي، وقد آذنني بلقائه، اللهم بدل حبه لي بغضاً، قال الرجل فبت وما شيء أحب إليّ من بعدها عني، ثم أنه من بغضه لها عرضها للبيع، فلما وجد من يشتريها بكت، فقال الرجل: أنتي أردتي هذا، فقالت: والله ما اخترت عليك شيئاً من الدنيا، هل لك إلى ما هو لك من ثمني؟ قال الرجل وما هو؟ قالت تعتقني لله عز وجل فإنه أملك لك لي مني، وأعود عليك منك عليّ فقال الرجل: قد فعلت، فقالت المرأة : قد أمضى الله صفقتك و بلغك أضعاف أملك ( الأمل) فتزهدت المرأة، وأبغض الرجل الدنيا وما فيها.
    الحمد لله الذي أنعم علينا الآن بنعمة الحياة، فلنعمل إتقاء شر ذلك اليوم.
    ألم يئن لهذه القلوب أن تخشع من خشية الله.


    منقول للفائدة

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    حياكِ الله ،

    عن أنس بن مالك قال : أن نبي الله قالصلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت ، فقال قالصلى الله عليه وسلم : كيف تجدك، قال : أرجو الله يا رسول الله وأخشى ذنوبي، فقال قالصلى الله عليه وسلم: لا يتجمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف.


    بارك الله ُ فيكِ على النقل الطيب ،
    أذكر كلمات للشيخ محمد حسان
    يقول " نرى الموت كل لحظة وقلّ من يتذكر الموت "
    كلنا يبكى على فقد حبيب أو قريب،ولانبكى على موات قلوبنا بعدم تذكرها الآخرة
    يقول أحد السلف " عجبت ُ لمن يبكى على موت ِ
    غيره دموعا ً ولايبكى على موت قلبه دما ً "




    __________________________________________________ __________
    بارك الله ُ فيكِ على النقل الطيب اخيتى الراشدى
    وبااااااااارك الله فى اخيتى الداعية
    اللهم احسن خاتمتنا
    وارحمنا واغفو عنا

    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X