عنوان الموضوع : من عرف نفسه..عرف ربــه مجابة
مقدم من طرف منتديات أميرات

من كتاب الفوائد...للامام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله..هذا المقال المبارك..
لا ينتفع بنعمة الله بالإيمان والعلم إلا من عرف نفسه, ووقف بها عند قدرها, ولم يتجاوزه إلى ما ليس له, ولم يتعد طوره ولم يقل هذا لي, وتيقّن أنه لله ومن الله وبالله, فهو المانّ به ابتداء وإدامة بلا سبب من العبد ولا استحقاق منه, فتذله نعم الله عليه وتكسره كسرة من لا يرى لنفسه ولا فيها خيرا البتّة, وأن الخير الذي وصل إليه فهو لله وبه ومنه, فتحدث له النعم ذلا وانكسارا عجيبا لا يعبر عنه. فكلما جدد له نعمة ازداد له ذلا وانكسارا وخشوعاومحبة وخوفا ورجاء,
وهذا نتيجة علمين شريفين: علمه بربه وكماله وبره وغناه وجوده وإحسانه ورحمته, وأن الخير كله في يديه, وهو ملكه يؤتي منه من يشاء ويمنع منه من يشاء. وله الحمد على هذا, وهذا أكمل حمد وأتمه. وعلمه بنفسه ووقوفه على حدها وقدرها ونقصها وظلمها وجهلها, وأنها لا خير فيها البتة ولا لها ولا بها ولا منها, وأنها ليس لها من ذاتها إلا العدم فكذلك من صفاتها وكمالها فليس لها إلا العدم الذي لا شيء أحقر منه ولا أنقص, فما فيها من الخير تابع لوجودها الذي ليس إليها ولا بها. فإذا صار هذان العلمان صيغة لها لا صيغة على لسانها علمت حينئذ أن الحمد كله لله, والأمر كله له والخير كله في يديه, وأنه هو المستحق للحمد والثناء والمدح دونها, وأنها هي أولى بالذم والعيب واللوم. ومن فاته التحقق بهذين العلمين تلونت به أقواله وأعماله
وأحواله وتخبطت عليه ولم يهتد إلى الصراط المستقيم الموصل له إلى الله. فإيصال العبد بتحقيق هاتين المعرفتين علما وحالا, وانقطاعه بفواتهما. وهذا معنى قولهم: من عرف نفسه عرف ربه, فإنه من عرف نفسه بالجهل والظلم والعيب والنقائص والحاجة والفقر والذل والمسكنة والعدم, عرف ربه بضد ذلك فوقف بنفسه عند قدرها ولم يتعد بها طورها, وأثنى على ربه ببعض ما هو أهله, وانصرفت قوة حبه وخشيته ورجائه وإنابته وتوكله إليه وحده, وكان أحب شيء إليه وأخوف شيء عنده وأرجاه له, وهذا هو حقيقة العبودية, والله المستعان.
ويحكى أن بعض الحكماء كتب على باب بيته: انه لن ينتفع بحكمتنا إلا من عرف نفسه ووقف بها عند قدرها, فمن كان كذلك فليدخل وإلا فليرجع حتى يكون بهذه الصفة.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات

من كتاب الفوائد...للامام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله..هذا المقال المبارك..
لا ينتفع بنعمة الله بالإيمان والعلم إلا من عرف نفسه, ووقف بها عند قدرها, ولم يتجاوزه إلى ما ليس له, ولم يتعد طوره ولم يقل هذا لي, وتيقّن أنه لله ومن الله وبالله, فهو المانّ به ابتداء وإدامة بلا سبب من العبد ولا استحقاق منه, فتذله نعم الله عليه وتكسره كسرة من لا يرى لنفسه ولا فيها خيرا البتّة, وأن الخير الذي وصل إليه فهو لله وبه ومنه, فتحدث له النعم ذلا وانكسارا عجيبا لا يعبر عنه. فكلما جدد له نعمة ازداد له ذلا وانكسارا وخشوعاومحبة وخوفا ورجاء,
وهذا نتيجة علمين شريفين: علمه بربه وكماله وبره وغناه وجوده وإحسانه ورحمته, وأن الخير كله في يديه, وهو ملكه يؤتي منه من يشاء ويمنع منه من يشاء. وله الحمد على هذا, وهذا أكمل حمد وأتمه. وعلمه بنفسه ووقوفه على حدها وقدرها ونقصها وظلمها وجهلها, وأنها لا خير فيها البتة ولا لها ولا بها ولا منها, وأنها ليس لها من ذاتها إلا العدم فكذلك من صفاتها وكمالها فليس لها إلا العدم الذي لا شيء أحقر منه ولا أنقص, فما فيها من الخير تابع لوجودها الذي ليس إليها ولا بها. فإذا صار هذان العلمان صيغة لها لا صيغة على لسانها علمت حينئذ أن الحمد كله لله, والأمر كله له والخير كله في يديه, وأنه هو المستحق للحمد والثناء والمدح دونها, وأنها هي أولى بالذم والعيب واللوم. ومن فاته التحقق بهذين العلمين تلونت به أقواله وأعماله
وأحواله وتخبطت عليه ولم يهتد إلى الصراط المستقيم الموصل له إلى الله. فإيصال العبد بتحقيق هاتين المعرفتين علما وحالا, وانقطاعه بفواتهما. وهذا معنى قولهم: من عرف نفسه عرف ربه, فإنه من عرف نفسه بالجهل والظلم والعيب والنقائص والحاجة والفقر والذل والمسكنة والعدم, عرف ربه بضد ذلك فوقف بنفسه عند قدرها ولم يتعد بها طورها, وأثنى على ربه ببعض ما هو أهله, وانصرفت قوة حبه وخشيته ورجائه وإنابته وتوكله إليه وحده, وكان أحب شيء إليه وأخوف شيء عنده وأرجاه له, وهذا هو حقيقة العبودية, والله المستعان.
ويحكى أن بعض الحكماء كتب على باب بيته: انه لن ينتفع بحكمتنا إلا من عرف نفسه ووقف بها عند قدرها, فمن كان كذلك فليدخل وإلا فليرجع حتى يكون بهذه الصفة.

==================================
بارك الله فيك وجزاك خيرا
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
بارك الله ُ فيكِ ،،
يروى الامام ابن الجوزى قصة أحد السلف الصالح -فيما معناها - حينما ركب سفينه وهبت ريح فنزلوا
إلى جزيرة ووجدوا فيها رجلا ً يعبد صنما ً فقالو له ما تعبد ؟ فأشار بيده إلى الصنم ، وسألهم ما تعبدون
قالوا الله الذى فى السماء ، فقال وما أعلمكم به قالوا رسوله ، قال أين هو ؟ قالوا : مات ،قال : فهل ترك من علامة ؟
قالوا : كتاب من عند الله ، فقال ائتونى به ، فاتوا بمصحف وقرأوا عليه فبكى بكاء ً مريرا ً ، فقال : ما يفعل من يريد الدخول فى دينكم
قالوا يغتسل وينطق الشهادة فاغتسل وقال كلمة التوحيد ، فلما أتى الليل وأخذ كل منهم مضجعه فنادى فيهم : ياقوم
أربكم الذى دللتمونى عليه ينام : قالوا لا هو حى قيوم لايغفل ولا ينام .. فقال بئس العبيد أنتم تنامون وربكم لاينام
والشاهد من القصة أنه قارن بين حال العباد ( وهم ينامون )
،
وحال الله الذى لايغفل ولا ينام فأورثه ذلك خشية من الله ووجل ...فاحتقر شأن العباد إلى شأن الله
ونحن إذا أردنا أن نعبد الله كما يرضى فلنعرفه بصفاته وأسمائه وأفعاله ، ولنعرف فقرنا إلى غناه ، وضعفنا إلى قوته
بارك الله ُ فيكِ ،،
يروى الامام ابن الجوزى قصة أحد السلف الصالح -فيما معناها - حينما ركب سفينه وهبت ريح فنزلوا
إلى جزيرة ووجدوا فيها رجلا ً يعبد صنما ً فقالو له ما تعبد ؟ فأشار بيده إلى الصنم ، وسألهم ما تعبدون
قالوا الله الذى فى السماء ، فقال وما أعلمكم به قالوا رسوله ، قال أين هو ؟ قالوا : مات ،قال : فهل ترك من علامة ؟
قالوا : كتاب من عند الله ، فقال ائتونى به ، فاتوا بمصحف وقرأوا عليه فبكى بكاء ً مريرا ً ، فقال : ما يفعل من يريد الدخول فى دينكم
قالوا يغتسل وينطق الشهادة فاغتسل وقال كلمة التوحيد ، فلما أتى الليل وأخذ كل منهم مضجعه فنادى فيهم : ياقوم
أربكم الذى دللتمونى عليه ينام : قالوا لا هو حى قيوم لايغفل ولا ينام .. فقال بئس العبيد أنتم تنامون وربكم لاينام
والشاهد من القصة أنه قارن بين حال العباد ( وهم ينامون )
،
وحال الله الذى لايغفل ولا ينام فأورثه ذلك خشية من الله ووجل ...فاحتقر شأن العباد إلى شأن الله
ونحن إذا أردنا أن نعبد الله كما يرضى فلنعرفه بصفاته وأسمائه وأفعاله ، ولنعرف فقرنا إلى غناه ، وضعفنا إلى قوته
__________________________________________________ __________
جزاكي الله خيرآ
__________________________________________________ __________
جزاك الله خيرآ