بسم الله الرحمن الرحيم

أخواتي الحبيبات في الله تعالى :

لو تأملنا كلام الله تعالى في بدايات سورة البقرة لوجدناه يتكلم عن :

صفات المتقين قائلاً عزَّ مِن قائل:

ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ¨ فِيهِ¨ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)

وينبغي أن نلاحظ أن الصفات كلها (الموضوع تحتها خط) أفعال



ثم عن صفات الكفار:

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7)

فهؤلاء سواء أنذَرْتَهُم أم لم تُنذِرهم لا يؤمنون!!!!



ثم عن صفات المنافقين:

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً ۖ وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16)

ينبغي أن نلاحظ أن من صفات المنافقين أنهم يقولون فقط ولا يفعلون !!!

سواء أمام المؤمنين، أو أمام المنافقين أمثالهم

فقد وردت كلمة قالوا (خمس مرات في الآيات السابقة)



وهذا يحذرنا من أن تخالف أعمالنا أقوالنا ، أو أن نكتفي بالقول الطيب ولا نفعل الصالحات

فمن يقول أن(ربنا رب قلوب) نقول له : نعم إن الله تعالى مطلع على ما في قلبك ولكنه يحب أن يرى ذلك في عملك أيضا ،

فالإيمان ما وقر في القلب وصدَّقه العمل !!!

ومن تقول (إن الحجاب حجاب القلب ) وأن( قلبها سليم أكثر من بعض المحجبات) نقول لها:



ينبغي أن يصدِّق فعلك قولك وإلا أصبحتِ تتصفين بصفات المنافقين والعياذ بالله ،



وتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي رواه عبد الله بن عمر وورد في صحيح بن حِبَّان: 'من تشبَّه بقوم فهو مِنهُم' !!!!

ولنتذكر جميعا قول الله تعالى:'إن المنافقين في الدَّرْك الأسفل من الناروَلَنْ تَجِد لَهُمْ نَصِيرًا ' النساء-145



أي أن الْمُنَافِقِينَ فِي الطَّبَق الْأَسْفَل مِنْ أَطْبَاق جَهَنَّم ، أي في أَسْفَل النَّار ، فِي تَوَابِيت تُغلق عَلَيْهِمْ ، وإذا وضعهم الله في هذه المنزلة السفلى من النار،فلن يجدوا لهم نَاصِرًا يَنْصُرهُمْ مِنْهُ ، فَيُنْقِذهُمْ مِنْ عَذَابه ، وَيَدْفَع عَنْهُمْ أَلِيم عِقَابه.(كما جاء في تفسيرالطبَري)



والآن ماذا يفعل من كان يتصف بصفات المافقين ؟



الحل السريع هو التوبة النصوح وبسرعة قبل فوات الأوان، فإن الله تعالى يقول عن التائبين:

'وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ' {الشورى:25}.

ويقول أيضاً: ' وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا' {الفرقان:68-70}

ويقول أيضاً: 'وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ، أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ' {الزمر:54-58}.

وإيّاك أيها المسلم،

إيّاك وتزيين الشيطانِ ومكائده ومَكرِه

وغرورَ الدنيا

وشهواتِ النفس

والطمَعَ في فُسحةِ الأَجَل،

فتقول: سأتوب قبلَ الموت،

وهل يأتي الموت إلاّ بغتةً؟!



فأكثرُ الناس حِيل بينَه وبين التّوبةِ والعياذ بالله لعَدَم الاستعدادِ للموت وغَلَبة الهوى وطولِ الأمل، فأتاهم ما يوعَدون وهم على أسوَأ حال، فانتقلوا إلى شرِّ مآل. ومِنَ النّاس مَن وفِّق للتوبة النصوح بعد أن أسرفوا على أنفسِهم أو قصَّروا في حقِّ الله أو حقوقِ العباد، فصاروا من الصالحين والصّالحاتِ، ذِكْرُ سِيرتِهم توقِظُ القلوبَ الغافلة، ويقتدِي بها السائرون على الصِّراط المستقيم والآمُّونَ للنهج القويم.***

كانت هذه كلمات لفضيلة الدكتور محمد هداية (بتصرُّف يسير)، جاءت في برنامج ' طريق الهداية ' حلقة الأربعاء (6/8 / 2017)على قناة دريم2 (الرابعة إلى الخامسة مساء بتوقيت القاهرة)

اللهم ارزقنا قبل الموت توبة،

وعند الموت شهادة

وبعد الموت نعيما وراحة وسعادة،

آمين