إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محاسبة في نهاية العام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محاسبة في نهاية العام

    عنوان الموضوع : محاسبة في نهاية العام
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    محاسبة في نهاية العام

    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد :
    فإن صحة الأبدان ، وأمن الأوطان ، ورغد العيش هي مقومات الحياة ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) . [أخرجه الترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن] . بفقدان واحدة من هذه الثلاث يكون عيش الإنسان منغصاً ولربما تمنى الموت . هذه النعم الثلاث عندما يجدها الإنسان فإنه لا يحس بمرور الأيام ، وانقضاء الأعوام ؛ فالأيام تمر عليه سريعاً .
    كان هذا العام بالأمس مبتدئاً ، وها هو الآن ينتهي ، وكأننا لم نعش أيامه وشهوره ؛ لكن المرضى والخائفين والجائعين والأسرى والمسجونين ، قد طالت عليهم أيامه وأبطأت شهوره ، من شدة ما يجدون ويحسون !!
    ضرورة المحاسبة :
    في آخر أيام هذا العام لا بد من المحاسبة والمراجعة ؛ فالمؤمن يعلم أن حياته ليست عبثاً ، ويدرك أنه لم يخلق هملاً ، وهو على يقين أنه لن يترك سدى . وقد يعمل الإنسان في حياته أعمالاً ثم ينساها ؛ لكنه يوم القيامة سيوفاها كما قال تعالى : {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد } [المجادلة:6] . وقال تعالى : { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }[ آل عمران:30] . وقال تعالى :{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء:47] .
    إن النعم التي يتقلب الناس فيها ، والصوارف التي تحيط بهم تجعلهم ينسون الحساب ، ويغفلون عن ذكر يوم المعاد ، { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } [الأنبياء:1،2] .
    كيفية المحاسبة :
    لا بد أن ينظر الإنسان في عمله ، ويتأمل حاله كيف قضى عامه ؟ وفيم صرف أوقاته ؟
    في عامه الراحل كيف كانت علاقته بربه ؟
    هل حافظ على فرائضه ، واجتنب زواجره ؟
    هل اتقى الله في بيته ؟
    هل راقب الله في عمله وكسبه وفي كل شؤونه وأحيانه ؟
    فإنه إن فعل ذلك صار يعبد الله كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه . ومن حاسب نفسه في العاجلة أمن في الآخرة ، ومن ضحك في الدنيا كثيراً ولم يبك إلا قليلاً يخشى عليه أن يبكي في القيامة كثيراً . كما قال تعالى :{ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً } [التوبة:82] قال ابن عباس رضي الله عنه : (( الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤا فإذا انقطعت وصاروا إلى الله تعالى استأنفوا في بكاء لا ينقطع عنهم أبداً )) [أخرجه ابن جرير وابن أبي شيبة بإسناد صحيح] .
    وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا : قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال : ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً ، وسخرت لك الأنعام والحرث ، وتركتك ترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقيَّ يومك هذا ؟ فيقول : لا ، فيقول له : اليوم أنساك كما نسيتني )) [أخرجه الترمذي بسند صحيح] وقال : معنى قوله : (اليوم أنساك كما نسيتني) : اليوم أتركك في العذاب .
    علاج القلوب قبل علاج الأبدان :
    إذا كان مرضى الأبدان يشخصون الداء ، ولا يزالون في متابعة مستمرة للمرض حتى يقضي عليه ؛ فبطريق الأولى والأحرى يفعل ذلك مرضى الذنوب والآثام .
    إن استصلاح القلوب أهم وآكد من استصلاح الأبدان . وإذا كانت الحياة تنقلب عذاباً عند فساد الأبدان ؛ فعذاب الآخرة أشد وأنكى لمن فسدت قلوبهم .إن مجالات الذنوب والمعاصي في هذا الزمن واسعة ، والداعي لها كثير ، وسبل الطاعة ضيقة ، والداعي لها قليل .فالفتن تلاحق الناس في أسواقهم وأعمالهم ، وتملأ عليهم بيوتهم ، وتفسد أولادهم ونساءهم ، ولا يزال أهل الباطل يجرون عباد الله إلى باطلهم وسيستمرون ، فماذا علمنا لدرء الشر عن أنفسنا وبيوتنا ؟!
    إن عامنا يمضي وذنوبنا تزداد ، وإن آخرتنا تقترب ونحن عنها غافلون – إلا من رحم الله وقليل ما هم!- نمنّ على الله بالقليل من الطاعات ، ونواجهه بالكبائر والموبقات !! فهل ندرك أننا لا نزال غافلين ؟!
    جاء قوم إلى إبراهيم أدهم رحمه الله في سنة أمسكت فيها السماء وأجدبت فيها الأرض فقالوا له : استبطأنا المطر فادع الله لنا . فقال : تستبطئون المطر ، وأنا استبطئ الحجارة .
    آثار الذنوب على الأمة :
    بسبب الذنوب والمعاصي ، وإصرار كثير من العباد عليها : أصبحت أمة الإسلام مائدةً ممدودة لكل طاعم ، وصندوقاً مفتوحاً لكل آخذ ، وقصة يحكيها كل شامت ، نسوا الله فنسيهم ، وتركوا أمره فسلط عليهم أعداءهم .
    أورثتهم الذنوب ذلاً ومهانة ، سكنت معها القلوب بل ماتت . ألفت العيون دموع اليتامى ، واعتادت الآذن على أنات الأيامى . ولقد أصبح قتل المسلم الأعزل في كثير من الأقطار أمراً سهلاً ؛ بل ممتعاً يدعو للفرحة والنزهة من قبل الكافرين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .
    والمصيبة أنه يصاحب هذا التسلط من الأعداء تفرق المسلمين ؛ وتشتت أمرهم ، واختلاف كلمتهم ؛ فبعضهم يكره بعضاً ، ويتباغضون أشد من بغضهم لأعدائهم في كثير من الأقطار والبقاع . فلماذا كل هذا ؟!
    إن النظرة المتأنية لأسباب هذا الذل والهوان ، وذلك الاختلاف والافتراق توجد قناعةً مفاداها أن الذنوب والمعاصي من أهم أسباب ذلك ؛ بل هي السبب الرئيسي له .ماذا قدمنا لأمتنا ؟!إن جميع المسلمين في الأرض لم يرضوا عن واقعهم المهين ؛ لكن هل تحركوا لتغييره ؟!كل فرد من الأفراد يتأسف ويأسى لواقع أمته ، ولو تأملت حاله لوجدته سبباً من أسباب هذا الواقع !!إن صلاح الأفراد فيه صلاح الأمم ، وإن فسادهم فيه فسادها .. إذا أصلح كل فرد نفسه ومن هم تحت يده ، ونشر الإصلاح بين الناس على قدر جهده ووسعه صلحت الأمة بإذن الله تعالى . أما أن يكون كل فرد فاسداً في نفسه مفسداً لمن هم تحت يده – إلا من رحم الله – ويريد أن تصلح الأمة ، وأن تعتز وتنتصر على أعدائها ؛ فذلك من أبعد المحال ، والله لا يصلح عمل المفسدين .إن مشكلتنا تتخلص في أننا لا نحس بأننا سبب من أسباب انحدار أمتنا وتخلفها ، ونتغافل عن كوننا جزءاً من أجزاء الأمة التي نريد صلاحها ، وكل واحد منا يرمي باللائمة على الغير . ومن المضحك جداً أن نلوم عدوّنا ، ونجعله سبب مشاكلنا ؛ لكي نتنصل من مسؤولياتنا ، ونرتاح من تبعات التحليل والتدقيق ، والمحاسبة والتقويم ، فهل ندرك ذلك في نهاية عام نودعه وبداية عام نستقبله ؟! ونفقه أن الأمة لن تصلح وتنتصر حتى يصلح كل فرد من أفرادها نفسه ، وينتصر على أهوائه وشهواته ؟! نرجو أن ندرك ذلك ونعقله .

    لا تنسوني من صالح دعائكم


    منقول...

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    جزاك ربي خير الجزاء ياغالية ..

    وأحب انبه ان محاسبة النفس لاتقتصر على نهاية العام..

    يجب على المسلم ان يحاسب نفسه دوما ..!

    مري هنا ياغالية

    http://www.lakii.com/vb/showthread.p...52#post5119552

    وقد ذكر الشيخ..

    من تلكم المحدثات التهنئة بالعام الجديد ، فيتبادلون التهاني والتبريكات ، وربما جاوز الأمر أكثر من مجرد التهنئة إلى الاحتفال بذلك ، وهذا خطر عظيم ، وشر جسيم ، لم يرد فيه عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه أو أتباعه رضي الله عنهم فيه أثر أو يصح في النقل عنهم فيه خبر . ويلبس الشيطان على السلفي من حيث لا يشعر ، فيوهمه أن نهاية العام وقت مشروع لمحاسبة النفس ، ومناقشة حال العمر فيما مضى . والنظر في صفحات العمر ، ومحاولة فتح صفحة جديدة مع الله فيما زعم . ولا ريب أن محاسبة النفس مشروعة ، مطلوبة ولكن أن يجعل آخر العام لها سببا فذلك من المحدثات . فليس لآخر العام ، ولا لبدايته مزية عن أي يوم آخر من أيام السنة كلها . وجعل ذلك عيدا ، أو سببا لعبادة ما ، يحتاج المرء فيه إلى دليل من كتاب الله تعالى ، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم . ودون ذلك خرط القتاد . ولقد انتشر في الهاتف الجوال رسائل تفيد طلب العفو والمسامحة من الإخوان ، والعفو عن الزلل ، وفتح صفحة جديدة مع الأصدقاء ، أو مع الله تعالى ، بل قد تعدى الأمر أكبر من ذلك أيضا فزعموا أن الله تعالى يطوي صفحة العام ، ولا يعيد نشرها إلى يوم القيامة ، فسألهم : من أين لكم هذا ، ومن أنبأكم بهذا ؟ أتقولون على الله ما لا تعلمون ؟ معاشر المسلمين : إن المعلوم عند أهل العلم أن ليلة القدر هي التي تقدر فيها المقادير للعام ، كما قال قتادة رحمه الله : تقضى فيها الأمور ، وتقدر الآجال والأرزاق ، كما قال تعالى : فيها يفرق كل أمر حكيم . قال ذلك عند تفسير قوله جل وعلا : تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . وأما آخر العام أو أوله، أو أوسطه فليس فيه نص من كتاب أو سنة ، وليس عليه دليل من فعل من سلف من صالح هذه الأمة ، أو قرونها الثلاثة المفضلة . وقد ذكر أهل العلم قيودا لكي يحكم على الشيء بالبدعية ، وهي : أن يكون هذا الأمر محدثا ، لقوله صلى الله عليه وسلم : من أحدث . وأن يضاف هذا المحدث إلى الدين ، لقوله صلى الله عليه وسلم : في أمرنا هذا . وأن لا يستند هذا الإحداث إلى أصل شرعي خاص أو عام ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ما ليس منه . وكل هذه القيود مندرجة في التهنئة ببداية العام الجديد . ألا وإن الشيطان المريد ، قد يوهم بعض الناصحين أو الغيورين أن لهذه البدعة فوائد جمة ، وأن فيها من المصالح ما يوجب العمل بها ، وهذا من تلبيسه ، ومكايده ، وإلا فإن البدعة لا يشترط أن تكون شرا محضا بل قد يكون فيها منافع ومصالح وفوائد . وليست القضية في ذكر الفوائد والمنافع ، ولكن القضية التي يجب أن يوقف عندها هي : ما هو دليلها ؟ وإياك ثم إياك أن يغررك تعليلها . ففرق بين الدليل والتعليل . ولن تجد بدعة إلا ولها تعليل ، ولكنها خالية أو بعيدة كل البعد عن الدليل .


    حفظنا الله وثبتنا وإياكم على الحق.. ورزقنا قلوبا لينة وخاشعه

    ووفقنا وإياكم لما فيه الخير ..

    جزاك ربي جنة الفردوس ياغالية

    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X