عنوان الموضوع : أرجو المساعدة - تم الرد
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
وأمره الله تعالى بالجهاد من حين بعثه ، وقال : (( ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا )) [ الفرقان 51 ـ 52 ] فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار بالحجة ، والبيان ، وتبليغ القرآن ، وكذلك جهاد المنافقين ، إنما هو بتبليغ الحجة ، وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام ، قال تعالى : (( ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير )) [ التوبة 73 ] .
فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار ، وهو جهاد خواص الأمة ، وورثة الرسل ، والقائمون به أفراد في العالم ، والمشاركون فيه ، والمعاونون عليه ، وإن كانوا هم الأقلين عددا ، فهم الأعظمون عند الله قدرا .
ولما كان من أفضل الجهاد قول الحق مع شدة المعارض ، مثل أن تتكلم به عند من تُخاف سطوته وأذاه ، كان للرسل ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ من ذلك الحظ الأوفر ، وكان لنبينا ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ من ذلك أكمل الجهاد وأتمه .
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
السلام عليكم و رحمه الله وبركاته
مطلوب مني غداً كتابة نبذة مختصرة عن جهاد الرسول صلى الله عليه و سلم في 10 أسطر فأرجو
مساعدتكم يا أهل الخير ..
مطلوب مني غداً كتابة نبذة مختصرة عن جهاد الرسول صلى الله عليه و سلم في 10 أسطر فأرجو
مساعدتكم يا أهل الخير ..
==================================
محمد صلى الله عليه وسلم في الجهاد
لما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام وقبته ، ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة ، كما لهم الرفعة في الدنيا ، فهم الأعلون في الدنيا والآخرة ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذروة العليا منه ، واستولى على أنواعه كلها فجاهد في الله حق جهاده بالقلب ، والجنان ، والدعوة ، والبيان ، والسيف ، والسنان ، وكانت ساعاته موقوفة على الجهاد ، بقلبه ، ولسانه ، ويده . ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا ، وأعظمهم عند الله قدرا .
( كان الجهاد في أول الإسلام بتبليغ الحجة )
لما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام وقبته ، ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة ، كما لهم الرفعة في الدنيا ، فهم الأعلون في الدنيا والآخرة ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذروة العليا منه ، واستولى على أنواعه كلها فجاهد في الله حق جهاده بالقلب ، والجنان ، والدعوة ، والبيان ، والسيف ، والسنان ، وكانت ساعاته موقوفة على الجهاد ، بقلبه ، ولسانه ، ويده . ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا ، وأعظمهم عند الله قدرا .
( كان الجهاد في أول الإسلام بتبليغ الحجة )
وأمره الله تعالى بالجهاد من حين بعثه ، وقال : (( ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا )) [ الفرقان 51 ـ 52 ] فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار بالحجة ، والبيان ، وتبليغ القرآن ، وكذلك جهاد المنافقين ، إنما هو بتبليغ الحجة ، وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام ، قال تعالى : (( ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير )) [ التوبة 73 ] .
فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار ، وهو جهاد خواص الأمة ، وورثة الرسل ، والقائمون به أفراد في العالم ، والمشاركون فيه ، والمعاونون عليه ، وإن كانوا هم الأقلين عددا ، فهم الأعظمون عند الله قدرا .
ولما كان من أفضل الجهاد قول الحق مع شدة المعارض ، مثل أن تتكلم به عند من تُخاف سطوته وأذاه ، كان للرسل ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ من ذلك الحظ الأوفر ، وكان لنبينا ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ من ذلك أكمل الجهاد وأتمه .
( جهاد أعداء الله فرع على جهاد النفس )
ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعا على جهاد العبد نفسه في ذات الله ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " [ صحيح : أحمد : 23967 ].
كان جهاد النفس مقدما على جهاد العدو في الخارج ، وأصلا له ، فإنه ما لم يجاهد نفسه أولا لفعل ما أُمرت به ، وتترك ما نُهيت عنه ، ويحاربها في الله ، لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج ، فكيف يمكنه جهاد عدوه والإنتصاف منه ، وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له ، متسلط عليه ، لم يجاهده ، ولم يحاربه في الله ؟ بل لا يمكنه الخروج إلى عدوه ، حتى يجاهد نفسه على الخروج .
( هناك جهاد ثالث هو جهاد الشيطان )
فهذان عدوان قد امتحن العبد بجهادهما ، وبينهما عدو ثالث ، لا يمكنه جهادهما إلا بجهاده ، وهو واقف بينهما يثبط العبد عن جهادهما ، ويخذله ، ويُرجف به ، ولا يزال يُخيل له ما في جهادهما من المشاق ، وترك الحظوظ ، وفوت اللذات ، والمشتهيات ، ولا يمكنه أن يجاهد ذينك العدوين إلا بجهاده ، فكان جهاده هو الأصل لجهادهما وهو الشيطان ، قال تعالى : (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا )) [ فاطر : 6 ] . والأمر باتخاذه عدوا تنبيه على استفراغ الوُسع في محاربته ، ومجاهدته ، كأنه عدو لا يفتر ، ولا يقصّر عن محاربته العبد على عدد الأنفاس .
( جهاد هؤلاء الأعداء الثلاثة ليمتحن من يتولاه )
فهذه ثلاثة أعداء ، أُمر العبد بمحاربتها ، وجهادها ، وقد بُلي بمحاربتها في هذه الدار ، وسلطت عليه امتحانا من الله له وابتلاء ، فأعطى الله العبد مددا وعُدّة وأعوانا وسلاحا لهذا الجهاد ، وأعطى أعداءه مددا وعُدّة وأعوانا وسلاحا ، وبلا أحد الفريقين بالآخر ، وجعل بعضهم لبعض فتنة ليبلوا أخبارهم ، ويمتحن من يتولاه ، ويتولى رسله ممن يتولى الشيطان وحزبه ، كما قال تعالى : (( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا )) [ الفرقان 20 ] . وقال تعالى : (( ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوابعضكم ببعض )) [ محمد 4 ] .وقال تعالى : (( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم )) [ محمد 31 ] . فأعطى عباده كتبه ، وأرسل إليهم رسله ، وأمدهم بملائكته ، وقال لهم : (( أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا )) [ الأنفال : 12 ] .وأمرهم من أمره بما هو أعظم العون لهم على حرب عدوهم ، وأخبرهم أنهم إن امتثلوا ما أمرهم به ، لم يزالوا منصورين على عدوه وعدوهم ، وأنه إن سلطه عليهم ، فلتركهم بعض ما أمروا به ، ولمعصيتهم له ، ثم لم يؤيسهم ، ولم يقنطهم ، بل أمرهم أن يستقبلوا أمرهم ، ويداووا جراحهم ويعودوا إلى مناهضة عدو فينصرهم عليه ويظفرهم بهم ، فأخبرهم أنه مع المتقين منهم ، ومع المحسنين ، ومع الصابرين ، ومع المؤمنين ، وأنه يدافع عن عباده المؤمنين مالا يدافعون عن أنفسهم ، بل بدفاعه عنهم انتصروا على عدوهم ، ولولا دفاعه عنهم ، لتخطفهم عدوهم ، واجتاحهم .
وهذه المدافعة عنهم بحسب إيمانهم ، وعلى قدره ، فإن قوي الإيمان ، قويت المدافعة ، فمن وجد خيرا ، فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك ، فلا يلومن إلا نفسه .
( معنى (( وجاهدوا في الله حق جهاده )) )
وأمرهم أن يجاهدوا فيه حق جهاده ، كما أمرهم أن يتقوه حق تقاته ، وكما أن حق تقاته أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر ، فحق جهاده أن يجاهد العبد نفسه ليسلم قلبه ولسانه وجوارحه لله ، فيكون كله لله ، وبالله لا لنفسه ، ولا بنفسه ، ويجاهد شيطانه بتكذيب وعده ، ومعصية أمره ، وارتكاب نهيه ، فإنه يعد الأماني ، ويمني الغُرور ، ويعد الفقر ، ويأمر بالفحشاء ، وينهى عن التقى والهدى ، والعفة والصبر ، وأخلاق الإيمان كلها ، فجاهده بتكذيب وعده ، ومعصية أمره ، فينشأ له من هذين الجهادين قوة وسلطان ، وعُدّة يجاهد بها أعداء الله في الخارج بقلبه ولسانه ويده وماله ، لتكون كلمة الله هي العليا .
واختلف عبارات السلف في حق الجهاد :
( معنى (( وما جعل عليكم في الدين من حرج )) )
فقال ابن عباس : هو استفراغ الطاقة فيه ، وألا يخاف في الله لومة لائم . وقال مقاتل : اعملوا لله حق عمله ، واعبدوه حق عبادته . وقال عبد الله ابن المبارك : هو مجاهدة النفس والهوى . ولم يصب من قال : إن الآيتين منسوختان لظنه أنهما تضمنتا الأمر بما لا يطاق ، وحق تقاته وحق جهاده : هو ما يطيقه كل عبد في نفسه ، وذلك يختلف باختلاف أحوال المكلفين في القدرة ، والعجز ، والعلم ، والجهل .
فحق التقوى ، وحق الجهاد بالنسبة إلى القادر المتمكن العالم شيء ، وبالنسبة إلى العاجز الجاهل الضعيف شيء ، وتأمل كيف عقّب الأمر بذلك بقوله : (( هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج )) [ الحج 78 ] والحرج : الضّيق ، بل جعله واسعا يسع كل أحد ، كما جعل رزقه يسع كل حي ، وكلّف العبد بما يسعه العبد ، ورزق العبد ما يسع العبد ، فهو يسع تكليفه ، ويسعه رزقه ، وما جعل على عبده في الدين من حرج بوجه ما ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" بعثت بالحنيفية السّمحة " [ إسناده ضعيف : الخطيب البغددي في التاريخ 209/7 ] أي : بالملة ، فهي حنيفية في التوحيد ، سمحة في العمل .
وقد وسع الله سبحانه وتعالى على عباده غاية التوسعة في دينه ، ورزقه ، وعفوه ، ومغفرته ، وبسط عليهم التوبة ما دامت الروح في الجسد ، وفتح لهم بابا لها لا يغلقه عنهم إلى أن تطلع الشمس من مغربها ، وجعل لكل سيئة كفارة تكفرها من توبة ،أو صدقة ، أو حسنة ماحية ، أو مصيبة مكفرة ، وجعل بكل ما حرّم عليهم عوضا من الحلال أنفع لهم منه ، وأطيب ، وألذ ، فيقوم مقامه ليستغني العبد عن الحرام ، ويسعه الحلال ، فلا يضيق عنه ، وجعل لكل عُسر يمتحنهم به يسرا قبله ، ويسرا بعده ، " فلن يغلب عسر يسرين " [ الحاكم 528/ 2 ، رجاله ثقات لكنه مرسل ] فإذا كان هذا شأنه سبحانه مع عباده ، فكيف يكلفهم ما لا يسعهم فضلا عما لا يطيقونه ولا يقدرون عليه .
فصل
( مراتب الجهاد )
إذا عرف هذا ، فالجهاد أربع مراتب : جهاد النفس ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الكفار ، وجهاد المنافقين .
( مراتب جهاد النفس )
فجهاد النفس أربع مراتب أيضا :
إحداهما : أن يجاهدها على تعلم الهدى ، ودين الحق الذي لا فلاح لها ، ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به ، ومتى فاتها علمه ، شقيت في الدارين .
الثانية : أن يجاهدها على العمل به بعد علمه ، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها .
الثالثة : أن يجاهدها على الدعوة إليه ، وتعليمه من لا يعلمه ، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات ، ولا ينفعه علمه ، ولا ينجيه من عذاب الله .
الرابعة : أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله ، وأذى الخلق ، ويتحمل ذلك كله لله . فإذا استكمل هذه المراتب الأربع ، صار من الرّبانيين ، فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانيا حتى يعرف الحق ، ويعمل به ، ويعلمه ، فمن علم وعمل وعلّم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السموات .
فصل
( مراتب جهاد الشيطان )
وأما جهاد الشيطان ، فمرتبتان ، إحداهما : جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان .
الثانية : جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات ، فالجهاد الأول يكون بعده اليقين ، والثاني يكون بعده الصبر . قال تعالى : (( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) [ السجدة 24 ] . فأخبر أن إمامة الدين ، إنما تنال بالصبر واليقين ، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة ، واليقين يدفع الشكوك والشبهات .
فصل
( مراتب جهاد الكفار والمنافقين )
وأما جهاد الكفار والمنافقين ، فأربع مراتب : بالقلب ، واللسان ، والمال ، والنفس ، وجهاد الكفار أخص باليد ، وجهاد المنافقين أخص باللسان .
فصل
( جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات )
وأما جهاد أرباب الظلم ، والبدع ، والمنكرات ، فثلاث مراتب : الأولى : باليد إ\ا قدر ، فإن عجز ، انتقل إلى اللسان ، فإن عجز ، جاهد بقلبه .
فهذه ثلاثة عشر مرتبة من الجهاد ، و " من مات ولم يغزو ، ولم يحدث نفسه بالغزو ، مات على شعبة من النفاق " [ مسلم : 4931 ] .
فصل
( شرط الجهاد )
ولا يتم الجهاد إلا بالهجرة ، ولا الهجرة والجهاد إلا بالإيمان ، والرّاجون رحمة الله هم الذين قاموا بهذه الثلاثة قال تعالى : (( إن الذين ءامنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم )) [ البقرة 218 ] .
وكما أن الإيمان فرض على كل أحد ، ففرض عليه هجرتان في كل وقت : هجرة إلى الله عز وجل بالتوحيد ، والإخلاص ، والإنابة ، والتوكل ، والخوف ، والرجاء ، والمحبة ، والتوبة ، وهجرة إلى رسوله بالمتابعة ، والإنقياد لأمره ، والتصديق بخبره ، وتقديم أمره وخبره على أمر غيره وخبره : " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه " . وفرض عليه جهاد نفسه في ذات الله ، وجهاد شيطانه ، فهذا كله فرض عين لا ينوب فيه أحد عن أحد .
وأما جهاد الكفار والمنافقين ، فقد يكتفى فيه ببعض الأمة إذا حصل منهم مقصود الجهاد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المصدر : زاد المعاد في هدي خير العباد
تأليف الإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب المشهور بـ ( ابن القيم الجوزية ) ـ رحمه الله
ارجو ان اكون افدتك
اختك فى الله
poseecat
ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعا على جهاد العبد نفسه في ذات الله ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " [ صحيح : أحمد : 23967 ].
كان جهاد النفس مقدما على جهاد العدو في الخارج ، وأصلا له ، فإنه ما لم يجاهد نفسه أولا لفعل ما أُمرت به ، وتترك ما نُهيت عنه ، ويحاربها في الله ، لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج ، فكيف يمكنه جهاد عدوه والإنتصاف منه ، وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له ، متسلط عليه ، لم يجاهده ، ولم يحاربه في الله ؟ بل لا يمكنه الخروج إلى عدوه ، حتى يجاهد نفسه على الخروج .
( هناك جهاد ثالث هو جهاد الشيطان )
فهذان عدوان قد امتحن العبد بجهادهما ، وبينهما عدو ثالث ، لا يمكنه جهادهما إلا بجهاده ، وهو واقف بينهما يثبط العبد عن جهادهما ، ويخذله ، ويُرجف به ، ولا يزال يُخيل له ما في جهادهما من المشاق ، وترك الحظوظ ، وفوت اللذات ، والمشتهيات ، ولا يمكنه أن يجاهد ذينك العدوين إلا بجهاده ، فكان جهاده هو الأصل لجهادهما وهو الشيطان ، قال تعالى : (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا )) [ فاطر : 6 ] . والأمر باتخاذه عدوا تنبيه على استفراغ الوُسع في محاربته ، ومجاهدته ، كأنه عدو لا يفتر ، ولا يقصّر عن محاربته العبد على عدد الأنفاس .
( جهاد هؤلاء الأعداء الثلاثة ليمتحن من يتولاه )
فهذه ثلاثة أعداء ، أُمر العبد بمحاربتها ، وجهادها ، وقد بُلي بمحاربتها في هذه الدار ، وسلطت عليه امتحانا من الله له وابتلاء ، فأعطى الله العبد مددا وعُدّة وأعوانا وسلاحا لهذا الجهاد ، وأعطى أعداءه مددا وعُدّة وأعوانا وسلاحا ، وبلا أحد الفريقين بالآخر ، وجعل بعضهم لبعض فتنة ليبلوا أخبارهم ، ويمتحن من يتولاه ، ويتولى رسله ممن يتولى الشيطان وحزبه ، كما قال تعالى : (( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا )) [ الفرقان 20 ] . وقال تعالى : (( ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوابعضكم ببعض )) [ محمد 4 ] .وقال تعالى : (( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم )) [ محمد 31 ] . فأعطى عباده كتبه ، وأرسل إليهم رسله ، وأمدهم بملائكته ، وقال لهم : (( أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا )) [ الأنفال : 12 ] .وأمرهم من أمره بما هو أعظم العون لهم على حرب عدوهم ، وأخبرهم أنهم إن امتثلوا ما أمرهم به ، لم يزالوا منصورين على عدوه وعدوهم ، وأنه إن سلطه عليهم ، فلتركهم بعض ما أمروا به ، ولمعصيتهم له ، ثم لم يؤيسهم ، ولم يقنطهم ، بل أمرهم أن يستقبلوا أمرهم ، ويداووا جراحهم ويعودوا إلى مناهضة عدو فينصرهم عليه ويظفرهم بهم ، فأخبرهم أنه مع المتقين منهم ، ومع المحسنين ، ومع الصابرين ، ومع المؤمنين ، وأنه يدافع عن عباده المؤمنين مالا يدافعون عن أنفسهم ، بل بدفاعه عنهم انتصروا على عدوهم ، ولولا دفاعه عنهم ، لتخطفهم عدوهم ، واجتاحهم .
وهذه المدافعة عنهم بحسب إيمانهم ، وعلى قدره ، فإن قوي الإيمان ، قويت المدافعة ، فمن وجد خيرا ، فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك ، فلا يلومن إلا نفسه .
( معنى (( وجاهدوا في الله حق جهاده )) )
وأمرهم أن يجاهدوا فيه حق جهاده ، كما أمرهم أن يتقوه حق تقاته ، وكما أن حق تقاته أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر ، فحق جهاده أن يجاهد العبد نفسه ليسلم قلبه ولسانه وجوارحه لله ، فيكون كله لله ، وبالله لا لنفسه ، ولا بنفسه ، ويجاهد شيطانه بتكذيب وعده ، ومعصية أمره ، وارتكاب نهيه ، فإنه يعد الأماني ، ويمني الغُرور ، ويعد الفقر ، ويأمر بالفحشاء ، وينهى عن التقى والهدى ، والعفة والصبر ، وأخلاق الإيمان كلها ، فجاهده بتكذيب وعده ، ومعصية أمره ، فينشأ له من هذين الجهادين قوة وسلطان ، وعُدّة يجاهد بها أعداء الله في الخارج بقلبه ولسانه ويده وماله ، لتكون كلمة الله هي العليا .
واختلف عبارات السلف في حق الجهاد :
( معنى (( وما جعل عليكم في الدين من حرج )) )
فقال ابن عباس : هو استفراغ الطاقة فيه ، وألا يخاف في الله لومة لائم . وقال مقاتل : اعملوا لله حق عمله ، واعبدوه حق عبادته . وقال عبد الله ابن المبارك : هو مجاهدة النفس والهوى . ولم يصب من قال : إن الآيتين منسوختان لظنه أنهما تضمنتا الأمر بما لا يطاق ، وحق تقاته وحق جهاده : هو ما يطيقه كل عبد في نفسه ، وذلك يختلف باختلاف أحوال المكلفين في القدرة ، والعجز ، والعلم ، والجهل .
فحق التقوى ، وحق الجهاد بالنسبة إلى القادر المتمكن العالم شيء ، وبالنسبة إلى العاجز الجاهل الضعيف شيء ، وتأمل كيف عقّب الأمر بذلك بقوله : (( هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج )) [ الحج 78 ] والحرج : الضّيق ، بل جعله واسعا يسع كل أحد ، كما جعل رزقه يسع كل حي ، وكلّف العبد بما يسعه العبد ، ورزق العبد ما يسع العبد ، فهو يسع تكليفه ، ويسعه رزقه ، وما جعل على عبده في الدين من حرج بوجه ما ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" بعثت بالحنيفية السّمحة " [ إسناده ضعيف : الخطيب البغددي في التاريخ 209/7 ] أي : بالملة ، فهي حنيفية في التوحيد ، سمحة في العمل .
وقد وسع الله سبحانه وتعالى على عباده غاية التوسعة في دينه ، ورزقه ، وعفوه ، ومغفرته ، وبسط عليهم التوبة ما دامت الروح في الجسد ، وفتح لهم بابا لها لا يغلقه عنهم إلى أن تطلع الشمس من مغربها ، وجعل لكل سيئة كفارة تكفرها من توبة ،أو صدقة ، أو حسنة ماحية ، أو مصيبة مكفرة ، وجعل بكل ما حرّم عليهم عوضا من الحلال أنفع لهم منه ، وأطيب ، وألذ ، فيقوم مقامه ليستغني العبد عن الحرام ، ويسعه الحلال ، فلا يضيق عنه ، وجعل لكل عُسر يمتحنهم به يسرا قبله ، ويسرا بعده ، " فلن يغلب عسر يسرين " [ الحاكم 528/ 2 ، رجاله ثقات لكنه مرسل ] فإذا كان هذا شأنه سبحانه مع عباده ، فكيف يكلفهم ما لا يسعهم فضلا عما لا يطيقونه ولا يقدرون عليه .
فصل
( مراتب الجهاد )
إذا عرف هذا ، فالجهاد أربع مراتب : جهاد النفس ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الكفار ، وجهاد المنافقين .
( مراتب جهاد النفس )
فجهاد النفس أربع مراتب أيضا :
إحداهما : أن يجاهدها على تعلم الهدى ، ودين الحق الذي لا فلاح لها ، ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به ، ومتى فاتها علمه ، شقيت في الدارين .
الثانية : أن يجاهدها على العمل به بعد علمه ، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها .
الثالثة : أن يجاهدها على الدعوة إليه ، وتعليمه من لا يعلمه ، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات ، ولا ينفعه علمه ، ولا ينجيه من عذاب الله .
الرابعة : أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله ، وأذى الخلق ، ويتحمل ذلك كله لله . فإذا استكمل هذه المراتب الأربع ، صار من الرّبانيين ، فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانيا حتى يعرف الحق ، ويعمل به ، ويعلمه ، فمن علم وعمل وعلّم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السموات .
فصل
( مراتب جهاد الشيطان )
وأما جهاد الشيطان ، فمرتبتان ، إحداهما : جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان .
الثانية : جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات ، فالجهاد الأول يكون بعده اليقين ، والثاني يكون بعده الصبر . قال تعالى : (( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) [ السجدة 24 ] . فأخبر أن إمامة الدين ، إنما تنال بالصبر واليقين ، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة ، واليقين يدفع الشكوك والشبهات .
فصل
( مراتب جهاد الكفار والمنافقين )
وأما جهاد الكفار والمنافقين ، فأربع مراتب : بالقلب ، واللسان ، والمال ، والنفس ، وجهاد الكفار أخص باليد ، وجهاد المنافقين أخص باللسان .
فصل
( جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات )
وأما جهاد أرباب الظلم ، والبدع ، والمنكرات ، فثلاث مراتب : الأولى : باليد إ\ا قدر ، فإن عجز ، انتقل إلى اللسان ، فإن عجز ، جاهد بقلبه .
فهذه ثلاثة عشر مرتبة من الجهاد ، و " من مات ولم يغزو ، ولم يحدث نفسه بالغزو ، مات على شعبة من النفاق " [ مسلم : 4931 ] .
فصل
( شرط الجهاد )
ولا يتم الجهاد إلا بالهجرة ، ولا الهجرة والجهاد إلا بالإيمان ، والرّاجون رحمة الله هم الذين قاموا بهذه الثلاثة قال تعالى : (( إن الذين ءامنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم )) [ البقرة 218 ] .
وكما أن الإيمان فرض على كل أحد ، ففرض عليه هجرتان في كل وقت : هجرة إلى الله عز وجل بالتوحيد ، والإخلاص ، والإنابة ، والتوكل ، والخوف ، والرجاء ، والمحبة ، والتوبة ، وهجرة إلى رسوله بالمتابعة ، والإنقياد لأمره ، والتصديق بخبره ، وتقديم أمره وخبره على أمر غيره وخبره : " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه " . وفرض عليه جهاد نفسه في ذات الله ، وجهاد شيطانه ، فهذا كله فرض عين لا ينوب فيه أحد عن أحد .
وأما جهاد الكفار والمنافقين ، فقد يكتفى فيه ببعض الأمة إذا حصل منهم مقصود الجهاد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المصدر : زاد المعاد في هدي خير العباد
تأليف الإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب المشهور بـ ( ابن القيم الجوزية ) ـ رحمه الله
ارجو ان اكون افدتك
اختك فى الله
poseecat
__________________________________________________ __________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكِ الله أختي الكريمة بيننا..
بالجِد والاجتهاد والبحث نحصل على ما نريد..
تفضلي:
بداية الإذن بالقتال
¤•°•¤ دعـوة لقـراءة كتــاب: "الرحيـق المختـوم"..شــاركونـــا ¤•°•¤
أمثلة على شجاعة النبي في الحرب
http://www.roro44.com/islamiat/index...om=0&PRNT=true
تفصيل لبعض غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
http://www.mekkaoui.net/MaktabaIslam...t/ghazawat.htm
نظرة على الغزوات
¤•°•¤ دعـوة لقـراءة كتــاب: "الرحيـق المختـوم"..شــاركونـــا ¤•°•¤
جملة الغزوات التي كانت في عهده 29 غزوة والمشهور إن عدد غزواته 27 غزوة وذلك باعتبار صلح الحديبية ليست غزوة ,وباعتبار عدم خروجه في غزوة موتة ,فتكون الغزوات التي اشترك فيها وكان قائدها 27غزوة وجملة الغزوات 29غزوة وعدد الغزوات التي قاتل فيها بنفسه 9غزوات وعدد سراياه التي أرسلها : ستون سرية ,وعدها بعضهم 56 سرية بسبب عدم ذكرهم ليوم الرجيع وحدث بئر مؤنه وبعث أسامة بن زيد ,وهكذا
وكانت أول غزواته هي غزوة الأبواء (ودان في صفر عام 2هـ واخر غزوة غزاها غزوة ( تبوك جيش العسرةعام 9هـ )
واول سرية أرسلها صلى الله عليه وسلم هي سرية حمزة بن عبد المطلب وكانت إلى ساحل البحر في رمضان عام 1 هـ وقد قال علماء السيرة إن الغزوة :هي الموقعة التي شهدها الرسول صلى الله وسلم سواء قاتل فيها ام لم يقاتل بنفسه
والسرية هي : الموقعة التي لم يشهدها الرسول صلى الله عليه وسلم ,وإنما أرسل غيره فيها أقول : إن غزوة مؤته لم يشهدها الرسول بنفسه ومع ذلك سميت غزوة ,بل وهي غزوة ومعركة حقيقة كبيرة مع الروم , كما أن صلح الحديبية يعد من ضمن الغزوات رغم أنه كان صلحا واتفاقا
وعلى ذلك فاقول :إن الغزوة هي التي تضم جيشا بالمعنى المعروف للجيش حدث قتال ام لم يحدث هذا والله اعلم
ْ~ تعالوا تعرفوا على نبيكم نبي الرحمه ~ْ
وفقكِ الله..
حياكِ الله أختي الكريمة بيننا..
بالجِد والاجتهاد والبحث نحصل على ما نريد..

تفضلي:
بداية الإذن بالقتال
¤•°•¤ دعـوة لقـراءة كتــاب: "الرحيـق المختـوم"..شــاركونـــا ¤•°•¤
أمثلة على شجاعة النبي في الحرب
http://www.roro44.com/islamiat/index...om=0&PRNT=true
تفصيل لبعض غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
http://www.mekkaoui.net/MaktabaIslam...t/ghazawat.htm
نظرة على الغزوات
¤•°•¤ دعـوة لقـراءة كتــاب: "الرحيـق المختـوم"..شــاركونـــا ¤•°•¤
جملة الغزوات التي كانت في عهده 29 غزوة والمشهور إن عدد غزواته 27 غزوة وذلك باعتبار صلح الحديبية ليست غزوة ,وباعتبار عدم خروجه في غزوة موتة ,فتكون الغزوات التي اشترك فيها وكان قائدها 27غزوة وجملة الغزوات 29غزوة وعدد الغزوات التي قاتل فيها بنفسه 9غزوات وعدد سراياه التي أرسلها : ستون سرية ,وعدها بعضهم 56 سرية بسبب عدم ذكرهم ليوم الرجيع وحدث بئر مؤنه وبعث أسامة بن زيد ,وهكذا
وكانت أول غزواته هي غزوة الأبواء (ودان في صفر عام 2هـ واخر غزوة غزاها غزوة ( تبوك جيش العسرةعام 9هـ )
واول سرية أرسلها صلى الله عليه وسلم هي سرية حمزة بن عبد المطلب وكانت إلى ساحل البحر في رمضان عام 1 هـ وقد قال علماء السيرة إن الغزوة :هي الموقعة التي شهدها الرسول صلى الله وسلم سواء قاتل فيها ام لم يقاتل بنفسه
والسرية هي : الموقعة التي لم يشهدها الرسول صلى الله عليه وسلم ,وإنما أرسل غيره فيها أقول : إن غزوة مؤته لم يشهدها الرسول بنفسه ومع ذلك سميت غزوة ,بل وهي غزوة ومعركة حقيقة كبيرة مع الروم , كما أن صلح الحديبية يعد من ضمن الغزوات رغم أنه كان صلحا واتفاقا
وعلى ذلك فاقول :إن الغزوة هي التي تضم جيشا بالمعنى المعروف للجيش حدث قتال ام لم يحدث هذا والله اعلم
ْ~ تعالوا تعرفوا على نبيكم نبي الرحمه ~ْ
وفقكِ الله..
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________