إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حَــــــــــــــــــرُّ الصَيـــــــــــــــــــــف ... بم يُذكِّرُكَ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حَــــــــــــــــــرُّ الصَيـــــــــــــــــــــف ... بم يُذكِّرُكَ؟

    عنوان الموضوع : حَــــــــــــــــــرُّ الصَيـــــــــــــــــــــف ... بم يُذكِّرُكَ؟
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    باسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ,أما بعد :
    فلا شك أن الله تعالى خلق لعباده دارين يجزيهم فيها بأعمالهم , مع البقاء في الدارين من غير موت , و خلق دارًا معجلة للأعمال و جعل فيها موتا و حياة , وابتلى عباده فيها بما أمرهم به و نهاهم عنه , و كلفهم الإيمان بالغيب , و منه الإيمان بالجنة و النار , و أنزل بذلك الكتب , و أرسل به الرسل , و أقام أمارات و علامات تدل على داري الجزاء الجنة و النار , فإن إحدى الدارين المخلوقتين للجزاء دار نعيم محض لا يشوبه ألم , و أخرى دار عذاب محض ليس فيها راحة .
    و هذه الدار الفانية ممزوجة بالنعيم و الألم , فما فيها من النعيم يذكر بنعيم الجنة نسأل الله تعالى أن نكون من أهلها, و ما فيها من الألم يذكر بعذاب النار أعاذنا الله و إياكم منها , و جعل الله عز وجل في هذه الدار أشياء كثيرة تذكر بدار الغيب المؤجلة الباقية .
    فكل ما في الدنيا يدل على صانعه , و يذكر به , و يدل على صفاته , فما فيها من نعيم وراحة يدل على كرم خالقه و فضله و إحسانه و جوده و لطفه , و ما فيها من نقمة شديدة و عذاب بئيس يدل على شدة بأسه و بطشه و قهره و انتقامه.
    فمنها ما يذكر بالجنة كزمن الربيع , فإن طيبه يُذكر بنعيم الجنة و طيبها , و أوقات الأسحار فإن بردها يُذكر ببرد الجنة .
    و منها ما يذكر بالنار , فإن الله تعالى جعل في الدنيا أشياء كثيرة تذكر بالنار المعدة لمن عصاه , فمن ذلك أماكن و أزمان و أجسام و غير ذلك .
    أما الأماكن فكثير من البلدان مفرطة الحر أو البرد .
    و أما الأزمان فشدة الحر و البرد يذكر بما في جهنم من الحر و الزمهرير .
    و أما الأجسام المشاهدة في الدنيا المذكرة بالنار فكثيرة , منها الشمس عند اشتداد حرها , و مما يؤمر فيه بالصبر على حر الشمس النفير للجهاد في الصيف , كما قال الله تعالى عن المنافقين : ((وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)) [التوبة : 81] و كذلك في المشي إلى المساجد لشهود الجمع و الجماعات , و شهود الجنائز و نحوها من الطاعات .
    و في الصحيحين عن أبي الدرداء رضي الله عنه , قال : (( لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحرِّ , و إن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر و ما من احد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم و عبد الله بن رواحه )) .
    و لما صبر الصائمون لله في الحرِّ على شدة العطش و الظمأ , أفرد الله لهم بابا من أبواب الجنة الثمانية يقال له الريان , من دخله شرب و من شرب لم يظمأ بعدها أبدًا , فإذا دخلوا أغلق على من بعدهم فلا يدخل منه غيرهم .
    و دخل ابن وهب الحمام فسمع تاليا يتلو قول الله عز و جل : ((وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ)) . [غافر : 47] فسقط مغشيا عليه .
    وصبَّ بعض السلف على رأسه ماءً فوجده شديد الحرارة , فبكى و قال : ذكرت قول الله تعالى : ((يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ))[الحج : 19-20] .
    و قال الحسن كل برد أهلك شيئا فهو من نَفَس جهنم , و كل حر أهلك شيئا فهو من نَفَس جهنم .
    و رأى عمر بن عبد العزيز قومًا في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل وتوقوا الغبار فبكى ثم أنشد :
    من كان حين تصيب الشمس جبهته *** أو الغبار يخاف الشين و الشعثا
    ويألف الظلَّ كــي تبقــــــى بشـاشته *** فسوف يسكن يوما راغمًا جدثا
    فـي ظـل مقـفرة غبـــراء مظـلمـــة *** يطل تحت الثرى في غمها اللبثا
    تجهـــزي بجـــهاز تـبلغـيــن بـــــه *** يا نفس قبل الردى لم تُخلقي عبثا
    و نزل الحجاج في بعض أسفاره بماءٍ بين مكة و المدينة , فدعا بغدائه , و رأى أعرابيا فدعاه إلى الغداء معه , فقال له : دعاني من هو خير منك فأجبته , قال : ومن هو؟ قال : الله سبحانه و تعالى , دعاني إلى الصيام فصمت , فقال الحجاج : في هذا اليوم الشديد الحر ؟ قال : نعم , صُمتُ ليوم هو أشد منه حرا , قال : فأفطر و صم غدا , فقال الأعرابي : إن ضمنت لي البقاء إلى غدٍ , قال : ليس ذلك إليَّ ...!! , قال : فكيف تسألني عاجلا بآجل لا تقدر عليه ؟! .
    و خرج ابن عمر رضي الله عنه في سفر معه أصحابه , فوضعوا سُفرة لهم , فمر بهم راع فدعوه إلى أن يأكل معهم , , قال : إني صائم , فقال ابن عمر : في مثل هذا اليوم الشديد الحر و أنت بين هذه الشعاب في آثار هذه الغنم و أنت صائم ؟! , فقال : أبادر أيامي الخالية , فتعجب منه ابن عمر , و قال له: هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك و نعطيك ثمنها ؟ قال : إنها ليست لي , إنها لمولاي, قال : فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت : أكلها الذئب ؟ – يختبر أمره - , فمضى الراعي و هو رافع أصبعه إلى السماء يقول : فأين الله !! فلم يزل ابن عمر يردد كلمته هذه , فملما قدم المدينة بعث إلى سيد الراعي , فاشترى منه الراعي و الغنم , فأعتق الراعي ووهب له الغنم .
    و مما يذكرنا في الدنيا أيضا بحرِّ النار , الحمى التي تصيب بني آدم وهي نار باطنة , فمنها نفحة من نفحات سموم جهنم , و منها نفحة من نفحات زمهريرها , و قد روى الإمام أحمد في المسند من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عاد مريضًا من وعكٍ كان به , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أبشر فإن الله يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة )) , و المراد أن الحمى تكفِّر ذنوب المؤمن و تنقيه منها , كما ينقي الكير خبث الحديد .
    و من أعظم ما يذكر بنار جهنم – أعاذنا الله منها – النار التي في الدنيا , قال الله تعالى : (( نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ ))[الواقعة : 73] , يعني أن نار الدنيا جعلها الله تذكرة بنار الآخرة .
    و قد مر ابن مسعود رضي الله عنه بالحدادين و قد اخرجوا حديدا من النار فوقف ينظر إليه و يبكي .
    هذا و نار الدنيا جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم , ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم , قيل يا رسول الله : إن كانت لكافية !!! ، قال : فُضلت عليها بتسعة و ستين جزءا كلها مثل حرها .
    و قال بعض السلف لو أُخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لناموا فيها ألفي عام . يعني أنهم يرونها بردا و نعيما بالنسبة لما هم فيه من حر جهنم .
    و كان عمر رضي الله عنه يقول : أكثروا ذكر النار , فإن حرها شديد , و إن قعرها بعيد , و إن مقامعها حديد .
    و كان ابن عمر و غيره من السلف إذا شربوا الماء البارد , بكوا و ذكروا أمنية أهل النار و هم يشتهون الماء البارد , و قد حيل بينهم و بين ما يشتهون ,يقولون لأهل الجنة كما اخبر الله تعالى : ((وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ))فكان رد أهل الجنة عليهم كما أخبر رب العزة سبحانه : (( قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ )) [الأعراف : 50] .
    هذا و قد قال الله عز و جل : ((وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)) [الذاريات : 55] فأسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا و أن يعلمنا ما جهلنا و أن يزدنا علما, ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار, و صلِّ اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما , و الله من وراء القصد .
    باختصارو تصرف من لطائف المعارف

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    اللهم أجرنا من نار جهنم، و باعد بيننا و بين ما يقربنا إليها من قول و عمل...
    جزاكم الله خيراً أخي، فكما وصى سيدنا عمر رضي الله عنه، أكثروا ذكر النار، و كفى بالموت واعظاً... يجب إبقاء هذه المنازل التي ترقق القلوب بين أعيننا.. نسأل الله حسن الختام..

    __________________________________________________ __________
    و إياكم اللهم آمين

    __________________________________________________ __________
    جزاكم الله خيرا..

    __________________________________________________ __________
    بارك الله فيك أخي الكريم

    وجعلها الله في موازين حسناتك يارب

    __________________________________________________ __________
    و إياكم اللهم آمين

    جزاكم الله خيراً

    وجعا ذلك في ميزان حسناتكم


يعمل...
X