السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الكريمات ......
ترددت كثيرا قبل الكتابة اليكم في هذا الموضوع ولكن مادفعني الى ذلك سوى أن كثرة التفكير بدأت تفسد علي حياتي .....بأختصار شديد أنا دائما أشعر أن ذنوبي كثيرة جدا وعظيمة جدا ولا أظن أني قد أكون من أهل الجنة .......ووالله أني لأجتهد .....ولولا خشية الرياء لأستفضت في الحديث ولكن ربي أعلم بي .....المشكلة أني دائما أشعر أن عملي غير متقبل ...وأنظر الى أخواتي في الله فأغبطهن على دينهن وأرى نفسي لا شيء بجانبهن...وهذا يدفعني الى اليأس ...والوساوس تسيطر على تفكيري وخاصة اذا رأيت الناس يظنون بي خيرا وأنا في داخلي أشعر أني مقصرة....... وأخشى أن يسألني الله ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) لدرجة أني أفكر أن أكف عن دعوة الآخرين لللالتزام بمنهج الله ....فدائما أقول لهن يجب أن تحسنوا الظن بالله في حين أجد نفسي في حالة من الرعب من غضب الله...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..

لا داعي للتردد قبل الكتابة غاليتي، فكلنا هنا أخوات نمسك بأيدي بعض آملين أن يجمعنا الله تعالى تحت ظل عرشه..
أختي الحبيبة أنت قلتيها بنفسك: إنما هو وسواس و باب من أبواب الشيطان.. فالشيطان إما يأتينا من باب الحث على اكتساب الذنوب، و إما من باب منعنا من اكتساب الأجر.. فلا تدعي للشيطان اللعين يحقق غايته بصدك عن العمل الذي يثقل ميزان حسناتك..
أختي الغالية من منا بلا ذنوب؟ لو امتنع كل مذنب عن فعل الخير لنفسه و لغيره من هذا المنطلق، لبات الجميع في نقصان، و من كان في نقصان فالموت خير له.. إنما يفترض بنا أن نعوض على أنفسنا.. يعني أرتكب ذنبا من هنا، فأسرع إلى فعل خير من مكان آخر آملة أن تتبع السئة الحسنة فتمحها.. والله قد كتب على نفسه الرحمة، و من سوء الأدب مع الله أن نشك للحظة واحدة أنه لا يعرف حقيقة نوايانا.. الله أعلم بنيتك و إخلاصك و مجاهدتك، إذا هو أعلم بأنك لست ممن يأمرون بالمعروف و يتناسون أنفسهم، بل انت مثل كل العباد، مخلوق جبل ضعيفا.. يخطىء فيتوب، و يدعو غيره آملا أن يهدي الله به رجلا واحدا فيكون خيرا له من الدنيا و ما فيها.. و الله كذلك أعلم إن كنت تقومين بما تقومين به رياء أو حبا لله.. ركزي على نيتك أختي الغالية، و دعي العباد و ما يظنونه لرب العباد الذي يعلم حقيقة كل شيء..
نقطة إضافية.. عندما تدعين غيرك للإصلاح، يكون في ذلك تذكرة لنفسك في الوقت ذاته..
حسن الظن بالله ليس الطمع بمغفرته فقط، بل هو الايمان بأن الله يجازي كل بما يستحق لعلمه التام بنوايانا و أعمالنا..
إحساسك هذا سلاح ذو حدين..إما أن تجعلي منه حافزا لإبقاء عزيمة المجاهدة متقدة إن شاءالله.. و إما ينجح الشيطان باستغلاله لإحباطك لا قدر الله ... فكوني أقوى منه

أنا دائما أشعر أن ذنوبي كثيرة جدا وعظيمة جدا ولا أظن أني قد أكون من أهل الجنة .......ووالله أني لأجتهد


إبنتي اريج الزهر:

جزاكى الله كل خير اختى فى الله

كلماتك المتواضعة لامست شغاف قلبي وأسعدتني كثيرآ . هل هناك من يتألم ويغير لما آلت إليه حال عقيدتنا الإسلامية وحال أخلاقنا ويحمل نفسه وزر ذلك !

أستعيني بالله من شر وسواس الشيطان فمن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه فإنه تبارك وتعالى لا يرد من أقبل عليه صادقاً.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"

إننا لن نخرج مما نحن فيه من إنعدام وازع ديني وإنحلال أخلاقي وتدهور قيم إلا إذا عدنا إلى ديننا وتمسكنا بإسلامنا فكما قال تعالى (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يردنا جميعاً إلى دينه مرداً حسناً وأن يلهمنا رشدنا ويفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يعز الإسلام ، وينصر المسلمين ، ويجمع كلمتهم على الحق ، ويدفع عنهم المصائب والمحن .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أسطر لك بعضآ من وصايا رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم تسليما لتدلك على طريق الحق والصواب:


أحب العمل إلى الله ثلاث خصال: من أتى الله بما افترض عليه فهو من أعبد الناس، ومن ورع من محارم الله فهو من أورع الناس، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس.

- ثلاث من مكارم الأخلاق: تَصل من قطعك. وتعطي من حرمك. وتعفو عمن ظلمك.

- ثلاث من أبواب البر: سخاء النفس. وطيب الكلام. والصبر على الأذى.

- سيد الأعمال ثلاث خصال: إنصافك الناس من نفسك. ومساواة الأخ في الله وذكر الله على كل حال.

- ثلاث من لم يكن فيه لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله عز وجل, وعلم يرد به جهل السفيه. وعقل يداري به الناس.

- ثلاثة تحت ظل العرش يوم القيامة: رجل أحبّ لأخيه ما أحب لنفسه. ورجل بلغه أمر فلم يقدم فيه ولم يتأخر حتى يعلم أن ذلك الأمر لله رضى أو سخط. ورجل لم يعِبْ أخاه بعيب حتى يصلح ذلك العيب من نفسه، فإنه كلما أصلح من نفسه عيباً بدا له منها آخر، وكفى بالمرء في نفسه شغلاً.

- ما كرهته لنفسك فاكرهه لغيرك وما أحببته لنفسك فأحببه لأخيك، تكن عادلاً في حكمك، مقسطاً في عدلك محبباً في أهل السماء، مودوداً في صدور أهل الأرض .

أختيي ياسمينة الشام و omaymen جزاكما الله خيرا على ردودكما ..... كما قلت ما دفعني للكتابة الا أن كثرة التفكير بدأت تفسد علي حياتي ... لم أعد أشعر بحلاوة الأيمان .....لدي احساس دائم بأن عملي مردود علي ....ما يؤلمني أني أمثل قدوة للآخرين يتبعون أفعالي و أنا أشعر أني لا أستحق ذلك ....يلجأون لي للسؤال عن أمر شرعي ثقة في وفي حرصي على اكتساب العلم الشرعي ..وأنا أشعر أني مقصرة
ما ذكرتماه آثر في جدا وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا في جنات النعيم

حبيبتى فى الله نسأل الله لك الثبات و نحسب ان ما تجديه محض الايمان و ربنا ما يجعل للشيطان سبيل علينا او عليك و بارك الله فيك و حفظك من كل شر

غفر الله لمن ساعد وساند

اختنا اريج

والزمي الاستغفار يا أخيه

ففيه النجاه باذن الله