قال صلى الله عليه وسلم { ما ملأ ادمي وعاء شر من بطنٍ بِحَسْبِ ابن آدم أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فإن كان لا محالة فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وثُلُثٌ لِنَفَسِهِ }

أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدة حقائق في هذا الحديث فقد شبه الني صلى الله عليه وسلم المعدة (المشار إليها في الحديث بالبطن) بالوعاء.واخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ملئ هذا الوعاء شر على الإنسان ونصح على الاكتفاء من الطعام على قدر الاحتياج وقسم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثلاث أقسام واخبر أن اكبر كمية من الطعام والشراب يمكن أن يتناولها المرء عند الحاجة الملحة هو مقدار ما يملئ حجم المعدة واخبر صلى الله عليه وسلم أن ترك ثلث حجم المعدة خاليا من الطعام والشراب ضروري لتنفس الإنسان.وقد اثبت العلم الحديث هذه الحقائق وأيدها وتقسيم حجم المعدة إلى ثلاثة أثلاث:ثلثين للطعام والشراب وثلث للنفس.فإذا سأل سائل لماذا هذا التقسيم وتحديده بالثلث؟ ثم كم مقدار هذا الثلث؟وما الذي يحدث إذا تجاوز المرء ولم يلتزم بهذا التوجيه النبوي؟أمكن إجابته على ضوء المعارف الطبية الحديثة وفي هذا المسلسل سأحول الإجابة على هذه الأسئلة وفق ما استقر من حقائق اكتشفت في مجال عمل التشريح ووظائف الأعضاء معتمدا على الركائز التالية:
1 . شرح بعض علماء المسلمين للحديث
2. إيراد ابرز المعارف العلمية الحديثة المتعلقة بموضوعه
3. إبراز وجه الإعجاز العلمي في هذا الحديث العظيم .
منقول

بارك الله فيك أخي كاتب .

أولاً:أقوال شرّاح الحديث

1- أضرار امتلاء المعدة

لقد تعددت مظاهر استنباط العلماء للحكم الصحية في هذا الحديث فقد افرد ابن القيم في الطب النبوي فصلا حول هديه صلى الله عليه وسلم في الاحتماء من التخم والزيادة في الأكل على قدر الحاجة والقانون الذي ينبغي مراعاته في الأكل والشرب فقال"الأمراض نوعان:أمراض مادية تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى ضرت بأفعاله الطبيعية وهي الأمراض الأكثرية وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول والزيادة في القدر الذي يحتاج البدن وتناول الأغذية القليلة النفع البطيئة الهضم والإكثار من الأغذية المتنوعة التراكيب فإذا ملئ الآدمي بطنه من هذه الأغذية واعتاد ذلك أورثته أمراضا متنوعة منها بطئ الزوال أو سريعه.فإذا توسط في الغذاء وتناول منه قدر الحاجة وكان معتدلا في كميته وكيفيته كان انتفاع البدن به اكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير.
فامتلاء البطن بالطعام مضر للقلب والبدن هذا إذا كان دائما أو أكثريا وأما إذا كان في الأحيان فلا بأس به فقد شرب أبو هريرة رضي الله عنه بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم من اللبن حتى قال (والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكا):وأكل الصحابة بحضرته مراراً حتى شبعوا.والشبع المفرط يضعف البدن والقوى وان أخصبه. وإنما يقوي البدن بحسب ما يقبل من الغذاء لا بحسب كثرته (وقال الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي "روى عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"اصل كل داء البردة).وري أيضا عن ابن مسعود.والبردة:التخمة لأنها تبرد حرارة الشهوة فينبغي الاقتصار على الموافق الشهي لا الإكثار منه قال صلى الله عليه وسلم { ما ملأ ادمي وعاء شر من بطنٍ بِحَسْبِ ابن آدم أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فإن كان لا محالة فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وثُلُثٌ لِنَفَسِهِ}
رواه الترمذي في صحيحه
واُكُلات جمع أُكُلة وهي اللقمة وهذا باب من أبواب حفظ الصحة
وقال عمر رضي الله عنه "إياكم والبطنة فإنها مفسدة للجسم مورثة للسقم مكسلة عن الصلاة وعليكم بالقصد فانه اصلح للجسد وابعد عن السرف وان الله تعالى ليبغض الحبر السمين"واعلم أن الشبع بدعة ظهرت في القرن الأول الهجري قال صلى الله عليه وسلم "المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء" ولا تدخل الحكمة معدة ملئت طعاما فمن قل طعامه قل شربه ومن قل شربه خف منامه ومن خف منامه ظهرت بركة عمره وإذا اكتفى بدون الشبع حَسُنَ اغتذاء بدنه وصلح حال نفسه وقلبه
ومن تملى من الطعام ساء غذاء بدنه وَأَشِرَت نفسه وقسا قلبه وإياكم وفضول المطعم فانه يَسِمُ القلب بالقسوة ويبطئ بالجوارح عن الطاعة ويصم الإذن عن سماع الموعظة).

منقول

جزاك الله خير يا اخي على هذا الكلام الطيب وجعله في ميزان حسناتك