إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَمنْ ذَا يَعَضُّ الْكَلْبَ إنْ عَضَّ " مقَالٌ جَديدٌ " للنقاش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَمنْ ذَا يَعَضُّ الْكَلْبَ إنْ عَضَّ " مقَالٌ جَديدٌ " للنقاش

    عنوان الموضوع : وَمنْ ذَا يَعَضُّ الْكَلْبَ إنْ عَضَّ " مقَالٌ جَديدٌ " للنقاش
    مقدم من طرف منتديات أميرات




    وَمنْ ذَا يَعَضُّ الْكَلْبَ إنْ عَضَّ

    بِقَلَم الرّبيع الْعَاصِف
    كَثِيرٌ مِنَ الأغْبِيَاءِ السُّذّجِ عِنْدَمَا يَقُولُونَ فِيكَ كلاَماً قَبِيحاً أَنْتَ بَريءٌ مِنهُ بَرَآءة مَاء زَمْزَم من شَوائِبِ الأرضِ ..وَيَشْتُمُونَكَ وَيَصفُونَكَ بِأوْصَافٍ هُمْ أوْلَى بهَا مِنْكَ ..فَتُعْرِض عَنْهُم إعراضَكَ عنِ الْخَمْرِ والْمَيْسِرِ وَالأنْصَابِ والأزْلامِ وَمَا إلَى ذَلِكَ ... عَملاً بِقَوْلِ اللهِ جَلّ شَأنُهُ " وَأعْرِض عنِ الْجَاهِلِينَ " يَظُنُّونَكَ جَبانا رِعْدِيداً أوْ عَيِيّاً حَصِراً لاَ تَسْتَطِيعُ أن تبينَ عنْ نَفْسِكَ ، ولاَ أن تُجَلِّ عنْ ذَاتِكَ ..وَلَمْ يَدْرِ الأغْبيَاءُ أنَّ ذلِكَ الإِعْرَاضَ قِمّةٌ فِي الْعَقْلِ ورُسُوخٌ فِي الْفَهْمِ .. لاَ سيمَا إنْ كَانَ الرّادُّ مُبْطِلاً أَو الْمُتَقَوِّلُ فِيكَ جُوَيْهِلاً لاَ يَعْرِفُ مَا يَخْرُجُ منْ رأسِهِ ولاَ مَا يَصْدُرُ عَنْ قَلْبِهِ ، وأنتَ أعْرَضْتَ عنْهُ وبِاسْتِطَاعَتِكَ أن تَكْتُبَ مَا يُبْكِي العَجُوزَ عنْ شَبَابِهَا والشّابةَ علَى أحْبَابها ، ولكِن أعْرَضْتَ عنهُ اقْتِداءً بالْكِتَابِ العَزيز : " وإذَا مَرّوا باللغْوِ مَرّوا كِراماً " وَ " إذَا خَاطَبَهم الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً "..وقدْ قَالَ الشّاعِرُ :
    يَشْتُمُنِي عَبْدُ بَنِي مِسْمَعِ فَصُنْتُ عنهُ النّفْسَ وَالْعِـرْضَ
    وَلَمْ أجِبْهُ لاحْتِقَارِي لَهُ وَمنْ ذَا يَعَضُّ الْكَلْبَ إنْ عضَّ
    هَلْ رأيْتَ -أَيُّهَا الْمُوفّقُ- إِنْسَاناً رَدّ عَلَى كَلْبٍ نَبَحَهُ أَوْ سَلُوقِي عَضّهُ ؟؟! هَذَا مِنَ الْمُسْتَحِيلاَت أرْشَدَكَ اللهُ ..
    لِذَلِكَ أَقُولُ لَكَ أَخِي الْحَبيبَ امضِ قُدُماً وَلاَ تَلْتَفِتْ للأوْبَاشِ والأوْغادِ الّذينَ لاَ يَرْقُبونَ فِي مُؤْمِنٍ إلاًّ ولاَ ذِمّة..أهل الْحَسَدِ وَالحِقْدِ وَالإحَنِ ...وَتَذكّرْ دَائِماً الْجبالَ الشّوامِخَ منْ أمثَالِ أبِي بكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمانَ وَعَائِشَةَ وغيرِهِم -رَضيَ اللهُ عنهم أجمَعِينَ- الّذِينَ تَكَلّمَ فيهمُ السِّفَلَةُُ والسُّوقَةُ وَالرّوَيْبِضَةُ وَالسّفَهاءُ وَالْخُبَثَاءُ...بلْ اقْتَدِ بِرَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَدْ أعْرضَ عَن الْمُشْرِكِينَ لَمّا قَالُوا عنه : مجْنُون ، سَاحِرٌ ، كَاهِن ، شَاعِر ، يُعَلّمُهُ بَشَر ، وَمَا إلَى ذَلِكَ منَ الألفَاظ التِي هُمْ - لعنهم اللهُ- أَوْلَى بِها مِنْهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ :
    " يَا أيّهَا الّذينَ لآمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالّذينَ آذَوا مُوسَى فبَرّأهُ اللهُ مِمّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً " ...
    فَمَنْ نَحْنُ إذاً أمَامَ هَؤلاَءِ الْعَمالقَة الّذين أُوذُوا فِي سبيلِ دَعْوَتِهم وَمَبْدَئِهم الْحقِّ الْمَبْنِي علَى تَوحِيدِ اللهِ عَزّ وجلَّ وَإخْلاَصِهِ سُبْحَانَهُ ...
    فَمَاذَا يَضِيرُكَ قَوْلُهُم : فُلاَنٌ تَكْفِيرِي ، فلاَنٌ قُطْبِي ، فُلانٌ خَارِجِي ..فُلانٌ إرْهَابِي ، فلانٌ رِجْعِي ، فلانٌ ظلاَمِي ، فُلانٌ حِزْبِي ، فُلانٌ حَرَكِي ...إلَى آخِر هَذِهِ المُصْطَلَحاتِ الّتِي لَقّنَتُهم إيّاها أمْريكاَ وَمَا جَاوَرهَا !! ...قَالَ كُثيّرُ عزّة :
    يكَلِّفُهَا الْخِنْزِيرُ شَتْمِي وَمَابِها هَوَانِي وَلِكِنْ للْمَليكِ استذلَّتِ
    وَحَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الْوَكيلُ ....
    وَقْفَةٌ :
    في عصر الهِجاءِ المعروفِ بالنّقائضِ بين جرير والفرزدق عِمْلاَقَيْ الشِّعر في ذلك العصر ؛ حاول بشَّارُ بنُ برد في شبابه وكان يطلب الشهرة أن يتحرش بـ [جريربن عطية ] ويهجُوه طمعًا بأنْ يستفزَّه ليردّ عليهِ ، ويذكَره في شعرِه ؛ وهو يعلم علمَ يَقين أن مجرَّدَ ذكره في بداياته وهو شاب غَرَر في أشعار ( جرير ) كاف لتسيرَ باسمه الركبانُ ،ويشهره ذلك في الآفاق ، ويُذكر في منتدياتِ زمانِه على لسان الصَّغيرِ والكبيرِ ، ويخطّ اسمه في شعر (جرير ) بماء الذهب..
    هذه الحيلة ُالخبيثةُ من بشّار لم تنطلِ على ( جرير الشاعرُ العملاقُ ) ولم يخرجه سِبابُ بشّار وهجائُه عن رزانَتِه بل استصغرَه واستحقرَه ولم يردَّ عليه ..
    وكأنه تمثّلَ بقول القائل:
    وعوراءُ الْكَلاَمِ صَمَمْتُ عَنْهَا وَإِنِّي إِنْ أَشَاءُ بِهَا سمَيِعُ
    وكان بشَّارُ يتحسَّرُ عَلَى إِهْمالِ جريرٍ لِهِجَائه وعدمِ التفاتِه إليه ويقولُ [ لَوْ رَدَّ عَلَيّ جريرٌ لأصبحت أشعرَ العَالمين] .
    في الحقيقة ربما يفسر بعضُ الناس هذا الفعل من[جرير ] بالكبر ..
    وربما يفسره بعض الجهال المتعصبين لبشار بالعجز عن الرد عليه ، متناسين أن جريرَ أُسطورةٌ من أساطيرِ الشِّعرِ العربي ، وبشَّار لم يكن آنذاك إلا غلامًا يافعًا لا زالَ يحبُو على شاطيءِ بحورِ الشِّعرِ ، ويتدرب على صنعةِ الشعر ونظم القوافي..
    وربما وربما...
    وفي النهاية يُجْمِعُ العقلاءُ على أنَّ فعلَ جريرٍ كان قمَّةَ الْعقلِ ، وكمالِه ورزانَتِهِ ،وهو في الحقيقةِ تصديقٌ لقولِ الشَّاعرِ:
    لايَضرُّالبحرَ أمسَى زاخِرًا أنْ رمَى فيه غلامٌ بحجرْ
    صَفْوَةُ الْقَوْلِ :
    وسأفيدُكَ فَائِدةً يَا أَخِي يّجلُّ نَفْعُها وتعْظُمُ عَائِدَتُهاَ ، ومَا أقُولُهَا إلاّ عن ودٍّ لكَ وشَفقَةٍ عَليْكَ ، فَإنَ البَلْوَى فِي مُعَاشَرَةِ أهْلِ زَمَانِكَ عَظيمةٌ ، فاستَعِن بِهَا عَلَى مَا يَلْقَاكَ منْ أذَاهم ، فَإنَّكَ لاَ تَخْلُ مِن قَليلِه وإنْ سَلِمتَ مِنْ كَثيرهِ ، وَذَلِكَ أنّكَ قَدْ تَرَى الوَاحِدَ بعْد الوَاحِدِ مِنْهُم يَتَكَالبُ علَى النّاسِ ويَتَسفّهُ على أعْرَاضِهم ويَنبح فيها نُبَاحَ الكَلْبِ ، فَيَهُمُّكَ منْ شَأنِهِ مَا يَهُمُّكَ ، ويَسُوؤُكَ منْهُ مَا يَسُوؤكَ أنْ لا يَكُونَ رَجُلاً فَاضِلاً يُرْجَى خَيْرُه ويُؤْمَنُ شَرُّهُ ، فَيَطُولُ فِي أمْرِه فِكْرُكَ ، ويَدُومُ بهِ شُغْلُ قَلْبِكَ ، فَأزِحْ هَذا العَارِضَ عَنْ نَفْسِكَ بَأنْ تَعُدّهُ عَلى الْحَقيقَةِ كَلْباً خِلْقَةً ، وزِدْ بِهِ في عَدَدِ الكِلابِ وَاحِداً ، ولَعَلَّكَ قَدْ مَرَرْتَ مَرّة من المِرارِ بِكَلْبٍ منَ الْكِلاَبِ يَنْبحُ وَيعْوِي وربّما كانَ أيضاً قَدْ يُسَاوِرُ [ يعني يُهاجِمُ] ويعقرُ ، فَلَمْ تُحَدِّث نَفْسَكَ فِي أمْرِهِ بأنْ يَعُودَ إنْسَاناً يَنْطِقُ ويُسَبِّح ، فلاَ تتأسّف لهُ ألاَ يَكُونَ دابّةً تُرْكَبُ أوْ شَاةً تُحْلَبُ ، فَاجْعَلْ أيْضاً هذا المُتَكَلِّبَ كلْباً مِثْلَهُ واسْتَرِح من شُغْلِهِ وارْبحْ مَؤُونَةَ الفِكْرِ فِيه ِ، وكَذَلِكَ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ منْزِلة منَ جَهْلِ حَقِّكَ وَكُفْرِ مَعْرُوفِكَ فاحْسِبْهُ حِمَاراً ، أوْ زِدْ في عدد العانةِ [أي قطيع الحُمر الوحشية ] واحِداً ، فَبِمِثْلِ هذا تَخْلُصُ من آفاتِ هذا الباب وغائِلته ، واللهُ المُسْتعانُ . اهـ كتاب العُزلة للإمَامِ أبي سُليمان الخطّابي ((عليْهِ رَحْمَةُ اللهِ )) ص 67.

    قَالَ الربيعُ فَرَغْتُ مِن تَسْوِيدِهِ في لَيْلَةِ 26 مِن رَمَضَانَ 1437-1436 هـ

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    جزاك الله خيرا مقاله رائعه في بدايتها
    ولكن لم يعجبني هذ المقطع

    جَهْلِ حَقِّكَ وَكُفْرِ مَعْرُوفِكَ فاحْسِبْهُ حِمَاراً


    لأن صاحب المعروف النبيل النفس لايرى الناس وان أذوه حميرا
    في حادثة الافك أذى ابو بكر رضي الله عنه رجل ممكن كان يقدم له المعروف وغضب ابو بكر واراد ان يقطع عنه معونته
    فنزلت الأيه ( وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
    غلب جانب العفو والصفح والي مايقدر يعفوا يبتعد ويحفظ النبل بقلبه ويبتعد عمن اذاه افضل لكي لايكون للشيطان عليه من سبيل

    جزاك الله خير اخي الكريم وتقبلي رأيي بصدر رحب

    __________________________________________________ __________
    أختي هدوء جزاك الله خيرا على النصيحة وتقبلتها بصدر رحب حياكم الله.

    __________________________________________________ __________
    أخي الكريم اكتب لنا مقالات قصيره مختصره عن حسن الخلق خلق خلق نكون لك من الشاكرين جزاك الله خيرا

    __________________________________________________ __________
    إن شَاءَ الله أختي هدوء أسأل الله أن يجعلنا مفاتيح خير مغاليق شر .

    __________________________________________________ __________
    :


    تباركَ واهباً يَهبُ لمَن يشَاء
    الحَرفَ ويَهبُ لمَن يَشاءُ العَقلَ
    فترَاهُ العَاقلَ لا من أوجِ فطْنَتهِ لا يأبه
    للأراعنِ منهُم كاللّيث في عَرينهِ كلّ الضّباعِ تَهربُ إذا مَا خَرَج

    جزاكمُ الله خيراً عَلى ما طرحْتم
    وجُعلتم من منارات الأمّة



    :




يعمل...
X