عنوان الموضوع : ܓ ܓ مجلة الحــ(صفحات رمضانية وَ وقفات أيمانية )ـــوار العام ܓ ܓ للنقاش
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

::

__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________

__________________________________________________ __________

__________________________________________________ __________
هنا بجوار الكعبة المشرفة تُسكب العبرات
هذا هو أشرف مكان على وجه الأرض
وأقدس وأطهربقعة .. في العالم الفسيح
هنا
قلوب راغبة
أعين دامعة ..أكف ممتدة
كلها لها مطلب واحد
تسعى من أجل رضا الله
تطلب الأمان ... والراحة
في جوار بيت الله الحرام
عباد الرحمن
يأتون من أماكن بعيدة
يرجون رضا الله
ينسون كل نعيم الدنيا
أمام الكعبة المشرفة والصلاة لله عندها
يذرفون الدموع
وينثرون همومهم ودعواتهم بجانب البيت العتيق
الذي تهوي إليه القلوب
وذلك تحقيقا واستجابة لدعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ..
كما في قول الله تعالى :
{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }إبراهيم37
يا مكة الخير يا أرض المسرات *** يا مشرق النور يا مهد النبوات
يا درة في جبين الكون ساطعة *** ويا عبيرا لأرواح زكيات
وكيف لا ننتشي شوقا إلى بلد *** نهفو له كل يوم خمس مرات
مشهد
حدثتني إحداهن ...تقول :
دخلت في وقت السحر إلى المسجد الحرام
في إحدى ليالي العشر الأواخر
اخترت مكانا بجانب الشرفات المطلة على الكعبة
تقول : ثم نظرت إلى يميني فرأيت قصرا عظيما يطل على الحرم
فناداني هاتف من داخلي أن
تأملي القصر ... تُرى ما بداخله ..من الأثاث والطعام ...و...و........؟؟؟!!
ألاترغبين في دخوله ؟؟؟
تقول :
ثم حانت مني التفاتة إلى السماء بسوادها والكعبة أسفل منها
وبكيت بقوة
أواه يانفس .... هنا في هذا المكان العظيم وترغبين في الدنيا !!
قلت لها : لا والله
لا أرضى عن بيت الله بديلا ولا متحولا ..
ولا منازعا
لحظة هنا لا تعادلها ساعات .... في قصور الدنيا
يا رب أطعمتنا من كل فاكهة *** تجبى إلينا بلا كد ولا تعب
وأنسنا بجوار البيت منزلة *** أغلى من الدور والياقوت والذهب
نعم أخية هناك ينسى المرء نفسه وأوجاعه وآلامه
ويتذكر أمرا واحدا أنه بين يدي الله
وفي جوار بيته
وبالقرب من رحمته سبحانه وتعالى ...
لكن ثمة أمر قد ننساه أو نغفل عنه ألا وهو :
التعظيم لله عز وجل
وليس لحجر أو تراب
نخن نعظم الكعبة وأرض البلد الحرام لأن الله تعالى هو الذي حرمها ...
ومن كان همه رضا ربه لابد أن يحترم حرمة هذه الأماكن المقدسة ويرعاها
في الحرم لابد أن يعظم المسلم ربه ...بقلبه وقوله وعمله
قال تعالى :
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }الحج32
القلوب المعظمة :
تخضع ... تذل ...تنكسر
لاتحتقر وتتكبر بسبب لون أو جنسية أو رائحة لأنها تعلم أن هؤلاء قد يكونوا أعظم قدرا منها عند الله تعالى
على الرغم من فقرهم وضعفهم...وما اصابهم من النقص في أمور الدنيا
القلوب المعظمة :
تتفقد لسانها.... عينها ... وسااائر جوارحها ..
لاتضارب ولاتشتم ولا تخاصم ولا تنازع على أمور الدنيا...
بل تتنازل حتى ولو عن شيء من حقوقها ..
القلوب المعظمة:
تحرص ألا يصدر منها ذنب أو خطيئة
لا تلبس إلا ما يرضي الله ولا تغريها زينة الدنيا وأشكال التبرج
القلوب المعظمة :
تبتعد عن الظلم والاعتداء ...
إذا كان الله تعالى حرم أذى الحيوانات والطيور وصيد هذا البلدالحرام...
وحرم قطع الأشجار التي تنبت فكيف ...
فكيف تؤذي الناس وتزاحمهم وقد تتعرض لهم بشيء من الدفع والألم ...
القلب المعظم
يحذر من الآثام والسيئات في كل مكان ..
لكنه في البلد الحرام يزيد بعدا عنها لأنها تزيد قبحا ...وتكون أعظم وأشد تحريما ...
ومن يقع في شيء من ذلك فقد عرض نفسه للوعيد الشديد ....
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }الحج25
معنى ومن يرد فيه بإلحاد:
ومن يرد في المسجد الحرام الميْلَ عن الحق ظلمًا فيَعْصِ الله فيه, نُذِقْه مِن عذاب أليم موجع.
القلوب المعظمة ..
تعلم أن الأجر له ميزان آخر في البلد الحرام
فتحرص على نفع المسلمين في ذلك المكان الذي تضاعف فيه الحسنات ..
وتعلم أن هناك جهال قد لايحسنون آداء الصلاة والوضوء ...
القلب المعظم هنا لايغتر بأنه من بلد كذا وعنده من العلوم كذا
بل يقترب من إخوانه برفق ويسر يعلم هذا ...وينصح هذا مقتديا بخير هذه الأمة المصطفى صلى الله عليه وسلم ...
القلب المعظم يعلم أن هناك بطون جائعة أتت من بقاع بعيدة قد لاتملك حق شربة ماء ..
قد لاتجد مأوى ... فقد أنفقت كل مالديها في تكاليف رحلتها ...
وللأسف هناك من يحتقرهم ويتلفظ بكلمات تدل على ذلك وقد تكون منازلهم عند الله أعلى وأعظم
فأي أجر وثواااب ينتظر من أطعم تلك البطون ..!!
من أوى تلك الأجساد ...!!
بلى يا أخية هناك من يفعل ذلك والخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة
وإليك بعض الصور التي حكتها لي الثقات من الأخوات :
إحدى الداعيات من طالبات العلم بارك الله فيها تقضي أياما بجانب الحرم ...
تحرص على تعليم هذه ونصح هذه برفق ولين مقتدية بالنبي صلى الله عليه وسلم
........
أخرى تقوم بفتح جوالها ليكون دوليا حتى يتسنى لأخواتها من الدول الأخرى
الاتصال على أهاليهن وأبنائهن حتى تطمئن قلوبهن والسبب أنها في أحد الأعوام
كانت بالحرم وطلبت إحدى الأخوات جوالها ولم يكن فيه صفرا دوليا فتحسرت على ذلك ...
......
إحداهن كانت تقرأ القرآن قبل آذان المغرب .. فاجتمع حولها مجموعة من النساء العمانيات جزاهن ربي خير الجزاء
فرشن سفرة كبيرة وأخذن يفرغن التمر في الصحون ويوزعنه على النساء
ويصببن لهن القهوة التي يكون عليها إقبال.. وقامت الفتيات الصغيرات بالتوزيع ولم يتذكرن أنفسهن إلا في نهاية الأمر
حتى الماء أحضرن أوعية وملأنها بالماء وتسابقن لفعل الخير في زمن مبارك ومكان مبارك ..
سباق للأجور لا يحرص عليه إلا قلب معظم يبحث عن منفعة إخوانه بكل طريق ...
.وقد تكون هناك صور كثيرة تعلق بأذهاننا وتمر علينا . .
لاتعليق ...
فقط تذكير بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربة ، أو يقضي عنه دينا ، أو يطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ( يعني : مسجد المدينة ) شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه _ ولو شاء أن يمضيه أمضاه _ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام )، ( وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل . ( حسن ـ الكتاب :سلسلة الأحاديث الصحيحة / المجلد الثاني المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
فكيف والمكان فاضل والزمن فاضل ...
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
أختي المسلمة العرب قديما كانوا يعظمون الحرم
تأملي معي ماذا كانوا يفعلون :
كانوا ... يبتعدون عن كل مال حرام
كان من تعظيم قريش للبيت أنهم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحل إذا دخلوا الحرم ، وأن يخلوا ثياب الحل ، ويستبدلوا بها ثياب الحرم ، إما شرىً وإما عارية وإما هبة ، فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا . ( الفتح 5/214 )
وذلك حتى لا يطوفون بأموال يدخل فيها الحرام ...
كانوا .... لا يثأرون ممن اعتدى عليهم في أرض الحرم
من تعظيم أهل الجاهلية للبيت أن الرجل يرى فيه قاتل أبيه فلا يثأر منه ولا يزعجه .
قال القرطبي :" فكانوا في الجاهلية من دخله ولجأ إليه أمن من الغارة والقتل " الجامع 4/91 .
********
فنحن أهل التوحيد أولى منهم بتعظيم بيت الله الحرام وأرض الحرم ...
فلا تكن قريش .. والعرب أعلم وأفقه منا !!
وكذلك كان حال السلف ....
كان السلف الصالح يقدرون حرمة البيت ويعظمونه في نفوسهم تعظيماً عجيباً ، حتى إن منهم من تحرج من سكنى مكة خشية الوقوع في المعاصي .
قال ابن رجب :" وكان جماعة من الصحابة يتقون سكنى الحرم خشية ارتكاب الذنوب " وقال :
" روي عن عمر بن الخطاب قال : لأن أخطئ سبعين خطيئة يعني بغير مكة أحب إليّ من أن أخطئ واحدة بمكة ." جامع العلوم والحكم 2/318
احذري أخية :
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }الحج30
دعوة لأنفسنا وأهلينا في هذا الشهر الكريم بتعظيم بيت الله الحرام ..
والبعد عن كل ما يغضب الله عز وجل ...
وينافي الأدب مع رب العالمين أو بيوت الله جميعا ...
لابد من البعد عن كل أنواع المخالفات :
فلنحرص على تحقيق التوحيد في بيت الله الحرام
لابد أن نحقق:
الإخلاص ... الشرط الأول لقبول العمل ... فيكون التوجه لله وحده بالدعاء والعبادة وكل أعمالنا ..
المتابعة .... للنبي صلى الله عليه وسلم ....فلا نبتدع أعمال من عقولنا ونخالف بها هدي النبي صلى الله عليه وسلم
سواءا في الدعاء أو أعمال العمرة أو المناسك التي يقوم بها المعتمر ...
والطريق إلى ذلك العلم .. لنتفه بالعمرة قبل الذهاب إليها حتى يكون عملنا صوابا موافقا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ...
فهذان الشرطان لو حققناهما بصدق ... لتغيرت أحوالنا بإذن الله
إلى ما يرضي الله عز وجل سواءا في البيت الحرام
أو في بيوت الله كلها ...



مقدم من طرف منتديات أميرات
بسم الله الرحمن الرحيم..

بحروف عسجدية ..ومعان ندية ..
سطرنا لكم لفتات إيمانية..
.. بقلوب أخوية محبة ..
كلمات .. من قلوب مشفقة ..
تخاطب أنفسها .
.قبل أن تلامس أسماعكم..
وشغاف قلوبكم..
جاء الشهر العظيم الفضيل الرباني ..
فأحببنا ..
أن تكون لنا فيه.. صفحات إيمانية مضيئة
بنصائح صادقة
وتوجيهات نافعة..
لعلها ..تكون لنا ولكم..
خيراً ينتفع به بإذن الله
تابعونا هنا في مجلة الحوار ..
لتجدوا صفحات إيمانية سطرتها أنامل حواريات .. حباً لكم ..

تتناول صفحاتنا ووقفاتنا :
1_صفحة رمضانية ..ومضى من العمر عام
2_رمضان شهر خير ورحمة
3_فرصة عظيمة وتجارة رابحة
4_ حال السلف في رمضان
5_نحن ورمضان في جوار الحرم
6_وقفات مع شهر الخيرات
7_أخطاء يقع فيها الصائمون
8_إحيّي قلبك مع القرآن ..خطوات نحو تدبر امثل
9_لصوص يسرقون الحسنات
10_رمضان بين الشكر والصبر
11_رمضان شهر الطاعة والاجتهاد وليس النوم والاسترخاء
12_نجوم أضاؤوا التاريخ بصبرهم
13_الحياة الطيبة
14_مشاهدات من الحرم
15_قصص في فضل الإستغفار
16_حالنا بين العشر الأواخر والسوق
17_أبناؤنا في رمضان
18_مُختارات رمضانية
19_روحانيات إيمانية ووجدانيات رمضانية
20_رمضانيات الحوار العام
21_هِمم رمضانية
22_صوتيات ومرئيات رمضانية
23_لوحات رمضانية (للطباعة)
24_قبيل الرحيل

==================================

أنت يارمضان كنت بدايته ونهايته ،
وبينهما مساحة كبيرة من الزمن خلالها ..
كم أودعنا وكم ودعنا !
كم أودعنا
في باطن تلك الأيام ذنوب أثقلت كواهلنا
وأتعبت قلوبنا ،
تارة نغلبها ونمسحها بتوبة ودمعات
وتاراتٍ كثيرة تغلبنا وتقتلنا.
نجد قلوبنا وقد أصبحت كسيرة ضعيفة ،
ولا ندري لذلك سببا ،
فجئت يارمضان لتوقظ تلك القلوب من غفلة أحاطت بِها
جئت يارمضان لتعيد أنسها بجوارك وحياتها بأيامك .
تغير الكون لقدومك ياحبيب
أفلا يحق لنفوسنا أن تتغير ؟
نعم تغيرت المخلوقات فقد أغلقت أبواب النار،
كما أخبرنا الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛
فياليتها تغلق من قلوبنا وتسد منافذها من نفوسنا
وفتحت أبواب الجنة وصفدت الشياطين
فأي فضل وكرم يرافقك يارمضان ؟
ربك يارمضان رب كريم
أنعم بك علينا وأنعم عَلينا أُخرى بأن بلغنا إياك
ونعمهُ كثيرة نبقى عاجزين عن عدها
عاجزين عن شكرها والثِّناء.
وكم ودعنا في هذا العام من أحبابٍ
شاركونا الفرح بك في عامنا الماضي
وكان لهم نصيبَ ختم القرآن وصلاة القيام
لكنهم اليوم لاوجود لهم ؛
فقد ضمهم الثرى واحتضنتهم الرمال .
ليتنا نتعظ يارمضان فقد نكون مكانهم في العام المقبل
وَليتنا نتذكر كل حين بأنك قد تكون آخر رمضانٍ نَبلغه
وقد تاتي السنة القادمة ولا نقول :
" ومضى من العمر عام " .
::

__________________________________________________ __________

رمضان شهر شهر خير ورحمة
شهر تتكاثف فيه العبادات فتتضاعف فيه الحسنات
شهر تتكاثف فيه العبادات فتتضاعف فيه الحسنات
شهر تصفد بهِ الشياطين
شهر مليء بالطاعة ومختلف العبادات
مختلف عن باقي الأشهر من حيث الصيام والقيام
ومجاهدة النفس للتخلي عن السيئات وترك المنكرات
والهدي إلى البر والتقوى
شهر رمضان هو شهر الصيام
صيام القلب عن المعاصي والذنوب
شهر مُبارك بكل معانيه
ما أروعه من شهر..!
ما أروعه من شهر..!
مع (الله أكبر) تطيب المسامع
وتلهج الألسن لـ تكبر الله وتشهد محمد رسول الله
سبحان الله مع الأذان يجتمع العالم الإسلامي
للإفطار على المائدة بساعة محددة
مع الغروب
مع الغروب
يجتمع الموحدون في لحظات إيمانية
والقلوب والمسامع متلهفة للأذان لـ (الله أكبر)
كل منّا يسبّح ويذكر الله وينتظر الأذان
لـ يدعوا الباري سبحانه بالمغفرة والرحمة
والعتق من النيران
وندعوا الخالق سبحانه بما في قلوبنا
من دعوات لنا ,لأهلنا وأحبتنا
تجمعنا مائدة طعام واحدة
أو ل ما نفطر عليه "التمر و اللبن"
طعام يُذهب الجوع وشراب يُذهب العطش,
فيفطر المسلمون وهم فرحون بما آتاهم الله من فضله
والفرحة الكُبرى يوم نلقى الرحمن وهو راضٍ عنّا
وفي السحر أيضاً يجتمع فراد العائلة
على مائدة طعام من نعم الله
يترقب المؤمنون مناداة الباري بـ (الله أكبر )
ليبدأ يوم جديد وصيام بالقلب واللسان
سائلين الباري أن يتقبل صالح الأعمال
ـــ
ـــ
اليوم الرمضاني واجب إستغلاله بشعائر الإيمان
إستغلاله بكل ساعاته
إستغلال نهاره ولياليه بذكر الله وإحياء الأنفس بالقرب من الله
شهر يتوب فيه العاصون
يأتي هدّية من الباري ليمحي السيئات التي أُرتُكِبت من قبل
وفيه نجدد العهد مع الباري بعدم إرتكاب المعاصي والذنوب
هو شهر لترويض النفوس وتهذبيها
وجعل الأرواح نقيّة والقلوب تقيّة
لا نضيّع أوقاتنا ولا نؤخر الصلاة
لا نغتاب وننافق
بل نكون قدوة لمن حولنا
...
شهر رمضان هو شهر المحبة والألفة
شهر رمضان هو شهر المحبة والألفة
يجتمع فيه الموحدون على طاعة الله في المساجد
يحيون الليالِ المُباركة
يحيون الليالِ المُباركة
شهر يجتمع فيه العوائل والأسر للتقرب من الله
بـ صلة الأرحام
بـ صلة الأرحام
يجتمع فيه المؤمنون على الخير والبركة
فنرى المتمكن يُنفق على أخيه الفقير المسكين
مما أعطاه الله من رزق
فما أجمل أن يكون هذا الشهر الفضيل
إنطلاقة للخير
بفتح صفحة جدية بيضاء نقيّة
إنطلاقة للخير
بفتح صفحة جدية بيضاء نقيّة
نعاهد بها الله بالتُقى والخير والهُدى

__________________________________________________ __________

غادرنا العام الماضي والدموع ترقرق في عيوننا..
والقلوب حزينة على فراقه..
وعاد بعد مضي عام.. عاد لقلوب اشتاقت له.. وأرواح تاقت للقياه..
جاء كما يجيء كل عام.. جاء يقول للمقصرين.. أنا فرصة عظيمة
من الله تعالى لكم.... أولي رحمة ووسطي مغفرة وآخري عتق من النار..
عاد هدية عظيمة من الله تعالى لعباده المؤمنين ..
عاد يحمل في طياته شوقاً لهؤلاء الذين اشتاقوا إليه وودعوه بدموع الأعين
ودعاء القلوب اللهم أعده إلينا وسلمه لنا وسلمنا له..
عاد يحي الليل بالذكر والصلوات ..ويحي النهار بالصوم عن الشهوات..
عاد لتصوم بطوننا وألسنتنا وأذاننا وقلوبنا وجوارحنا عن كل شهوة وإثم
عاد مشتاقاً لأحبته .. فهو حبيبهم الذي انتظروه ودعوا الله أن يبلغهم إياه
واشتاقوا للقياه..
لكن منهم من غادر دنياه..فعاد الحبيب ولم يلقاه..
وأنت أيها المحب سيعود حبيبك يوماً ما ولن يلقاك
فكن له نعم المحب الآن وللحظاته مستغل .. لا تغركم دعايات أهل الباطل
وقنواتهم المضللة الفاسدة .. اسموا بأرواحكم وأوقاتكم ..
لازموا القرآن والصلوات ...والطاعات والعبادات والذكر والمستحبات ..
وإفطار الصائمين والصدقات ..وبذل الخيرات..
كونوا من أهل رمضان الذين عرفوا قدره واستغلوا فضله
ما أن يحط رحاله حتى تبدأ هممهم تعلو وتتنافس ..
فكم ختمة للقرآن فيه تُتلى .. وكم من صدقة فيه تُخفى
وكم من عين تدمع وروح لله تخشى .. أرواح باعت أوقاتها لله
وأطلقت الأجساد طاعة له في رضاه..
يامن أبلغك الله الشهر... كن من أهله ..
لا تبع لحظاته ونفحاته الربانية بدنياك..لا تبع غالي برخيص..
لاتفرط في أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النيران..
لا تجعل أوقاتك مختلة فتجعل أكثرها للدنيا وأقلها للدين
امنح نفسك فرصة الحياة الربانية في هذا الشهر الكريم..
كونوا لله في كل لحظاتكم .. عيشوا أوقاتاً ربانية ..
كما عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة
اهجر التلفاز .. اهجر السهر.. اهجر التجمعات التي لا فائدة منها..
التزموا المساجد والحلقات .. وصلة الأرحام والصدقات في الخلوات
جربوا أن تعيشوا حياة الصحابة .. جربن أن تعشن كحياة الصحابيات
اجعلوه رمضانا مختلفاً واعزموا فيه بصدق وأخلصوا النية
.. صوموا بجوارحكم .. وقلوبكم.. وآذانكم .. وألسنتكم.. صوموا عن كل حرام وإثم ..
جاءكم رمضان يطلب أهله فهل أنتم من أهله؟؟
جاءكم فرصة من رب العالمين فهل ستتغلون الفرصة؟ وكيف ستستغلونها؟
جاءكم ضيف كريم فكيف ستعاملون الضيف؟
جاءكم الحبيب فأين أنتم يا أحبة؟
جاءكم الحبيب وسيذهب ولن يعود إلا في العام القادم ..
وربما عاد ولم يجد كل أحبته..

__________________________________________________ __________

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ}
عن الحسن قال : كان عامر بن عبد قيس إذا صلى الصبح تنحى في ناحية المسجد فقال: من أقرئه؟
قال: فيأتيه قوم فيقرئهم حتى إذا طلعت الشمس وأمكنته الصلاة قام يصلى إلى أن ينتصف النهار،
ثم يرجع إلى منزله فيقيل ثم يرجع إلى المسجد إذا زالت الشمس فيصلى حتى يصلى الظهر،
ثم يصلى إلى العصر فإذا صلى العصر تنحى في ناحية المسجد، ثم يقول: من أقرئه ؟
قال: فيأتيه قوم فيقرئهم حتى إذا غربت الشمس صلى المغرب ثم يصلى حتى يصلى العشاء الآخرة ،
ثم يرجع إلى منزله فيتناول أحد رغيفيه فيأكل، ثم يهجع هجعة خفيفة، ثم يقوم فإذا أسحر الراوي رغيفه الآخر فأكله ثم
شرب عليه شربة من ماء، ثم يخرج إلى المسجد.
[صفة الصفوة 3/209-210] .
[صفة الصفوة 3/209-210] .
كان من حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي القرآن في رمضان،
وكان عثمان بن عفان يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان كل ثلاث ليال،
وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها،
فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة، يقرؤها في غير الصلاة،
وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة،
وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف،
لكن حال البعض الآن أصبح سهر وتجمعات ولعب في ليال رمضان ونوم في نهاره
ولا يقرؤون القرآن إلا وقت يسير .. يقسمون الأوقات بين .. السهر والملهيات والتجمعات
التي لا فائدة منها .. السهر ليلا فيما لا يفيد والنوم نهارا عما يفيد..
ولا يستغلون الوقت بالصلوات وقراءة القرآن..كما كان حال الصحابة .. والسلف
هي فرصة الرحمن تأتي كل عام مرة واحدة .. فلا تفرطوا فيها .. فسلعة الله ليست رخيصة
قال ابن القيم - رحمه الله-:
يا سلعة الرحمن لست رخيصة ***** بل أنت غالية على الكسلان
يا سلعة الرحمن ليس ينالهــا *****في الألف إلا واحد لا اثنـان
يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها ***** إلا أولو التقوى من الإيمـان
يا سلعة الرحمن سوقك كاسد ***** بين الأراذل سفلـة الحيـوان
يا سلعة الرحمن أين المشتري*****فلقد عرضت بأيسر الأثمــان
يا سلعة الرحمن هل من خاطب*****فالمهر قبل الموت ذو إمكـان
يا سلعة الرحمن كيف تصبر ***** الخطاب عنك وهم ذوو إيمـان
يا سلعة الرحمن لولا أنهــا ***** حجبت بكل مكاره الإنســان
ما كان عنها قط من متخلف ***** وتعطلت دار الجـزاء الثانـي
لكنها حجبت بكل كريهة ***** ليصد عنها المبطـل المتوانـي
وتنالها الهمم التي تسمو إلى***** رب العـلا بمشيئـة الرحمـن
يا سلعة الرحمن لست رخيصة*****بل أنت غالية على الكسـلان
يا سلعة الرحمـن ليس ينالهـا *****في الألف إلا واحد لا اثنـان

__________________________________________________ __________

هنا بجوار الكعبة المشرفة تُسكب العبرات
هذا هو أشرف مكان على وجه الأرض
وأقدس وأطهربقعة .. في العالم الفسيح
هنا
قلوب راغبة
أعين دامعة ..أكف ممتدة
كلها لها مطلب واحد
تسعى من أجل رضا الله
تطلب الأمان ... والراحة
في جوار بيت الله الحرام
عباد الرحمن
يأتون من أماكن بعيدة
يرجون رضا الله
ينسون كل نعيم الدنيا
أمام الكعبة المشرفة والصلاة لله عندها
يذرفون الدموع
وينثرون همومهم ودعواتهم بجانب البيت العتيق
الذي تهوي إليه القلوب
وذلك تحقيقا واستجابة لدعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ..
كما في قول الله تعالى :
{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }إبراهيم37
يا مكة الخير يا أرض المسرات *** يا مشرق النور يا مهد النبوات
يا درة في جبين الكون ساطعة *** ويا عبيرا لأرواح زكيات
وكيف لا ننتشي شوقا إلى بلد *** نهفو له كل يوم خمس مرات
مشهد
حدثتني إحداهن ...تقول :
دخلت في وقت السحر إلى المسجد الحرام
في إحدى ليالي العشر الأواخر
اخترت مكانا بجانب الشرفات المطلة على الكعبة
تقول : ثم نظرت إلى يميني فرأيت قصرا عظيما يطل على الحرم
فناداني هاتف من داخلي أن
تأملي القصر ... تُرى ما بداخله ..من الأثاث والطعام ...و...و........؟؟؟!!
ألاترغبين في دخوله ؟؟؟
تقول :
ثم حانت مني التفاتة إلى السماء بسوادها والكعبة أسفل منها
وبكيت بقوة
أواه يانفس .... هنا في هذا المكان العظيم وترغبين في الدنيا !!
قلت لها : لا والله
لا أرضى عن بيت الله بديلا ولا متحولا ..
ولا منازعا
لحظة هنا لا تعادلها ساعات .... في قصور الدنيا
يا رب أطعمتنا من كل فاكهة *** تجبى إلينا بلا كد ولا تعب
وأنسنا بجوار البيت منزلة *** أغلى من الدور والياقوت والذهب
نعم أخية هناك ينسى المرء نفسه وأوجاعه وآلامه
ويتذكر أمرا واحدا أنه بين يدي الله
وفي جوار بيته
وبالقرب من رحمته سبحانه وتعالى ...
لكن ثمة أمر قد ننساه أو نغفل عنه ألا وهو :
التعظيم لله عز وجل
وليس لحجر أو تراب
نخن نعظم الكعبة وأرض البلد الحرام لأن الله تعالى هو الذي حرمها ...
ومن كان همه رضا ربه لابد أن يحترم حرمة هذه الأماكن المقدسة ويرعاها
في الحرم لابد أن يعظم المسلم ربه ...بقلبه وقوله وعمله
قال تعالى :
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }الحج32
القلوب المعظمة :
تخضع ... تذل ...تنكسر
لاتحتقر وتتكبر بسبب لون أو جنسية أو رائحة لأنها تعلم أن هؤلاء قد يكونوا أعظم قدرا منها عند الله تعالى
على الرغم من فقرهم وضعفهم...وما اصابهم من النقص في أمور الدنيا
القلوب المعظمة :
تتفقد لسانها.... عينها ... وسااائر جوارحها ..
لاتضارب ولاتشتم ولا تخاصم ولا تنازع على أمور الدنيا...
بل تتنازل حتى ولو عن شيء من حقوقها ..
القلوب المعظمة:
تحرص ألا يصدر منها ذنب أو خطيئة
لا تلبس إلا ما يرضي الله ولا تغريها زينة الدنيا وأشكال التبرج
القلوب المعظمة :
تبتعد عن الظلم والاعتداء ...
إذا كان الله تعالى حرم أذى الحيوانات والطيور وصيد هذا البلدالحرام...
وحرم قطع الأشجار التي تنبت فكيف ...
فكيف تؤذي الناس وتزاحمهم وقد تتعرض لهم بشيء من الدفع والألم ...
القلب المعظم
يحذر من الآثام والسيئات في كل مكان ..
لكنه في البلد الحرام يزيد بعدا عنها لأنها تزيد قبحا ...وتكون أعظم وأشد تحريما ...
ومن يقع في شيء من ذلك فقد عرض نفسه للوعيد الشديد ....
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }الحج25
معنى ومن يرد فيه بإلحاد:
ومن يرد في المسجد الحرام الميْلَ عن الحق ظلمًا فيَعْصِ الله فيه, نُذِقْه مِن عذاب أليم موجع.
القلوب المعظمة ..
تعلم أن الأجر له ميزان آخر في البلد الحرام
فتحرص على نفع المسلمين في ذلك المكان الذي تضاعف فيه الحسنات ..
وتعلم أن هناك جهال قد لايحسنون آداء الصلاة والوضوء ...
القلب المعظم هنا لايغتر بأنه من بلد كذا وعنده من العلوم كذا
بل يقترب من إخوانه برفق ويسر يعلم هذا ...وينصح هذا مقتديا بخير هذه الأمة المصطفى صلى الله عليه وسلم ...
القلب المعظم يعلم أن هناك بطون جائعة أتت من بقاع بعيدة قد لاتملك حق شربة ماء ..
قد لاتجد مأوى ... فقد أنفقت كل مالديها في تكاليف رحلتها ...
وللأسف هناك من يحتقرهم ويتلفظ بكلمات تدل على ذلك وقد تكون منازلهم عند الله أعلى وأعظم
فأي أجر وثواااب ينتظر من أطعم تلك البطون ..!!
من أوى تلك الأجساد ...!!
بلى يا أخية هناك من يفعل ذلك والخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة
وإليك بعض الصور التي حكتها لي الثقات من الأخوات :
إحدى الداعيات من طالبات العلم بارك الله فيها تقضي أياما بجانب الحرم ...
تحرص على تعليم هذه ونصح هذه برفق ولين مقتدية بالنبي صلى الله عليه وسلم
........
أخرى تقوم بفتح جوالها ليكون دوليا حتى يتسنى لأخواتها من الدول الأخرى
الاتصال على أهاليهن وأبنائهن حتى تطمئن قلوبهن والسبب أنها في أحد الأعوام
كانت بالحرم وطلبت إحدى الأخوات جوالها ولم يكن فيه صفرا دوليا فتحسرت على ذلك ...
......
إحداهن كانت تقرأ القرآن قبل آذان المغرب .. فاجتمع حولها مجموعة من النساء العمانيات جزاهن ربي خير الجزاء
فرشن سفرة كبيرة وأخذن يفرغن التمر في الصحون ويوزعنه على النساء
ويصببن لهن القهوة التي يكون عليها إقبال.. وقامت الفتيات الصغيرات بالتوزيع ولم يتذكرن أنفسهن إلا في نهاية الأمر
حتى الماء أحضرن أوعية وملأنها بالماء وتسابقن لفعل الخير في زمن مبارك ومكان مبارك ..
سباق للأجور لا يحرص عليه إلا قلب معظم يبحث عن منفعة إخوانه بكل طريق ...
.وقد تكون هناك صور كثيرة تعلق بأذهاننا وتمر علينا . .
لاتعليق ...
فقط تذكير بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربة ، أو يقضي عنه دينا ، أو يطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ( يعني : مسجد المدينة ) شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه _ ولو شاء أن يمضيه أمضاه _ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام )، ( وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل . ( حسن ـ الكتاب :سلسلة الأحاديث الصحيحة / المجلد الثاني المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
فكيف والمكان فاضل والزمن فاضل ...
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
أختي المسلمة العرب قديما كانوا يعظمون الحرم
تأملي معي ماذا كانوا يفعلون :
كانوا ... يبتعدون عن كل مال حرام
كان من تعظيم قريش للبيت أنهم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحل إذا دخلوا الحرم ، وأن يخلوا ثياب الحل ، ويستبدلوا بها ثياب الحرم ، إما شرىً وإما عارية وإما هبة ، فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا . ( الفتح 5/214 )
وذلك حتى لا يطوفون بأموال يدخل فيها الحرام ...
كانوا .... لا يثأرون ممن اعتدى عليهم في أرض الحرم
من تعظيم أهل الجاهلية للبيت أن الرجل يرى فيه قاتل أبيه فلا يثأر منه ولا يزعجه .
قال القرطبي :" فكانوا في الجاهلية من دخله ولجأ إليه أمن من الغارة والقتل " الجامع 4/91 .
********
فنحن أهل التوحيد أولى منهم بتعظيم بيت الله الحرام وأرض الحرم ...
فلا تكن قريش .. والعرب أعلم وأفقه منا !!
وكذلك كان حال السلف ....
كان السلف الصالح يقدرون حرمة البيت ويعظمونه في نفوسهم تعظيماً عجيباً ، حتى إن منهم من تحرج من سكنى مكة خشية الوقوع في المعاصي .
قال ابن رجب :" وكان جماعة من الصحابة يتقون سكنى الحرم خشية ارتكاب الذنوب " وقال :
" روي عن عمر بن الخطاب قال : لأن أخطئ سبعين خطيئة يعني بغير مكة أحب إليّ من أن أخطئ واحدة بمكة ." جامع العلوم والحكم 2/318
احذري أخية :
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }الحج30
دعوة لأنفسنا وأهلينا في هذا الشهر الكريم بتعظيم بيت الله الحرام ..
والبعد عن كل ما يغضب الله عز وجل ...
وينافي الأدب مع رب العالمين أو بيوت الله جميعا ...
لابد من البعد عن كل أنواع المخالفات :
فلنحرص على تحقيق التوحيد في بيت الله الحرام
لابد أن نحقق:
الإخلاص ... الشرط الأول لقبول العمل ... فيكون التوجه لله وحده بالدعاء والعبادة وكل أعمالنا ..
المتابعة .... للنبي صلى الله عليه وسلم ....فلا نبتدع أعمال من عقولنا ونخالف بها هدي النبي صلى الله عليه وسلم
سواءا في الدعاء أو أعمال العمرة أو المناسك التي يقوم بها المعتمر ...
والطريق إلى ذلك العلم .. لنتفه بالعمرة قبل الذهاب إليها حتى يكون عملنا صوابا موافقا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ...
فهذان الشرطان لو حققناهما بصدق ... لتغيرت أحوالنا بإذن الله
إلى ما يرضي الله عز وجل سواءا في البيت الحرام
أو في بيوت الله كلها ...



التلفاز
لص محترف في سرقة الحسنات
ما أن يقترب شهر رمضان حتى تبدأ الإعلانات ..والإغراءات لمشاهدة المسلسلات
تابعونا على قناة ... في مسلسل...
أمر محزن... أن يضيع البعض رمضان وهو فرصة ربانية ..في متابعة مسلسل أو مسابقة
لا يجني من وراءهما إلا خسارة الوقت وتضييع الحسنات...
بالله هل رمضان شهر القرآن والطاعة والذكر وجمع الحسنات
أم شهر التلفاز والمسلسلات... ما الحكمة من تكثيف المسلسلات في هذا الشهر العظيم
الذي لا يجيء إلا كل عام مرة .. وهو.فرصة ربانية عظيمة للمسلمين
ما الهدف من هذه الإغراءات والتفنن في الإغواء... لا هدف سوى أن يصرف شياطين الإنس
المسلمين عن الطاعة والذكر في هذا الشهر العظيم ...
لكن عباد الله المخلصين ليس للشياطين سلطان عليهم..
قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٣٩) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٤٠) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (٤١) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (٤٢) سورة الحجر
فلنكن من عباد الله المخلصين ولنسموا بأوقاتنا وأعيننا وأذاننا عن الشهوات والآثام ولنجعلها طاعة للرحمن
وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا(36) سورة الإسراء
الأسواق
لص آخر يساهم في تضييع الأوقات والأموال و يفوت على المسلم كثير من الحسنات
في السوق تكتظ البضائع ويزدحم المشترون والبائعون ..يشترون مالا يريدون .. وينفقون الأموال
بما لا يعود عليهم بنفع.. كم من مسلمة تخرج للسوق .. محملة بالأموال
و تعود حاملة بضاعة ربما ذهب أكثرها في الحاويات .. إضافة إلى الكم الهائل
الذي أضاعته من الحسنات أو أخذته من السيئات.. فتلك تشتم العطر وأخرى تخضع بالقول
وغيرها تتفنن في التزين والإغواء فتكون وبالا على نفسها وفتنة لغيرها _عافانا الله_
فماذا جنيتم يامرتادي الأسواق ومصابي بحمى الشراء والتسكع غير الفناء والفناء للحسنات والأموال والأوقات
التجمعات والسهر فيما لا يفيد
يقضي البعض في رمضان أو غيره أوقاتا كثيرة في التجمع ...والسهر مع الأهل أو الأصحاب
يقضون الوقت في حديث غيرنافع أو لعب ولهو ..دون أن يدركوا كم من الوقت قد أفنوه في هذا الشهر
دون فائدة..ماذا لو كان السهر على كتاب الله أو في الصلوات أو استماع إلى محاضرة أو مساعدة الغير
أو في عمل خير فيعود علينا بفائدة عظيمة في الدنيا والآخرة...
قضاء وقت كبير في تجهيز الطعام
يجيء شهر الصيام فيظنه البعض شهر الطعام .. ما أن يطل حتى تبدأ الأمهات رحلتهن للمطابخ
تقضين جُلّ أوقاتهن في المطبخ وكأنهن حبيسات فيه...
رمضان ضيف ...لكنه لا يأكل الطعام .. ولا يريد الاعتكاف في المطابخ.. بل هو ضيف.. يريدنا
أن نتزود فيه بالزاد الروحاني ما بين ذكر وصلاة وقراءة للقرآن وصدقات ..
لا ينبغي أن تفوت فرصتنا العظيمة في هذا الشهر ويذهب ونحن مازلنا نلهث من الدنيا ولم ندركه..
