إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

aseer. -للسياحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • aseer. -للسياحة

    عنوان الموضوع : aseer. -للسياحة
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    من سهول تهامة إلى جبال عسير





    نَنْطلقُ من شواطيء البحر الأحمر ، حيث تبدأ سهول تهامة ، نسير باتجاه سفوح نَجْدٍ في الشرق من منطقة عسير ، بالجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية

    وصولا إلى قمم جبال السروات ، سنجد قصصًا للماضي ، وأخرى للحاضر:

    هنا مرت فيلة أبرهة الحبشي الذي جاء لهدم الكعبة المشرَّفة واحتلال الحجاز ، وهناك عاشت قبيلة ثمود وبقيت آثارها نقوشًا وكتابات

    هنا شُقتْ طرق التجارة القديمة لرحلة الشتاء والصيف من مدن اليمن السعيد إلى أسواق مكة المكرمة ، وهناك ـ أيضا ـ بيوت عسير التي

    عاشت تتحدى الزمن، فلما غلبها أو يكاد ، أورثت نمط عمارتها وفنونها للأحفاد ، فنسخوا شواهد معمارية عصرية تحمل جينات الأولين.

    وهنا يُكتبُ الحاضر في دفتر النهضة ، حواضر للعلوم والثقافة . وما بين التاريخ والفن ، وما بين الماضي والحاضر

    وما بين سهول تهامة وجبال عسير ، وثقت الكلمات حينا من الزمن ، في لحظة فارقة تعيشها هذه المنطقة.

    ما إن ألقى بنا الليلُ خارج المطار الإقليمي لمدينة أبها ، حتى غرقنا في نهر من الأضواء الملونة ، لم يكن يضيء الطريقَ القمرُ وحدُه ؛ وقد كاد يكتمل بدرًا

    بل تحولت أشجار النخيل إلى نافورة يتحرك تمرها نورًا على جانبي الطريق نحو قلب المدينة.

    وعلى الرُّغم من أن رحلتنا إلى منطقة عسير في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية كان معدًا لها منذ شهور

    فإن يوم وصولنا صادف احتفال أبنائها بحلول مليكهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.

    لم تكن مدينة أبها وحدها المحتفية بهذه المناسبة ، بل رأينا ما بين سهول تهامة ، إلى جبال عسير ، لافتات مرحِّبة ، وعبارات متأنقة ، وصورًا عملاقة

    بها تألقت أبها ونحن نجتاز أسواقها ، ونخطو فوق دروبها ، ونجتاز عتبات بيوتها التقليدية ، نحث الخطوات إلى تاريخ حمل في جنباته من الفن الكثير.


    لافتات مرحِّبة ، وصور عملاقة ، هكذا ترحب أبها بخادم الحرمين الشريفين

    الفنُّ ابنُ الجغرافيا

    يقول نقادٌ وباحثون إن الفنون ابنة التاريخ ، ولكن المساحات المعمارية ، التي مررنا بها ، تؤكد أن الفن هو ابن الجغرافيا حقًا.

    إن منطقة واحدة كعسير تنبت أشكالا عدة من الفنون المعمارية والسبب يعود إلى الطبوغرافيا المتباينة بشكل حاد. لقد جعل التباين في الارتفاعات للمنطقة مناخات مختلفة.

    فمنطقة تهامة الساحلية حارة ورطبة وهي التي تؤثر عليها مناخات قارة إفريقيا القريبة منها.

    وتلي تهامة الساحلية موانع جبلية هي قمم جبال السروات ، وقد رأينا قمتها الأعلى والتي تصل إلى 3300 متر

    لتنعم بأمطار الشتاء لهبوب رياح الشمال ، وأمطار الصيف لمرور رياح البحر الجنوبية.

    وبين هاتين المنطقتين المتناقضتين مناخيا تتتابع مناطق ذات ارتفاع متباين ، حتى تبدأ قمم السراة في الانخفاض بشكل حاد لتصل إلى هضبة نجد الصحراوية.


    حين نتأمل عن قرب التكوين الجداري للبيوت التقليدية في عسير ، أو تلك التي تبنى على نسقها ، نجد مساحات لونية بلا حدود.

    وتتبنى عسير أشكالا عدة من الفنون المعمارية ، تختلف في شكلها لكنها تأتلف في جماليات استخدام الحجر


    هذا التنوع الجغرافي والبيئي والمناخي سيفسر لنا التنوع في الطرز المعمارية التي شاهدتها «العربي» في عسير ، بما يجعلها مرآة للتنوع

    تنوع في الخامات ، تشعب في التصاميم ، تفرع في الارتفاعات ، واستجابة للوظائف الحية.

    وبعد أن أصبح على المعماري والمصمم والبناء والمزخرف أن ينشيء حوارًا مع البيئة حوله

    ظهرت العشة الطينية ؛ ذات السقف الخشبي ، وبُنيَ بيتُ الحصى ؛ المبني من الحجر وله طابق واحد ، وأقيم البيت الشعبي الحجري ؛ الذي قد يبلغ ارتفاعه الطابقين

    وشُيِّدَ القصرُ ذو البرج الحجري ؛ الذي يتألف من طوابق تصل إلى الخمسة ، ومن صوره القصبة المبنية من الحجر الجاف والمزخرفة بحجر المرو ، كما أُعْلِي الحصنُ

    وهو برج طيني جدرانه تتألف من طبقات طينية تسمى المداميك ، وأخيرًا كان القصرُ الذي سمي بطراز أبها ، وهو عبارة عن جدران من الحجر لا يربط بينها شيء

    تعلوها جدران من الطين ، مغروس بين طبقاتها ألواح من الحجر (رقف) لحماية الطين من مياه الأمطار (وهي أيضا لتظليل الفتحات ، وربما لاستراحة الطيور!).

    هذه الرقف الحجرية ، التي تشبه ألواحا من الفولاذ ، وهي ذات أسنان حادة ، استبدلت أولا في التصميمات العصرية بأفاريز بارزة من الطوب

    ثم تطور الاستلهام بأن أصبحت مجرد خطوط مقلَّمة ، أو خطوط سطحية سوداء ، أو حفر بسيط خارجي ومتدرج ، أو شرائط خطية من الزجاج الداكن.

    هذا التحول يعد سمة معمارية تسعى للتبسيط والإحلال دون إخلال. فبعد أن شيد البناء من الأسمنت ، لم تعد رقف الحجر مطلوبة للتقوية ، أو الحماية من المطر

    وبعد أن دخلت المكيفات لم تعد الرقف ضرورية للظل والتهوية. (وبقيت البيئة الخضراء بأشجار النخيل والسرو والصفصاف وغيرها تقدم غصونها للطيور!).



    يقوم في أعلى الحصن برج طيني جدرانه تتألف من طبقات طينية تسمى المداميك

    تغرس بين طبقاتها ألواح من الحجر (رُقف) ، لحماية الطين من مياه الأمطار ، وتظليل الفتحات.

    وقد استبدلت في التصميمات العصرية بأفاريز بارزة من الطوب






    أنشأ المعماري والمصمم والبنَّاء والمزخرف حوارًا مع البيئة حوله ، فظهرت العشة الطينية ؛ ذات ا السقف الخشبي

    وبُنيَ بيتُ الحصى ؛ المبني من الحجر وله طابق واحد ، وأقيم البيت الشعبي الحجري ؛ الذي قد يبلغ ارتفاعه الطابقين

    وشُيِّدَ القصرُ ذو البرج الحجري


    عمارة وفن يتحديان الزمن

    تنطلق بنا السيارة فوق شريط أسفلتي عملاق تمتد يده حول خاصرة الجبال. المشهد أسطوري ، حيث تمتد السهول الخضراء بساطا في سفح الجبال.

    كنا في الطريق نحو «رجال ألمع» التي أعيد ترميمها بالكامل ، وظلت تحافظ على هويتها الحجرية ، بل ويقام في سفحها مسرح للعروض التقليدية.

    في مضافة ملحقة بالقرية نتأمل المشهد الاستثنائي.



    تدينُ العمارة العسيرية التقليدية للمربع كشكل هندسي بقدرته على احتواء كل مقومات الإبداع المعماري.

    فالمربع الذي يتقلص حجمه إلى مربعات أصغر ، فأصغر ، كلما ارتقينا للأعلى ، يبرز دقة البناء ، وتميزه البصري

    من ثباته في الأرض ، إلى دخوله إلى السماء بشكل متناغم ، سواء كان ذلك بيتا من طابق واحد ، أو برجًا شاهقا بأدواره

    وقاعدته التي قد ترتفع آلاف الأمتار عن سطح البحر في بعض الأحيان.

    كانت تلك الأبراج العالية ، تعطي الفرصة لسكانها ـ وهي تنهض وسط طبيعة خضراء وجبلية متواترة ـ بتأمل الجمال فيما حولها.

    مثلما كانت تستخدم أيضا لمراقبة الأراضي الزراعية ، أو لأغراض دفاعية كما هي الحال في عمارة القصبات ، التي تدافع من أعلى ، وتستخدم كمخازن في الأسفل.


    وإذا تأملنا القاموس المعماري في عسير التراثية وجدناه يشرح نفسه ، ويضيء معاني هذه الأشكال البديعة بصريًا.

    فاللهوج ـ ومفردها لهْج ـ هي الفتحات العلوية التي تستخدم نوافذ تهوية وإضاءة في الغرف والمجالس

    والمضارب هي فتحات في البناء تضيء الأدوار السفلية فيه المستخدمة كمخازن أو حظائر وتسمى ريشا أو سبقا

    والمدماك هو أساس حائط الطين الذي يبنى على درجات من المداميك ، وتصنع من الطين المخلوط بالماء والقش

    وبعد أن توضع يومين في الشمس تجف وتقسو لتصلح كاستخدامها في البناء

    والمعدال هو الكمرة الرئيسية التي تتخذ من جذوع الأشجار وتحمل فوقها كمرات ثانوية تسمى سواري أو سهامًا لحمل السقف.

    والصوبا هو النحت الذي يزخرف به إفريز البناء وأسواره

    والتشاريف هي الحليات البارزة من الطين وتبنى على كوابيل من الخشب بطول الجدران لتقويتها

    والنوبة هي غرفة النوم ، وغالبا ما يزنها اللونان الأصفر والأخضر ، مع اللون الأبيض الأساسي.

    حين نزور معالم أبها ، يتكشف لنا كيف يتم ترويض العمارة الحديثة في منطقة لها مقومات تراثية غنية ، وقرب سد أبها ، وفي الليل

    لا نستمتع بعروض الصوت والضوء وحدها ، فهناك تنهض أيضا منشآت عصرية تخدم مستقبل المنطقة السياحي.

    فبالإضافة للفنادق الرئيسية بالمنطقة هناك كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة بأبها ، التي تستفيد من بيئتها التراثية ، وتمنح درجتين علميتين

    هما دبلوم في السياحة والإدارة وبكالوريوس في إدارة السياحة والفندقة ، لتأهيل كوادر تلبي حاجات قطاع السياحة المتنامي.

    إنها رؤية تحاول أن تتقدم خطوات نحو تنمية المجتمع المحلي بالاستفادة من مقوماته الطبيعية ومكوناته التراثية.

    في منزل أبو ملحة

    قرب إمارة أبها الجديدة ، نقترب من منزل يُعبِّرُ عن عمارة عسير بصريا ومعماريا. وبالرغم من أن بناء المنزل تم على مراحل ، فإنه يعد منزلا واحدًا ذا هوية موحدة.

    وكان جد عائلة أبو ملحة من أتباع الملك عبد العزيز آل سعود ، وبنى الجد الجزء الأساسي من المنزل في 1942 ، وتميز ـ آنذاك ـ بأنه أكبر حجما في غرفه

    وأطول بناء في برجه ، من باقي منازل عسير. وحين ضاق المنزل على ضيوفه الكُثر ، أضيف له جزء آخر سنة 1954 ، بواجهات خارجية تحتفظ بالتراث العسيري

    أما التوسعة الثالثة (1958) ، فجاء تخطيطها على النمط الحجازي ، واستخدمت كمضيفة ومكاتب إدارة.

    كان هذا البيت غير بعيد عن قصر شدا ، الذي بني قبل ثمانين سنة ، ليكون قصرًا للمقاطعة بأمر من الملك عبد العزيز آل سعود.

    وقد أصبح اليوم بعد ترميمه مركزًا للمأثورات الشعبية ، بعد أن لبى أبناء عسير النداء برفد القصر بمقتنيات تاريخية.


    نعود إلى منزل أبو ملحة الذي يكشف التوسع الذي تم به عن استجابة البناء للحاجات الإنسانية للامتداد الأفقي ، فإنه يدعم أيضا فكرة النمو المتدرج

    ويؤكد كذلك استخدام الخامات المحلية في البناء. ففي التصميم الداخلي للمنزل رأيت غلبة اللون الأخضر الذي كان البنَّاء يحصل

    عليه بخلط الأعشاب الخضراء مع الجبس حيث تطلى به الجدران ، ويبقى محافظا على جودته فترة طويلة قد تصل إلى خمس سنوات.

    يعكس منزل أبو ملحة طريقتين في البناء مستوحاتين من مدينتي أبها وخميس مشيط.

    فاستخدام حجارة الرقف يعود بطريقة البناء إلى أبها ، واستخدام الطين المخلوط بالقش يرجع إلى خميس مشيط.

    كان بناء المنزل يبدأ بتخطيط الأرض غرفا ، فإذا وافق صاحب المبنى على المخطط بدأ العمل .

    وتحفر الأرض حتى المستوى الصلب لها ، ثم يملأ الحفر بالحجارة لارتفاع بين متر ونصف إلى مترين.

    من الأماكن التي احتفظت بالأحجام الأصلية للبيت العسيري كانت قرية المفتاحة التي تضم مركز الملك فهد الثقافي

    والتي تحولت إلى استديوهات للفنانين التشكيليين ، ومسرح جماهيري فضلا عن أدائها الإداري ، حيث تضم هيئة تنشيط السياحة



    في القرية يعرض علينا أبو طه نسخة نادرة للقرآن الكريم عمرها سبعة قرون ، وسيفا من القرن العاشر الهجري

    وأغراضا أخرى للحياة اليومية في عسير على مدى عقود ، حيث بدأ عاشقا للتاريخ ، ليصبح متجره متحفا حيا.


    والقرية تقع في مواجهة أحد أهم الأسواق الشعبية وأقدمها: سوق الثلاثاء.

    نخرج من عند «أبو طه» واليوم الثلاثاء ، لنلقي نظرة توثيقية على السوق التي تغيرت عن حالها الأولى

    وستستبدل وضعها الحالي في المخطط الجديد الذي وافق عليه خادم الحرمين ، وهو المشروع الذي يوصف بوسط أبها

    حيث تنشأ فنادق فاخرة ومدينة ألعاب وأسواق ضخمة ، تستقطب الذين يعشقون طقس المنطقة المغاير بفضل نسيمه الدائم.





    تراثية ابن حمسان

    ننطلق إلى مدينة خميس مشيط ، التي يقع مطار أبها في منتصف الطريق بينها وبين مدينة أبها ، والمسافة بين المدينتين 25 كيلو مترًا.

    سيجمعنا النهار والمساء مع عاشق لتراث منطقته هو ظافر بن حمسان الذي أنشأ قرية «تراثية» وقسمها إلى قصر حجري

    يمثل عمارة المناطق الجبلية في عسير ، ويتكون من أربعة طوابق ، بين مجالس الضيوف والعائلة ، وصولا إلى المطبخ في الدور العلوي «العليَّة».

    سألنا ظافر عن سر وجود المطبخ في المكان ، فيشرح لنا متذكرًا طرفة نادرة. المطبخ في العلية يعني ألا يمتد التلوث والدخان لأهل البيت.

    وأذكر أن امرأة مرضت نفسيا احتجزت في غرفة علوية ، أضرمت النار في مكانها ، وانطلقت نساء عسير فيما يشبه قوة تدخل سريع

    للدفاع المدني يأتين بقرب المياه وينطلقن للأعلى حتى انطفأت النار. فتخيلوا لو أن النار في طابق سفلي؟

    لذلك أيضا وجود المطبخ في العلية هو نوع من الحماية ، وستجدون غرفة العريس والعروس بجوارها ، فلا ينقطع الطهو ولا يتوقف الدعم.

    غير بعيد عن القصر الحجري نمر بالعريش ، وهو مجلس يطل على الجرين «مساحة من الأرض كانت تستخدم لدرس المزروعات والاحتفالات الشعبية»

    لنصل إلى المسرح الذي تقدم فيه ألوان من الرقصات الشعبية والمسابقات التراثية لمنطقة عسير ، حتى نصل إلى المتحف

    الذي يضم ألوانا من المقتنيات ، وخاصة ما صنعته يد المرأة العسيرية وما تحب أن ترتديه.

    حين تبهرنا الزخارف التي تزين المكان ، نسأل ظافر عن سرِّها ، فيقول:

    إنها فاطمة ، السيدة التي تخطت ثمانين عامًا الآن ، وكان هناك في كل بيت مثيلها ، الآن ندر أن نجد من تخصص وقتها وتخلص للفنون التقليدية.



    خرجنا من المكان وكلمات ظافر تتردد في جنبات الليل ، إنه يتحسر على الحرف اليدوية التي كادت تنقرض.

    صحيح أن هناك نوادر في كل مكان ، ولكن ماذا عن الغد؟


    للمزيد ومتابعة وقراءة بقية موضوع

    من سهول تهامة إلى جبال عسير


    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================



    ايش اسمه حصن؟؟؟

    __________________________________________________ __________


    خيال غريب

    __________________________________________________ __________
    شكرا على الموضوع الرائع والصور الجميلة

    __________________________________________________ __________
    شكرا لكي حبيبتي
    تسلمي

    __________________________________________________ __________
    كح كح يابابا نووووووووووم

    رررررررررررررررررررررررروووووووووووووعه


يعمل...
X