إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"أدوماتو" كرمت البشير وفرحت بمحمد القنيبط

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "أدوماتو" كرمت البشير وفرحت بمحمد القنيبط

    عنوان الموضوع : "أدوماتو" كرمت البشير وفرحت بمحمد القنيبط
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    د. عبدالله مرعي محفوظ

    جمعت مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية بمنطقة الجوف الأسبوع الماضي أكثر من 60 شخصية قيادية في مدينة الجوف بدعوة كريمة من رئيس وأعضاء الجمعية للنقاش حول الأزمة المالية العالمية وأثرها على الاقتصاد السعودي، والدعوة شملت أيضًا في برامجها تاريخ الجوف ومعالمها وتكريم شخصية وطنية، كل ذلك كان ضمن برنامج دقيق وتنظيم رائع من قبل طلاب المدرسة الرحمانية.
    انطلاقتنا كانت من الرياض، والواجهة كانت مملكة (أدوماتو) بــ(دومة الجندل) التي ظهرت في منطقة الجوف التاريخية في العهد الآشوري بالقرن الثامن قبل الميلاد، ومنذُ لحظة وصولنا استمعنا إلى أبرز أحداثها التي كانت في عهد الملكة العربية الشهيرة (زنوبيا) التي حكمت تدمر بين ( 267-272م)، والتي حاولت غزو دومة الجندل، ولكن المدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن زنوبيا من اقتحامها فعادت خائبة وقالت حينها قولها الشهير (تمرد مارد وعز الأبلق)، ومارد هو قصر المقام في دومة الجندل، وقصر الأبلق هو قصر مشهور في تيماء، وبمتابعة شرح الأحداث تاريخيًا والتي تميز بها الدكتور زياد بن عبدالرحمن السديري، استمعنا إلى العشرات من المواقف التاريخية في هذا الموقع العظيم، ولعل أبرز حدث توقفت عنده مع الدكتور عمر بامحسون حين زرنا متحف الهيئة العليا للسياحة، واطلعنا على تاريخ المنطقة في القرن الخامس الميلادي، حيث سكن فيها الأمير والشاعر الجاهلي امرؤ القيس الكندي فترة ثم ارتحل منها إلى العراق، واستمرت عشيرته وأبناء عمومته وكان الحكم في دومة الجندل حتى جاء الإسلام الملك (اكيدر بن عبدالملك الكندي)، والتاريخ في دومة الجندل متجذر ويحتضن الكثير من الآثار، ففيها أقدم أسواق العرب لأنها تقع على الطرق الممتدة من وسط وشرق الجزيرة إلى سوريا وجنوب فلسطين حيث كانت غزة ميناءً رئيسيًا، وكان يشتري منه التجار منتجات المناطق الواقعة على البحر المتوسط، وكانت قبائل كلب وغسان وطيء تتجمع في دومة الجندل في أول يوم من ربيع الأول وحتى آخره لأغراض البيع والشراء، ومن أبرز معالمها قلعة مارد ومسجد عمر بن الخطاب وحي الدرع وقلعة زعبل وقصر ابن شعلان.
    أعود إلى تفاصيل الرحلة المليئة بأحداثها، حيث كان موعدنا مساء الأربعاء الماضي مع تكريم شخصية وطنية ساهمت في تخطيط أبرز المواقع المختلفة في المملكة العربية السعودية، وهو الدكتور فيصل بن صفوق البشير، الذي تحدث باتزان وشرح بإبداع عن الأزمة المالية العالمية، وجمع شواهد التاريخ وتفاصيل علم الاجتماع بصورة جميلة وهادئة حين ألقى كلمة الشكر على بادرة التكريم، وفي صباح الخميس التالي استكملنا البرنامج فرحًا مع اللاعب الاقتصادي المخضرم الدكتور محمد بن حمد القنيبط الذي لا يخطئ التوصيف الاقتصادي في عرين المعلومة والحقيقة المجردة، ولكن للأسف لم يشارك محاضرًا وإنما شارك مديرًا للجلسة، وحرمنا من متعة المحور الأول في التحاور معه، وخرج منها وكأنه يقول (في فمي ماء).
    ولعل اللقاء في المحور الثاني خفف عنا تحفظ الدكتور محمد القنيبط فقد أبدع الدكتور أحمد حبيب، وكان له من اسمه نصيب، فقد كان صاحب المعلومات الدقيقة ولكنه يجيد إعطاء طرف الحقيقة للحاضرين ولم يسهب كثيرًا وحرمنا كذلك من الأهداف الجميلة للقاء، كذلك شارك في هذا المناسبة أسماء مميزة مثل الدكتور ماجد المنيف والدكتور إحسان أبو حليقة (الصريح)، والدكتور عبدالواحد الحميد والدكتور رجا البقمي، الذين قدموا أوراق عمل جيدة ولكنها كانت ضمن المعلومات العامة، وبمعنى أدق كانت معلومات دبلوماسية وهادئة، ولم تتعمق في أغوار الأزمة المالية القادمة على منطقة الخليج والمتوقع حسب تصنيف مجلة (ميد) لشهر نوفمبر 2017م، بأنها أشد تدميرًا واحتمال أن تهوي أسعار النفط إلى مستويات لم يشهدها العالم من مطلع عام 1999، عندما انهارت أسعار النفط إلى ما دون 10 دولارات للبرميل بسبب ركود اقتصاديات العالم وضعف الطلب على الطاقة.
    وعلى العموم إن نجاح مؤسسات المجتمع المدني والخيري يكمن في تعاطيها مع متغيرات العصر بأن لا تبقى في منأى عنها كأنها حلزون داخل القوقعة، بل يجدر بها التفاعل مع الحدث من خلال تقديم التصورات والأفكار والندوات والمحاضرات التي تعود لصاحب القرار وصانعه بالفائدة كونها ستقدم وجهات نظر تسهل في استصدار النظام أو القرارات التي من شأنها جلب الفائدة لأفراد المجتمع، وهذا ما أراه في أسلوب مؤسسة عبدالرحمن السديري التي تنعم بها منطقة الجوف العزيزة، والتي ساهمت من خلال حراكها التنفيذي بأن تتواجد داخل الحراك الاقتصادي والاجتماعي رغم بعد منطقة الجوف.
    إن المشاركة في حد ذاتها كانت رائعة، وتحريك رجال الشورى والاقتصاد والاجتماع أمر مهم في مختلف مناطق السعودية، خاصة إن جمع بك اللقاء مع الأستاذ عبدالرحمن الشبيلي الرجل الإعلامي المتميز الذي يعرف كيف يجعل من التاريخ بصمة إعلامية متميزة على كافة إصداراته ومشاركاته الصحافية، وكذلك الأمر مع عبدالله العثيم وعبدالله بقشان وخالد الشثري وصالح التركي والدكتور يزيد العوهلي، فالرحلة معهم محاضرات إدارية في المسؤولية الاجتماعية.
    ختامًا كل الشكر والتقدير إلى أمير المنطقة فهد بن بدر بن عبدالعزيز، وإلى وكيل الإمارة المتفاعل دومًا مع بيئة الاستثمار وطريقة الطرح، ولازال خطابه الكريم قبل ست سنوات ودعوته الكريمة للاستثمار في بناء مركز للمعارض والمنتديات تتردد في خاطري، وأجدد له الوعد أننا سوف نشارك بها في القريب العاجل، والشكر موصول إلى أصحاب الضيافة أبناء الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري رحمة الله عليه، لهم منا أسمى آيات الشكر والتقدير.
    * نقلاً عن صحيفة "المدينة"، الأربعاء, 3 ديسمبر 2017م.
    (www.abm.com.sa)

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================



    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X