إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هذه هي المرة الأولى التي أخاطب فيها أبي .. فلا يجيبني ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هذه هي المرة الأولى التي أخاطب فيها أبي .. فلا يجيبني ..

    عنوان الموضوع : هذه هي المرة الأولى التي أخاطب فيها أبي .. فلا يجيبني ..
    مقدم من طرف منتديات أميرات









    احتفظت بنظارته.. وبنسخة المفاتيح التي كانت في جيبه..
    وضعتهم في حقيبتي.. أقفلتُ عليها خزانة ملابسي..
    وتوجّهت إلى حيث كان يضع المصحف الذي يقرأ فيه..
    فتحته.. لأجد أن آخر صفحة قرأتها عيناه من القرآن الكريم هي آخر صفحة من سورة الزمر.. تلك التي تحمل بين طياتها آياتٍ كريمة تحكي نهاية الدنيا.. ونهاية يوم الحساب..
    تأملوا معي هذه الآيات ما أروعها! :

    (( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) ))


























    .
    .
    .
    هذا ما حمله معه والدي رحمه الله ..
    حمل معه صلاحه وتقواه وطاعته وعمله الطيب بإذن الله.. وسمعته العطرة.. ودعاء أولادٍ رباهم على الصلاح.. وتلاوة لم تنقطع للقرآن الكريم.. كان يحيي بها الليالي الطوال حتى الفجر.. زاوية تلك الغرفة التي كان يحب أن يجلس فيها عندما يتلو ستشهد له بذلك بإذن الله.. وأيضاً قلمه الرصاص الذي كان يدوّن به على ورقة جانبية الآيات التي كانت تجذبه يا إلهي كم سيفتقد هذا القلم يمينه الطيبة....
    هذا ما حمله معه.. بالإضافة إلى.. قطعة قماش بيضاء......

    بعد أن غسلوه وكفنوه.. وقبل أن يحملوه بعيداً.. اقتربت منه أتفحصه وأتساءل..
    هل من بداخل هذا الكفن هو أبي حقاً!!

    ولكن .. أبي.. مازال لدي الكثير لأقوله لك.. أين تذهب؟؟!! .. مازلت بحاجةٍ لك ولكلماتك ونصائحك..
    هل تسمعني يا أبي؟؟
    .
    .
    .
    هذه هي المرة الأولى التي أخاطب فيها أبي فلا يجيبني..
    إذاً..

    مات أبي..

    مات....


    مازلت لا أصدق..
    أن أبي.. أبي الحبيب الذي يقال أني نسخة مصغرة عنه في الشكل والفعل..
    أبي الحبيب الذي أوتي من الحكمة والخبرة في هذه الحياة الكثير الكثير ..
    أبي الحبيب الذي كان قنديل هذا البيت....

    لن نلقاه إلى يوم القيامة...
    .
    .
    .

    الله المستعان على هذه الدنيا.. الله المستعان..
    ما نحن فيها إلا عابري سبيل.. ها نحن كل يوم نودع ميتاً .. وكفى بالموت واعظاً ..

    الآن استشعرت تماماً تماماً قول فاطمة رضي الله عنها عند وفاة أبيها رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه :
    (( أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه النبي صلى الله عليه وسلم ؟!! ))
    لأني قلت عبارة مشابهة لأخي.. ذاك اليوم.... مع فرق التشبيه طبعاً .. لكنه شعور لا يعلمه إلا من ذاقه .. ومن ذاقه يستحيل أن ينساه ..
    .
    .
    .

    حريّ بنا بعد أن نرى أو نسمع عن الموت وسكراته أن نشدّ الرحال إلى طريق الطاعة.. والعفو.. والالتزام.. والإخلاص.. والخير..
    ونهجر طريق الذنوب..
    بل نحرق موانئه..
    فلسنا نقوى على حر جهنم يا أخوتي وأخواتي .. نعوذ بالله منها .. لا نقوى عليها إذاً فلمَ الذنوب والمعاصي والتهافت على الدنيا مادمنا نعلم علم اليقين أننا لن نأخذ منها سوى حسن الخاتمة أو سوءها وعملنا الذي يدوّن بصحائفنا ؟
    لن نأخذ من متاع هذه الدنيا وزينتها شيئاً سوى قطعة قماش ٍ بيضاء نُلف بها..
    لا شيء غيرها!

    * إلى من شغلته الدنيا بما فيها من زخرف..
    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم..:
    (( والله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتلهيكم كما ألهتهم ))
    صحيح البخاري

    * إلى من جعل جُل اهتمامه " التكاثر " ..
    يقول عز وجل في سورة التكاثر ..:
    (( ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر * كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون * كلا لو تعلمون علم اليقين * لترونّ الجحيم * ثم لترونها عين اليقين * ثم لتُسئلثن يومئذٍ عن النعيم ))
    ويقول جل في علاه في سورة عبس :
    (( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ))

    * إلى من شغله ماله.. وأمواله..
    عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال :
    (( ‏يقول ابن آدم‏:‏ مالي ومالي - يعني‏ :‏ يفتخر به - وليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت‏ ))
    رواه مسلم

    * إلى من شغلته البورصة وخسارة تجارته.. أو خسارة أصدقاء عمره لسببٍ ما.. أو خسارته في إحدى صفقات الدنيا..
    (( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ (9) )) / الأعراف
    (( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) )) / الزمر

    قصيرةٌ هي الدنيا واللهِ وإن ظننا أنها سنين طوال..
    استعرضت شريط حياة أبي رحمه الله في مخيلتي.. فوجدتُ أنه شريطٌ مشرّف ولله الحمد.. طوبى له به
    ووجدتُ أيضاً .. أن شريط حياة المرء مهما طال وطال.. فلن يتجاوز تخيّله بضع دقائق..!
    فنسأل الله أن يرحمنا بواسع رحمته ويجعلنا وإياكم ووالدي الحبيب ، الذي تعلمت منه الكثير في حياته وبعد مماته ، ممن يُقال لهم..:
    (( سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ))
    وإنها واللهِ لغاية مقصودنا..
    أما هذه الدنيا فمتاع زائل بكل ما فيه والله..
    (( كل من عليها فان * ويبقى وجه ربكَ ذو الجلال والإكرام )) / الرحمن
    لطالما تفكرت في هذه الآية وتأملتها طويلاً.. لكنها الآن أصبحت ذات صدىً لا يُنسى عندي.. وستصبح كذلك عندنا جميعاً..
    .
    .
    .
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================


    أسأل الله تعالى أن يغفر لأبيكِ ويرحمه ويدخله فسيح جناته..
    وأن يغفر لأمواتنا وأموات المسلمين جميعا..

    أجريتِ الدمع في المقل أيتها الحبيبة ..وذكرتينا بما تحاول الدنيا أن تلهينا عنه..
    يكفي أن نستمع لآيات الله لكي تخشع قلوبنا ونرتدّ عن عصياننا..
    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}

    جزاكِ الله خيرا..وربط على قلبك..

    __________________________________________________ __________
    غفر الله لوالد غاليتي ولجميع اموات المسلمين
    احمدي الله ان عمله كان حسنا وخاتمة اعماله حسنة..
    وأعلمي ان الله سبحانه وتعالى هو العدل..
    كلماتك خرجت من القلب لتصل الى قلوبنا ..
    أسأل الله لوالدك الرحمة والغفران وزادكِ الله تثبيتا..

    __________________________________________________ __________


    أسأل الله العلي العظيم أن يغفر لأبيكِ ويرحمه ويرفع منزلته مع الأنبياء والصديقين والشهداء
    وأن يلحقكم به في الصالحين وأن يغفر لأمواتنا وأموات المسلمين..
    ونحسبه والله حسيبه من الشهداء فقد قال صلى الله عليه وسلم ( والمبطون شهيد )

    حبيبتي وعظتِ فأثرتِ وأجريتِ لنا الدمع
    نسأل الله أن يرحمنا وأن يختم لنا بالصالحات ..والله المستعان
    جزاك الله خير الجزاء



    __________________________________________________ __________



    إنا لله وإنا إليه راجعون

    غفر الله لوالدك وجميع موتى المسلمين

    وجمعكم بهِ في جنات الفردوس الأعلى من الجنان

    نسأل الله أن يرحم حالنا ويحسن بالأعمال الصالحة خواتمنا






    __________________________________________________ __________



    أخيتي الغالية
    أسأل الله أن يربط على قلبك و أن يجبر كسرك
    كلماتكِ مؤلمة .. حارقة

    رحمه الله و أسكنه فسيح جناته هو و جميع موتى المسلمين
    الفقد عظيم بالفعل لكن قد يشعر الفرد منا بطمأنينة على من فقده متى ما رأى المُبشرات و قد حفّّته من كل مكان .....



    أسأل الله أن يرحمنا و أن يختم لنا بخير إذا صرنا إلى ما صاروا إليه




    أسأل الله العلي العظيم أن يغفر لأبيكِ ويرحمه ويرفع منزلته مع الأنبياء والصديقين والشهداء
    وأن يلحقكم به في الصالحين وأن يغفر لأمواتنا وأموات المسلمين



    حريّ بنا بعد أن نرى أو نسمع عن الموت وسكراته أن نشدّ الرحال إلى طريق الطاعة.. والعفو.. والالتزام.. والإخلاص.. والخير..
    ونهجر طريق الذنوب..


    يامثبت القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك وطاعتك

    مشكوره اختي على الموعظه .


يعمل...
X