بقلم
أ .د :فوزيه الخليوى

عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة النبوية




سخرت مجموعة من الكاتبات أقلامهن للكتابة عن المرأة السعودية, مطبقين عليها كل عناوين الميكافيلية! من خلال رؤية اقصائية معادية ؟؟ ومما يثير الاستغراب تشابه المواضيع لديهن فجميعهن يوجهن التهم إلى الفكر الإسلامي, ويزعمن أنه يحرم المرأة من المشاركة في الحياة ؟؟ يطمحن لتغيير المفاهيم وإرباك العقول, والتشكيك بمصداقية المرأة السعودية, يريدون لها عالم جديد بلا ضوابط, ولا دين, ولا توجد لديهن مقاييس للحكم على أي شيء!! أفكارهن تضرب في كل اتجاه, ولا تعتمد على أرضية قاسية صلبة! يهللون ويطبلون لقضايا العنف الأسرى, فهي ليست عندهن قضية فرد بل قضية أمة وشعب؟ في أسلوب يعيد للأذهان محاكم التفتيش في العصور الوسطى الجائرة, مصورين أنها تواجه أبشع أنواع الإرهاب؟ والعجيب أن هذه الحقوق المهدرة عندهن لا تخرج عن قيادة المرأة للسيارة, أو رمى حجابها, أو اختلاطها بالرجال,..... جعلن منها قضية القضايا وأعظم الرزايا؟؟ ومفهوم الحرية " أن تكون مصدقة بقرارات من " الهيئة العامة للأمم المتحدة", ومباركة من " اتفاقيات القضاء على التمييز", ومؤيدة " باليوم العالمي للمرأة" واني لأشبه هذا التكالب على المرأة السعودية كما في الحادثة التاريخية, عندما أراد السلطان محمود بن سبكتكين أن يختار بين المذهب الشافعي والحنفي, فأمرهم أن يصلوا بين يديه ركعتين كل على مذهبه ليختار أفضلهما , فما كان من القفال إلا أن صلى ركعتين على المذهب الشافعي فأجاد فيهما, ثم صلى على ما يجّوز أبو حنيفة: فلبس جلد كلب مدبوغاً, ولطخ ربعه بالنجاسة, وتوضأ بنبيذ التمر, وكان في صميم الصيف فاجتمع عليه الذباب والبعوض , وكان وضوؤه منكساً, ثم استقبل القبلة وأحرم بالصلاة من غير نية في الوضوء وكبر بالفارسية ثم نقر نقرتين كنقرات الديك من غير فصل وتشهد وضرط في آخره من غير نية السلام؟؟؟( وفيات الأعيان 5/180) فكان أن اختار السلطان المذهب الشافعي؟؟؟

فإليك بعضاً من مقولاتهن:

( المَحْرَم )



* مرام مكاوي في مقال " زوجتي ممنوعة من السفر" قالت: عن المحرم.. من منتهى الظلم أن يتخذ هو ذاته ذريعة للكثير من أشكال التعنت والتطبيق.

* ميرا الكعبى في مقال " الجاهلية الحديثة" قالت: أفكار الوأد الحديثة ما زالت تخيم على المجتمع فالمرأة ممنوعة من السفر إلا بتصريح ولى أمر, وهى ممنوعة من العمل ما لم تقدم موافقة ولى الأمر, وهى ممنوعة من الإقامة في النزل العامة والفنادق ما لم يرافقها محرم.

( الاختلاط )



*مرام مكاوي في مقال " مواطنة من الدرجة الثالثة" قالت: فصل الأطباء عن الطبيبات في أحد المؤتمرات.. موقف لا إنساني, ولو كنت في السعودية وكانت لدى القدرة على رفع قضية على المنظمين وعلى المستشفى لفعلت.



* هيفاء المنصور في مقال " المرأة السعودية تتحدى الكاميرا " قالت: ما يستحق التقدير للمرأة السعودية عندما وقفت تشجع في المدرجات, وسجلت اعتدادها بهويتها ورفضها للتخفي .



*غادة الحوطي قالت: ماذا فعلت خمسون عاماً من أسلوب العزل والرقابة, وفصل المجتمع إلى رجالي ونسائي, وقيام المرأة بأعمالها عن طريق الوكيل والمعرف البدعة...



* نادين البدير في مقال " قرار إزالة جديد" قالت: البدعة ذلك الهاجس الذي يؤرق صحوتنا وغفوتنا حتى ليكاد يقضى على أجمل ملامح حياتنا بعد أن لوث عقولنا وقضى على حريتها.



( الحجاب )



* آلاء الهذلول في مقابلة قالت: بالنسبة لي الحجاب نابع من العادات والتقاليد وليس واجب ديني.



* سمر المقرن في مقابلة مع قناة المستقلة "تطلعات المواطن السعودي خلال الفترة المقبلة" بدأت الحديث عن لباس المرأة السعودية وركزت على أهمية نزع غطاء الوجه, وكأنها العائق أمام المرأة السعودية والحاجب لنشاطها ! تضايق د. الهاشمي فسألها فوراً : هل تحبين أن ترين المرأة السعودية وقد ارتدت الجينز وحلت شعرها كما تفعل غيرها في دول العالم؟ ردت على الفور : المهم أن تكشف الوجه والباقي نتحدث عنه لاحقاً.



* نادين البدير في مقال " ثقافتنا وظاهرة التحرش" قالت: على من يرون المرأة شر مستطير, فيوجهون لها النصائح ...كمراعاة الحشمة والابتعاد عن أدوات الزينة, وعدم نثر العطور لأن ذلك مدعاة للتحرش...وأتساءل أي فكر هذا الذي توصل إلى أن عطراً يمكنه أن يثير الغرباء.

( العباءة )



* مها الحجيلان في مقال" شخصية العباءة "قالت: العباءة تخلق بشكل معين نمطاً من الشخصية الخنوعة ,الخائفة التي تشعر بأنها قطعة جنسية .. * وقالت: ساهمت العباءة بشكل مباشر في تعطيل بعض المهارات الأساسية عند المرأة كالكلام الحر الطبيعي تمنعه وتستبدله الى وصوصة. * وقالت: عباءة الرأس التي تحول المرأة ..أشبة بطائر ضخم يمشى.



* نادين البدير في مقال "المرأة السعودية بين المصالح والأهواء"قالت: إلى متى ستستمر النساء في بلادي باتشاح السواد الحزين, والتواري في المقاعد الخلفية كالشياطين.



* نادين البدير في مقابلة مع مجلة " هي " قالت: إنني أعارض ارتداء العباءة , ولا أرتديها خارج بلدي ولكنني أرتديها داخلها تحت وطأة السلطة الاجتماعية.



* أميرة كشغرى في مقال " ممنوع على النساء" قالت: المرأة السعودية ...في عزلة كادت أن تخلق منها مخلوقاً أسطورياً له من الأجنحة الكثير لكنه لا يلبث أن يقع عند أول محاولة للتحليق.



* فاطمة الفقيه في مقال " الشكوى لله " قالت: نحن أقل نساء الأرض قاطبة مشاركة في صناعة أي قرار حتى داخل بيوتهن.



* أسماء الزهراني في مقال " زوجة مع سبق الإصرار"قالت: أهم سبب لتردى أوضاع المرأة السعودية هو جهلها بحقوقها من وجه , وعجزها عن المطالبة به من جهة أخرى.



* سمر المقرن في مقال " الشيعة لون في نسيج الوطن " قالت: لدينا فئتين مستضعفتين في مجتمعنا السعودي, وطالما لم يأخذوا حقهم فيجب الاستماع لهم على الأقل (المرأة والشيعة).



( قيادة المرأة للسيارة )



* سمر المقرن في مقال " تغيير المرأة السعودية" قالت: سبب رفض النساء للقيادة هو الثقافة السلبية , وخوفها من نفسها.



* مها الحجيلان في مقال " لقاء طالبات دار لحكمة مع وكيلة وزارة الخارجية " قالت : عن الفتاة التي عبرت عن رأيها بحرية رافضة قيادة المرأة للسيارة بأنها مراهقة يتوقع منها هذا النوع من النزق.



*مها الحجيلان في مقال " دراسة عن المرأة السعودية تفتقد العلمية " دراسة جهاز الإرشاد في الحرس الوطني أن 88%علمية من النساء يرفضن القيادة قالت: الحقيقة أن من يقرأ ما نشر على أنه دراسة علمية لن يقتنع بأن تلك الدراسة علمية وجادة بقدر ما يتسرب إلى ذهنه أنها مجرد تقرير لنتيجة معطاة سلفاً.



* نادين البدير في مقال " المرأة السعودية بين المصالح والأهواء" قالت: إلى متى ستبقى المرأة كالسجينة لا تبرح زنزانتها إلا برقيب يضبط تصرفاتها يدعى بالسائق.



* فاطمة الفقيه في مقال "لا إجحاف" قالت: عددت سيلا من الممنوعات على المرأة وكان على رأسها القيادة , السفر بدون إذن , وكشف الوجه .



* نادين البدير في مقال " شعب لا يكذب ولكنه يتجمل " قالت: معلقة على رفض طالبات الحكمة للقيادة عند مقابلتهن لكارين هيوز إنهن مارسن الرتق والتزييف.



( التعليم )



* هيفاء المنصور في مقال " برامج الابتعاث طب وهندسة آه.. سينما ومسرح لا " قالت: لماذا خلت دورات الابتعاث الحالية من الفن والآداب وهما قلب الأمة النابض وضميرها الحي .



* فاطمة الفقيه في مقال " موظفو الحكومة"قالت: لاأذكر ان أحد معلماتي علمتني مفهوماً أخلاقياً واحداً سوى لبس العباءة وتغطية الوجه.



( الإعلام )



* جهير المساعد في مقال " الإعلام السعودي بين الضالين والمضللين" قالت: الصحوة .. الذين تركت لهم الفرص وهى تفوق الحصر مابين المنابر والأشرطة السمعية والندوات والتجمعات والمساجد بينما ليس للإعلاميين إلا هذا المخرج: إعلامهم وكفى .

* وقالت: ولو تولوا الأعلام لجروا البلاد الى كوارث الدين منها براء.

* وقالت: والذين ينادون اليوم بتكوين صحيفة إسلامية وكأن الصحف الموجودة حالياً ليست إسلامية, إنما هم يتحمسون ولا يفكرون.

ولك أن تستشف بقية المواضيع المطروحة من عناوينها والتي تدور في نفس الدائرة الضيقة :

النساء قادمات : لناهد باشطح. المرأة الخليجية قادمة لا محالة: لأميره كشغرى . المرأة هي الحلقة الأضعف في الحياة الزوجية : لسامية العيسى إنذار للأزواج : لموضى الزهرانى زوجة مع سبق الأصرار : لأسماء الزهرانى ممنوع على النساء : لأميره كشغرى ...

مخطئ من يتصور أن الإصلاح سوف يأتي على أيديهن, ففاقد الشيء لا يعطيه... مخطئ من لا يشعر بالريبة والشكوك من كتاباتهن , وهن قد همشن آراء الأكثرية من النساء دونما اعتبار لحرية الفكر والتعبير... مخطئ من يظن أن السعودية ستنقاد إلى الإمبريالية العالمية, لأن السعودية ذات هوية إسلامية, الحرمين فيها ليسا مجرد مبنى بل معنى...

مخطئ من يظن أن الإصلاح سهلاً وميسوراً لأنه لن يتم إلا بوضع النساء على كافة أصعدتهن أيديهن على الكتاب والسنة...

مخطئ من يظن أن الإصلاح والتغيير عبر المقالات (الاستفزازية) والكتابات (الثائرة) وتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها الشرع. وليس الإصلاح أن نتبع المرأة الغربية التي حولوها إلى سلعة سياحية في ما يسمى بسياحة الجنس , وان ننقلها إلى مرحلة جديدة من العبودية تحت غطاء الحرية!! ولا أن ننظر إلى المرأة نظرة دونية ونطلب منها أن تعيش على هامش الرجل! بل كما يقول الله تعالى: {المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}، أي يتعاونون، يتناصرون، { يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}، فالمعروف هو كل عدل في واقع الإنسان، والمنكر هو كل ظلم في واقع الإنسان، وفي الجانب الإيجابي يقول الله سبحانه وتعالى: { أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى }، فلم يفرق في الجانب الإيجابي بين الرجل والمرأة . والمرأة السعودية ترقب منكن إصلاحاً لمليون عانس في بلدها, ومما تكابده من حوادث المعلمات فمعدلها وصل إلى 6.2 حوادث لكل100 معلمة (خلال الثلاث سنوات المنصرمة) و3.5 حوادث لكل طالبة, وانحراف الفتيات, و من تعرضن للإيذاء من حالات العنف الأسري وتم علاجها في المستشفيات وسلمن لوالديهم بلغت 77.5% (أي 286 حالة) ممن عولجوا في المستشفيات من آثار العنف الأسري,. ووو............