عنوان الموضوع : !! يدمّرون أنفسَهم بأنفسِهم !! - تم الرد
مقدم من طرف منتديات أميرات

إن السنن لا تعرف المحاباة ولا المجاملات ..
"وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " (الأحزاب 62) "وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا" (فاطر 43 )
والشرع لا يفرق بين المتساويين ولا يساوى بين المختلفين .. وهلكة الماكر و الباغي و الناكث مسألة وقت ..
فالزمن جزء من العلاج .. ولا يصح أن تهتز الثوابت والمعايير ..
:: ثلاث خصال من كن فيه كن عليه ::
المكر .. "وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ" (فاطر 43)
والبغى .. "إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم" (يونس 23)
والنكث .. "فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ" (الفتح 10)
فهذه الخصال من أسباب دمار أهلها .. والعلاقة وثيقة بين الأسباب و المسببات و المقدمات و نتائجها ..
قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" (الجاثية 15)
وقال أيضا: "إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فلها" (الإسراء 7)
وفى الحديث: " واعمل ما شئت فإنك مجزى به "
وفي الحديث القدسي:
" ياعبادى إنما هى أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله , ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه "
أتى رجل لأحد العلماء يقول له:
إن بنى فلان قد تواطئوا علي و صاروا يداً واحدة !!
فقال : "يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ"
قال : إن لهم مكراً !!
قال : "وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهًِ"
قال : هم فئة كثيرة !!
فقال له العالم : "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ"
وأنت تشتهى الخلاص من الكافرين و الفاجرين .. ثق تماماً أن مكرهم و بغيهم و نكثهم سيدمرهم تدميراً ..
فهم فى واقع الأمر و حقيقته يهلكون أنفسهم بأنفسهم قبل أن يصل إليهم سلاحك وما يعود وبال هذه الخصال السيئة إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم ..
قال تعالى: "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (آل عمران 54)
وقال أيضا: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" (الأنعام 123)
وقص علينا القرآن صورة من مكر ثمود بنبيهم صالح:
قال تعالى: "وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ" (النمل 50-51)
وقد مكر المشركون برسول الله صلى الله عليه و سلم:
قال تعالى : "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الأنفال 30)
لقد أنجى الله نبيه صلى الله عليه و سلم وخرج سالماً من بين ظهرانيهم مهاجراً إلى المدينة ..
وقتل صناديدهم يوم بدر .. كأبى جهل وعتبة وشيبة .. وأدخل الله عليهم الإسلام يوم فتح مكة ..
وكذلك مكر المنافقون به:
قال تعالى : "وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ" (فاطر : 10)
لقد كان مآل مكرهم الفساد و البطلان و ظهر زيفهم لأولى البصائر و النهى ..
فإنه ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه ..
وما أسر أحد سريرة إلا كساه الله تعالى رداءها .. إن خيراً فخيراً .. وإن شراً فشر ..
ومكر يهود برسول الله صلى الله عليه و سلم و محاولتهم قتله و تآمرهم مع المشركين عليه .. كثير معلوم ..
فكان أن قتل بعضهم وأجلى آخرين , وظهر أمره صلى الله عليه و سلم ..
فاحذر المكر ولا تنبهر بأهله ..
وإذا كان المكر السيئ وباله على صاحبه ؛ فكذلك الأمر بالنسبة للبغي .. وهو أسرع الجرم عقوبة ..
قالوا: من سل سيف البغي قتل به .. على الباغي تدور الدوائر .. والبغي يصرع أهله ..
فالبغى مصرعه وخيم .. وقد وردت النصوص تذم البغى بغير الحق .. قال تعالى:
"إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ" (الشورى 42)
والبغى هو الإستطالة على الناس , وهو الكبر و الظلم و الفساد و العمل بالمعاصى , وهو من الأمور الخمسة التى وردت الشرائع بالنهى عنها ..
وهى المذكورة فى قوله تعالى:
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (الأعراف 33)
ويكفي من بغي عليه وعد الله بنصرته ..
قال تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ" (الحج 60)
وفى الحديث: " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة فى الدنيا مع ما يدخره فى الآخرة من البغى و قطيعة الرحم "
ولو نظرنا فى قصص البغاة قديماً و حديثاً سنجد تطابقاً بين صفحات الكون المنظور و الكتاب المسطور ..
فهذا فرعون بغى فى الأرض بغير الحق وأدعى الربوبية و الألوهية .. وقال "أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى"
فأطبق الله تعالى عليه البحر وأجراه من فوقه جزاءً وفاقاً ..
ورآه قومه جثة منتنة بعد أن كانوا يعبدونه من دون الله .. "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً"
وفي عصرنا الحالي ما فرعون الصهاينة (شارون) عنا ببعيد ..
وكذلك حكى القرآن قصة بغي قارون ..
قال تعالى: "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ"
فأهلكه الله سبحانه: "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ"
إن بغي الأمم الهالكة على الأنبياء و المرسلين فيه عظة وعبرة لأولي الألباب .. وقد أخذهم سبحانه وتعالي أخذ عزيز مقتدر ..
وسارت الأيام والليالي قوم نوح وعاد وثمود وقرونا ً بين ذلك كثيراً ، فأسلمتهم إلى ربهم وقدمت بهم على أعمالهم ..
"وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا"
تطاول العماليق قوم عاد وقالوا من أشد منا قوة فأرسل سبحانه وتعالي ريحاً صرصراً عاتية ..
"سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ"
وما قيل فى المكر والبغي من تعجيل العقوبة والوبال الذي يعود على صاحبه ، يقال مثله فى النكث ونقض العهد والميثاق:
في عام الحديبية وكم كان إجحاف قريش برسول الله صلي الله عليه وسلم إلا أن كان هذا الصلح فتحا ً مبينا ً للإسلام
وكان عاقبة نقض قريش العهد مع خزاعة حلفاء النبي صلي الله عليه وسلم أن غزاهم وفتح مكة
واضطروا إلى طلب الأمان وصاروا بعد العزة و القوة فى غاية الوهن إلى أن دخلوا فى الإسلام ، وأكثرهم لذلك كاره "
ولما بعث النبي صلي الله عليه وسلم برسالة الى كسري فمزقها ..
قال النبي صلي الله عليه وسلم مزق الله ملكه .. وقد كان ..
ونقض يهود للعهود والمواثيق قديما ً وحديثا ً معلوم ..
قال تعالي: "وإن عدتم عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا" (الأسراء 8)
فما عادوا مرة للإفساد إلا وعاد عليهم ربنا بالإهلاك ..
والبعض قد يضيف لنكث العهد مكرأً وبغياً .. كما قال شداد بن أوس:
إذا رأيت الرجل يعمل بمعصية الله فاعلم أن لها عنده أخوات .. وذلك أن المعصية تدل على أختها ..
وما رأيناه في واقعنا المعاصر من تفكك احدى أكبر قوتين في العالم (الاتحاد السوفييتي) وانهيارها كما تنبأ علماؤنا ومفكرونا
بأنه سيحصل قبل تفكك دولة الشر والبغي والفساد العالمي (أمريكا) وانهيارها وهو آتٍ بإذن الله ..
اللهم استخدمنا لنصرة شرعك وإعلاء رايتك ..
اللهم دبر لنا فإنا لا نحسن التدبير
اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده فى نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء
________________
جمعته مع بعض التصرف ..
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
جزاك الله خيراً أخي الكريم
ما سطرت مفيد و رائع و يناسب الوقت الذي طُرح فيه
لا عدمت الأجر و المثوبة
__________________________________________________ __________

أخواتي الفاضلات
:: الغدير :: وعود الخير :: المعاني السامية ::
حياكم الله جميعاً على زيارتكم الكريمة للموضوع وردودكم الطيبة
وفقكم الله ورضي عنكم
ودمتم في حفظ الرحمن

__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات

إن السنن لا تعرف المحاباة ولا المجاملات ..
"وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " (الأحزاب 62) "وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا" (فاطر 43 )
والشرع لا يفرق بين المتساويين ولا يساوى بين المختلفين .. وهلكة الماكر و الباغي و الناكث مسألة وقت ..
فالزمن جزء من العلاج .. ولا يصح أن تهتز الثوابت والمعايير ..
:: ثلاث خصال من كن فيه كن عليه ::
المكر .. "وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ" (فاطر 43)
والبغى .. "إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم" (يونس 23)
والنكث .. "فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ" (الفتح 10)
فهذه الخصال من أسباب دمار أهلها .. والعلاقة وثيقة بين الأسباب و المسببات و المقدمات و نتائجها ..
قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" (الجاثية 15)
وقال أيضا: "إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فلها" (الإسراء 7)
وفى الحديث: " واعمل ما شئت فإنك مجزى به "
وفي الحديث القدسي:
" ياعبادى إنما هى أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله , ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه "
أتى رجل لأحد العلماء يقول له:
إن بنى فلان قد تواطئوا علي و صاروا يداً واحدة !!
فقال : "يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ"
قال : إن لهم مكراً !!
قال : "وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهًِ"
قال : هم فئة كثيرة !!
فقال له العالم : "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ"
وأنت تشتهى الخلاص من الكافرين و الفاجرين .. ثق تماماً أن مكرهم و بغيهم و نكثهم سيدمرهم تدميراً ..
فهم فى واقع الأمر و حقيقته يهلكون أنفسهم بأنفسهم قبل أن يصل إليهم سلاحك وما يعود وبال هذه الخصال السيئة إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم ..
قال تعالى: "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (آل عمران 54)
وقال أيضا: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" (الأنعام 123)
وقص علينا القرآن صورة من مكر ثمود بنبيهم صالح:
قال تعالى: "وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ" (النمل 50-51)
وقد مكر المشركون برسول الله صلى الله عليه و سلم:
قال تعالى : "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الأنفال 30)
لقد أنجى الله نبيه صلى الله عليه و سلم وخرج سالماً من بين ظهرانيهم مهاجراً إلى المدينة ..
وقتل صناديدهم يوم بدر .. كأبى جهل وعتبة وشيبة .. وأدخل الله عليهم الإسلام يوم فتح مكة ..
وكذلك مكر المنافقون به:
قال تعالى : "وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ" (فاطر : 10)
لقد كان مآل مكرهم الفساد و البطلان و ظهر زيفهم لأولى البصائر و النهى ..
فإنه ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه ..
وما أسر أحد سريرة إلا كساه الله تعالى رداءها .. إن خيراً فخيراً .. وإن شراً فشر ..
ومكر يهود برسول الله صلى الله عليه و سلم و محاولتهم قتله و تآمرهم مع المشركين عليه .. كثير معلوم ..
فكان أن قتل بعضهم وأجلى آخرين , وظهر أمره صلى الله عليه و سلم ..
فاحذر المكر ولا تنبهر بأهله ..
وإذا كان المكر السيئ وباله على صاحبه ؛ فكذلك الأمر بالنسبة للبغي .. وهو أسرع الجرم عقوبة ..
قالوا: من سل سيف البغي قتل به .. على الباغي تدور الدوائر .. والبغي يصرع أهله ..
فالبغى مصرعه وخيم .. وقد وردت النصوص تذم البغى بغير الحق .. قال تعالى:
"إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ" (الشورى 42)
والبغى هو الإستطالة على الناس , وهو الكبر و الظلم و الفساد و العمل بالمعاصى , وهو من الأمور الخمسة التى وردت الشرائع بالنهى عنها ..
وهى المذكورة فى قوله تعالى:
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (الأعراف 33)
ويكفي من بغي عليه وعد الله بنصرته ..
قال تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ" (الحج 60)
وفى الحديث: " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة فى الدنيا مع ما يدخره فى الآخرة من البغى و قطيعة الرحم "
ولو نظرنا فى قصص البغاة قديماً و حديثاً سنجد تطابقاً بين صفحات الكون المنظور و الكتاب المسطور ..
فهذا فرعون بغى فى الأرض بغير الحق وأدعى الربوبية و الألوهية .. وقال "أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى"
فأطبق الله تعالى عليه البحر وأجراه من فوقه جزاءً وفاقاً ..
ورآه قومه جثة منتنة بعد أن كانوا يعبدونه من دون الله .. "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً"
وفي عصرنا الحالي ما فرعون الصهاينة (شارون) عنا ببعيد ..
وكذلك حكى القرآن قصة بغي قارون ..
قال تعالى: "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ"
فأهلكه الله سبحانه: "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ"
إن بغي الأمم الهالكة على الأنبياء و المرسلين فيه عظة وعبرة لأولي الألباب .. وقد أخذهم سبحانه وتعالي أخذ عزيز مقتدر ..
وسارت الأيام والليالي قوم نوح وعاد وثمود وقرونا ً بين ذلك كثيراً ، فأسلمتهم إلى ربهم وقدمت بهم على أعمالهم ..
"وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا"
تطاول العماليق قوم عاد وقالوا من أشد منا قوة فأرسل سبحانه وتعالي ريحاً صرصراً عاتية ..
"سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ"
وما قيل فى المكر والبغي من تعجيل العقوبة والوبال الذي يعود على صاحبه ، يقال مثله فى النكث ونقض العهد والميثاق:
في عام الحديبية وكم كان إجحاف قريش برسول الله صلي الله عليه وسلم إلا أن كان هذا الصلح فتحا ً مبينا ً للإسلام
وكان عاقبة نقض قريش العهد مع خزاعة حلفاء النبي صلي الله عليه وسلم أن غزاهم وفتح مكة
واضطروا إلى طلب الأمان وصاروا بعد العزة و القوة فى غاية الوهن إلى أن دخلوا فى الإسلام ، وأكثرهم لذلك كاره "
ولما بعث النبي صلي الله عليه وسلم برسالة الى كسري فمزقها ..
قال النبي صلي الله عليه وسلم مزق الله ملكه .. وقد كان ..
ونقض يهود للعهود والمواثيق قديما ً وحديثا ً معلوم ..
قال تعالي: "وإن عدتم عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا" (الأسراء 8)
فما عادوا مرة للإفساد إلا وعاد عليهم ربنا بالإهلاك ..
والبعض قد يضيف لنكث العهد مكرأً وبغياً .. كما قال شداد بن أوس:
إذا رأيت الرجل يعمل بمعصية الله فاعلم أن لها عنده أخوات .. وذلك أن المعصية تدل على أختها ..
وما رأيناه في واقعنا المعاصر من تفكك احدى أكبر قوتين في العالم (الاتحاد السوفييتي) وانهيارها كما تنبأ علماؤنا ومفكرونا
بأنه سيحصل قبل تفكك دولة الشر والبغي والفساد العالمي (أمريكا) وانهيارها وهو آتٍ بإذن الله ..
اللهم استخدمنا لنصرة شرعك وإعلاء رايتك ..
اللهم دبر لنا فإنا لا نحسن التدبير
اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده فى نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء
________________
جمعته مع بعض التصرف ..
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين

==================================
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل..
والله لولا إيماننا بهذه المعاني لكان حالنا غير الحال..
الحمد لله..الحمد لله..
نسأل الله أن يعجّل بالفرج وصبرٌ جميل والله المستعان..
والله لولا إيماننا بهذه المعاني لكان حالنا غير الحال..
الحمد لله..الحمد لله..
نسأل الله أن يعجّل بالفرج وصبرٌ جميل والله المستعان..
__________________________________________________ __________
أخي الفاضل
أتى رجل لأحد العلماء يقول له:
إن بنى فلان قد تواطئوا علي و صاروا يداً واحدة !!
فقال : "يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ"
قال : إن لهم مكراً !!
قال : "وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهًِ"
قال : هم فئة كثيرة !!
فقال له العالم : "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ"
وأنت تشتهى الخلاص من الكافرين و الفاجرين .. ثق تماماً أن مكرهم و بغيهم و نكثهم سيدمرهم تدميراً ..
فهم فى واقع الأمر و حقيقته يهلكون أنفسهم بأنفسهم قبل أن يصل إليهم سلاحك وما يعود وبال هذه الخصال السيئة إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم ..
قال تعالى: "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (آل عمران 54)
وقال أيضا: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" (الأنعام 123)
بارك الله فيك يا أخي الفاضل وجزاك خيرا
اللهم استخدمنا لنصرة شرعك وإعلاء رايتك ..
اللهم دبر لنا فإنا لا نحسن التدبير
اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده فى نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء
اللهم آمين ... آمين.... آمين
أتى رجل لأحد العلماء يقول له:
إن بنى فلان قد تواطئوا علي و صاروا يداً واحدة !!
فقال : "يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ"
قال : إن لهم مكراً !!
قال : "وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهًِ"
قال : هم فئة كثيرة !!
فقال له العالم : "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ"
وأنت تشتهى الخلاص من الكافرين و الفاجرين .. ثق تماماً أن مكرهم و بغيهم و نكثهم سيدمرهم تدميراً ..
فهم فى واقع الأمر و حقيقته يهلكون أنفسهم بأنفسهم قبل أن يصل إليهم سلاحك وما يعود وبال هذه الخصال السيئة إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم ..
قال تعالى: "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (آل عمران 54)
وقال أيضا: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" (الأنعام 123)
بارك الله فيك يا أخي الفاضل وجزاك خيرا
اللهم استخدمنا لنصرة شرعك وإعلاء رايتك ..
اللهم دبر لنا فإنا لا نحسن التدبير
اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده فى نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء
اللهم آمين ... آمين.... آمين
__________________________________________________ __________
جزاك الله خيراً أخي الكريم
ما سطرت مفيد و رائع و يناسب الوقت الذي طُرح فيه
لا عدمت الأجر و المثوبة
__________________________________________________ __________

أخواتي الفاضلات
:: الغدير :: وعود الخير :: المعاني السامية ::
حياكم الله جميعاً على زيارتكم الكريمة للموضوع وردودكم الطيبة
وفقكم الله ورضي عنكم
ودمتم في حفظ الرحمن

__________________________________________________ __________
أثابك الله وبارك الله فيك ايها الفاضل..
كلمات رائعة ... ودرس ميسر ومفيد...
كلمات رائعة ... ودرس ميسر ومفيد...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمات ولا أروع أخي الكريم لا تنس زكر الله
بارك الله لكم وبارك فيكم وأعزكم وأعز بكم أمة الاسلام
نسأل الله أن يفرج الهم ويزيح الغم
وأن يعجل لنا بالنصر
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كلمات ولا أروع أخي الكريم لا تنس زكر الله
بارك الله لكم وبارك فيكم وأعزكم وأعز بكم أمة الاسلام
نسأل الله أن يفرج الهم ويزيح الغم
وأن يعجل لنا بالنصر
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين