أول كلمة في الموضوع هي






جايز تكون ماسمعتش عن الصحفي البريطاني "آلان جونستون" قبل كده..

وجايز تكون قرأت اسمه على شريط الأخبار في الجزيرة ولا النيل للأخبار ولا حتى في التليفزيون المصري..

واحتمال وارد تكون ماحستش إنك مهتم أساسا بالموضوع..
وقلت لنفسك: "مالي أنا ومال صحفي بريطاني مخطوف في غزة"..

منطق برضه..
بس غالبا هو منطق مش صح..
لأنك لو ركزت في اللي حصل مع الصحفي البريطاني هتكتشف عيب خطير قوي فينا..
عيب يتلخص في جملة واحدة..
"نحن نستخدم الوسيلة الغلط للتعبير عن الموقف الصح"


هتلاقي ده موجود على مستوى الدول والناس الكبار
وعلى مستوانا احنا كمان في تعاملاتنا مع بعضنا

وإنت ماشي على الرصيف فجأة يخبطك واحد غصب عنه بعربيته.. خبطة خفيفة.. جت في طرف رجلك يعني.. سليم إنت يعني ومافيش فيك حاجة.. بس حقك برضه إنك تتكلم مع الراجل وتعاتبه على إنه ماخدش باله.. بس بطريقة محترمة ومهذبة.. ده طبعا مابيحصلش.. هتلاقيك منفعل واحمريت واخضريت.. وماسك الراجل من ياقة قميصه ورحت ساحبه من العربية وخابطه في الباب وراميه على الكبود وطاخ طيخ "بتخبطني ليه يا ابن الـ......".. ييجي الناس يفرقوا ما بينكم..
اللي هيبان لهم هو إنك المفتري والظالم.. مع إن الحق معاك إنت..

في البيت.. تتخانق مع أخيك.. ويكون هو اللي غلطان في حقك.. مش تستنى إنت بقى لغاية ما والدك ولا والدتك ييجوا يحكموا ما بينكم.. لأ.. على طول.. تزقه في الحيطة... وتمسكه من رجليه وتربطه بالحبل وتعلقه في البلكونة.. ولما ييجي باباك من الشغل بعد ما اتصل بيه الجيران..
هيكون الموقف اللي قدامه إنك إنت اللي تعديت على أخيك وليس العكس..
قس على ذلك بقى أمثلة كتير..
في المدرسة وفي الجامعة.. في الشغل وفي الشارع.. في كل حتة..
أحيانا كتر العصبية والانفعال الشديد بيخلّوك تعمل أفعال تضيع حقك..

صحيح هم زمان قالوا حقك بدراعك..
ماشي متفقين وعارفين إن مافيش حد بياخد حقه -خصوصا اليومين دول- إلا إذا كان معاه قوة تحميه وتساعده في سبيله لأن يأخذ حقه ده..
بس برضه السؤال هنا هو..
بيتسخدم القوة دي ازاي..

يعني مثلا في موضوع الصحفي البريطاني..
آدي اللي حصل.. استخدمنا القوة واختطفناه وخبيناه.. وحصلت بروباجندا.. طيب حتى يا سيدي لو اتقتل... إيه اللي هيحصل يعني؟

خرج خلاص الإسرائيليين من فلسطين؟
تحرر المسجد الأقصى تماما؟
أصبحت بغداد من غير ولا جندي أمريكي؟

ولا أي حاجة من دي حصلت ولا هتحصل..
كل ما هنا لك فعلا أننا نؤكد كوننا لا نحسن استخدام القوة..
ونستعين بالأساليب الغلط للتعبير عن مواقفنا الصح..

الصحفي البريطاني "آلان جونسون" كان معروفا جدا في غزة بأنه –رغم حيادية بي بي سي المعروفة- كان بينقل الأخبار دون كذب أو تزوير وهو ما كان ينقل للعالم كله مدى الوحشية اللي بيتعامل بها الإسرائيليين مع الفلسطينيين.. وكانت المكافأة هي اختطافه.. على اعتبار أننا كده نهاجم السياسة البريطانية في الشرق الأوسط؟

يا سلام!
زي برضه التفجيرات اللي حصلت في المغرب والجزائر وحتى التفجيرات اللي بتحصل كل يوم في العراق..

منفذوها بيقولوا إنهم ضد التواجد الأمريكي في المنطقة.. وضد الأنظمة التي تحكم الدول العربية لأنها تابعة لأمريكا.. فبيفجروا نفسهم وبيموتوا الناس كده من الباب للطاق على اعتبار إن ده مقاومة..
ازاي يعني..
زمان كانوا بيقولوا على الأمة العربية إنها أمة الفرص الضائعة.. على اعتبار إنهم قبل كده ضيعوا أكثر من فرصة لتحقيق أوضاع أفضل مما هم فيه الآن..
ولو تتبعنا كل السلوكيات بتاعتنا..
من أول خناقة الشارع والمدرسة والشغل والبيت
لغاية اختطاف "آلان جونستون"
سنكتشف أننا أصبحنا "أمة الأساليب الغلط"...
ولاّ إنت عندك رأي تاني؟






اكتب وقول لنا رأيك في اللي حصل مع الصحفي "آلان جونستون"
وقل لنا هل تعتقد فعلا بأننا نحاول نأخذ حقنا بطريقة غلط ولاّ لأ..
وإيه الأسباب في كده..




اكتب جايز لما نتكلم سوا..

نعرف نأخذ حقنا بدراعنا.. وبالطريقة الصح..