ماثيو (31 سنة) أصبح اسمه أحمد، جون(28 سنة) غير اسمه إلى عبد الله ،أودينغا (62 سنة)
اسمه الجديد مصطفى ، مارجريت (39 سنة )أصبحت فاطمة.
الملايين من أمثال هؤلاء في الكثير من قرى ومدن القارة الافريقية اعتنقوا الإسلام حديثاً
مقتنعين به، فآمنوا بالله ربا،ومحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً وخاتم المرسلين . لكن المعضلة
الكبرى في إيجاد من يقودهم في درب الهدى !
فنحن العرب منشغلون بحياتنا.. وغيرنا من إخواننا المسلمين مهتمون بتحصيل لقمة العيش أكثر من اهتمامهم بالعمل لآخرتهم بسبب الحاجة والفقر.
ونتيجة لهذا الوضع وقع هؤلاء المهتدون في تخبط وانحرافات في فهم الدين، وابتعدوا في
سلوكهم عن منهج النبوة، ولم يجدوا كذلك من يبسط لهم شرح كتاب الله وسنة نبيه بالطرق
التي تراعي فيها بيئتهم ولغتهم حتى يفهموها فهماً سليماً.
وقد تبين من خلال بعض الدراسات التي أجريت في مجال دعوة غير المسلمين إالى الإسلام أن كلفة المهتدي الجديد الواحد لا تتجاوز أحد عشر دولاراً أمريكياً (أي ما يعادل أربعة دنانير كويتية ) (1) في حين أن تنصير شخص واحد يكلف أهل الصليب ستة آلاف دولار امريكي(2).
مع العلم أن ما (ينفقه)بعضنا في (تربيه)كلبه أو قطته يفوق بكثير ما نحتاجه لانتشال آدمي
من جوع الدنيا، وهدايته إلى صراط الله المستقيم لينجو من عذاب الآخرة.
وأريد هنا أن أشير إلى أمر ثلبت في حياة هؤلاء النهتدين الجدد، اكتشفه من حصيلة الأسفار
التي قمت بها إلى مئات القرى الافريقية على سبيل المثال لا الحصر، وهو أن هؤلاء الناس
يبدون دائماً استعدادا كبيراً للالتزام بشرع الله إذا هو وجدوا من يدلهم إلى طريقه.
والعجيب انهم لا يطلبون المساعدات الغذائية أو المال، رغم المجاعة التي يعانيها أغلبهم،
ولا يسألون عن الدواء مع أن الأمراض متفشية فيهم ، وإنما يركزون في طلباتهم على توفير
داعية يشرح لهم عقيدتهم ويعلمهم أمور دينهم، وكتاب يوضح لهم أساسياته.
أفلا يجدر بنا إذن أن نعيد النظر في ترتيب أولوياتنا على أساس هذا الوضع الذي تعيشه أمه الإسلام وما يحيط بها من تحديات خطيرة ؟!
إن مشاريع إقامة المساجد وكفالة الأيتام، رغم دورها البارز،لا تكفي وحدها لنشر الإسلام
في القرى النائية ، ولكن الأمر يتطلب الإحساس بالمسؤلية الفردية والجماعية تجاه
هؤلاء المهتدين الجدد، وما تقتضيه تلك المسؤلية من القيام بواجبات الأخوة الدينية
كاملة، لأنهم أصبحوا من المؤمنين الذين هم ( مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى
له سائر الجسد بالسهر والحمى).

د. عبد الرحمن حمود السميط.
________________________________
(1) دراسة أجرتها لجنة مسلمي إفريقيا
(2) دراسة قام بها د. ديفيد باريت
__________________________________________________ ____
المصدر : مجلة الكوثر ...... العدد 35 ......... السنة الثالثة ...... جمادى الآخرة-رجب 1423هـ ............. سبتمبر 2017 م

جزاك الله خيرا وبارك فيك .. على طرح هذا الموضوع المهم ..

اذكر نفسي واخواتي واخواني بالتبرع ولو بنصف ريال ولو بربع ريال الآن بعد الصلاة لهيئة الأغاثة او صناديق التبرع المختلفة .....والصدقة تطفئ غضب الرب ,,,والله يتقبل من الجميع
هيا اعزموا الآن او اكتبوها في ورقة لكي لا تنسون.

جزاكن الله على إهتمامكن ووفقكن لما يحب ويرضى.

تحياتي سنيورة

رفع للفائدة