عنوان الموضوع : موضوع يستحق التعليق - لماذا سقطت المروحة!؟
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
لماذا سقطت المروحة!؟
فهد عامر الأحمدي
في إحدى المدارس الابتدائية سقطت مروحة السقف فوق أحد التلاميذ فتسببت بوفاته. وفي اليوم التالي اجتمعت إدارة المدرسة لبحث أسباب هذه الحادثة ومحاسبة المتسبب بها.. وبدون مقدمات قال مدرس العلوم الدينية: سقوط المروحة فوق رأس هذا الطالب (بالذات) دليل على أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.. وقبل أن ينهي كلامه قال أستاذ الاجتماع: صحيح صحيح يا أستاذ ولكن لا تنس أن هذا التلميذ بالذات كان موهوبا ومميزا؛ وأغلب الظن أن سقوط المروحة فوقه رأسه نتيجة لعين حاسد أوعقدة ساحر.. وهنا قاطعهما مدرس العلوم الذي قال متذمرا: يا أساتذة ، يا أفاضل ، ما حصل أمر واضح وبسيط؛ المروحة سقطت بسبب خروج "المسمار" الذي يربطها بالسقف ونزلت فوق "المرحوم" لأنه كان يجلس تحتها...
وسرعان ما احتد النقاش بين الثلاثة مما اضطر "المدير" لإلغاء الاجتماع بسبب طغيان المواقف الشخصية على استجلاء الأسباب الحقيقيه!
... هذه الحادثة - التي ألفتها للتو - تظهر كيف يمكن للبشر التفكير وتفسير حوادث الدنيا بثلاث طرق مختلفة. تفسير قدري ديني (يمثله المدرس الأول) وتفسير سحري فلكلوري (يمثله المدرس الثاني) وتفسير منطقي مجرد (يمثله المدرس الثالث).. ولاحظ هنا أن التفاسير السابقة لا تصطدم بالضرورة مع بعضها البعض؛ فهي قضاء وقدر تسبب به إهمال الصيانة الدورية في المدارس - ويمكن أن يحدث بسبب عين حاسد أو سحر ساحر (وإن صعب إثبات إدعاءات كهذه)...
ورغم أننا جميعا نفكر بالطرق الثلاث السابقة (قدري وسحري ومنطقي) إلا أن لكل إنسان منا طريقة واحدة يميل إليها وينظر من خلالها ويفسر بواسطتها ما يجري حوله.. فالبعض مثلا يعيد كل المصائب التي تحدث له للعين والسحر وحسد الآخرين (رغم إيمانه بقضاء الله وقدره).. والبعض الآخر يُعيد كل مآسيه وإخفاقاته إلى قضاء الله وقدره رغم لجوئه أحيانا لتفسير الأمور بطريقة منطقية مباشرة (مثل قوله: فرغت بطارية السيارة لأنني تركت الأنوار شغالة)!!
.. وبدون شك التفكير السحري سبق التفكير الديني والعلمي في تفسير مظاهر الطبيعة وحوادث الدنيا.. فالبشر يلجأون دائما للتفسير السحري (إلى أن) يكتشف العلم تفسيرا مقبولا لما يجري حولهم؛ فالإنسان البدائي مثلا كان يرى البرق بالسماء فيعيده لقوى شريرة أو آلهة غاضبة تريد به سوءا. أما اليوم فأصبح يعرف أن البرق يتشكل نتيجة تفريغ كهربائي بين طرفي السحابة (قد يصيب من يصيب ضمن قدر ومكتوب)!
... وغني عن القول أن التفكير المنطقي والتحليلي أكثر قوة وفاعلية من التفكير السحري والفلكلوري (كونه يربط بشكل مباشر بين السبب والنتيجة)؛ وهناك قصة جميلة تظهر خطورة الاستسلام للتفكير الفلكلوري أو الاتكال على التفسير القدري؛ ففي القرن الخامس قبل الميلاد كانت الحرب سجالاً بين مدينة أثينا (التي يغلب على أهلها التفكير السحري الفلكلوري) ومدينة إسبارطة (التي يغلب على أهلها التفكير المنطقي الرياضي).. وحدث أن هُزمت أثينا في معركة كبيرة فوجهت كل إمكانياتها لبناء جيش عظيم لسحق أسبارطة.. ولاستغلال عامل المفاجأة زحف الجيش الأثيني تحت جنح الظلام ولكنه توقف فجأة بسبب خسوف القمر (كون جنود أثينا تربوا على الاعتقاد بأن خسوف القمر إشارة إلى غضب آلهة اليونان) فتمردوا على قادتهم ورفضوا دخول إسبارطة.. وبسرعة تنبه الإسبارطيون إلى حالة الشلل التي أصابت جيش أثينا فحملوا عليهم حملة لم تبق منهم أحدا (وكانت هذه المعركة بالذات سببا في تقويض أسس أثينا وتأخير ظهور الحضارة الاغريقية لفترة طويلة)!!
... والآن أيها السادة؛ قبل أن يقضي علينا الإسبارطيون الجدد في واشنطن دعونا نراجع السبب الحقيقي لسقوط المروحة:
بدون شك سقطت بسبب خروج المسمار الرئيسي الذي يربطها بالسقف...
وسواء "خرج" المسمار أو بقي في مكانه لا "يخرج" الأمر عن قضاء الله وقدره...
أما "العين" و"عقدة الساحر" فتهمة يصعب إثباتها - ولا تعتد بها محاكمنا الشرعية لهذا السبب!
فهد عامر الأحمدي
في إحدى المدارس الابتدائية سقطت مروحة السقف فوق أحد التلاميذ فتسببت بوفاته. وفي اليوم التالي اجتمعت إدارة المدرسة لبحث أسباب هذه الحادثة ومحاسبة المتسبب بها.. وبدون مقدمات قال مدرس العلوم الدينية: سقوط المروحة فوق رأس هذا الطالب (بالذات) دليل على أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.. وقبل أن ينهي كلامه قال أستاذ الاجتماع: صحيح صحيح يا أستاذ ولكن لا تنس أن هذا التلميذ بالذات كان موهوبا ومميزا؛ وأغلب الظن أن سقوط المروحة فوقه رأسه نتيجة لعين حاسد أوعقدة ساحر.. وهنا قاطعهما مدرس العلوم الذي قال متذمرا: يا أساتذة ، يا أفاضل ، ما حصل أمر واضح وبسيط؛ المروحة سقطت بسبب خروج "المسمار" الذي يربطها بالسقف ونزلت فوق "المرحوم" لأنه كان يجلس تحتها...
وسرعان ما احتد النقاش بين الثلاثة مما اضطر "المدير" لإلغاء الاجتماع بسبب طغيان المواقف الشخصية على استجلاء الأسباب الحقيقيه!
... هذه الحادثة - التي ألفتها للتو - تظهر كيف يمكن للبشر التفكير وتفسير حوادث الدنيا بثلاث طرق مختلفة. تفسير قدري ديني (يمثله المدرس الأول) وتفسير سحري فلكلوري (يمثله المدرس الثاني) وتفسير منطقي مجرد (يمثله المدرس الثالث).. ولاحظ هنا أن التفاسير السابقة لا تصطدم بالضرورة مع بعضها البعض؛ فهي قضاء وقدر تسبب به إهمال الصيانة الدورية في المدارس - ويمكن أن يحدث بسبب عين حاسد أو سحر ساحر (وإن صعب إثبات إدعاءات كهذه)...
ورغم أننا جميعا نفكر بالطرق الثلاث السابقة (قدري وسحري ومنطقي) إلا أن لكل إنسان منا طريقة واحدة يميل إليها وينظر من خلالها ويفسر بواسطتها ما يجري حوله.. فالبعض مثلا يعيد كل المصائب التي تحدث له للعين والسحر وحسد الآخرين (رغم إيمانه بقضاء الله وقدره).. والبعض الآخر يُعيد كل مآسيه وإخفاقاته إلى قضاء الله وقدره رغم لجوئه أحيانا لتفسير الأمور بطريقة منطقية مباشرة (مثل قوله: فرغت بطارية السيارة لأنني تركت الأنوار شغالة)!!
.. وبدون شك التفكير السحري سبق التفكير الديني والعلمي في تفسير مظاهر الطبيعة وحوادث الدنيا.. فالبشر يلجأون دائما للتفسير السحري (إلى أن) يكتشف العلم تفسيرا مقبولا لما يجري حولهم؛ فالإنسان البدائي مثلا كان يرى البرق بالسماء فيعيده لقوى شريرة أو آلهة غاضبة تريد به سوءا. أما اليوم فأصبح يعرف أن البرق يتشكل نتيجة تفريغ كهربائي بين طرفي السحابة (قد يصيب من يصيب ضمن قدر ومكتوب)!
... وغني عن القول أن التفكير المنطقي والتحليلي أكثر قوة وفاعلية من التفكير السحري والفلكلوري (كونه يربط بشكل مباشر بين السبب والنتيجة)؛ وهناك قصة جميلة تظهر خطورة الاستسلام للتفكير الفلكلوري أو الاتكال على التفسير القدري؛ ففي القرن الخامس قبل الميلاد كانت الحرب سجالاً بين مدينة أثينا (التي يغلب على أهلها التفكير السحري الفلكلوري) ومدينة إسبارطة (التي يغلب على أهلها التفكير المنطقي الرياضي).. وحدث أن هُزمت أثينا في معركة كبيرة فوجهت كل إمكانياتها لبناء جيش عظيم لسحق أسبارطة.. ولاستغلال عامل المفاجأة زحف الجيش الأثيني تحت جنح الظلام ولكنه توقف فجأة بسبب خسوف القمر (كون جنود أثينا تربوا على الاعتقاد بأن خسوف القمر إشارة إلى غضب آلهة اليونان) فتمردوا على قادتهم ورفضوا دخول إسبارطة.. وبسرعة تنبه الإسبارطيون إلى حالة الشلل التي أصابت جيش أثينا فحملوا عليهم حملة لم تبق منهم أحدا (وكانت هذه المعركة بالذات سببا في تقويض أسس أثينا وتأخير ظهور الحضارة الاغريقية لفترة طويلة)!!
... والآن أيها السادة؛ قبل أن يقضي علينا الإسبارطيون الجدد في واشنطن دعونا نراجع السبب الحقيقي لسقوط المروحة:
بدون شك سقطت بسبب خروج المسمار الرئيسي الذي يربطها بالسقف...
وسواء "خرج" المسمار أو بقي في مكانه لا "يخرج" الأمر عن قضاء الله وقدره...
أما "العين" و"عقدة الساحر" فتهمة يصعب إثباتها - ولا تعتد بها محاكمنا الشرعية لهذا السبب!
==================================
اعجبني الموضوع
جميل جدا
فعلاً اكثر الناس هالايام يعتقدون ان سبب كل شي سيئ يصير لهم العين والحسد !
شكرا اختي
جميل جدا
فعلاً اكثر الناس هالايام يعتقدون ان سبب كل شي سيئ يصير لهم العين والحسد !
شكرا اختي

__________________________________________________ __________
يقول المثل : كلٍ يرى الناس بعين طبعه
و هذا ينطبق على الموضوع
كل شخص يفسر الأحداث على هواه
شكرا على الموضوع
اختيار موفق
و هذا ينطبق على الموضوع
كل شخص يفسر الأحداث على هواه
شكرا على الموضوع
اختيار موفق
__________________________________________________ __________
شكرا لكم علي المرور والتعليق
__________________________________________________ __________
موضوع جميل
__________________________________________________ __________
شكراااااااااااا
حقا انها تعليقات تستحق التمعن