عنوان الموضوع : المحبة عند الاطفال الأمومة و الطفل
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحبة
الحاجة الى المحبة
من الاحتياجات الاساسية والاستثنائية المهمة للأطفال هي الحاجة الى المحبة إذ يعدها بعض علماء النفس بأنها من ضمن الاحتياجات الفطرية التي تتعلّق بطبيعة الانسان ، وتتجلى هذه المسألة بصورة الحاجة الى المداعبة والحنان اللذان يمكن تتحسسيهما في الطفل منذ بداية حياته وحتى نهايتها . وإن عدم تلبية ذلك يؤدي الى ظهور الكثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية والتي قد تجرّ إحيانا الى ارتكاب الجريمة والانحراف .
ان الشعور بمحبّة الآخرين أمر يبحث على التفاؤل . وما اعظم الجهود التي يبذلها الانسان للحصول على هذه المحبّة ولا يمكن إيعاز ذلك لغير الفطرة وشوق الفرد الى الهدوء والاستقرار الجسمي واشباع الشعور بالتعلّق . ويريد الطفل ان يطمئن من خلال ذلك بأن المجتمع بالرغم من اعترافه به ولد بشكل متواضع . وتوفيره موجبات لشعوره بالامن والاستقرار من كل الوجوه . بيد أنه يريد ان يشعر في ظل مسألة المحبّة بانهم يحبوّنه وينظرون له على انه احد اعضاء اسرة هذا المجتمع .
***********************************
ظهور المحبة لدى الطفل
قلنا ان بعض المتخصصين يرون بأن اساس ذلك ومنشأه يكمن من فطرة الانسان ويلازمه طيلة حياته ، ومنذ الاشهر الثلاثة الاولى من حياة الطفل يفصح عن هذه الحاجة في نفسه . ويبرزها ويشعر بتعاظم هذه الحاجة في نفسه تدريجيا ، حتى انه ومن اجل الحصول على ذلك يلجأ أحيانا الى القاء نفسه في دوامة مبهمة ، ويسعى بشتى الطرق من اجل الحصول على ذلك ، وما اكثر الاطفال الذين يتظاهرون بالمرض من أجل استدرار عطف ومحبّة الوالدين لهم . خاصة عندما يشعرون بغفلتهم بل وحتى عندما يكون الطفل في مرحلة الرضاعة فانه يومئ لوالدته من خلال ابتسامته البرئية بانه بحاجة الى عطفها وحنانها ومحبّتها
***********************************
ان الطفوله اليوم في كافة أصقاع الارض ـ تعيش مرحلة الضياع ، والفراغ : والاعتداء عليها ، هذه الاعتداء سواء كان ماديا ، أو معنويا ، او تربويا شأنها شان الانسان الشارد عن الله تعالى . الضائع تحت ملذات الشهوات . اللاهت نحو السراب ، لان مناهج التربية الحديثة قامت دراستها على التجارب المجزية المعملية .. وعلم الاحصاء ، والتحليل الرياضي وكل هذا المنهج صحيح وسليم بالنسبة للمادة ، لان المادة تسلك سلوكا واحدا عندما تواجه تأثير معينا ، وتسلك سلوكاً واحدا متكرراً عندما تواجه تأثيرين او ثلاثة او اربعة ، على حسب المؤثرات التي تواجهها ، اما الانسان فيختلف تماما ، فهو ينتقل بسرعة عجيبة ، بين الفرح والحزن ، وبين الامل والكأبة وبين حب الحياة وحب الموت ، فهو ينتقل بين الضدين ، وبين النقيضين ، وبسرعة تفوق سرعة الخيال ، واذا كان البحث العلمي يحترم نفسه في التعرف على المنتجات من خلال مواصفات منتجيها ـ فحريٌّ به ان يتعرف الى مواصفات هذا الانسان من خالقه سبحانه بوساطة هذا القران ، ولكن هيهات هيهات ان ينصف الانسان نفسه في مسألة الاعتقاد وتنظيم الشهوات
***********************************
لهذا فإنني اعجب اشد العجب من بعض المفكرين والدعاة ان يدعو إلى الاخذ من تجارب الغرب في علم التربية ، وعلى الاخص مرحلة الطفولة ، وخاصة بعد التعرف على المنهج الاسلامي الصحيح للطفل .
فالطفل المسلم الذي يباشر الارتباط بالقرآن والسنة الشريفة ويكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ، هو النموذج العملي الذي يبشر لاستئناف الحياة الاسلامية على الوجه الامثل . وان التصاق الطفل بالقرآن حفظاً وتدبراً وفهما وسيزيد من قدرته الفكرية أو العقلية ، والنفسية والاجتماعية اضعافاً مضاعفة عن غيره من الاطفال .
وإن من اعجاز القرآن الكريم ان يحفظه غيبا عن ظهر قلب الصغار والكبار المسلمون الذين لا ينطقون اللغة العربية فضلا عن المسلمين الذين ينطقونها ، وان في حفظه وتكراره يحقق اهدافا سامية للطفل الحافظ منها .
1 ـ تدريب قوة الحفظ لدى الطفل ، وزيادة قوة وسرعة الاستذكار واستحضار المعلومة بدقة فائقة ، تصل الى دقة الحرف وحركته وبذلك يتفوق عقل الطفل على سرعة الحاسب الالي ( الكومبيوتر ) .
2 ـ تهذيب نفس الطفل ، وتسلحه ضد وساوس الشيطان
***********************************
وقرين السوء والنفس الأمارة بالسوء ، والشهوات المتكاثرة .
3 ـ انشغال الطفل بالعمل المفيد المثمر ، بدلاً من انشغاله المستمر في اللهو واللعب ورفقاء السوء .
4 ـ روي نبويا وثبت علمياً وواقعا « أن الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر » وبالتالي فان انشغال ذاكرة الطفل وحافظته بالقرآن الكريم سيزيدها قوة ، ونضارة ، وحيوية ، وتأثرا وتأثيراً .
5 ـ ان الذين يدعون الى عدم حفظ الطفل القرآن بحجة انه اثقال على ذاكرته ، وتحميل لها فوق طاقتها ، هم انفسهم يحمّلون اطفالهم من العلوم الدينية اضعافاً مضاعفة ، ويرهقونهم بها ، في حين ان الطفل المرتبط اقدر على حفظ العلوم الدنيوية ولانه يملك رصيدا من حفظ القرآن والسنة ، وهو الحفظ والفهم ، وأصبحت لديه عادة وملكة ، فهو اقدر من غيره على التقدم .
6 ـ ان نبغاء الامة الاسلامية عبر تاريخها الاربعة عشر قرنا تميزوا بحفظ القرآن دون السابعة او تصدوا لمجالس العلم في السادسة عشرة . وحتى العشرين من عمرهم ، في حين نرى ان التخرج من الجامعة اليوم . لا يمكن ان يحصل في اقل من واحد وعشرين عاما . فضلا عن قدرة الخريج للتصدر اي التعليم بشكل جيد ، فضلا عن الامتياز فضلا عن التفوق في التدريس .
***********************************
7 ـ ان المؤتمرات الدولية حول جنايات الاحداث التي تعقد في كل سنة تصرخ بجرائم الاحداث والاطفال ، وما ذلك إلا لفشل تلك المناهج التي توجه الاطفال وتربيهم ، في حين لم تسجل تلك الجنايات اي رقم بالنسبة للطفل المسلم الملتزم فكفى بالنتيجة عبرة لأولي العقول والألباب .
8 ـ ليعلم الاباء ان غاية وجودهم هو عبادة الله تعالى ، وأهم واجب في مسؤوليتهما تجاه الله تعالى ، عدم إضاعة اطفالهم . ويتم لهم ذلك بربط الطفل بالقرآن وسيرة خير الانام ، رسول الله ( ص ) وبالتالي فإن الهدف لتربية الاطفال تربية إيمانية ، إسلامية ، قرآنية ، نبوية ، هو أساس الحياة كل مسلم غيور على دينه ، صادق في اسلامه .
9 ـ ان القرآن الكريم كتاب الله ، المعجز برسمه ( طريقه كتابته ) وحرفه وكلمته . ونظمه ، وسياقه ، ومعانيه، وقراءاته ، وتجويده ، والذي حفظ من الضياع .
***********************************
توضيح مفهوم الحب
الحب بالنسبة للطفل لمسات حانية ، ومناغاة ومداعبة ، واشباع لرغباته في الطعام والشراب والدمى ، كما يستشعره الطفل ايضا في حمايته من الاخطار ـ والسمر على راحته وايثاره عما عداه الحب إذن عاطفه هامه ضرورية للطفل سواء في الناحية النفسية او البدنية ، واي احساس للطفل بحرمانه منه ، يورثه الكثير من الاضطرابات والعلل النفسية والبدنية .
وبعد ان ينمو الطفل ويشتد اختلاطه وارتباطه بالمجتمع من حوله . ويزيد محصوله من الخبرة والثقافة ، ويشاهد الكثير من الوقائع والاحداث ، يفهم تدريجيا أن للحب معاني أخرى ، نفصل بعلاقة الرجل بالمرأة ولا يخفى عليه ما يتصل بذلك من أمور تبعث على الخجل ، وتستوجب الحذر والكتمان ، إنها قضية تمس « الجنس » وعلى الرغم من ان الطفل في معظم مراحل عمره ـ حتى العاشرة أو الحادية عشرة ـ لا يدرك المعنى الحقيقي للعلاقة الجنسية ، الا انه يفهم من خلال ما يجري ويحدث امامه . أن هناك امور شائكة وقد تكون شائنة ومخجلة ، وترتبط بالمعصية او الخطيئة ، وتستوجب سخط الله واشمئزاز الناس ، ورفض المجتمع ، ويتعجب الطفل : لماذا يقدم بعض الافراد على ارتكاب شيء
***********************************
مؤسف كهذا ، عندئذ تتشوه كلمة العشق والحب في عقله ، ويصبح للحب من هذا النوع مدلولاً خاصا يبعث على الخوف والعلق بل والعار أحيانا ، فكيف يتناول الذين يكتبون للأطفال قضية الحب ذلك ؟
أولا : التأكيد مع أهمية الحب وضرورته في الحياة لهم ولغيرهم .
ثانياً : الحب عاطفة طاهرة دائماً .
ثالثا : الحب الحقيقي يقتضي التقبل والعطاء ، اي تحب الناس كما يحبونك .
رابعاً : ان الله يحبنا ، وعلينا ان نحبه ونحب رسوله .
خامسا : الحب لا تعني الانانية . بل يسمو ويعظم إذا اعطينا وضحينا .
سادساً : نحن نحب الام والاب والاخوة والاخوات ، وهم لذلك يحبوننا ونحن الاصدقاء والجيران والمعلمين ، ولا نكره إلا الشر والفساد والظلم والغدر والخيانة وما الى ذلك من السلوكيات والصفات الأخلاقية الذميمة .
سابعا : حب الوطن الذي ننتمي اليه .
وعلينا ان نتعامل مع ابناء وطننا بالحب ولا نكره من يخالفوننا في العقيدة ، ولكن نتمنى لهم الهداية وتأمل ان تتسم علاقتنا بهم بالتعاون وحسن الجوار
***********************************
وتبادل المنفعة التي تعود على الجميع بالخير .
ثامناً : نحب القيم العليا إرضاءً لله : وتحقيقا للسعادة للناس اجمعين .
تاسعا : نحب العلم واهله والسعي في سبيله تقربا الى الله . وارتفاعا بمستوانا . وخدمة لمجتمعنا ، وتخفيفا لانسانيتنا ورسالتنا على هذه الارض .
عاشرا : ونؤمن بالحب الصافي في المطهر ، لانه يسعد نفوسنا ، ويحقق لها التوازن والسعادة والاطمئنان ويشفي الكثير من جراحها وعللها .
فعلينا ان نزرع الاستقرار والاطمئنان في قلب الطفل وان نستئصل نوازع الأنانية ، او نخفف على الاقل من غلوائها ، ونساهم في تحجيمها . وجعلها في أضيق نطاق ممكن . وخاصة ان الطفل في بداية رحلة الحياة يحب الاستئثار بكل شيء ويحاول الاستحواذ على ما بيد الآخرين ، والانكى من ذلك انه يعتبر ذلك من حقه المطلق ، ويبكي ويصرخ ويحتج عندما يحاول احد كبح جماحه ، دون ان يدري ان تلك الانانية خطرها حق بالنسبة له . إذا لم نروضه على التخلص
***********************************
بعض آثارها تدريجياً
فإني مارس الاسرة ـ ومتطلبات الحياة ،
المحبة من قبل جميع الناس ، وخاصة بين الارحام وعلى الاخص تجاه الاطفال ضروري جدا . ذلك ان المحبة تعتبر عاملا من عوامل سلامة الجسم والروح وسببا لشفاء الفرد من الكثير من الاضطرابات السلوكية والاخلاقية وعاملا لإغناء الاواصر الانسانية ، وسببا لسلامة التعامل بين الناس :
مخاطر الحرمان من المحبة
لقد اجريت بعض الدراسات التي أظهرت نتائجها طبيعة لخاطر النابحة ، عن عدم المحبة والحرمان منها او عدم كفايتها والنقاط الواردة ادناه تمثّل لمخاطرها الناجمة عن الحرمان في هذا المجال ؟
1 ـ الفم والاضطراب :
ان الطفل المحروم من المحبّة كالمحروم من الطعام ويجب ان نتداركه ونمدّ له يد العون ، ذلك ان الفم والاضطراب الناجمين عن ذلك يؤديان الى انحراف الطفل . ولو وضعت يدك على قلبه لاطّلعت على مقدار الألم الذي اصابه : والأنين المتصاعد منه أنه يتجرع الالم غصة بعد غصة ، ويبكي و . . .
***********************************
2 ـ حدوث الخلل في العلاقات :
أن فقدان المحبة يتسبب في برود العلاقات بين الأولياء والأبناء ، او بين المعلم والتلاميذ . وان لا يهتم بهم ولا يصغي إلى حديثهم ولا يعير أهمية لكلامهم وتوجيهاتهم . ولا يفتح قلبة لوالديه والاخرين ولا يحتلون مكانا في نفسه .
3 ـ القساوة :
الاطفال الذين لم يتلقّوا المزيد من المحبة وحرموا منها يبدون قدرة أقل على إبراز محبتهم في المستقبل ، او أنه يشعروا بمشاعر المحبة، وعلائق المودة فيما بينهم وبين الاخرين ، وقد أثبتت التجارب أن هؤلاء الافراد لا يتحرّجون في اظهار الخشونة ، والقساوة وضرب وحرج الاخرين .
4 ـ الانحراف :
أظهرت بعض التحقيقات التي أجراها المتخصصون بالعلوم الاجتماعية ان اساس الكثير من الانحرافات والشذوذ . بما فيها الانحرافات الجنسية والسرقة والعصابات ويجب البحث عنها في مسألة المحبة ، لدرجة ان نسبة 91 % من المجرمين خلال دراسة واحده كانوا يعانون من نقص المحبّة .
5 ـ المرض :
لقد أظهرت التحقيقات ان الاطفال المطرودين والمحرومين من
***********************************
المحبّة يعانون من بعض العوارض مثل الحمى الصفراء والامراض الجلدية والنفسية . وفقدان الشهية الناجم عن نوع من فقدان الشهية النفسي ناجم في بعض الاحيان عن هذا الامر ايضا .
6 ـ التشاؤم وعدم الاهتمام :
ان الحرمان من المحبة يمهّد الارضية لحالات التشاؤم وعدم الاهتمام والعداوة ، واحيانا للثورة والتمرّد على الاخرين ، ويتسبب ايضا في إيجاد حالة الكره والتشاؤم ، ولا يتمكن الطفل ان يقيم علاقة مرضية مع الاخرين .
7 ـ النقص في النمو :
ان حالات النقص والطرد في هذا المجال تتسبب احيانا في ايجاد مبررات توقّف النمو او عدم حصول النمو النفسي لدى الافراد .
8 ـ الهروب من البيت :
و في نهاية مرحلة الطفولة واوائل مرحلة الشباب يلجأ الطفل أحيانا الى الهروب عن محيط البيت والحياة او على الاقل يلجأ الى اصدقائه اواحبائه ويميل الى قضاء معظم اوقاته خارج البيت ، و أن يقلل من فترة بقائه مع والديه .
9 ـ اضطرابات مرحلة البلوغ :
مثل هؤلاء الافراد يعانون في مرحلة البلوغ من اضطرابات وتقلبات
***********************************
شديدة ، وتتعرض ، مشاعرهم العاطفية الى الضرر ، إذ لا يمكن حمله على محبّة الاخرين ويمنحهم مودّته .
وينبغي ان يكون الانسان محبوبا اولا حتى يصبح بامكانه ان يحب الاخرين . إذ أن هؤلاء ليس بمقدورهم فيما بعد ان يكونوا سبّاقين في اظهار المحبة والمودّة .
10 ـ عدم التمتع بالحياة :
وأخيرا فان هؤلاء الافراد لا ياخذون نصيبهم من الحياة وليس بوسعهم التواقف مع ظروف الحياة الاجتماعية وينفقوا من مواهبها ، ومن الطبيعي ان يكون امثالهم افراداً غير نافعين للمجتمع ايضا .
انماط ابراز المحبة
فما هي الطريقة والاسلوب الذي ينفعه الاولياء والمربين لبراز المحبة اتجاه ابنائنا . والجواب يمكن في ان ننظر في بوابة قلب الاطفال وعيونهم لنرى كيفية تجسيد المحبة
الاطفال الرضع ولغاية السنة الثالثة من العمر يرون المحبة في الغذاء والايواء ، والمداعبة ، اذن بامكان الام ان تجسّد محبّتها لطفلها من خلال ضمّه واحتضانه وارضاعه وايوائه في الملمات والاسراع في نجدته ومساعدته .
ويمكن تجسيد المحبّة بعد هذه المرحلة من العمر من خلال توفير
***********************************
الاسباب والاشياء والاطعمة التي يرغبها . والملابس الجميلة والمداعبة والقبول .
وفي السنين التالية فان التفاخر والاعتزاز بامثال الاطفال . التقبيل والمعانقة والاحتضان . البسمة التي تنم عن الرضا . الصداقة والتحلّي بعلاقات صميمية في هذا المجال ، ومراعات حريته واستقلاله يمكن ان تمثل عوامل جدّية وبناءة .
فالمراد بذلك ان لكل سن ومرحلة من مراحل العمر حدا معينا لابدّ من مراعاته ، إذ يمكن احيانا ان تظهر محبتنا للطفل من خلال شراء قطعة من الشوكولاته او الحلوى له . وأخرى من خلال مدّ اليد للطفل وسط الجماعة ومراعاة الاحترام بين اصدقائه وحمايته ورعاية استقلاله .
الاحتياج الاكثر للمحبّة :
ان السنين الاولى من عمر الانسان كما يراها علماء النفس تمثّل مرحلة مصيرية تحدد افاق المستقبل للانسان . ويقولون بأن اللبنات الاولى للخير والشر في الانسان . والسعادة والشفاء فيه انما توضع في هذه المرحلة . وخاصة في السنوات الستة الاولى .
ومن هذا المنطلق فان الاهتمام بمتطلبات الاطفال في السنين التي تسبق مرحلة الابتدائية تحظى بأهمية بالغة . واكثر الاطفال الذين خطوا في سني الحياة الاولى بالمحبّة والثناء المناسبين بلغوا فيما بعد مراحل ودرجات عالية في الحياة . وعلى العكس منهم فالذين لم يتم اشباعهم بالمحبة في هذه المرحلة اخذوا يشعرون حتى في السنين التالية من العمر بالوحدة والانعزال .
***********************************
ودليل هذا انه قبل معركة بدر . حينما قبض الصحابه على غلام راع لقريش سألوه عن عدد الجيش ، فاذا به لا يحسن الاجابة فضربوه ، حتى اقبل النبي ( ص ) وهو عالم النفس الحقيقي بلا منازع ، فاذا به يسأل الغلام . « كم ينحر القوم من الإبل ؟ قال الغلام : بين التسعة والعشرة . فقال ( ص ) « القوم بين التسعمئة ـ والاف ، فعرف ( ص ) أن هذا الغلام لا يعرف عدد الالوف ، ولكن طاقته العقيلة تدرك عدد العشرات وعشرات اي شيء عشرات الابل التي يسهل عدّها على كل طفل : لما بها في الحجم الكبير
عظمة محبة الأم :
لا تجد ضيرا ان نذكر هنا ان كل محبة تصدر في احد الاشخاص تجاه الطفل مقبولة في الحقيقة وطبيعية . الا ان الاكثر تقبلا منها وتأثيراً على روح الطفل ونفسيته هي محبة الام . حيث يرى الطفل ان محبّة الام واحتضانها اياه كالغذاء بالنسبة له ، إذ أن عدم وجود ذلك يؤذيه ويؤلمه . انه يسعى دائما لتأمين ذلك . بيد أن البنت اكثر سعيا في هذا المجال واكثر توفيقا في الحصول على محبة الامهات من الاولاد الذكور وعلى العكس منهم فانهن يقمن علاقات افضل مع
***********************************
الاب ابتداءً من سنّ التميير .
ويأمل الطفل ان يكون في احضان امه مرة واحدة بين كل فترة واخرى . حتى انه لو خلد الى مهده ذات يوم محروما من تلك المحبة ، فانه يطلب اثناء الليل ان تأخذه الام بأحضانها ليعوض النقص الحاصل في هذا المجال خلال النهار .
إن العمل بهذه المحبة امر ضروري للنمو .. من الطبيعي ان تبرز الأمهات مثل هذه العلاقة مع الاطفال ، ولكن نريد ان نشير الى ضرورة الاهتمام الاكثر بهذا الامر مرة اخرى .
كيفية المحبّة :
يجب ان تكون المحبة بالشكل الذي يلمسه الطفل ويذوق طعمها ويقف على قيمتها العملية شخصيا . ويشعر بالاعتزاز تجاهها . ولا بأس من ان تشير الى ان المحبة تختلف عن الضرب والقرص باسم المحبة وينزعج الطفل من ذلك .
ونجد احيانا ان الامهات او غيرهن من الافراد ومن اجل اظهار محبتهم تجاه الطفل يأخذونه باحضانهم ويدغدغونه . ويعظّونه او يقرصونه بالتالي بالارهاق والتعب . إذ ان ضحك الطفل يصبح السبب في تصورهم : ان الطفل راضي بهذا الامر .
ولغرض اشعار الطفل بالمحبة ينبغي ان نتصرف بشكل يشعر معه
***********************************
الطفل بالرضا والسرور . ويجب ان نبتعد عن اي امر يؤدي الى اصابته بالكسل والارهاق ونتصرف بشكل لا يؤدي الى انزعاج الطفل وايذائه من قبلنا وان لا يتداعى اليه ايلامنا وايذائنا اياه في اليوم السابق عند اقترابه منا .
ومن الضروري ايضا ان تأخذ المحبة طابعا ثنائيا ، وبنفس الاسلوب من تعامل الله تعالى مع عباده المتمثل بقوله تعالى ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) ( ويحبهم ويحبونه ) ويجب ان يتعلم الطفل كيف يظهر محبته تجاه الاخرين وبأي اسلوب . وكيف يحافظ على احترامه للاخرين خلال عملية اظهار محبته للاخرين .
مخاطر الافراط في المحبة
ان المحبة تجاه الطفل يجب ان تنقسم بالتوازن وبعيدة عن الافراط والتفريط . اما حدود التفريط او الافراط في ذلك فيمكن معرفتها بذكر هذه العلائم .
عندما يلجأ الطفل الى التمارض . والعبث ، والفوضى ، والدلال ، والضوضاء فان ذلك يدل على عدم اشباعه بالمحبة ولابدّ من استغاثته والاهتمام به .
وعندما تجدون ان طفلا يريد ان يتذرّع بمحبة الوالدين ويتخذ منه حجة للدلال والطلب اعلموا بانه قد حظي بالمزيد من المحبة . وعليكم ان تسيطروا على اظهار محبّتكم . وعلى العموم فان
____________
1 ـ المائدة : 199 .
2 ـ المائدة : 54 .
***********************************
الافراط في المحبّة يؤدّي إلى الحاق اضرار بالغة نذكر قسما منها :
1 ـ يصبح سببا لتوقع الطفل المزيد من المحبّة من قبل الاخرين ، وعلى هذا الاساس يرى الطفل ان الوالدين والاخرين مدينون له ويسلك سلوك الدلال والتعلل معهم .
2 ـ يفقد ثقته بنفسه ، ويتعلق بالاخرين ومنهم والدته ووالده بشدة .
3 ـ ابطاء نموه الاجتماعي وتعرضه للمشاكل في علاقاته الاجتماعية .
4 ـ يستحوذ عليه التصوّر والوهم بانه يمثل مركز العالم وعلى الجميع ان يسارعوا لخدمته .
5 ـ في حالة الحرمان من المحبة بسبب الموت ، فانه يشعر بالضياع المقيت ويصبح من الصعب عليه مواصلة الحياة .
ولهذا السبب واسباب كثيرة أخرى منع الاسلام افراط الوالدين في اظهار محبتهم لاطفالهم . وقال رسول ( ص ) : ( شرّ الاباء من دعاه البر الى الافراط )
. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحبة
الحاجة الى المحبة
من الاحتياجات الاساسية والاستثنائية المهمة للأطفال هي الحاجة الى المحبة إذ يعدها بعض علماء النفس بأنها من ضمن الاحتياجات الفطرية التي تتعلّق بطبيعة الانسان ، وتتجلى هذه المسألة بصورة الحاجة الى المداعبة والحنان اللذان يمكن تتحسسيهما في الطفل منذ بداية حياته وحتى نهايتها . وإن عدم تلبية ذلك يؤدي الى ظهور الكثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية والتي قد تجرّ إحيانا الى ارتكاب الجريمة والانحراف .
ان الشعور بمحبّة الآخرين أمر يبحث على التفاؤل . وما اعظم الجهود التي يبذلها الانسان للحصول على هذه المحبّة ولا يمكن إيعاز ذلك لغير الفطرة وشوق الفرد الى الهدوء والاستقرار الجسمي واشباع الشعور بالتعلّق . ويريد الطفل ان يطمئن من خلال ذلك بأن المجتمع بالرغم من اعترافه به ولد بشكل متواضع . وتوفيره موجبات لشعوره بالامن والاستقرار من كل الوجوه . بيد أنه يريد ان يشعر في ظل مسألة المحبّة بانهم يحبوّنه وينظرون له على انه احد اعضاء اسرة هذا المجتمع .
***********************************
ظهور المحبة لدى الطفل
قلنا ان بعض المتخصصين يرون بأن اساس ذلك ومنشأه يكمن من فطرة الانسان ويلازمه طيلة حياته ، ومنذ الاشهر الثلاثة الاولى من حياة الطفل يفصح عن هذه الحاجة في نفسه . ويبرزها ويشعر بتعاظم هذه الحاجة في نفسه تدريجيا ، حتى انه ومن اجل الحصول على ذلك يلجأ أحيانا الى القاء نفسه في دوامة مبهمة ، ويسعى بشتى الطرق من اجل الحصول على ذلك ، وما اكثر الاطفال الذين يتظاهرون بالمرض من أجل استدرار عطف ومحبّة الوالدين لهم . خاصة عندما يشعرون بغفلتهم بل وحتى عندما يكون الطفل في مرحلة الرضاعة فانه يومئ لوالدته من خلال ابتسامته البرئية بانه بحاجة الى عطفها وحنانها ومحبّتها
***********************************
ان الطفوله اليوم في كافة أصقاع الارض ـ تعيش مرحلة الضياع ، والفراغ : والاعتداء عليها ، هذه الاعتداء سواء كان ماديا ، أو معنويا ، او تربويا شأنها شان الانسان الشارد عن الله تعالى . الضائع تحت ملذات الشهوات . اللاهت نحو السراب ، لان مناهج التربية الحديثة قامت دراستها على التجارب المجزية المعملية .. وعلم الاحصاء ، والتحليل الرياضي وكل هذا المنهج صحيح وسليم بالنسبة للمادة ، لان المادة تسلك سلوكا واحدا عندما تواجه تأثير معينا ، وتسلك سلوكاً واحدا متكرراً عندما تواجه تأثيرين او ثلاثة او اربعة ، على حسب المؤثرات التي تواجهها ، اما الانسان فيختلف تماما ، فهو ينتقل بسرعة عجيبة ، بين الفرح والحزن ، وبين الامل والكأبة وبين حب الحياة وحب الموت ، فهو ينتقل بين الضدين ، وبين النقيضين ، وبسرعة تفوق سرعة الخيال ، واذا كان البحث العلمي يحترم نفسه في التعرف على المنتجات من خلال مواصفات منتجيها ـ فحريٌّ به ان يتعرف الى مواصفات هذا الانسان من خالقه سبحانه بوساطة هذا القران ، ولكن هيهات هيهات ان ينصف الانسان نفسه في مسألة الاعتقاد وتنظيم الشهوات
***********************************
لهذا فإنني اعجب اشد العجب من بعض المفكرين والدعاة ان يدعو إلى الاخذ من تجارب الغرب في علم التربية ، وعلى الاخص مرحلة الطفولة ، وخاصة بعد التعرف على المنهج الاسلامي الصحيح للطفل .
فالطفل المسلم الذي يباشر الارتباط بالقرآن والسنة الشريفة ويكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ، هو النموذج العملي الذي يبشر لاستئناف الحياة الاسلامية على الوجه الامثل . وان التصاق الطفل بالقرآن حفظاً وتدبراً وفهما وسيزيد من قدرته الفكرية أو العقلية ، والنفسية والاجتماعية اضعافاً مضاعفة عن غيره من الاطفال .
وإن من اعجاز القرآن الكريم ان يحفظه غيبا عن ظهر قلب الصغار والكبار المسلمون الذين لا ينطقون اللغة العربية فضلا عن المسلمين الذين ينطقونها ، وان في حفظه وتكراره يحقق اهدافا سامية للطفل الحافظ منها .
1 ـ تدريب قوة الحفظ لدى الطفل ، وزيادة قوة وسرعة الاستذكار واستحضار المعلومة بدقة فائقة ، تصل الى دقة الحرف وحركته وبذلك يتفوق عقل الطفل على سرعة الحاسب الالي ( الكومبيوتر ) .
2 ـ تهذيب نفس الطفل ، وتسلحه ضد وساوس الشيطان
***********************************
وقرين السوء والنفس الأمارة بالسوء ، والشهوات المتكاثرة .
3 ـ انشغال الطفل بالعمل المفيد المثمر ، بدلاً من انشغاله المستمر في اللهو واللعب ورفقاء السوء .
4 ـ روي نبويا وثبت علمياً وواقعا « أن الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر » وبالتالي فان انشغال ذاكرة الطفل وحافظته بالقرآن الكريم سيزيدها قوة ، ونضارة ، وحيوية ، وتأثرا وتأثيراً .
5 ـ ان الذين يدعون الى عدم حفظ الطفل القرآن بحجة انه اثقال على ذاكرته ، وتحميل لها فوق طاقتها ، هم انفسهم يحمّلون اطفالهم من العلوم الدينية اضعافاً مضاعفة ، ويرهقونهم بها ، في حين ان الطفل المرتبط اقدر على حفظ العلوم الدنيوية ولانه يملك رصيدا من حفظ القرآن والسنة ، وهو الحفظ والفهم ، وأصبحت لديه عادة وملكة ، فهو اقدر من غيره على التقدم .
6 ـ ان نبغاء الامة الاسلامية عبر تاريخها الاربعة عشر قرنا تميزوا بحفظ القرآن دون السابعة او تصدوا لمجالس العلم في السادسة عشرة . وحتى العشرين من عمرهم ، في حين نرى ان التخرج من الجامعة اليوم . لا يمكن ان يحصل في اقل من واحد وعشرين عاما . فضلا عن قدرة الخريج للتصدر اي التعليم بشكل جيد ، فضلا عن الامتياز فضلا عن التفوق في التدريس .
***********************************
7 ـ ان المؤتمرات الدولية حول جنايات الاحداث التي تعقد في كل سنة تصرخ بجرائم الاحداث والاطفال ، وما ذلك إلا لفشل تلك المناهج التي توجه الاطفال وتربيهم ، في حين لم تسجل تلك الجنايات اي رقم بالنسبة للطفل المسلم الملتزم فكفى بالنتيجة عبرة لأولي العقول والألباب .
8 ـ ليعلم الاباء ان غاية وجودهم هو عبادة الله تعالى ، وأهم واجب في مسؤوليتهما تجاه الله تعالى ، عدم إضاعة اطفالهم . ويتم لهم ذلك بربط الطفل بالقرآن وسيرة خير الانام ، رسول الله ( ص ) وبالتالي فإن الهدف لتربية الاطفال تربية إيمانية ، إسلامية ، قرآنية ، نبوية ، هو أساس الحياة كل مسلم غيور على دينه ، صادق في اسلامه .
9 ـ ان القرآن الكريم كتاب الله ، المعجز برسمه ( طريقه كتابته ) وحرفه وكلمته . ونظمه ، وسياقه ، ومعانيه، وقراءاته ، وتجويده ، والذي حفظ من الضياع .
***********************************
توضيح مفهوم الحب
الحب بالنسبة للطفل لمسات حانية ، ومناغاة ومداعبة ، واشباع لرغباته في الطعام والشراب والدمى ، كما يستشعره الطفل ايضا في حمايته من الاخطار ـ والسمر على راحته وايثاره عما عداه الحب إذن عاطفه هامه ضرورية للطفل سواء في الناحية النفسية او البدنية ، واي احساس للطفل بحرمانه منه ، يورثه الكثير من الاضطرابات والعلل النفسية والبدنية .
وبعد ان ينمو الطفل ويشتد اختلاطه وارتباطه بالمجتمع من حوله . ويزيد محصوله من الخبرة والثقافة ، ويشاهد الكثير من الوقائع والاحداث ، يفهم تدريجيا أن للحب معاني أخرى ، نفصل بعلاقة الرجل بالمرأة ولا يخفى عليه ما يتصل بذلك من أمور تبعث على الخجل ، وتستوجب الحذر والكتمان ، إنها قضية تمس « الجنس » وعلى الرغم من ان الطفل في معظم مراحل عمره ـ حتى العاشرة أو الحادية عشرة ـ لا يدرك المعنى الحقيقي للعلاقة الجنسية ، الا انه يفهم من خلال ما يجري ويحدث امامه . أن هناك امور شائكة وقد تكون شائنة ومخجلة ، وترتبط بالمعصية او الخطيئة ، وتستوجب سخط الله واشمئزاز الناس ، ورفض المجتمع ، ويتعجب الطفل : لماذا يقدم بعض الافراد على ارتكاب شيء
***********************************
مؤسف كهذا ، عندئذ تتشوه كلمة العشق والحب في عقله ، ويصبح للحب من هذا النوع مدلولاً خاصا يبعث على الخوف والعلق بل والعار أحيانا ، فكيف يتناول الذين يكتبون للأطفال قضية الحب ذلك ؟
أولا : التأكيد مع أهمية الحب وضرورته في الحياة لهم ولغيرهم .
ثانياً : الحب عاطفة طاهرة دائماً .
ثالثا : الحب الحقيقي يقتضي التقبل والعطاء ، اي تحب الناس كما يحبونك .
رابعاً : ان الله يحبنا ، وعلينا ان نحبه ونحب رسوله .
خامسا : الحب لا تعني الانانية . بل يسمو ويعظم إذا اعطينا وضحينا .
سادساً : نحن نحب الام والاب والاخوة والاخوات ، وهم لذلك يحبوننا ونحن الاصدقاء والجيران والمعلمين ، ولا نكره إلا الشر والفساد والظلم والغدر والخيانة وما الى ذلك من السلوكيات والصفات الأخلاقية الذميمة .
سابعا : حب الوطن الذي ننتمي اليه .
وعلينا ان نتعامل مع ابناء وطننا بالحب ولا نكره من يخالفوننا في العقيدة ، ولكن نتمنى لهم الهداية وتأمل ان تتسم علاقتنا بهم بالتعاون وحسن الجوار
***********************************
وتبادل المنفعة التي تعود على الجميع بالخير .
ثامناً : نحب القيم العليا إرضاءً لله : وتحقيقا للسعادة للناس اجمعين .
تاسعا : نحب العلم واهله والسعي في سبيله تقربا الى الله . وارتفاعا بمستوانا . وخدمة لمجتمعنا ، وتخفيفا لانسانيتنا ورسالتنا على هذه الارض .
عاشرا : ونؤمن بالحب الصافي في المطهر ، لانه يسعد نفوسنا ، ويحقق لها التوازن والسعادة والاطمئنان ويشفي الكثير من جراحها وعللها .
فعلينا ان نزرع الاستقرار والاطمئنان في قلب الطفل وان نستئصل نوازع الأنانية ، او نخفف على الاقل من غلوائها ، ونساهم في تحجيمها . وجعلها في أضيق نطاق ممكن . وخاصة ان الطفل في بداية رحلة الحياة يحب الاستئثار بكل شيء ويحاول الاستحواذ على ما بيد الآخرين ، والانكى من ذلك انه يعتبر ذلك من حقه المطلق ، ويبكي ويصرخ ويحتج عندما يحاول احد كبح جماحه ، دون ان يدري ان تلك الانانية خطرها حق بالنسبة له . إذا لم نروضه على التخلص
***********************************
بعض آثارها تدريجياً
فإني مارس الاسرة ـ ومتطلبات الحياة ،
المحبة من قبل جميع الناس ، وخاصة بين الارحام وعلى الاخص تجاه الاطفال ضروري جدا . ذلك ان المحبة تعتبر عاملا من عوامل سلامة الجسم والروح وسببا لشفاء الفرد من الكثير من الاضطرابات السلوكية والاخلاقية وعاملا لإغناء الاواصر الانسانية ، وسببا لسلامة التعامل بين الناس :
مخاطر الحرمان من المحبة
لقد اجريت بعض الدراسات التي أظهرت نتائجها طبيعة لخاطر النابحة ، عن عدم المحبة والحرمان منها او عدم كفايتها والنقاط الواردة ادناه تمثّل لمخاطرها الناجمة عن الحرمان في هذا المجال ؟
1 ـ الفم والاضطراب :
ان الطفل المحروم من المحبّة كالمحروم من الطعام ويجب ان نتداركه ونمدّ له يد العون ، ذلك ان الفم والاضطراب الناجمين عن ذلك يؤديان الى انحراف الطفل . ولو وضعت يدك على قلبه لاطّلعت على مقدار الألم الذي اصابه : والأنين المتصاعد منه أنه يتجرع الالم غصة بعد غصة ، ويبكي و . . .
***********************************
2 ـ حدوث الخلل في العلاقات :
أن فقدان المحبة يتسبب في برود العلاقات بين الأولياء والأبناء ، او بين المعلم والتلاميذ . وان لا يهتم بهم ولا يصغي إلى حديثهم ولا يعير أهمية لكلامهم وتوجيهاتهم . ولا يفتح قلبة لوالديه والاخرين ولا يحتلون مكانا في نفسه .
3 ـ القساوة :
الاطفال الذين لم يتلقّوا المزيد من المحبة وحرموا منها يبدون قدرة أقل على إبراز محبتهم في المستقبل ، او أنه يشعروا بمشاعر المحبة، وعلائق المودة فيما بينهم وبين الاخرين ، وقد أثبتت التجارب أن هؤلاء الافراد لا يتحرّجون في اظهار الخشونة ، والقساوة وضرب وحرج الاخرين .
4 ـ الانحراف :
أظهرت بعض التحقيقات التي أجراها المتخصصون بالعلوم الاجتماعية ان اساس الكثير من الانحرافات والشذوذ . بما فيها الانحرافات الجنسية والسرقة والعصابات ويجب البحث عنها في مسألة المحبة ، لدرجة ان نسبة 91 % من المجرمين خلال دراسة واحده كانوا يعانون من نقص المحبّة .
5 ـ المرض :
لقد أظهرت التحقيقات ان الاطفال المطرودين والمحرومين من
***********************************
المحبّة يعانون من بعض العوارض مثل الحمى الصفراء والامراض الجلدية والنفسية . وفقدان الشهية الناجم عن نوع من فقدان الشهية النفسي ناجم في بعض الاحيان عن هذا الامر ايضا .
6 ـ التشاؤم وعدم الاهتمام :
ان الحرمان من المحبة يمهّد الارضية لحالات التشاؤم وعدم الاهتمام والعداوة ، واحيانا للثورة والتمرّد على الاخرين ، ويتسبب ايضا في إيجاد حالة الكره والتشاؤم ، ولا يتمكن الطفل ان يقيم علاقة مرضية مع الاخرين .
7 ـ النقص في النمو :
ان حالات النقص والطرد في هذا المجال تتسبب احيانا في ايجاد مبررات توقّف النمو او عدم حصول النمو النفسي لدى الافراد .
8 ـ الهروب من البيت :
و في نهاية مرحلة الطفولة واوائل مرحلة الشباب يلجأ الطفل أحيانا الى الهروب عن محيط البيت والحياة او على الاقل يلجأ الى اصدقائه اواحبائه ويميل الى قضاء معظم اوقاته خارج البيت ، و أن يقلل من فترة بقائه مع والديه .
9 ـ اضطرابات مرحلة البلوغ :
مثل هؤلاء الافراد يعانون في مرحلة البلوغ من اضطرابات وتقلبات
***********************************
شديدة ، وتتعرض ، مشاعرهم العاطفية الى الضرر ، إذ لا يمكن حمله على محبّة الاخرين ويمنحهم مودّته .
وينبغي ان يكون الانسان محبوبا اولا حتى يصبح بامكانه ان يحب الاخرين . إذ أن هؤلاء ليس بمقدورهم فيما بعد ان يكونوا سبّاقين في اظهار المحبة والمودّة .
10 ـ عدم التمتع بالحياة :
وأخيرا فان هؤلاء الافراد لا ياخذون نصيبهم من الحياة وليس بوسعهم التواقف مع ظروف الحياة الاجتماعية وينفقوا من مواهبها ، ومن الطبيعي ان يكون امثالهم افراداً غير نافعين للمجتمع ايضا .
انماط ابراز المحبة
فما هي الطريقة والاسلوب الذي ينفعه الاولياء والمربين لبراز المحبة اتجاه ابنائنا . والجواب يمكن في ان ننظر في بوابة قلب الاطفال وعيونهم لنرى كيفية تجسيد المحبة
الاطفال الرضع ولغاية السنة الثالثة من العمر يرون المحبة في الغذاء والايواء ، والمداعبة ، اذن بامكان الام ان تجسّد محبّتها لطفلها من خلال ضمّه واحتضانه وارضاعه وايوائه في الملمات والاسراع في نجدته ومساعدته .
ويمكن تجسيد المحبّة بعد هذه المرحلة من العمر من خلال توفير
***********************************
الاسباب والاشياء والاطعمة التي يرغبها . والملابس الجميلة والمداعبة والقبول .
وفي السنين التالية فان التفاخر والاعتزاز بامثال الاطفال . التقبيل والمعانقة والاحتضان . البسمة التي تنم عن الرضا . الصداقة والتحلّي بعلاقات صميمية في هذا المجال ، ومراعات حريته واستقلاله يمكن ان تمثل عوامل جدّية وبناءة .
فالمراد بذلك ان لكل سن ومرحلة من مراحل العمر حدا معينا لابدّ من مراعاته ، إذ يمكن احيانا ان تظهر محبتنا للطفل من خلال شراء قطعة من الشوكولاته او الحلوى له . وأخرى من خلال مدّ اليد للطفل وسط الجماعة ومراعاة الاحترام بين اصدقائه وحمايته ورعاية استقلاله .
الاحتياج الاكثر للمحبّة :
ان السنين الاولى من عمر الانسان كما يراها علماء النفس تمثّل مرحلة مصيرية تحدد افاق المستقبل للانسان . ويقولون بأن اللبنات الاولى للخير والشر في الانسان . والسعادة والشفاء فيه انما توضع في هذه المرحلة . وخاصة في السنوات الستة الاولى .
ومن هذا المنطلق فان الاهتمام بمتطلبات الاطفال في السنين التي تسبق مرحلة الابتدائية تحظى بأهمية بالغة . واكثر الاطفال الذين خطوا في سني الحياة الاولى بالمحبّة والثناء المناسبين بلغوا فيما بعد مراحل ودرجات عالية في الحياة . وعلى العكس منهم فالذين لم يتم اشباعهم بالمحبة في هذه المرحلة اخذوا يشعرون حتى في السنين التالية من العمر بالوحدة والانعزال .
***********************************
ودليل هذا انه قبل معركة بدر . حينما قبض الصحابه على غلام راع لقريش سألوه عن عدد الجيش ، فاذا به لا يحسن الاجابة فضربوه ، حتى اقبل النبي ( ص ) وهو عالم النفس الحقيقي بلا منازع ، فاذا به يسأل الغلام . « كم ينحر القوم من الإبل ؟ قال الغلام : بين التسعة والعشرة . فقال ( ص ) « القوم بين التسعمئة ـ والاف ، فعرف ( ص ) أن هذا الغلام لا يعرف عدد الالوف ، ولكن طاقته العقيلة تدرك عدد العشرات وعشرات اي شيء عشرات الابل التي يسهل عدّها على كل طفل : لما بها في الحجم الكبير
عظمة محبة الأم :
لا تجد ضيرا ان نذكر هنا ان كل محبة تصدر في احد الاشخاص تجاه الطفل مقبولة في الحقيقة وطبيعية . الا ان الاكثر تقبلا منها وتأثيراً على روح الطفل ونفسيته هي محبة الام . حيث يرى الطفل ان محبّة الام واحتضانها اياه كالغذاء بالنسبة له ، إذ أن عدم وجود ذلك يؤذيه ويؤلمه . انه يسعى دائما لتأمين ذلك . بيد أن البنت اكثر سعيا في هذا المجال واكثر توفيقا في الحصول على محبة الامهات من الاولاد الذكور وعلى العكس منهم فانهن يقمن علاقات افضل مع
***********************************
الاب ابتداءً من سنّ التميير .
ويأمل الطفل ان يكون في احضان امه مرة واحدة بين كل فترة واخرى . حتى انه لو خلد الى مهده ذات يوم محروما من تلك المحبة ، فانه يطلب اثناء الليل ان تأخذه الام بأحضانها ليعوض النقص الحاصل في هذا المجال خلال النهار .
إن العمل بهذه المحبة امر ضروري للنمو .. من الطبيعي ان تبرز الأمهات مثل هذه العلاقة مع الاطفال ، ولكن نريد ان نشير الى ضرورة الاهتمام الاكثر بهذا الامر مرة اخرى .
كيفية المحبّة :
يجب ان تكون المحبة بالشكل الذي يلمسه الطفل ويذوق طعمها ويقف على قيمتها العملية شخصيا . ويشعر بالاعتزاز تجاهها . ولا بأس من ان تشير الى ان المحبة تختلف عن الضرب والقرص باسم المحبة وينزعج الطفل من ذلك .
ونجد احيانا ان الامهات او غيرهن من الافراد ومن اجل اظهار محبتهم تجاه الطفل يأخذونه باحضانهم ويدغدغونه . ويعظّونه او يقرصونه بالتالي بالارهاق والتعب . إذ ان ضحك الطفل يصبح السبب في تصورهم : ان الطفل راضي بهذا الامر .
ولغرض اشعار الطفل بالمحبة ينبغي ان نتصرف بشكل يشعر معه
***********************************
الطفل بالرضا والسرور . ويجب ان نبتعد عن اي امر يؤدي الى اصابته بالكسل والارهاق ونتصرف بشكل لا يؤدي الى انزعاج الطفل وايذائه من قبلنا وان لا يتداعى اليه ايلامنا وايذائنا اياه في اليوم السابق عند اقترابه منا .
ومن الضروري ايضا ان تأخذ المحبة طابعا ثنائيا ، وبنفس الاسلوب من تعامل الله تعالى مع عباده المتمثل بقوله تعالى ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) ( ويحبهم ويحبونه ) ويجب ان يتعلم الطفل كيف يظهر محبته تجاه الاخرين وبأي اسلوب . وكيف يحافظ على احترامه للاخرين خلال عملية اظهار محبته للاخرين .
مخاطر الافراط في المحبة
ان المحبة تجاه الطفل يجب ان تنقسم بالتوازن وبعيدة عن الافراط والتفريط . اما حدود التفريط او الافراط في ذلك فيمكن معرفتها بذكر هذه العلائم .
عندما يلجأ الطفل الى التمارض . والعبث ، والفوضى ، والدلال ، والضوضاء فان ذلك يدل على عدم اشباعه بالمحبة ولابدّ من استغاثته والاهتمام به .
وعندما تجدون ان طفلا يريد ان يتذرّع بمحبة الوالدين ويتخذ منه حجة للدلال والطلب اعلموا بانه قد حظي بالمزيد من المحبة . وعليكم ان تسيطروا على اظهار محبّتكم . وعلى العموم فان
____________
1 ـ المائدة : 199 .
2 ـ المائدة : 54 .
***********************************
الافراط في المحبّة يؤدّي إلى الحاق اضرار بالغة نذكر قسما منها :
1 ـ يصبح سببا لتوقع الطفل المزيد من المحبّة من قبل الاخرين ، وعلى هذا الاساس يرى الطفل ان الوالدين والاخرين مدينون له ويسلك سلوك الدلال والتعلل معهم .
2 ـ يفقد ثقته بنفسه ، ويتعلق بالاخرين ومنهم والدته ووالده بشدة .
3 ـ ابطاء نموه الاجتماعي وتعرضه للمشاكل في علاقاته الاجتماعية .
4 ـ يستحوذ عليه التصوّر والوهم بانه يمثل مركز العالم وعلى الجميع ان يسارعوا لخدمته .
5 ـ في حالة الحرمان من المحبة بسبب الموت ، فانه يشعر بالضياع المقيت ويصبح من الصعب عليه مواصلة الحياة .
ولهذا السبب واسباب كثيرة أخرى منع الاسلام افراط الوالدين في اظهار محبتهم لاطفالهم . وقال رسول ( ص ) : ( شرّ الاباء من دعاه البر الى الافراط )
==================================
مشكوره يا رباط على المواصيع الجميله
ووحشاني جدا والله ويارب تكوني بخير على طول
ووحشاني جدا والله ويارب تكوني بخير على طول
__________________________________________________ __________
تسلمي يا مروة
ووالله انتي كمان وحشاني
بس انا عارفة انه ولي العهد راح ياخذ غالبية وقتك
الله يعينك
وربنا يحفظلك زوجك وابك يا رب
ووالله انتي كمان وحشاني
بس انا عارفة انه ولي العهد راح ياخذ غالبية وقتك
الله يعينك
وربنا يحفظلك زوجك وابك يا رب
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________