إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

--- فن العتاب و المصارحة --- ** النافذة الاجتماعية **(متميز) -مجتمع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • --- فن العتاب و المصارحة --- ** النافذة الاجتماعية **(متميز) -مجتمع

    عنوان الموضوع : --- فن العتاب و المصارحة --- ** النافذة الاجتماعية **(متميز) -مجتمع
    مقدم من طرف منتديات أميرات









    سلمى و نور و علياء جارات في نفس البناء
    علاقتهم جيدة ببعض يتزاورون و يتسوقون و يستمتعون باوقاتهم معا
    في يوم قامت نور بعمل وليمة دعت اليها الاقارب و الصديقات بمناسبة ترقية زوجها
    و كانت من ضمن الحاضرات بالطبع سلمى و علياء
    كانت نور منشغلة جدا ما بين تحضير المأكولات و تنسيق الطاولة و الترحيب بالضيوف و تلبية طلبات الموجودين
    و في معمعة العمل و الجهد سلمت على الحاضرين و نسيت أن تسلم على علياء
    ...لانها ظنت أنها سلمت عليها فعلا
    فوجئت علياء بذلك التصرف و شعرت بحرج شديد عندما مدت يدها لنور للسلام عليها في نفس اللحظة التي أدارت فيها نور ظهرها لتستقبل ضيوفا آخرين

    غضبت علياء غضبا شديدا و شعرت بالاهانة فقد ظنت ان الامر متعمد
    ذهبت الى نور في المطبخ و باعلى صوتها صرخت : كيف تتصرفين معي بتلك الطريقة?!
    بعد كل تلك العشرة أهذا ما أستحقه ?! أتلك هي صداقتك ??
    و دون أن تسمح لنور التي كانت في قمة الذهول بأي كلمة بسرعة الريح غادرت المكان وسط دهشة الحاضرين وتعجبهم



    و بعدها دار الحديث بين الجارات عن ما حصل و علمت نور بالسبب الذي دفع علياء لتصرفها
    أقسمت أنها لم تكن تقصد و لم يكن ما حصل متعمدا
    و لكنها أيضا أكدت أن ما فعلته علياء من احراج لها أمام الضيوف أمر غير مقبول و انها لا تريد رؤية وجهها بعد اليوم
    علمت علياء ما حصل ... و علمت نور ما حصل لكن كان من المستحيل أن تعود المياه الى مجاريها و العلاقات الى سابق عهدها




    في وقت لاحق و بعيدا عن الموقف الاول
    اتصلت سلمى مرة بعلياء لتعرف أخبارها و تطمئن عليها
    ردت علياء بارتباك على الهاتف و تكلمت مع سلمى لكن بكل برود
    و أوحت طريقة كلامها الى سلمى انها لا ترغب باكمال الحديث معها
    بل أنها اعتذرت في منتصف المكالمة و قالت لسلمى : عزيزتي سأتصل فيك لاحقا.. و أقفلت السماعة و لم تعاود الاتصال
    مرة اخرى في يوم اخر حاولت سلمى الاتصال بعلياء فحدث معها نفس الشيء
    محادثة باردة و صمت تقطعه بعض الكلمات
    ردود مقتضبة و نبرة صوت باهتة ...

    طلبت سلمى في يوم آخر زيارة علياء فاعتذرت أنها مشغولة في المنزل بتدريس أولادها .. لكنها رأتها في نفس اليوم خارجة من البيت الى مكان ما !
    انزعجت سلمى كثيرا من تصرفات علياء و فاض فيها الكيل

    مع تكرر الموقف عدة مرات حاك الشيطان في نفس سلمى
    فشعرت بالغضب الشديد و عزت عليها نفسها
    و اتصلت مرة أخرى بعلياء اخبرتها انها منزعجة جدا مما فعلته
    و قالت : ليس من حقك معاملتي بهذا االازدراء
    ان كنت لا ترغبين بعلاقتنا يمكننا قطعها فورا
    أما أنا نفسي غالية علي و كرامتي مهمة عندي




    استغربت علياء و حاولت تهدئة سلمى أخبرتها ان لا علاقة لها ببرودها
    و أن سبب ما لاحظته من جمود هو مشاكل شخصية تمر بها علياء و لم تدرك أنها كانت تعكس لهذه الدرجة على تصرفاتها و حديثها
    قالت لها : أما عندما رغبت زيارتي فقد كنت في حالة بكاء و تعب نفسي لا تسمح لي باستقبال أحد
    و عندما رايتني خارجة فقد ذهبت لزيارة امي المريضة التي نقلت يومها الى المشفى لارتفاع مفاجئ في ضغط الدم
    انت فهمتيني غلط و لم اقصد أبدا ما وصل اليك اهدئي و لا تظني بي ظن السوء

    و رغم صعوبة الموقف الا ان سلمى ادركت انها فهمت الامور بشكل خاطئ و عادت الامور بالتدريج الى سابق عهدها



    نجد في كلا الموقفين السابقين سوء تصرف
    و عدم احسان لفن العتاب و المصارحة ..

    العتاب يصفي النفوس و يزيل الخلافات و يجدد العلاقات
    و ينقيها أولا بأول
    فكثير ما نتوهم امورا و نفهمها خطا ممن حولنا
    تصل الينا بشكل آخر و تترك في أنفسنا أثرا سلبيا ان لم نتعامل معها بشكل صحيح
    و يجد الشيطان بيئة خصبة ليوقع بين الاحباء و الاصدقاء

    للعتاب فن و للمصارحة أصول لتؤدي ما ترنو اليه و تكون ذات فائدة

    ففي الموقف الاول و كمان رأينا ما حصل بين علياء و نور
    بسبب سوء فهم بسيط الا ان سوء التصرف و توقع سوء النية من قبل علياء
    جعل الامور تسوء .. و حالت سرعة رد الفعل و الانفعال من أن تفهم السبب الحقيقي لتصرف أغضبها
    و أدى الأمر الى اصعب من ذلك بحيث قطعت العلاقة بينهما و خسرتا بعضهما ..

    بينما كان الاولى بعلياء أن تمسك أعصابها و كما أخبرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام ( لا تغضب )
    فتتمهل و تنتظر و لا تقوم ساعة الغضب بمصارحة لأن ما فعلته لا يعتبر تحت بند العتاب و المصارحة
    فهي قامت بالصراخ غاضبة و أحرجت صاحبة المنزل نور امام الجميع
    و تحدثت بتحقير و غضب و عصبية
    فما كانت النتيجة الا سلبية

    و كان يجب أن تتعقل و تحسن الظن أولا ثم تنتظر الفرصة المناسبة لتصارح نور و تعاتبها بمحبة على ما فعلته
    فتستمع الى ما ستقوله و تزن الامور بعقلها و تعطي فرصة لنور للتعبير عن نفسها فلا تفرض أحكاما دون أن تستمع و لا تقطع الود دون سبب حقيقي
    لقد انتهت علاقتهما بسبب اللاشيء !




    و أما في الموقف الثاني و لو كان أقل حدة و خاليا من الخسائر تقريبا
    فقد سمحت سلمى للشيطان أن يشككها بصديقتها
    و جعلت السلبيات تتراكم في نفسها و مشاعر الغضب تكبر و تكبر يوما عن يوم و بعد كل مكالمة أو تصرف
    كما ان تلك الحالة جعلتها تربط كل ما تقوم به علياء بشكل سلبي بالفكرة التي توطنت في ذهنها
    و هي أن علياء تتهرب منها و لا ترغب بها و تفتعل الحجج للبعد عنها بل و ربما ترغب في قطع علاقتهما

    الافضل كان أن لا تترك لخيالها العنان ليسرح فيهيأ لها امورا و يجعلها تربط الاحداث التي تكون غالبا عفوية و لا ترمي الى شيء و لا قصد منها
    انما الحبس في القلب و وسوسة الشيطان تسول لها أن كل شيء له سبب و هدف
    يصب ضدها في النهاية

    و كان المفترض ان التبس عليها الامر و لم تقدر على الخلاص من التفكير به
    كما يحدث احيانا عندما يعلق الموقف في قلوبنا و عقولنا
    عندها كان عليها المباشرة في مصارحة علياء و عتابها باصول العتاب الصحيح
    و المصارحة البناءة
    فتطلب منها الحديث وجها لوجه بينهما فقط و بشكل هادئ و عقلاني تبدأ
    بتحديثها عن مشاعرها و ما أوحت به تصرفات علياء لها الايام الماضية
    تخبرها انها شعرت انها تتهرب منها و شعرت بالنفور من قبلها
    و لم ترغب ان يوقع الشيطان بينهما و يخرب اخوتهما في الله
    فتطلب مفاتحة و تبريرا منها
    و بذلك تعرف السبب الحقيقي لتصرفات علياء أو على الاقل أنها غير مقصودة بها
    و المسلم كيس فطن .. تظهر له الحقائق سريعا و يستنبطها مباشرة
    و الاسلام أمرنا أن نلتمس لآخوتنا سبعين عذرا




    العتاب يغسل القلوب و ينقي النفس من الشوائب و يطهر العلاقات من شباك الشيطان و خبائثه

    فتكون علاقاتنا شفافة طيبة حقيقية صادقة
    أكثر تفهما و اخوية و ترابطا

    و لا نضطر للابتسامة الزائفة او التواصل الشكلي
    بل تكون علاقاتنا لوجه الله و نلتمس الاعذار و الاسباب للاخرين
    و ننتزع الشك و سوء الظن من قلوبنا
    العتاب فن يرجو من يتقنه
    فيحقق مبتغاه و يصل غاليته
    فكثرته تميت المحبة و غيابه يزيف العلاقات و يجمدها

    له آداب و مبادئ ليصل الى القلوب
    علينا التزامها لنعرف كيف نستخدمه و نستغله...

    فلا يفقد قيمته و لا تضيع هيبته
    و لا يكون جارحا بل مداويا ... لطيفا لا قاسيا
    معبرا عن الحب و الود لا البغض و الضغينة

    و من يعلم ربما كان يمكن إنقاذ الكثير من العلاقات و فض الكثير من الخلافات
    لو كان هناك من يتقن و يحترم فن العتاب


    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    بارك الله فيك

    و خلق الإنسان عجولة ....

    و أصبح الشيطان يسير في عروقنا ....للأسف

    مواقف حقيقية و معبرة فعلا .

    و لكل شيء فن و لكل شيء يجب أن يؤخد بعين الإهتمام و أن نتعلم كيف نتعامل مغ الغير

    ....


    جزاك الله خير

    __________________________________________________ __________
    بارك الله فيك

    __________________________________________________ __________
    بارك الله فيك ...الصداقه شيء ثمين وفي هذا الزمن صعب ان نجد الصداقه الحقيقه الصديقه التي تغفر وتسامح وتتقبل العتاب لان المثل يقول الذي يحب يعاتب لان العتاب يشرح ويفسر الموقف فتصفى القلوب ان شاءالله ...

    __________________________________________________ __________

    كتبت بواسطة ☺ أم إبراهيم☺
    بارك الله فيك

    و خلق الإنسان عجولة ....

    و أصبح الشيطان يسير في عروقنا ....للأسف

    مواقف حقيقية و معبرة فعلا .

    و لكل شيء فن و لكل شيء يجب أن يؤخد بعين الإهتمام و أن نتعلم كيف نتعامل مغ الغير

    ....


    جزاك الله خير



    أهلا بك غاليتي ام ابراهيم
    اسعدني مرورك حبيبتي
    فعلا نحتاج الى الصبر و التأني في الحكم على الناس
    و استباق حسن الظن و التماس الاعذار
    و في نفس الوقت المصارحة البناءة و تنقية اقلوب و تجديد العلاقات
    بارك الله فيك

    __________________________________________________ __________

    كتبت بواسطة **ام ريان **
    بارك الله فيك



    و فيك اختي

    ماشاء الله موضوع هام ومعالجة أكثر من رائعة



    العتاب يصفي النفوس و يزيل الخلافات و يجدد العلاقات
    و ينقيها أولا بأول
    فكثير ما نتوهم امورا و نفهمها خطا ممن حولنا
    تصل الينا بشكل آخر و تترك في أنفسنا أثرا سلبيا ان لم نتعامل معها بشكل صحيح
    و يجد الشيطان بيئة خصبة ليوقع بين الاحباء و الاصدقاء



    نعم حبيبتي أمر وارد ، وقد كان يحدث معي ،
    ولكني تعلمت أن لا آخذ موقف من إحداهن إلا بعد أن أتبين منها ، عاجلاً كان أم آجلاً ،
    و تعلمت درساً من كثرة ما مررت به،
    فنحن النساء دائماً ما نتسرع في حكمنا على الآخرين.
    ربما لرغبة النفس البشرية في الشعور بأنها " الضحية " دائماً.



    و من يعلم ربما كان يمكن إنقاذ الكثير من العلاقات و فض الكثير من الخلافات
    لو كان هناك من يتقن و يحترم فن العتاب



    كلامك صحيح بارك الله فيكِ.

    جزاكِ الله خيراً كثيراً أنوجة على هذا الموضوع الذي نحن - النساء - في حاجة إليه كثيراً،
    لأن تلك الأمثلة التي ذكرتيها تحدث في الواقع بين الكثيرين،
    ومرجعها سوء الظن بالآخرين،
    لابد أن نتبين قبل أن نُقاطع حتى لا يأتي يوم ونكتشف أننا أخطأنا في حكمنا على الطرف الآخر وظلمناه.


يعمل...
X