إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عودة*//دروس في قصة ؛ فمن يستخلصها؟ //* موضوع اجتماعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عودة*//دروس في قصة ؛ فمن يستخلصها؟ //* موضوع اجتماعي

    عنوان الموضوع : عودة*//دروس في قصة ؛ فمن يستخلصها؟ //* موضوع اجتماعي
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    وعادت عزيزة

    العزيزة كان الاسم المحبب لديها ..
    فتاة في مقتبل العمر ، تقاذفتها الأيام ،

    حين تحكي حياتها تلمح دمعة متلألئة في عينيها ..

    أتت من الجنوب ، من مدينة السياحة والتناقضات
    جاءت تطلب الستر .

    ما تطفي به جوعها وتستر حالها ...

    بدأ جحيم حياتها من أب عنيف لم تفهم يوما
    وللآن لم كان يقسو عليها ،
    كان يبلل حبلا غليظا ويعري ظهرها
    ويضرب حتّى يغمى عليها ..
    ويغلق عليها الباب و يتركها هناك

    ذكرياتها عن طفولتها غامضة غموض نظرتها الغائبة ،

    غادرت مدينتها إلى العاصمة لتشتغل في تنظيف الأواني

    في مطعم وسكنت في غرفة تتقاسمها وفتاة أخرى
    تشتغل معها في نفس المكان .
    لكنّها سرعان ما غادرت عند أوّل نظرة لم ترتح لها
    في مكان عملها .
    شدّت الرحال مرّة أخرى أقصى الجنوب ..
    .بعيدا عن بيت أهلها

    وصلت إلى مدينة اجتمعت فيها التانقضات
    إلى أقصى الحدود ،
    غنى يفوق الخيال
    يجاوره فقر ييفوق التصوّر ...

    جرّبت أكثر من شغل : عاملة زراعية ،،
    وفي مصانع التصبير وفي البيوت ..
    في هذه الفترة اشتغلت عند سيدة كريمة ،
    اهتمت بها وقدّرت معاناتها وحرصها
    على حماية نفسها وصونها فاعتبرتها ابنة لها ...

    لكن الوسط الذي كانت تعيش فيه كان يغريها
    ويجرّها إلى الانزلاق
    وكانت تعيش هذا الصراع والتمزّق بقوة إرادة
    لم أشهد له مثيلا :
    فتاة أمّيّة ، مضطهدة ، محرومة من عطف الوالدين
    ومعقّدة من تصرّفات أبيها المبهمة
    تحاول بضراوة حماية نفسها ..
    لأجل هذا تزوّجت أوّل رجل تقدّم لها تطبيقا للمثل المعروف :
    ظلّ رجل ولا ظلّ حيطة ،
    ولم تنتبه إلى أنّ ظلّ الحيطة أفضل ألف مرّة من ظلّه .

    كانت بداية حياتهما عادية جدّا :
    هي تشتغل وتعود مساء
    محمّلة بما تجود به مشغّلتها من طعام وملابس ،
    وهو يعود بأجره اليومي ،
    يقتطع منه ثمن السجائر ووجبة غذائه خارج البيت .

    واستمرّ الحال هذا إلى أن حدّثها يوما عن أمّه وأخته في البلد
    فقالت له:
    لماذا لا تحضرهما للعيش معنا ،
    تؤنساننا وتطمئن على أمّك
    وقد نجد عملا لأختك ؛وهكذا نتعاون لمواجهة متطلبات العيش ..
    بسرعة استجاب ،
    وجاءت أمّه وأخته وأخوه أيضا وهنا بدأت حياتها تتغير .
    كثرت المصاريف فاضطرّت للبحث عن عمل إضافي
    يومي عطلتها ،
    بحثت لأخت زوجها عن عمل عند سيدة أخرى واصطحبتها
    للعمل في الضيعات الزراعية يومي السبت والأحد .

    حين لاحظت أنّ أخت زوجها تسرق أغراضا
    من بيت مشغّلتها ونبّهت زوجها ؛
    بدأت المشاكل تنهال عليها : من مقاطعتها إلى نهب ما تجلبه...
    وعمق همّها أن أصبح الزوج يأكل ويسهر مع أمّه وأخته ويهملها .
    ولا يذهب إلى العمل أحيانا ما دامت هي تجلب الأكل
    وسومة كراء المنزل من عملها .

    طفح بها الكيل حين رأت أنّها أصبحت غريبة منبوذة في بيتها ،
    وأحسن ما كان يجود به زوجها حين تشكو تحرّش أخته بها :
    أنت من طلب مجيئهم فتحمّلي ..
    لكن العزيزة تحمّلت فوق مقدورها فطلبت الطلاق ..

    وذهبت عند قريبة لها من النساء سيئات السمعة ،
    حاول إرجاعها لكنّها رفضت لأنّها لا تريد أن تبقى مضطهدة ،
    ولم تنجح محاولات القاضي في عقد الصلح بينهما ،
    ولا وساطة مشغلتها ؛
    أمّا نحن فلم نتدخّل حينها لأنّنا كنّا نعلم أنّ لا حلّ لمشكلها
    بدون توفير سكن مستقل ؛ وهذا لم يكن ممكنتا ؛
    فانفصلا. وبعدها بقليل تركت الشغل
    فما عدنا نراها ولا نسمع عنها شيئا ؛
    إلى أن رآها بعض الناس في موقف مشبوه فأخبرونا .

    كانت مشاعري مختلطة بين السخط عليها
    لأنّها انزلقت في طريق الضياع ،
    وبين الشفقة عليها ؛ وأخبرت تلك السّيّدة :
    لو أنّها تريد الاشتغال ؛ شرط أن تصلّي ولا تخرج
    لقبلتها ؛لأنّ الله تعالى يقبل توبة الخطّائين فلم لا نقبلها نحن؟
    لأنّها كانت دائما حريصة على حماية نفسها
    من الانزلاق في هاوية الرذيلة .

    انقطعت أخبارها نهائيا ، لأنّها
    ـ كما أخبرت مشغلتها السابقة ـ
    كانت تختبئ كلّما رأت أحدا من المعارف .

    وقبل شهرين ؛ اتصلت بي هذه السيدة تقول :
    تدرين من اتصل بي ؟
    إنّها العزيزة : استأذنتني في رؤية الأولاد
    لأنّها اشتاقت إليهم ،وأخبرتني أنّ حياتها تغيرت
    بعد غذ أحكي لك حين تتمّ الزيارة .
    بقيت في حيرة من أمرها ، كيف تغيب كلّ هذه السنوات ،
    وتعود بهذا الشكل ؟ ماذا تريد بالضبط ؟
    وكان يوم الزيارة ؛ أتت ومعها هدية للأولاد ،
    ومنذ دخلت وهي تحكي وتحكي عن التحول الذي طرأ على حياتها ؛
    أحد الجيران كان يعرفها قبل أن تطلّق
    وكان يكنّ لها الاحترام لصبرها وكفاحها وحرصها على بيتها
    رغم كلّ المطبثات وساءه ما آل إليه حالها
    فساعدها هو وزوجته
    على الحصول على شغل في مصنع مصبّرات ،
    ...كانت وهي تتحدّث عن نفسها شديدة الفرحة ،
    شديدة الاعتزاز بنفسها ،
    لا تكفّ عن حمد الله وشكره على ما أنعم به عليها .
    انتقلت للسكن بحيّ جديد بعيدا عن ماضيها ،
    وأصبحت عندها حقوق في شغلها
    وقدرة على تدبير شؤون حياتها
    وطلبت من السيدة أن تنقل سلامها إليّ لأنّها تخجل منّي .
    .وأنّها تحتاج وقتا للتغلب على خجلها ، حينها ستأتي ؛
    ومن يومها وأنا أنتظر زيارتها لأنّي سعيدة بهذا التحول
    من قعر الهاوية عادت .

    سبحانك ربّي وسعت رحمتك كلّ شيء .

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================



    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X