إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مذكرات قاضي للأحوال الشخصية (1) موضوع اجتماعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مذكرات قاضي للأحوال الشخصية (1) موضوع اجتماعي

    عنوان الموضوع : مذكرات قاضي للأحوال الشخصية (1) موضوع اجتماعي
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    ملاحظة: هذه القصة من تأليفي


    ما شاء الله تبارك الرحمن




    في طريقي إلى المكتب كنت منهمكا في التفكير. لقد مللت من بيت الإيجار الذي أقطنه. ما الحل يا ترى؟! هل أشتري بيتاً؟! من أين لي بالنقود؟ ما ادخرته طوال سنوات عملي لا يكفي لبناء بيت العمر؟! هل أستدين من ...


    - يا شيخ. هناك من ينتظرك منذ الصباح الباكر.
    كان صوت أبي مبارك المسؤول عن مكتبي.
    - السلام عليكم.
    - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    - أصبحنا وأصبح الملك لله. سأدخل إلى مكتبي. دقائق وأدخل علي من ينتظرني.

    جلست على مكتبي. دعوت الله ألا أفرق بين زوجين اليوم. سمعت طرقا خفيفا على الباب.
    - تفضل.
    دخل علي رجل في بداية الأربعينات. علامات الضيق باديةً على وجهه. جلس. نظرت إليه باستغراب!! قلت له:
    - وعليكم السلام.
    ارتبك كمن تذكر شيئا. قال:
    - السلام عليكم. اعذرني لقد كنت مشغول البال.
    - لا عليك. تفضل. أخبرني ما لديك.
    - في الحقيقة لم أكن أود الحضور إلى المحكمة لولا إصرار زوجتي.
    - وما المشكلة؟!
    لم أسمع منه إجابة. سألته من جديد.
    - هل حضرت معك؟!
    - من تقصد؟!
    -زوجتك بالطبع.
    - آآآآه. نعم.
    - أين هي؟!
    - إنها في الخارج.
    - حسنا. اجلبها إلى هنا.

    وقف. خرج ثقيل الخطوات. لحظات ودخل وهي معه. كانت ترتدي عباءة وقد غطت وجهها كاملا. يداها غطتهما بطرف عباءتها. سلمت علي. رددت عليها التحية. طلبت منها الجلوس. جلست وجلس زوجها إلى جانبها. دعوت الله في داخلي أن تكون المشكلة بسيطة.
    - اعذراني فحتى هذه اللحظة لم أتعرف على أحد منكما.
    - أنا أبو غانم. موظف في وزارة حكومية.
    - طيب. ما المشكلة؟!
    أيضا لم أسمع إجابة منه. هنا نقلت سؤالي للزوجة.
    - ما المشكلة يا أم غانم؟!
    - لا توجد هناك مشكلة.
    - غريبة!!! لماذا جئتم إلى هنا إذن.
    - جئنا من أجل الإحسان. أجل طلبت من زوجي أن يحسن إلي لكنه رفض. فأصريت عليه أن نأتي إليك لآخذ شيئا بسيطا من حقوقي. لا أريد مالا ولا بيتا. كل ما أريده إحساناً فقط.

    الإحسان!!! أي امرأة هذه التي أمامي؟!! تريد الإحسان. تريد التفريق بينها وبين زوجها. إنها تطلب الطلاق لكن بأدب!!!! كان زوجها يستمع لها ورأسه في الأرض.

    - لماذا؟!!
    ولم أجد إجابة منها. سألت زوجها: كم مضى على زواجكما؟!
    - أربعة عشر عاماً.
    - كم لديكم من الأبناء؟!
    - ابن واحد فقط. غانم.
    طلبت من زوجها أن ينتظر قليلا عند الباب. علّها تتحدث.
    - لا يا شيخ. دعه. لا يوجد شيء أخفيه عنه، ولم أعهد أن أتحدث عنه وهو غير موجود.
    - حسنا لا تخرج لكن أود أن أعرف سبب طلبك.
    - سأتحدث إن أذن لي بالحديث.
    هنا تدخّل زوجها.
    - تحدثي أرجوكِ. لقد مللت صمتك. هل أخطأت في شيء؟!

    - هل تذكر حين تزوجنا كم كنت أبلغ من العمر؟!
    صاح الزوج غاضبا.
    - لا أتذكر!!! وما الحاجة لتذكري الآن. كم أنتِ غريبة الأطوار!!!
    هنا غيرت حديثها وأصبحت كأنها تحدثني.
    - حين زوّجني أهلي كنت في نهاية المرحلة الإعدادية. فتاة صغيرة لا علم لها بالدنيا وما فيها. في البداية سعدت بثوب الزفاف والهدايا لكن لم أكن أعلم بالعالم الجديد الذي سأعيشه. غادرت منزل أهلي وتركت خلفي أشياء كثيرة. لم يمر عام إلا ووجدت بين ذراعي طفلا. قد لا تعلم أني قد قاسيت آلام المخاض في المطبخ. تخيل!!! قدم ابني إلى هذه الدنيا في المطبخ!!!!
    هنا لم تتمكن من الحديث.
    - ما الداعي لذكر مثل هذه الأمور؟! "هكذا صاح زوجها" صحيح أنّك ناقصة عقل!! شيء مضى وانتهى حدث منذ ...
    قاطعته: رجاء لا داعي لرفع صوتك هنا. دعها تتحدث.

    - بعد ولادتي طلبت منه أن يأخذني للمستشفى لكنه رفض بحجة أن والدته لم تدخل مستشفى في حياتها!! رغبت في الذهاب إلى منزل أهلي ورفض أيضا بحجة أنه لا توجد خادمة في منزل أهله!! مكثت معه ثلاثة أشهر حتى اضطر أن يأخذني للمستشفى رغما عنه بعد أن تعرضت لنزيف حاد نتيجة للإجهاد. إهمال زوجي لي وعدم مبالاته بي في ولادتي الأولى كانت سببا في عقمي الأبدي. نعم لقد أصبحت عقيما والسبب جهل وعدم مراعاة ظرفي الصحي آنذاك.
    لم أجد كلمة أرد بها على هذه المرأة سوى:
    - لا حول ولا قوة إلا بالله.

    أكملت: لقد صبرت على زوجي رغم أنه لم يدخل علي يوما مبتسما حتى السلام لا يعرفه!!!! وحين أعاتبه يصرخ في وجهي قائلا: هل ترغبين في التحكم بي؟! هل تودين أن يقول الناس إني ابن زوجتي؟! إذا لم يعجبك العيش معي فبيت أهلك موجود!! طوال السنوات الماضية كنت أعمل وحيدة في بيت أهله. تخيل حتى ملابس أخته التي تصغرني قليلا أقوم بغسلها وكيّها!!
    هنا رفعت جزء من عباءتها عن يدها. بانت أظافر يدها اليمنى. كانت سوداء!!!! ومنظرها مؤلم.
    - هل تعلم يا شيخ أن أظافر يدي على هذه الحال منذ خمس سنوات وحين طلبت من زوجي أن يأخذني للطبيب تدخلت والدته بحجة أن أمري بسيط وبقطرات من زيت الزيتون سأشفى!!! منذ أسبوع وحين عجز عن إقناعي عمّا عزمت عليه أخذني إلى الطبيب الذي لامني بشدة واستغرب إهمالي ليدي طوال السنوات الماضية.
    هنا جاء صوت زوجها لكنه كان هادئا هذه المرة وكأنه يسترضيها.
    - أم غانم عملك في المنزل سينتهي قريباً كلها أسابيع وستصل الخادمة.
    - الخادمة ستصل إذن لا توجد هناك مشكلة.
    - هل تتوقع أن يبرأ جرحي بخادمة!!!! هنا لم تتحمل أم غانم الموقف وبدأت بالبكاء.
    نظرت إلى زوجها.
    - هل أسأت لها في شيء؟!!
    استشاط غضبا لسؤالي وعاد إلى صراخه: لم أفعل بها شيئا. منذ شهر وهي على هذه الحال. لا تتحدث معي إلا إذا حدثتها. لم تعد تهتم بي كما في السابق. لقد تغيرت كثيرا. أصبحت دائما شاردة التفكير كثيرة السرحان.
    - اهدأ اهدأ. ألم تحاول معرفة السبب منها؟!
    - وما الفائدة من معرفتي؟! إنها لا تستحق إلا كفا يعيد لها عقلها.
    - هل تضربها؟!!
    سكت. حرك شفاهه بطريقة متذمرة وصد عني إلى الجهة الأخرى.
    - كان يضربني على أتفه الأمور. ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي استيقظ فيه غاضبا من نومه لسبب أجهله حتى اليوم. أعددت له فطوره وجلبت له الطعام إلى الغرفة. تجاهلني. كان على وشك الخروج. طلبت منه أن يأخذ فنجان قهوة على الأقل فأعطاني ضربة على وجهي لن أنساها ما حييت!!!!
    - لماذا؟!! هذه المرة وجهت سؤالي لزوجها.
    أجاب غاضبا متكبراً: لقد قلت لها ألف مرة لا تراجعيني في الحديث. لقد أخبرتها ألف مرة أني لست طفلا صغيرا.
    ثم وجه حديثه إلى زوجته: قولي الحق أمام الشيخ. ألم أنبهك ألف مرة إلى ذلك؟!!
    - أم غانم كل ما تحدثتي به من أمور حدثت منذ سنوات مضت وانتهت. لماذا الآن بالذات تصرين على فراق زوجك؟!!

    - هل تعرف يا شيخ سبب بقائي مع زوجي طوال تلك السنوات؟!! إنه ابني الذي لم أرغب يوما أن يعيش بعيدا عن والده وأهله. كنت دائما أتصبر به وأتخيله أمامي رجلا يعوضني عن كل يوم مر عشته مع والده لكن ما حدث لم يكن في الحسبان. قد لا تعلم يا شيخ أنه قبل زواجي بأبي غانم كان قد عُقد قراني على ابن عمتي وقبل زفافي بأيام اختلف مع والدي وطلقني.
    - وماذا في ذلك؟! وما دخله الآن؟!
    - بل هي القشة التي قصمت ظهري!!
    - كيف؟!

    - حين أكمل ابني العاشرة بدأ يتغير تجاهي. أصبح يعاملني بتعالي كوالده وأهله. تحملته وقلت إنه صغير وسيكبر يوما ويفهم ويقدر ويعوض لكنه لم يرحمني مثلهم تماما حتى...
    - حتى ماذا؟!! أكملي.
    - قبل شهر دعا زوجي مجموعة من أصحابه لتناول العشاء. كنت مريضة يومها ورجوته ألا يصطحبهم إلى البيت أو يجلب لهم العشاء من الخارج لكنه رفض وأصر أن أطبخ بنفسي. قمت بإعداد العشاء رغم تعبي لكني تأخرت كثيرا في إعداده. غضب مني زوجي وأسمعني شتائم لا أعرف حتى الآن كيف تلفظ ونعتني بها.
    - أنتِ السبب لقد أحرجتني أمام ضيوفي بعشائك المتأخر ثم لا تلوميني لقد كنت غاضبا.
    - صدقني يا شيخ لم أهتم كثيراً بما قاله. بعد أن خرج عني دخل علي ابني وهو يستشيط غضبا لغضب والده. تخيّل لقد كرّر نفس الشتائم التي سمعها من والده!!!! وفوق هذا قال: العشاء التهميه وحدك!!! سنجلب عشاء من المطعم القريب من المنزل!!! هذا جزاء من يتزوج بمطلقة!!!!! تخيّل يا شيخ ابني الوحيد يعيرني!!! كيف عرف بأني مطلقة؟!! وكيف تجرأ على الحديث معي بتلك الطريقة!!!

    هنا عادت أم غانم إلى بكائها. لم أجد كلاما أواسيها به. حاولت إقناعها كي تثني عما عزمت عليه لكنها رفضت أي محاولة للصلح. تحدثت مع الزوج بأن الضرر الذي وقع عليها كبير ولا مفر من الطلاق هنا انقلب حال الزوج رأساً على عقب وبدأ يبكي كالأطفال وتوسل لزوجته أن تظل معه وسينفذ لها كل ما تريد وسيتغير لكن لا فائدة.
    - غريبة أن تتمسك بها الآن إلى هذه الدرجة؟!
    - كيف لا أتمسك بها وهي طوال فترة زواجي لم تشكوني لأحد قط؟! حتى أهلها لا يعلمون حالها معي!! لقد سترت علي طوال سنواتي الماضية والآن ستتركني بكل بساطة!!!
    - لو ذاقت منك طعم المعروف لما جاءت تطلب الإحسان اليوم!!
    لقد تم التفريق بين الزوجين تحت إصرار الزوجة وبعد أن تنازلت عن مؤخر صداقها وكل حق لها لكن أبا غانم رفض وحاول أن يثبت لها في اللحظات الأخيرة أنه رجل وأنه تغير بالفعل على أمل أن تعود له يوماً ما.

    وللقضايا بقية


    شمس الضحى

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    ماشاء الله عليك اختي الله يحفظك يارب قصة جميلة و واقعية ايضا

    __________________________________________________ __________
    تسلمين أختي عبق الورود على الرد


    __________________________________________________ __________
    للرفع

    __________________________________________________ __________
    قصه رائعه اختي...
    وهذي حال الحريم المظلومات.
    وبنات الحمايل.
    تصبرتصبر ولكن تجي اللحظه الي ماتطيق الصبر.
    ولكن وهي في قمه الاحترام.
    تطلب الاحسان فقط.

    __________________________________________________ __________
    سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله ربنا يرحمنا ويستر علينا وميوقعناش في واحد بالجبروت ده اللهم اميييييييييييييين




يعمل...
X