إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذاكرة الأمة - نقاش حر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذاكرة الأمة - نقاش حر

    عنوان الموضوع : ذاكرة الأمة - نقاش حر
    مقدم من طرف منتديات أميرات


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين المجددين فى كل وقت وحين هذا الدين
    لا تستطيع امة من الامة النهوض عندما تفصل حاضرها عن ماضيها ولأمتنا الإسلامية تاريخها العظيم ، ذلك التاريخ الذي أسرج فيه المجد جواده ومضى في علياء المجد ............

    والشباب المسلم اليوم في أمس الحاجة لاستذكار ذلك التاريخ ليبنوا على أسسه الراسخة صروحا شامخة تعيد للمسلمين ذكرى اليرموك وحطين ........................

    ولكم هذه السلسلة المباركة عن تاريخ امتنا الاسلامية واسأل الله ان يجعلها قليلة المبانى كثيرة المعانى انه ولى ذلك والقادر عليه ..
    الرجاء ان يثبت الموضوع لتعم الفائدة وعدم كتابة ردود شكر وجزاكم الله خيرا

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================


    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ... و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله... أما بعد،،،

    اتفق أهل العلم أن الجهاد نوعان جهاد قصد وطلب وجهاد دفع... ونظرًا لحالة المسلمين المتردية فإن جهاد القصد والطلب قد اختفى من حياة الأمة باختفاء الخلاقة الإسلامية وآخرها العثمانية، فلم يعد للأمة سياجها الحامي ودرعها الواقي والذي منه تخرج الجيوش لنشر الدين، وصار التركيز الأكبر على جهاد الدفع لما نراه من هجمة شرسة على الإسلام وأهله ودوله، وقال أهل العلم أنه إذا تعرض بلد إسلامي لهجوم الأعداء وجب على جميع أهل البلد كبارًا وصغارًا، رجالاً ونساءً، الدفاع عن البلد، وإذا عجز أهل البلد عن الدفاع وجب على أهل البلد المجاور الاشتراك في نصرة إخوانهم، وإذا عجز البلد المجاور انتقل الوجوب للأقرب فالأقرب، وإذا تكاسل المسلمون عن نصرة إخوانهم أثم الجميع وصاروا مسئولين أمام الله عز وجل يوم القيامة، ولن يرحمهم التاريخ الذي سوف يسطر هذا التخاذل وترك نصرة المسلمين المستضعفين، ولن يكون هناك مجد ولا فخر بأي عمل كائنًا ما كان طالما أن صفحات التاريخ ستسطر الخزي والعار الذي ستجلل به كل الأمم، والعجيب أن هذا الأمر ما زال يتكرر في كل عصر وزمان كأن المسلمين ما وعوا درسًا ولا قرأوا تاريخًا.

    هذه رسالة أرسلها أهل مدينة سرقسطة لإخوانهم المسلمين بالأندلس يطلبون منهم النصرة والعون ضد عدوهم الصليبي وذلك سنة 512 هـ. وهي رسالة تكاد تنطق على واقع المسلمين الآن، وهذه الرسالة أرسلها أهل المدينة للأمير تميم قائد جيوش المرابطين بالأندلس والذي خاف من لقاء العدو واستضخم قوته، فجبن عن لقائه وترك إخوانه نهبًا للكلاب والذئاب من أعداء الإسلام، وجاء في الرسالة ما يلي: [وما كان إلا أن وصلت [يعني الأمير تميم] وصل الله برك بتقواه على مقربة من هذه الحضرة ونحن نأمل منك بحول الله أسباب النصرة بتلك العساكر التي أقر العيون بهاؤها وسر النفوس زهاؤها، فسرعان ما انثنيت وما انتهيت وارعويت وما أدنيت خايبًا عن اللقاء ناكصًا على عقبيك عن الأعداء، فما أوليتنا غناء، بل زدتنا بلاء، وعلى الداء داء بل أدواء، وتناهت بنا الحال جهدًا والتواءً، بل أذللت الإسلام والمسلمين واجترأت فضيحة الدنيا والدين، فيالله ويا للإسلام، لقد اهتضم حومه وحماه أشد الاهتضام إذ أحجمت أنصاره عن إعزازه أقبح الإحجام، ونكصت عن لقاء عدوه، وهو في فئة قليلة ولمة رذيلة وطائفة قليلة، فما هذا الجبن والفزع وما هذا الهلع والجزع، بل ما هذا العار والضياع ..

    أتحسبون يا معشر المرابطين وإخواننا في الله المؤمنين إن سبق على سرقسطة القدر بما يتوقع من المكروه والحذر أنكم تبلعون بعدها ريقًا، وتجدون في سائر بلاد الأندلس عصمها الله مسلكًا من النجاة أو طريقًا ... كلا، والله ليسومنكم الكفار عنها جلاءً وفرارًا، وليخرجنكم منها دارًا فدارًا ، فسرقسطة حرسها الله هد السد الذي إن فتق فتقت بعده أسداد، والبلد الذي إن استبيح لأعداء الله استبيحت له أقطار وبلاد، فالآن أيها الأمير الأجل هذه أبواب الجنة قد فتحت، وأعلام الفتح قد طلعت، فالمنية لا الدنية، والنار لا العار، فأين النفوس الأبية، وأين الأنفة والحمية، ولن يسعك عند الله ولا عند مؤمن عذر في التأخر والارعواء من مناجزة الكفار والأعداء، وكتابنا هذا أيها الأمير الأجل اعتذار تقوم لنا به الحجة في جميع البلاد، وعند سائر العباد في إسلامكم إيانا إلى أهل الكفر والإلحاد ونحن مؤمنون، .... ، ومهما تأخرتم عن نصرتنا فالله ولي الثأر منكم ورب الانتقام، ويغنينا الله عنكم وهو الغني الحميد.

    هذه الرسالة التي تقطر دمًا وحزنًا وكمدًا على تخاذل المسلمين عن نصرة إخوانهم تقرر لنا عدة نقاط هامة مستقاة من نص الرسالة:

    1 ـ أن أعداء الله عز وجل مهما عظمت قوتهم وطغى نفوذهم إنما هم فئة قليلة ولمة رذيلة إذا ما كان أمامهم جند الإسلام المخلصون.

    2 ـ أن ترك نصرة المسلمين المستضعفين في شتى بقاع الأرض لا سبب وراءه سوى حب الدنيا وكراهية الموت وكراهية مفارقة اللذات والشهوات، حتى صار أعداء الإسلام أجرأ على الموت منا، وأين جند المسلمين الآن من مقولة خالد بن الوليد لرسول هرقل: [لقد جئتكم برجال يحرصون على الموت كما تحرصون أنتم على الحياة].

    3 ـ أن المسلمين إذا تخاذلوا الآن عن نصرة إخوانهم وأسلموهم لعدوهم فإن الدور حتمًا سيأتي عليهم، وسيأتي عليهم اليوم الذي تدور عليهم الدوائر ويقع فريسة للعدو، فعقلية ابن نوح عليه السلام ما زالت تحكم المسلمين ويظنون أنهم بمنأى من الطوفان، وإذا أنهدم السد وانثل الجدار فلا أرض تبقى ولا دار.

    4 ـ أن المسئولية أمام الله عز وجل جسيمة وهائلة فأين الاعتذار من هذا الخذلان وترك نصرة المسلمين، والسنة الماضية أن الله عز وجل ولي الثأر، وهو عزيز ذو انتقام.

    فهل وعى المسلمون مضمون الرسالة؟؟‍‍‍‍!!
    منقول من مفكرة الاسلام

    __________________________________________________ __________

    1 ـ أن أعداء الله عز وجل مهما عظمت قوتهم وطغى نفوذهم إنما هم فئة قليلة ولمة رذيلة إذا ما كان أمامهم جند الإسلام المخلصون.

    2 ـ أن ترك نصرة المسلمين المستضعفين في شتى بقاع الأرض لا سبب وراءه سوى حب الدنيا وكراهية الموت وكراهية مفارقة اللذات والشهوات، حتى صار أعداء الإسلام أجرأ على الموت منا، وأين جند المسلمين الآن من مقولة خالد بن الوليد لرسول هرقل: [لقد جئتكم برجال يحرصون على الموت كما تحرصون أنتم على الحياة].

    3 ـ أن المسلمين إذا تخاذلوا الآن عن نصرة إخوانهم وأسلموهم لعدوهم فإن الدور حتمًا سيأتي عليهم، وسيأتي عليهم اليوم الذي تدور عليهم الدوائر ويقع فريسة للعدو، فعقلية ابن نوح عليه السلام ما زالت تحكم المسلمين ويظنون أنهم بمنأى من الطوفان، وإذا أنهدم السد وانثل الجدار فلا أرض تبقى ولا دار.

    4 ـ أن المسئولية أمام الله عز وجل جسيمة وهائلة فأين الاعتذار من هذا الخذلان وترك نصرة المسلمين، والسنة الماضية أن الله عز وجل ولي الثأر، وهو عزيز ذو انتقام.



    أثابك الله أختي الفاضلة

    __________________________________________________ __________
    جزاكى الله خيرا اخيتى

    ربما لا يعرف الناس من قائل العبارة أو متى قيلت وما مناسبتها،وربما لا يخطر ببالهم من منصور هذا الذى يخاطب بهذه العبارة الحزينة المبكية،ولكنها كانت دوماً تقفز أمام ناظرى وتقتحم ذاكرتى إقتحاماً كلما هل علينا العيد خاصة عيد الأضحى، عيد الأمة الكبير،أتدرون لماذا؟ اسمعوا معى الخبر وعندها تعرفون لماذا؟



    [كان عصر الحاجب المنصور بن أبى عامر من سنه369-392هجرية، هو العصر الذهبى للأندلس،حيث بلغت دولة الإسلام فى الأندلس أوج قوتها وأقصى إتساعها، وكان المنصور شغوفاً بالجهاد فى سبيل الله، لا ينقطع عنه صيفاً ولا شتاءً،وقد انزوى الصليبيون فى عهده فى أقصى شمال الأندلس وأقصى أمانيهم أن يكف المنصور عن غزو بلادهم،وذات مرة خرج للجهاد فى سبيل الله،وبعد أن حقق النصر كعادته على الإسبان، عاد إلى قرطبة ووافق رجوعه صلاة عيد الأضحى والناس فى المصلى يكبرون ويهللون، وقبل أن ينزل من على صهوة جواده، اعترضت طريقه امرأة عجوز، وقالت له بقلب متفطر باكى: يا منصور كل الناس مسرور إلا أنا، قال المنصور:وما ذاك؟ قالت:ولدى أسير عند الصليبيين فى حصن رباح ،فإذا بالبطل العظيم الذى لم ينزل بعد من على ظهر جواده، والذى يعلم قدر المسئولية الملقاة على عاتقه تجاه أمة الإسلام، والذب عن حياض الأمة والدين، إذا به يلوى عنق فرسه مباشرة وينادى فى جيشه ألا ينزل أحد من على فرسه ثم ينطلق متوجها إلى حصن رباح ويظل يجاهدهم حتى يجبرهم على إطلاق سراح أسرى المسلمين عندهم ومنهم ولد العجوز]



    والناظر إلى هذا الموقف،والعبارة التى أطلقتها العجوز يجد أن تنطبق على واقع أمتنا الإسلامية الأن، فالناس من حولنا من شتى الأجناس والملل والنحل،ينعمون ويفرحون وعلى أشلاء أمتنا يرقصون،أمتنا التى سرقت من على شفاه أطفالها البسمة والسرور والفرح،فلسان حال أمتنا الأن: كل الناس مسرور إلا أنا، فأطفال فلسطين لا يمكنهم الفرح والسرور واللعب،ليس بسبب الحزن على من فقدوه من أب وأخ وصاحب،فهم قد اعتادوا ذلك منذ زمن، ولكن لأن السلطة الفلسطينية التى ولدت سفاحا من رحم أوسلو وغيرها، قد أصدرت قراراً بمنع الإحتفالات بالعيد الكبير تعاطفاً مع الشعب الإسرائيلى الصديق والجار!



    في مصابه بزعيمه وقائده رجل السلام السفاح شارون!، ورياحين العراق وزهورها، لا يستطيعون الخروج للعب والسرور فى ربوع العراق و مروجها حتى لا تحصدهم طائرات الاباتشى الأمريكية،أو فيالق بدر الرافضية، أو مغاوير الشرطة العميلة، وأما أطفال النيجر ومالى وتشاد والصومال ، فهم لم يدركوا يوما معنى العيد أو ما هو العيد أصلاً،ولم يعرفوا يوما ًمعنى السرور والفرح بالكلية،فقد ماتوا وهلكوا قبل أن يعرفوا هذه المعانى ،قتلهم القحط والجوع وإهمال إخوانهم المسلمين لهم،وأطفال الشيشان وأفغانستان وكشمير والبوسنة وكوسوفو وبورما وتايلاند والفلبين والأوجادين و…… …………………. القائمة طويلة، كل هؤلاء لا يعرفون للعيد طعماً ولا فرحة أبداً

    ونحن لانملك أمام هذه المأساة العامة ألا أن نهتف بأعلى صوت لربنا عزوجل فى علاه قائلين [اللهم أعد علينا المنصور وأيامه] اميييين
    منقوووووول
    اللهم انصر الاسلام واعز المسلمين

    __________________________________________________ __________
    جزاكى الله خيرا اختى قلب مشتاق

    والله لقد اجبرتى الدموع على ان تنزل من عينى بهذا الموضوع الرائع

    بارك الله فيكى

    __________________________________________________ __________

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من يملك حق التكلم أو التفاوض عن مقدسات هذه الأمة؟ أو يتخذ قرارات بشأنها؟ من يستطيع أن يحدد مصير هذه المقدسات أو يتصرف في أمرها؟

    إن من يملك هذه المقدسات هو وحده الذي يستطيع أن يجيب عن هذه الأسئلة، والإجابة الوحيدة عن هذه الأسئلة أن الأمة الإسلامية بأسرها عرب وعجم قريب وبعيد هي صاحبة ومالكة كل القرارات الخاصة بهذه المقدسات، فلا يستطيع أحد مهما كان شأنه وعلو مكانه أن يتصرف وحده فيما يخص مقدسات الأمة الإسلامية، فهي ملكية عامة لكل مسلم فيها نصيب باستخلاف الله عز وجل لهذه الأمة على هذه المقدسات ، وهذا الحق العام والرأي الجماعي فيما يخص تلك المسألة هو الضمان الأمثل من الوقوع في أمثال تلك الخطايا الكبرى التي ارتكبت قديمًا وترتكب حديثًا والضحية في النهاية مقدسات الأمة وكرامتها.

    [IMG][/IMG]
    البلاد بعد صلاح الدين:

    أنقذ الله عز وجل أمة الإسلام بصلاح الدين الأيوبي في فترة حاسمة من حياة ومصير البلاد وتصدى صلاح الدين لنيل شرف مهمة استعادة بيت المقدس، وقاد حملة جهادية ضد الوجود الصليبي بالشام طيلة عشرين سنة استطاع خلالها أن يستعيد بيت المقدس سنة 583 هـ، ويتصدى لثلاثة حملات صليبية متتالية، ثم مات رحمه الله في 27 صفر سنة 589هـ. وبموته تفرقت البلاد بالشام ومصر بعدما كانت مجتمعة كلها تحت قيادته بين أبنائه وهذا التفرق دائمًا قرين الخذلان والفشل وأول مقدمات التسلط والاستعداء، وبالفعل دب الخلاف بين أبناء صلاح الدين خاصة؛ بين العزيز عثمان [صاحب مصر]، والأفضل علي [صاحب دمشق].

    ـ تعدى هذا الخلاف إلى طور الحرب والقتال مما استدعى تدخل الملك محمد أبي بكر الأيوبي الملقب بالعادل، أخي صلاح الدين، ورفيقة على درب الجهاد المقدس من البداية، وكان من أكثر الناس حزمًا وسياسة وعدلاً استطاع أن يقضي على هذا الخلاف وأن يتخذ الخطوة الصحيحة في هذا الظرف الراهن، فأعاد توحيد الجبهة الشامية والمصرية تحت إمرته وعادت للبلاد وحدتها وقتها. [[وفي ذلك درس وعبرة في أسباب النجاح وعوامل الفشل مهما كانت قوة البلاد وتقدمها طالما كانت متفرقة ومختلفة فإن الهزيمة والفشل هو طريقها ولو بعد حين]].


    ـ ورغم حكمة الملك العادل الأيوبي ورؤيته لما جرى للبلاد عندما تقسمت بين أبناء صلاح الدين وحجم الخلاف الذي وقع بينهم إلا أنه لم يستفد من هذا الدرس المجاني من أبناء أخيه وأقدم على نفس الخطأ فقسم البلاد بين أبنائه الثلاثة كالآتي:

    ـ الأمير محمد الملقب بالكامل: على الديار المصرية وفلسطين.

    ـ الأمير عيسى الملقب بالمعظم: على دمشق وباقي الشام.

    ـ الأمير موسى الملقب بالأشرف: على منطقة الجزيرة 'بين الشام والعراق'.

    ولاستمرار الحملات الصليبية على الشام ومصر لم يظهر بين هؤلاء الثلاثة خلافات بسبب تصديقهم للحملات الصليبية واشتغالهم بقتال الأعداء عن الخلافات المتوقعة.

    ـ الحملة الصليبية الخامسة:

    ـ لم يكف أبدًا الباباوات في روما عن إثارة عزائم وحفائظ ملوك وأمراء أوروبا من أجل استئناف سلسلة الحملات الصليبية التي هدأت قليلاً بعد وفاة صلاح الدين والفشل المدوي للحملة الصليبية الرابعة التي بدلاً من أن تتجه لقتال المسلمين بالشام اتجهت إلى قتال النصارى الأرثوزكس بالقسطنطينية وذلك سنة 600هـ، واستغل البابا 'أنوسنت' الثالث فرصة موت الملك المجاهد العادل الأيوبي وحشد جيشًا كبيرًا يقوده الفارس 'جان دي بريين' وكان مرشح البابوية ليكون ملكًا على بيت المقدس إذا استعادها من المسلمين.

    ـ قررت هذه الحملة التوجه إلى دمياط لاحتلال مصر التي تمثل مركز الثقل في المنطقة وكان أمير مصر وقتها هو محمد الكامل الذي تصدى للحملة بمنتهى الشجاعة وطلب المساعدة من أخويه بالشام والجزيرة، بفضل الله عز وجل وحده ثم بطولات الشعب المصري استطاع المسلمون هزيمة تلك الحملة الخامسة التي ارتكب قائدها خطأ تعبويًا عسكريًا أدى لوقوعه في منطقة غيطان النيل وغرق معظم أفراد الحملة الجائرة.

    ـ الإمبراطور فريدريك الثاني:

    ـ توقف نشاط الحملات الصليبية بعض الوقت حتى حركها الإمبراطور فريدريك الثاني إمبراطور الدولة الجرمانية المقدسة وذلك سنة 625هـ بأن لبس شارة الصليب ـ وهذا إعلان بالخروج لحملة صليبية جديدة ـ وكان الخلاف بينه وبين بابا روما 'هونوريوس الثالث' شديدًا وذلك لأن فريدريك قد وعد البابا يوم اعتلائه لعرش الدولة الجرمانية بأنه سيشن حملة صليبية هائلة يستعيد بها بيت المقدس، ثم تراخى فريدريك عن ذلك واشتغل بأملاكه في منطقة صقلية ولومبارويا مما أدى لاصطدامه مع بابا روما الذي كان يعلن دائمًا أن منطقة إيطاليا وما حولها أملاك خاصة بالبابوية.

    ـ أقدم فريدريك على خطوة أخرى زادت من حنق وغضب 'هونوريوس' عليه وذلك أنه تزوج من إيزابيلا ابنة جان دي بريين قائد الحملة الخامسة الفاشلة على دمياط والذي كان مرشحًا من قبل ـ كما ذكرنا ـ لإمارة بيت المقدس، وقد أعلن فريدريك بعد هذا الزواج أنه الأحق بملك بيت المقدس، وأظهر أنه خارج بقيادة الحملة الصليبية السادسة على بلاد الإسلام.

    ـ خرج فريدريك يقود الحملة الصليبية السادسة دون أن يأخذ موافقة البابا مما أدى لغضبه عليه بشدة ثم تحول هذا الغضب إلى ثورة عارمة عندما ترك فريدريك الأسطول وعاد مسرعًا بحجة المرضى ودوار البحر، وهذا الأمر عمَّق الخلاف بشأن تلك الحملة فكان من المقدر لها أن تفشل كما حدث مع الحملة الرابعة والخامسة، ولكن الأغرب هو ما جرى على الجبهة الداخلية للمسلمين.


    ـ المسلمون إلى أين؟

    ـ كلما كانت الظروف عصيبة والمواجهة على أشدها كلما كان ذلك يقتضي من المسلمين الحيطة والحذر والمرابطة والاتحاد، خاصة من كان على ثغور الإسلام، ونعني بذلك الشام ومصر، ولكن الأمر العجيب حقًا أن يشاهد المسلمون ما جرى لهم مرات ومرات جراء تفرقهم واختلافهم وتناحرهم وأن عدوه على بابهم ينتظر هذه الفرصة لينقض عليهم ... وقد حدث ... ومع ذلك هم يعادون الكرة المرة بعد المرة ثم هم لا يتعظون ولا ينتهون، فلقد سبق وأن تسلط الصليبيون في الحملة الخامسة عندما افترق الصف وتناحر الإخوة، ومع ذلك عادت النغمة الرديئة فاختلف الأمير محمد الكامل مع أخيه الأمير عيسى المعظم على الحدود المشتركة بينهما، وطمع كلاهما في الآخر، واشرأب الخلاف بينهما ونجمت الصراعات العلنية، وطارت أخبار ذلك للصليبيين فقاد فريدريك حملته السادسة.

    ـ ظهر تهديد آخر على ساحة الأحداث يوضح مدى ضياع الرابطة الإيمانية بين المسلمين وكيف أن الدنيا أهلكتهم كما أخبر بذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهذا التهديد كان متمثلاً في القبائل الخوارزمية المسلمة التي هاجرت من ديارها تحت وطأة الاكتساح التتاري لبلادهم، وكانت هذه القبائل قوية وشرسة وصمدت طويلاً أمام التتار، ولكنها انهارت أمام الضربات الساحقة للتتار، توجهت هذه القبائل هائمة على وجهها ناحية منطقة الجزيرة والشام واشتبكت في معارك كثيرة مع المسلمين هناك، مما أوجد ضغطًا كبيرًا على المسلمين بالشام فمن يواجهون؟ الصليبيين أم إخوانهم المسلمين.

    ـ بريق الكراسي:

    ـ عاود فريدريك المسير ناحية الشام بعد ضغوط كنسية ولحق بالحملة عند مدينة عكا وانضم إليه ملك جزيرة قبرص الصليبي 'آندرو دي لوزينان' فاستولت الحملة على مدينة صور وصيدا، وانتشرت الشائعات عن قوة هذه الحملة وضخامتها، وعم الإرجاف بالشام ومصر، ولكن فريدريك كان يضمر في نفسه شيئًا آخر؛ فلقد كان يخطط منذ خروجه بهذه الحملة على عدم القتال والتفاوض مع المسلمين.

    ـ كان فريدريك يخشى على أملاكه بأوروبا إذا دخل في قتال طويل مع المسلمين خاصة بعد صراعه وخلافه الحاد مع بابا روما 'هونوريوس' قبل الخروج للقتال، فأرسل إلى الأمير محمد الكامل أمير مصر يعرض عليه أن يتنازل محمد الكامل عن بيت المقدس ـ وكان من ضمن أملاكه مع مصر ـ نظير أن يرجع فريدريك عن غزو مصر وباقي بلاد الشام، ويتعهد بمنع الحملات الصليبية مهما كانت ومن أي مكان على الشام ومصر، ويعقد حلفًا مع المسلمين لمدة عشر سنين ونصف لا يحاربهم فيه أبدًا، وأيضًا يمنع المدد والمؤن عن باقي الأمراء الصليبيين بالشام، ويتعهد أيضًا بحفظ المسجد الأقصى وإعطاء المسلمين الحرية التامة في ممارسة شعائر دينهم.

    ـ كان الأمير محمد الكامل يحب الدعة والسكون ويكره القتال رغم بطولاته الرائعة في صد الحملة الصليبية الخامسة على دمياط، وكان أيضا محبًا للملك والإمارة، وقد أعماه بريق الكرسي وأثر ملكه وماله وضياعه على مقدسات الأمة فوافق على العرض الذي تقدم به فريدريك، وتنازل عن بيت المقدس في ربيع الآخر سنة 625هـ طواعية بلا ضرب ولا جهد، وتسلمها الصليبيون غنيمة باردة، وعُدَّ ذلك إهانة عظيمة ومصيبة كبيرة، وركب المسلمون في أرجاء البلاد الهم والحزن والبكاء عن هذا الخزي والدنية التي قام بها محمد الكامل الذي آثر الدنيا وحبها عن الدفاع عن المقدسات.

    ـ وكان محمد الكامل صاحب همة في العمل والعمران وتقدمت الديار لمصرية في عهده تقدمًا كبيرًا بفضل ما قام به من إصلاح الري وتحسين حال الزراعة، وبني المدارس العلمية، ولكن ما يساوي ذلك كله بجانب تفريطه في المقدسات من أجل مكاسب زائلة وأوهام فانية، فارتكب غلطة شنيعة أهالت التراب على كل تاريخه وجهاده السابق، وذهب ملكه بعد ذلك بقليل، فلا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى، وبقيت ذاكرة الأمة تحفظ له هذه الغلطة البالغة.


    ـ الزنديق الأكبر:

    ـ الأمر العجيب الذي يبكي العيون حقًا ويدمي القلوب فعلاً هو رد فعل الصليبية العالمية وكبيرها 'هونوريوس' على هذه المعاهدة بين الصليبيين والمسلمين؛ حيث أرسل إلى فريدريك يسبه ويشتمه ويقول له: 'إن الفرسان الصليبيين لا يذهبون إلى بلاد المسلمين من أجل التفاوض، وإنما من أجل القتال وسفك الدماء'. ثم أصدر قرارًا كنسيًا بحرمان فريدريك من الرحمة وطرده من الكنيسة للأبد، ومن يومها أطلق على فريدريك لقب 'الزنديق الأكبر'، واشتهر بهذا الاسم في كتب التاريخ الأوروبية، بل أرسل البابا له مجموعة خاصة من أجل اغتياله ولكن فريدريك نجا من هذه المحاولة.

    [[يا لها من عصبية وحقد أعمى على المسلمين ما زال المسلمون يتجرعون لوقتنا الحاضر من حملات صليبية أمريكية وإنجليزية على بلاد المسلمين، فهم ما جاءوا للحرية ولا للعدل ولا للإصلاح، إنما جاءوا للسفك والقتل والاغتصاب واحتلال البلاد، واسألوا أهل العراق وسكان أبي غريب]].


    منقووووووووول
    وجزاكى اكثر غاليتى
    فعلا حال امتنا يسيل الدم بدل الدمع

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيكِ أختي الغااليه القلب المشتاق

    أسأل الله ان يرفع قدركِ ويغفر لكِ

    مشاء الله موضوع رائع يالغاااليه

    اتمنى من الجميع الأستفااده

    ودمتي بحفظ الرحمن


يعمل...
X