*** الوفاء ***
الوفاء.. مااجملها واروعها من كلمه وهذا هو الحق الثالث للزوج على زوجته ان تكون وفيه فقد يصبح الزوج فجاه فقيرا بعد ان كان غنيا وقد يصبح ضعيفا بعد ان كان قويا وقد يصبح مريضا بعد ان كان صحيحا معافى والزوج فى هذه الحاله يذهب مرضه وتذهب الامه واحزانه وهمومه اذا وجد زوجه وفيه تقف الى جواره ولا تنسى ماكانت تعيش فيه معه من نعيم حال صحته او غناه او قوته وتذكره بان الايام دول وتبين له ان الدنيا الى زوال وكما انعم الله علينا فتره فانه يختبرنا الان والله يقول " ونبلوكم بالشر والخير فتنه والينا ترجعون" وهو يقول " اعلموا انما الحياه الدنيا لعب ولهو وزينه وتفاخر بينكم وتكاثر فى الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفى الاخره عذاب شديد ومغفره من الله ورضوان وما الحياه الدنيا الا متاع الغرور" ولقد من الله علينا بنعمه الدين والايمان ...وتلك اعظم النعم ومن علينا بنعمه الاولاد ولقد من الله علينا بقلب حى ولسان ذاكر وبقلب شاكر . كل هذه الكلمات تحول الم الزوج العضوى والنفسى الى راحه ويشعر انه فعلا فى هذا البيت فى واحه غناء يستشعر قيمه الوفاء وعظمه ذلك الوفاء اذا راى فى وسط هذه الهموم والاحزان زوجته وفيه له لا تتنكر لفضله وعطائه ولم تنسى قوته يوم كان قويا ولم تنس غناه يوم كان غنيا لم تنس ابدا شيئا من هذا فترد الزوجه بهذا الوفاء لزوجها كل معنى جميل تذكره بكل المعانى الساميه ويستشعر الزوج اصاله هذه الزوجه لذلك.. فما يحطم اى زوج ويقصم ظهره .. ان يكون كريما مع امراته سخيا فى كل شئ فى كل لون من الوان الحياه لم يبخل عليها بشئ فاذا تبدلت الايام وتحول الغنى الى فقر وتحولت القوه الى ضعف والصحه الى مرض فيرى امراته هى الاخرى وقد تحولت مع هذا التحول الخطير فتكون القاصمه. قد لا يتاثر الزوج بكل ماسبق بقدر ما يتاثر اذا تغيرت زوجته هى الاخرى فنسيت كل صور الاحسان التى كان قد اسداها اليها . ان هذا الزوج لا يشعر بالامن ابدا بعد ذلك ويفقد الثقه فى كل شئ لانه لم يجد هذا الوفاء وتلك الثقه فى اقرب الناس اليه فيمن منحها كل مايملك من حب ووفاء وعطاء وسخاء ورجوله وبذل تتنكر له وتنسى كل شئ . انظر بهذه النظره الدقيقه الى حديث رسول الله الذى رواه ابن عباس ان النبى قال :" أريت النار فاذا اكثر اهلها النساء يكفرن .قيل ايكفرن بالله ؟ قال :" يكفرن العشير ويكفرن الاحسان لو احسنت الى احداهن الدهر ثم رات منك شيئا قالت: مارايت منك خير قط" والعشير هو الزوج . ان المراه التى تكفر العشير وتكفر الاحسان .. امراه لم تذق طعم الوفاء ولم تعرف شيئا عنه وان لم تتب الى الله فان هذا هو مصيرها الذى اخبر عنه النبى وهو الصادق الذى لا ينطق عن الهوى حين بين ان مصيرها النار اذا كفرت عشيرها وانكرت احسانه اليها انه خلق قبيح زميم يقصم ظهر اى زوج . لكن اذا راى الزوج زوجته وفيه كريمه صاحبه اصل كريم فان الامه كلها تذهب وجراحه جميعها تشفى وتذهب كل احزانه نسال الله ان يرزقنا جميعا الاخلاص والوفاء .

يتبع بحق جديد من حقوق الزوج