عنوان الموضوع : تربيتنا الأُسرية إلى أين ؟ موضوع اجتماعي
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
تربيتنا الأُسرية إلى أين ؟
نقصد بمصطلح التربية الأُسرية ذلك النوع من التربية الذي يتم في البيئة الأُسرية ، التي لها في المجتمع المسلم صورٌ عديدة ؛ فقد تكون مؤلفةً من الزوج والزوجة فقط ، وقد تكون مؤلفةً من الزوجين مع بعض الأطفال ، وربما شارك في تكوين هذه الأسرة بعض الأجداد ، أو الأعمام ، أو الأخوال ، أو غيرهم من الأقارب ، إضافةً إلى الخدم والمربين ونحوهم في بعض الأحيان .كما أن أفراد الأُسرة قد ينتمون إلى أجيالٍ مختلفةٍ حيث إنها قد تشمل ( الأجداد ، الآباء ، الأبناء ) .
ولاشك أن للأُسرة أثرٌ فاعلٌ ودورٌ كبيرٌ في تربية الإنسان ؛ إذ إنها المحضن الأول الذي يعيش فيه الفرد ، وهي الخلية الأولى التي يتكون منها نسيج المجتمع ، كما أنها الوسط الطبيعي الذي يتعهد الإنسان بالرعاية والعناية منذ سنوات عمره الأولى . وقد حث الإسلام على تكوينها والاهتمام بها لأثرها البارز في بناء شخصية الإنسان وتحديد معالمها منذ الصغر .
وتتكون الأسرة في الغالب من مجموعة أفراد تجمعهم فيها ظروف المعيشة الواحدة ؛ وتربطهم رابطةٌ شرعيةٌ قائمةٌ على المودة والمحبة .
من هنا فإنه يمكن القول : إن الأسرة تُعدُ أهم المؤسسات التربوية الاجتماعية التي لها الكثيـر من الوظائف ، وعليها العديد من الواجبات الأساسية ، لاسيما وأن الإنسان يعيش فيها أطول أطوار حياته ، فيتشرب منها العقيدة ، والأخلاق ، والأفكار ، والعادات ، والتقاليد ، وغير ذلك من الصفات والسلوكيات الأُخرى التي يكتسبها من الأُسرة بمن فيها وما فيها من أفراد وظروف وعوامل . ولذلك فإن الأُسرة إما أن تكون مصدر خيرٍ للإنسان ، أو معول هدمٍ للدين والأخلاق والقيم .
أما وظائف التربية الأُسرية فكثيرةٌ ومتنوعة لا سيما أنها تُعنى بتنمية ورعاية جميع الجوانب الشخصية للإنسان في مختلف مراحل عمره . وعلى الرغم من اشتراك الأسرة المسلمة مع غيرها من الأسر في أداء بعض الوظائف التربوية العامة ؛ إلا أن للأُسرة المسلمة بعضاً من الوظائف التربوية المميزة التي من أبرزها ما يلي :
أ ) العمل على تزويد المجتمع المسلم بالذرية الصالحة التي تُحقق قوله صلى الله عليه وسلم : " تزوجوا الولود الودود ؛ فإني مُكاثرٌ بكم " ( رواه النسائي ، الحديث رقم 3026 ، ص 680 ) . والتي تكون عاملاً قوياً في تحقق واستمرار الحياة الأُسرية ، وضمان استقرارها .
ب ) تحقيق عوامل السكون النفسي والطمأنينة لجميع أفراد الأسرة حتى تتم عملية تربيتهم في جوٍّ مُفعمٍ بالسعادة بعيداً عن القلق والتوتر والضياع . ويأتي ذلك تحقيقاً لقوله تعالى :
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون َ} ( سورة الروم : 21 ) .
ج ) حُسن تربية الأبناء والقيام بواجب التنشئة الاجتماعية ، والعمل على صيانة فطرتهم عن الانحراف والضلال ، تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم :
" كُلُّ مولودٍ يُولدُ على الفطرة فأبواهُ يُهوِّدانِهِ ، أو يُنصِّرانِهِ ، أو يُمجِّسانِهِ " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 1385، ص 222 ) .
د ) توفير مقومات التربية الإسلامية الصحيحة لأفراد الأسرة عن طريق العناية بمختلف الجوانب الشخصية للإنسان ( روحياً ، وعقلياً ، وجسمياً ) . والحرص على توافرها وتكاملها لما لذلك كله من الأثر الكبير في تشكيل وتكوين الشخصية المسلمة السوية ، والعمل على تفاعلها وتكيفها مع ما حولها ومن حولها بصورةٍ إيجابيةٍ ، ومستمرةٍ طول فترة الحياة .
هـ ) الحرص على توعية أعضاء الأسرة وخاصة الصغار منهم بكل نافعٍ ومفيد والعمل على تصحيح مفاهيمهم المغلوطة ، وحمايتهم من كل ما يُهدد سلامتهم وسلامة غيرهم ، وتعليمهم الأخلاق الكريمة ، والآداب الفاضلة ، والعادات الحسنة حتى يشبون عليها ، ويتعودون على مبدأ التحلي بالفضائل ، والتخلي عن الرذائل .
و ) إكساب أعضاء الأسرة الخبرات الأساسية والمهارات الأولية اللازمة لتحقيق تكيفهم وتفاعلهم المطلوب مع الحياة ، وإكسابهم الثقة بالنفس ، والقدرة على التعامل مع الآخرين .
أما أبرز الملاحظات التي تؤخذ على تربيتنا الأُسرية ؛ فمنها :
= انعدام العناية من بعض أولياء الأمور ببعض أفراد هذه الأُسرة ، وهو ما يتضح في أولئك الصغار الذين يقضون معظم أوقاتهم خارج المنزل دونما رقيبٍ أو حسيبٍ ، الأمر الذي ينتج عنه الكثير من المفاسد الأخلاقية ، والعادات السيئة ، والطباع المنحرفة ، ونحو ذلك مما لا تُحمد عقباه .
= ضعف دور التربية الأُسرية في مجتمعنا المعاصر إلى درجةٍ أصبح دورها هامشياً في معظم الأحيان ، فالمدرسة تحظى بنصيب الأسد من عدد ساعات اليوم الواحد ، والإعلام والشارع يحظيان بالبقية الباقية منه ، ولا يبقى للأُسرة إلا زمن النوم وربما زمن تناول الطعام .
= تأثر التربية الأُسرية في مجتمعنا بظروف العصر التي جعلت من الأبوين مشغولين جداً بالسعي خلف لقمة العيش ، ومتابعة مجريات الحياة المعاصرة التي أسهمت جميعها في كثيرٍ من التقصير وربما الإهمال في دورهما الأساسي في التربية ، الأمر الذي ترتب عليه إسناد تلك الأدوار والمهام للمربين أو الخدم أو غيرهم .
= اختلاف النظرة إلى الحياة بين جيل الآباء وجيل الأبناء ، الأمر الذي أسهم في وجود فجوة في طريقة التفكير وكيفية التعامل الأُسري ، وهذا بدوره أثر كثيراً في مدى نجاح تربيتنا الأُسرية التي يعتمد نجاحها كثيراً على مدى الانسجام والتوافق بين نظرة الجيلين .
الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في أبها
ومدير مركز البحوث التربوية بالكلية
نقصد بمصطلح التربية الأُسرية ذلك النوع من التربية الذي يتم في البيئة الأُسرية ، التي لها في المجتمع المسلم صورٌ عديدة ؛ فقد تكون مؤلفةً من الزوج والزوجة فقط ، وقد تكون مؤلفةً من الزوجين مع بعض الأطفال ، وربما شارك في تكوين هذه الأسرة بعض الأجداد ، أو الأعمام ، أو الأخوال ، أو غيرهم من الأقارب ، إضافةً إلى الخدم والمربين ونحوهم في بعض الأحيان .كما أن أفراد الأُسرة قد ينتمون إلى أجيالٍ مختلفةٍ حيث إنها قد تشمل ( الأجداد ، الآباء ، الأبناء ) .
ولاشك أن للأُسرة أثرٌ فاعلٌ ودورٌ كبيرٌ في تربية الإنسان ؛ إذ إنها المحضن الأول الذي يعيش فيه الفرد ، وهي الخلية الأولى التي يتكون منها نسيج المجتمع ، كما أنها الوسط الطبيعي الذي يتعهد الإنسان بالرعاية والعناية منذ سنوات عمره الأولى . وقد حث الإسلام على تكوينها والاهتمام بها لأثرها البارز في بناء شخصية الإنسان وتحديد معالمها منذ الصغر .
وتتكون الأسرة في الغالب من مجموعة أفراد تجمعهم فيها ظروف المعيشة الواحدة ؛ وتربطهم رابطةٌ شرعيةٌ قائمةٌ على المودة والمحبة .
من هنا فإنه يمكن القول : إن الأسرة تُعدُ أهم المؤسسات التربوية الاجتماعية التي لها الكثيـر من الوظائف ، وعليها العديد من الواجبات الأساسية ، لاسيما وأن الإنسان يعيش فيها أطول أطوار حياته ، فيتشرب منها العقيدة ، والأخلاق ، والأفكار ، والعادات ، والتقاليد ، وغير ذلك من الصفات والسلوكيات الأُخرى التي يكتسبها من الأُسرة بمن فيها وما فيها من أفراد وظروف وعوامل . ولذلك فإن الأُسرة إما أن تكون مصدر خيرٍ للإنسان ، أو معول هدمٍ للدين والأخلاق والقيم .
أما وظائف التربية الأُسرية فكثيرةٌ ومتنوعة لا سيما أنها تُعنى بتنمية ورعاية جميع الجوانب الشخصية للإنسان في مختلف مراحل عمره . وعلى الرغم من اشتراك الأسرة المسلمة مع غيرها من الأسر في أداء بعض الوظائف التربوية العامة ؛ إلا أن للأُسرة المسلمة بعضاً من الوظائف التربوية المميزة التي من أبرزها ما يلي :
أ ) العمل على تزويد المجتمع المسلم بالذرية الصالحة التي تُحقق قوله صلى الله عليه وسلم : " تزوجوا الولود الودود ؛ فإني مُكاثرٌ بكم " ( رواه النسائي ، الحديث رقم 3026 ، ص 680 ) . والتي تكون عاملاً قوياً في تحقق واستمرار الحياة الأُسرية ، وضمان استقرارها .
ب ) تحقيق عوامل السكون النفسي والطمأنينة لجميع أفراد الأسرة حتى تتم عملية تربيتهم في جوٍّ مُفعمٍ بالسعادة بعيداً عن القلق والتوتر والضياع . ويأتي ذلك تحقيقاً لقوله تعالى :
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون َ} ( سورة الروم : 21 ) .
ج ) حُسن تربية الأبناء والقيام بواجب التنشئة الاجتماعية ، والعمل على صيانة فطرتهم عن الانحراف والضلال ، تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم :
" كُلُّ مولودٍ يُولدُ على الفطرة فأبواهُ يُهوِّدانِهِ ، أو يُنصِّرانِهِ ، أو يُمجِّسانِهِ " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 1385، ص 222 ) .
د ) توفير مقومات التربية الإسلامية الصحيحة لأفراد الأسرة عن طريق العناية بمختلف الجوانب الشخصية للإنسان ( روحياً ، وعقلياً ، وجسمياً ) . والحرص على توافرها وتكاملها لما لذلك كله من الأثر الكبير في تشكيل وتكوين الشخصية المسلمة السوية ، والعمل على تفاعلها وتكيفها مع ما حولها ومن حولها بصورةٍ إيجابيةٍ ، ومستمرةٍ طول فترة الحياة .
هـ ) الحرص على توعية أعضاء الأسرة وخاصة الصغار منهم بكل نافعٍ ومفيد والعمل على تصحيح مفاهيمهم المغلوطة ، وحمايتهم من كل ما يُهدد سلامتهم وسلامة غيرهم ، وتعليمهم الأخلاق الكريمة ، والآداب الفاضلة ، والعادات الحسنة حتى يشبون عليها ، ويتعودون على مبدأ التحلي بالفضائل ، والتخلي عن الرذائل .
و ) إكساب أعضاء الأسرة الخبرات الأساسية والمهارات الأولية اللازمة لتحقيق تكيفهم وتفاعلهم المطلوب مع الحياة ، وإكسابهم الثقة بالنفس ، والقدرة على التعامل مع الآخرين .
أما أبرز الملاحظات التي تؤخذ على تربيتنا الأُسرية ؛ فمنها :
= انعدام العناية من بعض أولياء الأمور ببعض أفراد هذه الأُسرة ، وهو ما يتضح في أولئك الصغار الذين يقضون معظم أوقاتهم خارج المنزل دونما رقيبٍ أو حسيبٍ ، الأمر الذي ينتج عنه الكثير من المفاسد الأخلاقية ، والعادات السيئة ، والطباع المنحرفة ، ونحو ذلك مما لا تُحمد عقباه .
= ضعف دور التربية الأُسرية في مجتمعنا المعاصر إلى درجةٍ أصبح دورها هامشياً في معظم الأحيان ، فالمدرسة تحظى بنصيب الأسد من عدد ساعات اليوم الواحد ، والإعلام والشارع يحظيان بالبقية الباقية منه ، ولا يبقى للأُسرة إلا زمن النوم وربما زمن تناول الطعام .
= تأثر التربية الأُسرية في مجتمعنا بظروف العصر التي جعلت من الأبوين مشغولين جداً بالسعي خلف لقمة العيش ، ومتابعة مجريات الحياة المعاصرة التي أسهمت جميعها في كثيرٍ من التقصير وربما الإهمال في دورهما الأساسي في التربية ، الأمر الذي ترتب عليه إسناد تلك الأدوار والمهام للمربين أو الخدم أو غيرهم .
= اختلاف النظرة إلى الحياة بين جيل الآباء وجيل الأبناء ، الأمر الذي أسهم في وجود فجوة في طريقة التفكير وكيفية التعامل الأُسري ، وهذا بدوره أثر كثيراً في مدى نجاح تربيتنا الأُسرية التي يعتمد نجاحها كثيراً على مدى الانسجام والتوافق بين نظرة الجيلين .
الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في أبها
ومدير مركز البحوث التربوية بالكلية
==================================
المسؤوليّة الغائبة
الأولاد هِبة من الله -سبحانه وتعالى- فلا يملك أنْ يهبهم إلا المالك القادر (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 49 ـ50]
وبما أنّ الأولاد هبة من الله -عزّ وجل- فهي نعمة تستوجب شكره عليها، وشكره عليها بحمده سبحانه باللسان والحال بأن نقول: الحمد لله الذي وهبني الولد، ونرعى هذه النّعمة ونوجّهها إلى طاعة المنعم جل وعلا.
- قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) [التحريم:6]
فكيف يقي المؤمن أهله النّار إذا لم يأمرهم بما أمر به الله وينهاهم عما نهى عنه ويراقبهم ويوجّههم؟
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته ، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيّته ، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيّته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيّتها " رواه البخاري ومسلم
إذن فعلى الوالدين مسؤولية تربية أبنائهم على الإسلام، وتعليم الطّفل أمور دينه وتدريبه على العبادات فهو واجب شرعي عليهم ، وضرورة اجتماعية ، وتربيته على الأخلاق الكريمة ، وتنشئته على حبّ الله -عز وجل- وحبّ النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، و أن يكونا قدوة حسنة لهم؛ فالطّفل مرآة و صورة حقيقيّة عن أبويه بعد عشرين أو ثلاثين أو أربعين سنة فلينظر كل منا:
على أيّ صورة يحبّ أن يرى ولده ؟
- كل أم تظنّ أنّها تربّي أولادها حين يأكلون ويلبسون و ينامون 000 الخ وكذلك الأب يظنّ حين يعمل ويكافح ليوفر لأبنائه احتياجاتهم ـ أنّه أدّى ما عليه من واجب تجاه أبنائه، وأمام كفاح الأب في تحصيل لقمة العيش وعدم إدراك الأم لدورها الأساسي أصبح الأولاد فريسة كلّ مَن يربّي من تلفاز أو مدرسة أو شارع أو صديق سوء000 الخ
ليس اليتيم مَن انتهى أبواه
من همّ الحياة وخلّفاه ذليلاً
إنّ اليتيم هو الذي تلقى له
أماً تخلّت أو أباً مشغولاً
وبعد عِدّة أعوام يبكي الأب من عقوق الأبناء، وتصرخ الأمّ من انشغال أبنائها عنها، ويجني الجميع ما بذرته اليد.
- إن المسؤولية التي أعنيها هنا: هل ربّيْتِ أيّتها الأمّ المؤمنة، وأيّها الأب الفاضل ابنك على الإسلام؟
هل سألْتَ عن أداء أبنائك الصّلوات الخمس كما تسألهم عن أداء واجباتهم المدرسية؟ هل تعهّدت الأم أخلاق أبنائها كما تتعهدهم في المأكل والمشرب والدواء 000 الخ؟
- إن الإسلام هو المنهج الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى لعباده ليسعدوا به في الدنيا قبل الآخرة.
" ورضيت لكم الإسلام دينا"
لذا وجب على كل أم وأب بل وكل مربٍ أنْ يتخذ هذا المنهج وسيلة لتربية أبنائه، فالولد الذي تربّى على مأدبة القرآن، وحرص أبوه على الصفّ الأوّل في المسجد لن يكون مصدر عناء لوالديه، والولد الذي تربى على الأغاني والمسلسلات والسيجارة تلازم يد أبيه سيكون مصدر الألم والنّدم في الدنيا قبل الآخرة!
لقد سمعنا بل ورأينا العديد من النماذج؛ فهذه تسخر من أمها أمام أصدقائها، وهذا يسبّ أباه، وأخرى تتعرف على شاب، وآخر يقتل أمه 000 الخ فالجزاء من جنس العمل؛ فالابن يأتي إلى الدنيا وعاءً فارغاً تماماً نظيفًا، ونقوم نحن بملأ هذا الفراغ، فهو يتلقّى كل ما نلقيه فيه سواء كان جيدا أو قبيحا، بل أحياناً يعمل البعض جاهداً على تلويث أخلاقه؛ فالابن يدخّن ويضيّع الصّلوات؛ لأنّه تربى على ذلك، والبنت تكذب وتتبرّج؛ لأنّها تربّت أيضاً على ذلك. يقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وأبواه إما يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه000 "
وهذا ما يؤكّده قول الإمام ابن القيّم:
(إنّ الله يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أنْ يسأل الولد عن والده، فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدًى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وتركهم دون تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً؛ فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءَهم كباراً، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فردّ عليه: يا أبت عققتني صغيراً فعققتك كبيراً ، وأضعتني وليدًا
فأضعتك شيخًا ).
وأخيراً عزيزي الأب عزيزتي الأم، إنّ أعداء الإسلام يعملون جاهدين ليل نهار من أجل إفساد هذا الكيان الطاهر، وهذه النبتة الصالحة. يقولون في بروتوكولاتهم " لن نستطيع السّيطرة على العالم حتى نفسد الناشئة" ؛ :لأنّهم أيقنوا أنّ إفساد طفل يعني: شابا فاسدا، يعني: رجلا تافها يعني ضياع الأمة كلها، وأنتم بيدكم إعادة مجدنا الضائع، وشرفنا المسلوب من خلال هذه الأمانة التي بين أيديكم. لماذا لا يكون ابنك مثل عمر بن الخطاب أو خالد بن الوليد أو صلاح الدين الأيوبي؟ فالنّبتة النّظيفة الموحّدة وهبها الله لك ، والمنهج الصّحيح ( قرآن وسنة) بين يديك ، والحقّ معك ، فلنتقِ الله، ولنعمل جميعاً لهذا الأمل، ولنحيَ بالإسلام قولاً وعملاً، والله مؤيّدنا ومعيننا
(((((((( فاتن عمارة ))))))))))
تحياتي لكم
الونيس,alwanis,الونيس,alwanis,الونيس,alwanis,الوني س,alwanis,الونيس,alwanis,الونيس,alwanis,
الأولاد هِبة من الله -سبحانه وتعالى- فلا يملك أنْ يهبهم إلا المالك القادر (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 49 ـ50]
وبما أنّ الأولاد هبة من الله -عزّ وجل- فهي نعمة تستوجب شكره عليها، وشكره عليها بحمده سبحانه باللسان والحال بأن نقول: الحمد لله الذي وهبني الولد، ونرعى هذه النّعمة ونوجّهها إلى طاعة المنعم جل وعلا.
- قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) [التحريم:6]
فكيف يقي المؤمن أهله النّار إذا لم يأمرهم بما أمر به الله وينهاهم عما نهى عنه ويراقبهم ويوجّههم؟
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته ، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيّته ، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيّته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيّتها " رواه البخاري ومسلم
إذن فعلى الوالدين مسؤولية تربية أبنائهم على الإسلام، وتعليم الطّفل أمور دينه وتدريبه على العبادات فهو واجب شرعي عليهم ، وضرورة اجتماعية ، وتربيته على الأخلاق الكريمة ، وتنشئته على حبّ الله -عز وجل- وحبّ النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، و أن يكونا قدوة حسنة لهم؛ فالطّفل مرآة و صورة حقيقيّة عن أبويه بعد عشرين أو ثلاثين أو أربعين سنة فلينظر كل منا:
على أيّ صورة يحبّ أن يرى ولده ؟
- كل أم تظنّ أنّها تربّي أولادها حين يأكلون ويلبسون و ينامون 000 الخ وكذلك الأب يظنّ حين يعمل ويكافح ليوفر لأبنائه احتياجاتهم ـ أنّه أدّى ما عليه من واجب تجاه أبنائه، وأمام كفاح الأب في تحصيل لقمة العيش وعدم إدراك الأم لدورها الأساسي أصبح الأولاد فريسة كلّ مَن يربّي من تلفاز أو مدرسة أو شارع أو صديق سوء000 الخ
ليس اليتيم مَن انتهى أبواه
من همّ الحياة وخلّفاه ذليلاً
إنّ اليتيم هو الذي تلقى له
أماً تخلّت أو أباً مشغولاً
وبعد عِدّة أعوام يبكي الأب من عقوق الأبناء، وتصرخ الأمّ من انشغال أبنائها عنها، ويجني الجميع ما بذرته اليد.
- إن المسؤولية التي أعنيها هنا: هل ربّيْتِ أيّتها الأمّ المؤمنة، وأيّها الأب الفاضل ابنك على الإسلام؟
هل سألْتَ عن أداء أبنائك الصّلوات الخمس كما تسألهم عن أداء واجباتهم المدرسية؟ هل تعهّدت الأم أخلاق أبنائها كما تتعهدهم في المأكل والمشرب والدواء 000 الخ؟
- إن الإسلام هو المنهج الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى لعباده ليسعدوا به في الدنيا قبل الآخرة.
" ورضيت لكم الإسلام دينا"
لذا وجب على كل أم وأب بل وكل مربٍ أنْ يتخذ هذا المنهج وسيلة لتربية أبنائه، فالولد الذي تربّى على مأدبة القرآن، وحرص أبوه على الصفّ الأوّل في المسجد لن يكون مصدر عناء لوالديه، والولد الذي تربى على الأغاني والمسلسلات والسيجارة تلازم يد أبيه سيكون مصدر الألم والنّدم في الدنيا قبل الآخرة!
لقد سمعنا بل ورأينا العديد من النماذج؛ فهذه تسخر من أمها أمام أصدقائها، وهذا يسبّ أباه، وأخرى تتعرف على شاب، وآخر يقتل أمه 000 الخ فالجزاء من جنس العمل؛ فالابن يأتي إلى الدنيا وعاءً فارغاً تماماً نظيفًا، ونقوم نحن بملأ هذا الفراغ، فهو يتلقّى كل ما نلقيه فيه سواء كان جيدا أو قبيحا، بل أحياناً يعمل البعض جاهداً على تلويث أخلاقه؛ فالابن يدخّن ويضيّع الصّلوات؛ لأنّه تربى على ذلك، والبنت تكذب وتتبرّج؛ لأنّها تربّت أيضاً على ذلك. يقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وأبواه إما يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه000 "
وهذا ما يؤكّده قول الإمام ابن القيّم:
(إنّ الله يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أنْ يسأل الولد عن والده، فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدًى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وتركهم دون تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً؛ فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءَهم كباراً، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فردّ عليه: يا أبت عققتني صغيراً فعققتك كبيراً ، وأضعتني وليدًا
فأضعتك شيخًا ).
وأخيراً عزيزي الأب عزيزتي الأم، إنّ أعداء الإسلام يعملون جاهدين ليل نهار من أجل إفساد هذا الكيان الطاهر، وهذه النبتة الصالحة. يقولون في بروتوكولاتهم " لن نستطيع السّيطرة على العالم حتى نفسد الناشئة" ؛ :لأنّهم أيقنوا أنّ إفساد طفل يعني: شابا فاسدا، يعني: رجلا تافها يعني ضياع الأمة كلها، وأنتم بيدكم إعادة مجدنا الضائع، وشرفنا المسلوب من خلال هذه الأمانة التي بين أيديكم. لماذا لا يكون ابنك مثل عمر بن الخطاب أو خالد بن الوليد أو صلاح الدين الأيوبي؟ فالنّبتة النّظيفة الموحّدة وهبها الله لك ، والمنهج الصّحيح ( قرآن وسنة) بين يديك ، والحقّ معك ، فلنتقِ الله، ولنعمل جميعاً لهذا الأمل، ولنحيَ بالإسلام قولاً وعملاً، والله مؤيّدنا ومعيننا
(((((((( فاتن عمارة ))))))))))
تحياتي لكم
الونيس,alwanis,الونيس,alwanis,الونيس,alwanis,الوني س,alwanis,الونيس,alwanis,الونيس,alwanis,
__________________________________________________ __________
ماذا يريد أبناؤنا منا؟
أولاً: يريدون أنْ نكون لهم قدوة حسنة
عين الطفل على أمّه وأبيه كالميكروسكوب يرى فيهم أدقّ الأشياء؛ فطفلك يراقبك باستمرار، ويحاكي فعلك، وكذلك رد فعلك عند المفاجأة، وعند الإحباط، أو الحزن، أو الغضب، وطريقتك في استقبال الضيوف، ومدى صدقك وأمانتك، والطريقة التي تعبّر بها عن سرورك وحزنك وغضبك.
نحن نحتاج إلى وِقفة صادقة مع أنفسنا نقيّم فيها سلوكنا، ونقوم بتعديل ما فينا من عيوب، لا نريد أنْ نراها في أبنائنا؛ فالطّفل يمسك بالقلم ويضعه في فمه محاكاةً لأبيه المدخّن، وكذلك يسجد عندما يرى أباه أو أمه ساجدين، ولكنّ هذه الصّفة جيّدة إذا استغلّت بشكل صحيح من خلال الآتي :
1- أنْ نربط الطفل بالقدوة الأولى لنا، والتي ارتضاها لنا رب العالمين حين قال جل وعلا: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ) [الأحزاب: من الآية21] وأنْ نعلّم الطّفل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة وهو الشخصية التي يجب علينا جميعًا أنْ نحاكيها، ونقلّدها؛ لأنّه صلّى الله عليه وسلم هو المعصوم من الخطأ، وكل إنسان غيره قد يصيب ويخطئ حتى نحن0
2- نحكي لهم قصص الصحابة كعدل عمر وشجاعة خالد وعلم علي.
3- أنْ نُريهم منّا كلّ ما هو حسن ( الصلاة الصيام الصدقة 000 الخ)
4- أنْ نصحبهم معنا إلى كلّ ما هو حسن ( كالمساجد - ودور التّحفيظ -زيارة الصّالحين).
5- أن نفسر لهم الأعمال الحسنة التي نقوم بها ( أنا أقبّل رأس ويد جدتك؛ لأنّ الله أمرنا ببرّ الوالدين- أو أُعطي الحلوى هذه لجيراننا؛ لأنّ الله أمرنا بالإحسان إلى الجار- وهكذا
6- الابتعاد عن الألفاظ البذيئة أو الدارجة واختيار الألفاظ الحسنة0
ثانياً: أنْ نعزّز سلوكهم الإيجابيّ
إنّ الطفل لا يملّ من سماع كلمات الإطراء والاستحسان والتشجيع من والديه حين يقوم بعمل جيّد؛ فالطفل مثلاً حين يقوم بعمل ما ( إعادة اللّعب إلى صُندوق اللّعب- صلى مع والده في المسجد – وضع ورقة الحلوى في صندوق القمامة لا على الأرض) يحتاج أنْ يجد أثر العمل الكبير الذي قام به على وجوهنا، و ألسنتنا؛ كأن نبتسم، و نقول له: جزاك الله خيرًا، ما أجمل ما قمت به ، ما فعلته يُرضي الله) وإلا من أين يعرف الطفل السلوك الجيّد من السّيئ، أو يدرك الحسن من القبيح؟
وهذا ما يوصي به علماء النفس قائلين :" على الآباء أن يمنحوا أبناءهم الكثير من المدح، وهم يحسنون السلوك؛ فهذا من شأنه تدعيم السلوك، وزيادة ثقتهم بأنفسهم"
نعم إنّ من شأن تعزيز السلوك الإيجابيّ لدى الطفل زرْع الثّقة في نفسه وزيادة إحساسه بأنّه شخص متميّز وفعّال، وأّنه قادر على مواجهة الصّعاب والتحدّيات التي تواجهه، وهذه الثّقة المتنامية تفضي إلى مثابرة، ثم إلى شجاعة، ثم إلى قيادة000 الخ
فالطفل الذي يحصل على مزيد من الإطراء يقوم بعمل العديد من الأعمال التي يتوقع شكره عليها .
والطفل الذي لا يحصل على هذا التشجيع غالبًا ما يحبط وتقلّ دافعيّته في الإقبال على أيّ عمل0
وهناك أمور لابدّ أنْ نراعيها حين نعزّز سلوكهم الإيجابيّ وهي:
1- التوازن بين التشجيع الماديّ والمعنويّ؛ فالاقتصار على الدّعم الماديّ يجعل الطفل نفعيًّا لا يقوم بأيّ عمل دون مقابل متفق عليه مسبقًا، والدّعم المعنويّ فقط سرعان ما يملّه الطفل حين يحب أنّ يرى ناتج عمله الجيّد ملموسًا كمذاق قطعة الحلوى أو نقود أو لعبة 00 الخ0
2- أنْ نربط الطفل بالثواب الأُخرويّ دائمًا كأنْ نقول له: إنّ هذا العمل يرضي الله عزّ وجلّ، هذا الحرف الذي تقرأه في القرآن بعشر حسنات، أو نقول حين يصلي في المسجد: هذه الصلاة التي صليتها بـ27 صلاة في البيت) فهذا من شأنه يعلم الطفل إخلاص العمل لله عز وجل ويدعم سلوكه الجيد 0
ثالثاُ: إظهار حبّنا لهم
لا شك أننا نحب أبناءنا ولكن مع انشغال كل منا بأداء دوره ومهامه قد ننسى إظهار هذه المشاعر لهم فهم يحتاجون إلى ترجمة عمليّة وملموسة لهذا الحب لما له من أكبر الأثر في نفوسهم وإحساسهم بالسّعادة. فعلى سبيل المثال أكّدت دراسة حديثة أنه كلما زادت مداعبة الطفل الرضيع زاد إفراز هرمون النموّ ونشط الجهاز المناعي لديه لمقاومة الأمراض، وارتفعت نسبة الهيموجلوبين في الدّم، وكأن لسان حاله يقول: أستحقّ أن أصح وأحيا مع أبوين يحبانني ويتقبلانني (دراسة: ستيف بيد ولف/أمريكا)
ومن الطرق العمليّة لإظهار هذا الحبّ كالآتي:
1- مداعبتهم والتصابي لهم
اللّعب بالنسبة للطفل هو الحياة، وهو المتعة الحقيقيّة التي يشعر بها، وما أجمل أن يشاركه هذه المتعة من يحبهم! لأنّ ذلك يزيد اللعب بهجة على بهجته.
كان صلّى الله عليه وسلم المعلّم القدوة يداعب حفيديه الحسن والحسين – رضي الله عنهما- ويتصابى لهما، عن جابر- رضي الله عنه- قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربع- أي على يديه ورجليه- وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول: نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما" رواه الطبراني وكان صلى الله عليه وسلم يمرّ بالغلمان يرمون بالنبل والسهام فيشجّعهم قائلاً: "ارموا يا بني إسماعيل، فإنّ أباكم كان راميًا" رواه البخاري. وأخرج الإمام أحمد بإسناد حسن عن عبد الله بن الحارث - رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصف عبد الله وعبيد الله وكثير بن العباس - رضي الله عنهم- ثم يقول:"من سبق إليَّ فله كذا وكذا"قال: فيسبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبّلهم ويلتزمهم". هكذا كان المعلّم الأول في هذه الدنيا مع الصغار يداعبهم ويلاعبهم، ولا يتعالى عليهم، أو يستصغرهم، بل يتصابى لهم؛ ليعلمنا كيف تكون الرحمة بهم؛ فقد يخشى البعض ذهاب الهيبة أمام الأبناء، وأقول: إنّ هذا لا يتنافى أبدًا مع الوقار والهيبة؛ فقد كان يفعل ذلك أعظم رجل في العالم، وقد يدّعي البعض الآخر الانشغال، وعدم وجود وقت لهذا ، كان النبيّ صلى الله عليه وسلم أكثر انشغالا منّا؛ كان مسؤولاً عن تبليغ دعوة للعالمين، وتربية خير أمّة أخرجت للناس ليعلّمنا كيف نربّي أبناءنا فلنفعل اتّباعًا لسنته صلى الله عليه وسلم لننال بركة وأجر اتباع السنة أولاً ولكي نظهر حبّنا لأبنائنا0
2- تقبيلهم من حين لآخر
كثيرًا ما يقبّل الأبوين أبناءهما في الشهور الأولى من العمر، ولكن ما أنْ يتمّ الطفل عامه الثاني ويعامل على أنّه رجل، ولا وقت للتدليل؛ فالطفل والمراهق أيضاً في حاجة دائمة أنْ نظهر حبّنا له، وأنّه شخص هامّ، ومقبول لدينا من خلال تقبيله أو المسح على شعره، أو التّربيت على كتفه وظهره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبّل الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن بن عليّ وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال:"من لا يرحم لا يُرحم" فلنحرص على تقبيل أبنائنا ولا نستخفّ أو نتحرج من ذلك؛ فقبلة على جبين ابنك حين يذهب إلى المدرسة، أو حين تعود إلى المنزل لها أكبر الأثر في نفسه، وهذا بدوره ما يزيد من حب أبنائنا لنا0
3- التواصل والتواجد معهم بالقدر الكافي0
أودّ أن أؤكد على أمر غاية في الأهميّة، وهو أنّ الأبناء يستمتعون بالجلوس مع الآباء في مجالس عائليةّ دافئة ولطيفة؛ مما يضيف فائدة جديدة فوق استفادتهم فيشعرون بالترابط الأسري، وهو ما يشعرهم بأرض صلبة يقفون عليها مما يزيد من قوتهم وثقتهم بأنفسهم. فلا بدّ من إيجاد نشاط ما يجمع بينكما كوالدين وبين أبنائكما تمارسونه سويًَََََََّا كالخروج معاً للتنزّه أو عمل مسابقات ثقافيّة، أو حركيّة مما يعمل علي تجديد الحياة للجميع؛فلا يمكن للعمليّة التربويّة أنْ تتمّ بدون تواصل؛ فالأطفال الذين يجدون من آبائهم عاطفة واهتمامًا ينجذبون نحوهم، ويصغون إليهم بأسماعهم وقلوبهم ويشعرون بأهمّيتهم، والأبناء الذين لا يكلمهم آباؤهم إلا نادراً ينشؤون أقل ثقة بالنفس من الذين تعوّدوا على الكلام، والحوار الهادئ مع آبائهم، فعلينا أنْ نبدي اهتمامنا بهم، وأنْ نتواجد ونتواصل معهم حتى لا يبحثوا خارج البيت عمّن يسمعهم ويهتمّ بهم0
رابعاً: العدل والمساواة بين الأبناء
قد يكون أحد الأبناء عصبيًّا أكثر من إخوته أو متأخرًا دراسيًّا أو سيِّئ الخلق، فلن يجدي معه إلا الإحسان إليه والعدل بينه وبين إخوته؛ فلا يحضر الأب لعبة لابن دون الآخر، ولا تقبّل الأم أخًا دون أخيه، فلا بد أنْ تصافح وتقبل بنفس الحماس والكيفيّة دون تفرقة، فالتفرقة في المعاملة من أكبر الأخطاء التي قد يقع فيها المربي والتي تؤثّر سلبًا على المفضّل و المفضّل عليه على حد سواء؛ فالمفضّل يصبح إنسانًا أنانيًّا مغرورًا مدللاً غير قادر على تحمل المسؤوليّة، والمفضّل عليه يصبح عدوانيًّا يكره إخوته ويحسدهم، وقد يكون التفضيل ليس على أساس السّلوك والأخلاق؛ فالبعض يفضل على أساس الجنس كأنْ يفضّل الولد على البنت، أو العكس، أو على أساس الشكل أو السنّ000 الخ فلنحرص على العدل والمساواة بين أبنائنا لكسب ودّهم وحبّهم
فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "سوّوا بين أولادكم في العطيّة" أخرجه الطبراني والبيهقي
خامساً:الأخذ بأيديهم لمعرفة خالقهم جلّ وعلا
يمكن تلقين الطّفل منذ الرابعة أركان الإيمان، فنشرح منها كلّ ما يتناسب مع قدرته على الفهم، ونشرح له كذلك أركان الإسلام ونعوّده على الوضوء والصّلاة، ونحبّبه فيها (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا...) [طه:132].
ونفسر له بأنّنا نصلي ليرضى عنّا الله، وأنّ المصلين لهم الجنة،ونعلّمهم آداب الإسلام في الطعام والشراب والنوم و0000الخ كذلك نعلّمهم قراءة القرآن وحفظه فتعليم الصغر أشد رسوخا، فقد حفظ كثير من سلف هذه الأمّة القرآن منذ الصغر بفهم جيّد، فالإمام الشافعي رحمه الله يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت موطّأ مالك وأنا ابن عشر.
وينبغي أنّ نعلّم الطفل أنّ الماهر في تعلّم القرآن وحفظه سيكون مع الكرام البرَرَة في الجنّة، وأنّ من يقرأ القرآن ويتلعثم فيه وهو عليه شاقّ فله أجران، وأنّه سينال حسنة عن كل حرف يتلوه من القرآن، والحسنة بعشر أمثالها حتى ينشأ على حبّ وتعظيم كتاب الله وتوقيره.
كذلك تشجيع الابن على حفظ ما تيسر من الأحاديث النبويّة والأدعية والأذكار ولا ننسى مكافأته على ما يحفظ؛ لتشجيعه على الاستزادة من العلم النافع، فهذا إبراهيم ابن أدهم يقول له أبوه: "يا بني، اطلب الحديث فكلما سمعت حديثًا وحفظته فلك درهم" فيقول إبراهيم: "فطلبت الحديث على هذا".
تحياتي لكم
الونيس,alwanis,الونيس,alwanis,الونيس,alwanis,الوني س,alwanis,الونيس,alwanis,الونيس,alwanis
أولاً: يريدون أنْ نكون لهم قدوة حسنة
عين الطفل على أمّه وأبيه كالميكروسكوب يرى فيهم أدقّ الأشياء؛ فطفلك يراقبك باستمرار، ويحاكي فعلك، وكذلك رد فعلك عند المفاجأة، وعند الإحباط، أو الحزن، أو الغضب، وطريقتك في استقبال الضيوف، ومدى صدقك وأمانتك، والطريقة التي تعبّر بها عن سرورك وحزنك وغضبك.
نحن نحتاج إلى وِقفة صادقة مع أنفسنا نقيّم فيها سلوكنا، ونقوم بتعديل ما فينا من عيوب، لا نريد أنْ نراها في أبنائنا؛ فالطّفل يمسك بالقلم ويضعه في فمه محاكاةً لأبيه المدخّن، وكذلك يسجد عندما يرى أباه أو أمه ساجدين، ولكنّ هذه الصّفة جيّدة إذا استغلّت بشكل صحيح من خلال الآتي :
1- أنْ نربط الطفل بالقدوة الأولى لنا، والتي ارتضاها لنا رب العالمين حين قال جل وعلا: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ) [الأحزاب: من الآية21] وأنْ نعلّم الطّفل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة وهو الشخصية التي يجب علينا جميعًا أنْ نحاكيها، ونقلّدها؛ لأنّه صلّى الله عليه وسلم هو المعصوم من الخطأ، وكل إنسان غيره قد يصيب ويخطئ حتى نحن0
2- نحكي لهم قصص الصحابة كعدل عمر وشجاعة خالد وعلم علي.
3- أنْ نُريهم منّا كلّ ما هو حسن ( الصلاة الصيام الصدقة 000 الخ)
4- أنْ نصحبهم معنا إلى كلّ ما هو حسن ( كالمساجد - ودور التّحفيظ -زيارة الصّالحين).
5- أن نفسر لهم الأعمال الحسنة التي نقوم بها ( أنا أقبّل رأس ويد جدتك؛ لأنّ الله أمرنا ببرّ الوالدين- أو أُعطي الحلوى هذه لجيراننا؛ لأنّ الله أمرنا بالإحسان إلى الجار- وهكذا
6- الابتعاد عن الألفاظ البذيئة أو الدارجة واختيار الألفاظ الحسنة0
ثانياً: أنْ نعزّز سلوكهم الإيجابيّ
إنّ الطفل لا يملّ من سماع كلمات الإطراء والاستحسان والتشجيع من والديه حين يقوم بعمل جيّد؛ فالطفل مثلاً حين يقوم بعمل ما ( إعادة اللّعب إلى صُندوق اللّعب- صلى مع والده في المسجد – وضع ورقة الحلوى في صندوق القمامة لا على الأرض) يحتاج أنْ يجد أثر العمل الكبير الذي قام به على وجوهنا، و ألسنتنا؛ كأن نبتسم، و نقول له: جزاك الله خيرًا، ما أجمل ما قمت به ، ما فعلته يُرضي الله) وإلا من أين يعرف الطفل السلوك الجيّد من السّيئ، أو يدرك الحسن من القبيح؟
وهذا ما يوصي به علماء النفس قائلين :" على الآباء أن يمنحوا أبناءهم الكثير من المدح، وهم يحسنون السلوك؛ فهذا من شأنه تدعيم السلوك، وزيادة ثقتهم بأنفسهم"
نعم إنّ من شأن تعزيز السلوك الإيجابيّ لدى الطفل زرْع الثّقة في نفسه وزيادة إحساسه بأنّه شخص متميّز وفعّال، وأّنه قادر على مواجهة الصّعاب والتحدّيات التي تواجهه، وهذه الثّقة المتنامية تفضي إلى مثابرة، ثم إلى شجاعة، ثم إلى قيادة000 الخ
فالطفل الذي يحصل على مزيد من الإطراء يقوم بعمل العديد من الأعمال التي يتوقع شكره عليها .
والطفل الذي لا يحصل على هذا التشجيع غالبًا ما يحبط وتقلّ دافعيّته في الإقبال على أيّ عمل0
وهناك أمور لابدّ أنْ نراعيها حين نعزّز سلوكهم الإيجابيّ وهي:
1- التوازن بين التشجيع الماديّ والمعنويّ؛ فالاقتصار على الدّعم الماديّ يجعل الطفل نفعيًّا لا يقوم بأيّ عمل دون مقابل متفق عليه مسبقًا، والدّعم المعنويّ فقط سرعان ما يملّه الطفل حين يحب أنّ يرى ناتج عمله الجيّد ملموسًا كمذاق قطعة الحلوى أو نقود أو لعبة 00 الخ0
2- أنْ نربط الطفل بالثواب الأُخرويّ دائمًا كأنْ نقول له: إنّ هذا العمل يرضي الله عزّ وجلّ، هذا الحرف الذي تقرأه في القرآن بعشر حسنات، أو نقول حين يصلي في المسجد: هذه الصلاة التي صليتها بـ27 صلاة في البيت) فهذا من شأنه يعلم الطفل إخلاص العمل لله عز وجل ويدعم سلوكه الجيد 0
ثالثاُ: إظهار حبّنا لهم
لا شك أننا نحب أبناءنا ولكن مع انشغال كل منا بأداء دوره ومهامه قد ننسى إظهار هذه المشاعر لهم فهم يحتاجون إلى ترجمة عمليّة وملموسة لهذا الحب لما له من أكبر الأثر في نفوسهم وإحساسهم بالسّعادة. فعلى سبيل المثال أكّدت دراسة حديثة أنه كلما زادت مداعبة الطفل الرضيع زاد إفراز هرمون النموّ ونشط الجهاز المناعي لديه لمقاومة الأمراض، وارتفعت نسبة الهيموجلوبين في الدّم، وكأن لسان حاله يقول: أستحقّ أن أصح وأحيا مع أبوين يحبانني ويتقبلانني (دراسة: ستيف بيد ولف/أمريكا)
ومن الطرق العمليّة لإظهار هذا الحبّ كالآتي:
1- مداعبتهم والتصابي لهم
اللّعب بالنسبة للطفل هو الحياة، وهو المتعة الحقيقيّة التي يشعر بها، وما أجمل أن يشاركه هذه المتعة من يحبهم! لأنّ ذلك يزيد اللعب بهجة على بهجته.
كان صلّى الله عليه وسلم المعلّم القدوة يداعب حفيديه الحسن والحسين – رضي الله عنهما- ويتصابى لهما، عن جابر- رضي الله عنه- قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربع- أي على يديه ورجليه- وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول: نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما" رواه الطبراني وكان صلى الله عليه وسلم يمرّ بالغلمان يرمون بالنبل والسهام فيشجّعهم قائلاً: "ارموا يا بني إسماعيل، فإنّ أباكم كان راميًا" رواه البخاري. وأخرج الإمام أحمد بإسناد حسن عن عبد الله بن الحارث - رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصف عبد الله وعبيد الله وكثير بن العباس - رضي الله عنهم- ثم يقول:"من سبق إليَّ فله كذا وكذا"قال: فيسبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبّلهم ويلتزمهم". هكذا كان المعلّم الأول في هذه الدنيا مع الصغار يداعبهم ويلاعبهم، ولا يتعالى عليهم، أو يستصغرهم، بل يتصابى لهم؛ ليعلمنا كيف تكون الرحمة بهم؛ فقد يخشى البعض ذهاب الهيبة أمام الأبناء، وأقول: إنّ هذا لا يتنافى أبدًا مع الوقار والهيبة؛ فقد كان يفعل ذلك أعظم رجل في العالم، وقد يدّعي البعض الآخر الانشغال، وعدم وجود وقت لهذا ، كان النبيّ صلى الله عليه وسلم أكثر انشغالا منّا؛ كان مسؤولاً عن تبليغ دعوة للعالمين، وتربية خير أمّة أخرجت للناس ليعلّمنا كيف نربّي أبناءنا فلنفعل اتّباعًا لسنته صلى الله عليه وسلم لننال بركة وأجر اتباع السنة أولاً ولكي نظهر حبّنا لأبنائنا0
2- تقبيلهم من حين لآخر
كثيرًا ما يقبّل الأبوين أبناءهما في الشهور الأولى من العمر، ولكن ما أنْ يتمّ الطفل عامه الثاني ويعامل على أنّه رجل، ولا وقت للتدليل؛ فالطفل والمراهق أيضاً في حاجة دائمة أنْ نظهر حبّنا له، وأنّه شخص هامّ، ومقبول لدينا من خلال تقبيله أو المسح على شعره، أو التّربيت على كتفه وظهره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبّل الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن بن عليّ وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال:"من لا يرحم لا يُرحم" فلنحرص على تقبيل أبنائنا ولا نستخفّ أو نتحرج من ذلك؛ فقبلة على جبين ابنك حين يذهب إلى المدرسة، أو حين تعود إلى المنزل لها أكبر الأثر في نفسه، وهذا بدوره ما يزيد من حب أبنائنا لنا0
3- التواصل والتواجد معهم بالقدر الكافي0
أودّ أن أؤكد على أمر غاية في الأهميّة، وهو أنّ الأبناء يستمتعون بالجلوس مع الآباء في مجالس عائليةّ دافئة ولطيفة؛ مما يضيف فائدة جديدة فوق استفادتهم فيشعرون بالترابط الأسري، وهو ما يشعرهم بأرض صلبة يقفون عليها مما يزيد من قوتهم وثقتهم بأنفسهم. فلا بدّ من إيجاد نشاط ما يجمع بينكما كوالدين وبين أبنائكما تمارسونه سويًَََََََّا كالخروج معاً للتنزّه أو عمل مسابقات ثقافيّة، أو حركيّة مما يعمل علي تجديد الحياة للجميع؛فلا يمكن للعمليّة التربويّة أنْ تتمّ بدون تواصل؛ فالأطفال الذين يجدون من آبائهم عاطفة واهتمامًا ينجذبون نحوهم، ويصغون إليهم بأسماعهم وقلوبهم ويشعرون بأهمّيتهم، والأبناء الذين لا يكلمهم آباؤهم إلا نادراً ينشؤون أقل ثقة بالنفس من الذين تعوّدوا على الكلام، والحوار الهادئ مع آبائهم، فعلينا أنْ نبدي اهتمامنا بهم، وأنْ نتواجد ونتواصل معهم حتى لا يبحثوا خارج البيت عمّن يسمعهم ويهتمّ بهم0
رابعاً: العدل والمساواة بين الأبناء
قد يكون أحد الأبناء عصبيًّا أكثر من إخوته أو متأخرًا دراسيًّا أو سيِّئ الخلق، فلن يجدي معه إلا الإحسان إليه والعدل بينه وبين إخوته؛ فلا يحضر الأب لعبة لابن دون الآخر، ولا تقبّل الأم أخًا دون أخيه، فلا بد أنْ تصافح وتقبل بنفس الحماس والكيفيّة دون تفرقة، فالتفرقة في المعاملة من أكبر الأخطاء التي قد يقع فيها المربي والتي تؤثّر سلبًا على المفضّل و المفضّل عليه على حد سواء؛ فالمفضّل يصبح إنسانًا أنانيًّا مغرورًا مدللاً غير قادر على تحمل المسؤوليّة، والمفضّل عليه يصبح عدوانيًّا يكره إخوته ويحسدهم، وقد يكون التفضيل ليس على أساس السّلوك والأخلاق؛ فالبعض يفضل على أساس الجنس كأنْ يفضّل الولد على البنت، أو العكس، أو على أساس الشكل أو السنّ000 الخ فلنحرص على العدل والمساواة بين أبنائنا لكسب ودّهم وحبّهم
فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "سوّوا بين أولادكم في العطيّة" أخرجه الطبراني والبيهقي
خامساً:الأخذ بأيديهم لمعرفة خالقهم جلّ وعلا
يمكن تلقين الطّفل منذ الرابعة أركان الإيمان، فنشرح منها كلّ ما يتناسب مع قدرته على الفهم، ونشرح له كذلك أركان الإسلام ونعوّده على الوضوء والصّلاة، ونحبّبه فيها (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا...) [طه:132].
ونفسر له بأنّنا نصلي ليرضى عنّا الله، وأنّ المصلين لهم الجنة،ونعلّمهم آداب الإسلام في الطعام والشراب والنوم و0000الخ كذلك نعلّمهم قراءة القرآن وحفظه فتعليم الصغر أشد رسوخا، فقد حفظ كثير من سلف هذه الأمّة القرآن منذ الصغر بفهم جيّد، فالإمام الشافعي رحمه الله يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت موطّأ مالك وأنا ابن عشر.
وينبغي أنّ نعلّم الطفل أنّ الماهر في تعلّم القرآن وحفظه سيكون مع الكرام البرَرَة في الجنّة، وأنّ من يقرأ القرآن ويتلعثم فيه وهو عليه شاقّ فله أجران، وأنّه سينال حسنة عن كل حرف يتلوه من القرآن، والحسنة بعشر أمثالها حتى ينشأ على حبّ وتعظيم كتاب الله وتوقيره.
كذلك تشجيع الابن على حفظ ما تيسر من الأحاديث النبويّة والأدعية والأذكار ولا ننسى مكافأته على ما يحفظ؛ لتشجيعه على الاستزادة من العلم النافع، فهذا إبراهيم ابن أدهم يقول له أبوه: "يا بني، اطلب الحديث فكلما سمعت حديثًا وحفظته فلك درهم" فيقول إبراهيم: "فطلبت الحديث على هذا".
تحياتي لكم
الونيس,alwanis,الونيس,alwanis,الونيس,alwanis,الوني س,alwanis,الونيس,alwanis,الونيس,alwanis
__________________________________________________ __________
جزاك الله خير
__________________________________________________ __________
الأخ الونيس
هل مازالت لديكم مشكله في كتابة موضوع جديد
هل تحتاجون مساعده فردودكم هي تستحق أن تكون مواضيع مستقله
وشكرا على مروركم الكريم
هل مازالت لديكم مشكله في كتابة موضوع جديد
هل تحتاجون مساعده فردودكم هي تستحق أن تكون مواضيع مستقله
وشكرا على مروركم الكريم
__________________________________________________ __________
الأخت الكريمه ريما وإياك أخيتي