علاج كلمة لا في الحوار:
هل سبق لك أثناء حديثك مع أحد الأشخاص أن قوبلت (بلا) عريضة جداً لم تكوني تتوقيعها؟ أي المشاعر انتابتك حينها؟ وكيف تصرفت معه؟
هل أخذك الحماس ودافعت دفاع المستميت عن فكرتك؟
أم أخذك الغضب وقمت من المجلس متهمة محدثك بأنه لا يعرف كيف يتحدث مع النَّاس أو كيف يتعامل معهم؟ أم كنت في حيرة من أمرك؟
إذا حدث لك ذلك فهلاَّ تمهلت أنت قليلاً وأخذت نفساَ عميقاً ثم فكرت أين الطريق إلى عقل ذلك الإنسان؟
وأي المسارات يجب أن تسلكي لتوصلي ما ترينه إلى عقله فيتقبله؟
لابد أن تعلمي أن للحوار قوانين وفنون عليك معرفتها إذا أردت التأثير على مستمعك.
ما هو الحوار؟
فالحوار موقف وقيادةوفن في صياغة الكلمات وانتقائها وهو زيادة العقول لبعضها البعض ةالانتقال من زاوية تفكير اٌلإنسان إلى زاوية تفكير العقل الآخر فالحوار جركة فكرية واستضافة عقلية بين الإنسان وأخيه وهو عملية اتصال أطرافها ( المُحاور والمُتَحاور معه والمعلومة الموصَّلة).
واللسان جارحة تعتبر كالمغراف الذي يخرج ما في داخل الإنسان ومن استطاع إدارة نفسه استطاع أن يسيطر على لسانه من ثم سيطر على الحوار لإدارته باتجاه الصواب.
أنت بين ( اللا) والنتيجة:-
وكلمة لا بين المتحاورين كلمة خطيرة جداً تنذر المحاور بأن الطرف الآخر في عملية الاتصال رفع الراية الحمراء بالحرب وأقفل باب عقله لقبول أي شيئ من الطرف الآخر وهذا موقف سلبي جداً من المتُحاور معه وهنا عليك التنبه من المنزلق وابدئي عملية الرفق في طرح الموضوع لتجزئته إلى أفكار جزئية يمكن قبولها ثم تجميهعا في النهاية لقبولها فتكونين هنا قد أصبت أكثر من هدف:-
1- حفظت ماء وجه المُتحاور معه وحفظت ذاته.
2- تركت له حرية الاختيار في جعل باب عقله شبه مغلق وهناك مجال لفتحه.
3- تجزئة الفكرة بشكل يناسبه فيقبل الجزئيات لأن الطرح مختلف وإن كانت الفكرة واحدة فإذا وصل الأمر مع المتحاور معه إلى حد الاستفزاز فهنا يأتي المضاد الحيوي وهو الصمت والصمت أمر إداري من مركز القيادة ( العقل) لجارحة اللسان بالتوقف عن العمل لفترة زمنية معينة يراها المحاور في مصلحة الحوار.
ولماذا الصمت؟ لأنه يمتص الغضب وإذا كظم الإنسان غيظه متمثلاً بالصمت فهو قد منع الشعلة النارية من أن تحترق أعصابه كما أن عقله مصان من الاحتراق فيعمل بكامل طاقته الإنتاجية لإصدار قرار في صالحه والغضب هو السبب لإعاقة التقنية في الحوار المفيد وضياع للجهود الذهنية والمادية والزمنية.
متى تكونين مقبولة؟ عندما نتحاور مع الأخرين علينا أن نراعي الخلفية الفكرية والبيئية للمُتحاور معه فنختار ألفاظاً يفهمها ومستوى تفكيره يعيها فنصل بشكل أسرع إلى عقله فلا نتكلم بما لا يفهم فيذهب ما نقوم به من جهود هباءً منثوراً فلابد أن يحتوى كلامنا على نوعين من المقايس:-
1- أن تكون الكلمة مناسبة ومستوعبة لمعلومتك.
2- أن تكون الكلمة مناسبة للعقل الآخر.
والآن تأملي إلى هذين الحوارين والنتيجة التى جدثت باستخدام أسلوبين مختلفين:-
حوار (1):
الزوجة: أريد أن أذهب إلى صديقتي أم علاء.
الزوج: لا.. ليس اليوم.
الزوجة: لماذا؟ كلما طلبت منك شيئاً قلت لا!
الزوج: انتهى الأمر لست متفرغاً اليوم.
الزوجة: لو قلت لك نذهب إلى أختك أو أخيك لرحبت ولكن لأن الأمر يختص بي فلست متفرغاً اليوم.
الزوج: احفظي لسانك وما دام الأمر كذلك فلن تذهبي اليوم ولا أي يوم هل ارتحتي؟.. ويحرج غاضباً.

حوار(2):
الزوجة ما رأيك أبا محمد أريد أن أذهب إلى صديقتي أم علاء؟
الزوج: لا لن تذهبي ليس اليوم.
الزوجة:=بلطف= لكن لماذا؟ خير أن شاء الله.
الزوج: لست متفرغاً اليوم.
الزوجة: هل لديك شئ اليوم؟
الزوج: نعم لدي موعد مع أبو أحمد في وقت مبكر.
الزوجة: عظيم.. هذا مناسب بيت أم علاء في نفس طريق أبو أحمد ما رأيك أن تضعني عندها ثم تذهب لموعدك.
الزوج: حسناً ولكن عليك أن تتجهزي بسرعة.
الزوجة: بسرعة البرق.
واضح أن البون شاسع بين النتيجتين ولا يحتاج إلى تعليق.
وصية أخيرة
أن القلوب تلين بالكلمة الحسنة الطيببة وتفتح جسور الإتصال بين النَّاس بجمال الناجح.

جزاك الله 1000 خير
موضوع أكثر أكثر من رائع .... وفيه الفائدة العظيمة .... يستحق التثبيت بدون تردد

هل الموضوع من كتابتك أختي ؟

موضوع جميل
جزاك الله خيراً

تسلمــــــــــــــين

شكرا حبيباتي على المرور والرد واتمنى ان الموضوع يفيد الجميع

شكرا نضار على هذا الموضوع كل وحدة منا محتاجة لهذا التنبيه صحيح مرات طريقة الكلام لها دور كبير بالنتائج وخاصة لوكان الطرفين معصبين حتى الطلعات الحلوة تروح يا خسارة