عنوان الموضوع : الأيتام نغذيهم أم نربيهم .. !! -اجتماعي
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
بقلم : هدى السالم
أملنا أن تكون بيوتنا بيوت عز ، نجتهد آباءً وأمهات في سبيل ذلك ، فماذا عن بيوت خلت من الآباء وترعاها أمهات "بديلات" ؟ تعمل حياة ، أو "ماما حياة" أمًا بديلة في قرى الأطفال ( SOS ) في عمان ، وتبلغ من العمر ستًا وثلاثين سنة ، وهي غير متزوجة ، وتعمل في قرى الأطفال منذ ست سنوات .
وتشرف على ستة أطفال ، ثلاثة منهم ذكور أعمارهم بين أربع وثماني سنوات ، وثلاث إناث أعمارهن بين ثلاثة عشر وأربعة عشر عامًا ، وهي تحمل الثانوية العامة .
وقرى الأطفال SOS ) مؤسسة دولية ، تقيم قرى صغيرة للأطفال الأيتام وتهيء لهم أسرًا بديلة ، وأمهات بديلة ليعيشوا في هذه القرى التي ترعاهم ، وتلقى هذه المؤسسة دعمًا وتسهيلاً تنفيذيًا كبيرًا ، وتنفق أموالاً طائلة في رعاية الأيتام وتنشئتهم .
جاءت "حياة" من الريف الأردني لتقيم في عمان مع الأطفال في القرية المخصصة لإيواء الأيتام ، والتابعة لمؤسسة بالغة الأناقة تديرها سيدات وفتيات من أحياء عمان وأسرها الغنية والقوية أيضًا .. ولا تخفى أنها تشعر بغربة في عملها الذي اقتلعها من أسرتها الريفية المتماسكة ، وفي الجو الاجتماعي والإداري للمؤسسة الذي يبدو بالنسبة إليها عالمًا بعيدًا غامضًا تفصلها عنه هوه عميقة .
الأم البديلة والمجتمع !!
يقتضي عمل "حياة" أن تقيم في مكان عملها ، وأن يتواسل عملها وعلاقتها بأسرتها التي كونتها لها المؤسسة وكلفتها بأمومتها على مدى ساعات اليوم ، كما لو كانت أمًا حقيقية ، وذلك لتهيئة أجواء للأطفال الأيتام تكون قريبة من أجواء الأسر العادية في المجتمع ، ومطلوب منها تبعًا لذلك أن ترعى هذه الأسرة على نحو دائم وأن توقف نفسها على هذه الأسرة .
وهذا العمل وإن كان يوفر للأم البدلية جوًا معيشيًا آمنًا ومعقولاً لفتاة بعيدة عن أسرتها ، يعني الانقطاع شبه التام عن مجتمعها الأصلي والمجتمع المحيط كله .
لكن ما هو شعور الأطفال ؟!
تشعرحياة بعاطفة قوية حقيقية نحو الأطفال الذين ترعاهم ولكنها تعاني من لا مبالاتهم ، فهم يشعرون أنها أم بديلة وليست حقيقية ، والحياة الأسرية ، لا تكتمل في غياب الرجل ، وتمثل هذه الإشكالية (غياب الرجل) في حياة الأطفال خللاً ونقصًا واضحين لدى حياة . فهي ترى أن وجود الرجل ضروري وبخاصة للأولاد الذكور وفي سن المراهقة على الأخص ، الأطفال يشعرون بأمومة حياة ويحترمونها ويتعاونون معها ، لكن حياتهم ليست طبيعية ، وهم بحاجة إلى أن يندمجوا في المجتمع المحيط ويشاركوا فيه ، ولا بد من وجود آباء بديلين أيضًا لا يعملون بالضرورة كالأم البديلة ، ولكن وجودهم وإشرافهم يمثل إشباعًا عاطفيًا للأولاد ، ويحقق ضرورات تربوية واجتماعية .
* المصير المجهول ؟!
وحياة تبدو مثل الأطفال الذين ترعاهم خائفة على نفسها ومصيرها واستمرارها في العمل ومستقبلها الحائر أيضًا ، هل أصابتها عدوى هؤلاء الأطفال الذين يشعرون بالخوف والحيرة ويجتهدون في فعل كل ما يبعد عنهم الغضب ، ويقلل خوفهم من المخاطر الصغيرة والكبيرة ؟ يحاولون أن يحققوا رضا الإدارة خوفًا من المجهول والمستقبل . هل حولها عملها والمجتمع المحيط إلى يتيمة هي الأخرى ؟ كأن الأسلوب يزيد الأيتام عددًا ويزيدهم يتمًا وغربة ؟ أطفال حياة الذين ترعاهم يلقون علينا سؤالاً عن جدوى هذا الأسلوب ؟ ألا يستطيع المجتمع بجزء قليل مما ينفق على قرى الأطفال أن يستوعب هؤلاء الأيتام لو وفر للعائلات الراغبة والمستعدة لتربية الأيتام ورعايتهم ، قليلاً من التمويل والإشراف والمتابعة لينشؤوا في المجتمع أناسًا عاديين يفرحون ويغضبون ينضبطون ويخطئون ، ويندمجون في مجتمعهم وينتمون إليه ؟ وسيتيح تقليل النفقات أن تشمل هذه الرعاية أيتامًا أكثر .. وعندما نحتاج إلى مثل هذه المؤسسات ، فماذا يمكن أن تفعل ويفعل المجتمع ليدمج الأطفال وأمهاتهم البديلات في المجتمع ويشعروا بالانتماء إليه والتفاعل معه ؟ إن برامج رعاية الأيتام تحل المشكلة بمشكلة أخرى لا تقل عنها خطورة وأحيانًا تبدو كأنها تنفق المال الكثير لتصنع مشكلات جديدة .
فهل نحن بحاجة إلى حلول مختلفة لمشكلة مؤلمة .. وتزداد مع الأيام إيلامًا ؟
أملنا أن تكون بيوتنا بيوت عز ، نجتهد آباءً وأمهات في سبيل ذلك ، فماذا عن بيوت خلت من الآباء وترعاها أمهات "بديلات" ؟ تعمل حياة ، أو "ماما حياة" أمًا بديلة في قرى الأطفال ( SOS ) في عمان ، وتبلغ من العمر ستًا وثلاثين سنة ، وهي غير متزوجة ، وتعمل في قرى الأطفال منذ ست سنوات .
وتشرف على ستة أطفال ، ثلاثة منهم ذكور أعمارهم بين أربع وثماني سنوات ، وثلاث إناث أعمارهن بين ثلاثة عشر وأربعة عشر عامًا ، وهي تحمل الثانوية العامة .
وقرى الأطفال SOS ) مؤسسة دولية ، تقيم قرى صغيرة للأطفال الأيتام وتهيء لهم أسرًا بديلة ، وأمهات بديلة ليعيشوا في هذه القرى التي ترعاهم ، وتلقى هذه المؤسسة دعمًا وتسهيلاً تنفيذيًا كبيرًا ، وتنفق أموالاً طائلة في رعاية الأيتام وتنشئتهم .
جاءت "حياة" من الريف الأردني لتقيم في عمان مع الأطفال في القرية المخصصة لإيواء الأيتام ، والتابعة لمؤسسة بالغة الأناقة تديرها سيدات وفتيات من أحياء عمان وأسرها الغنية والقوية أيضًا .. ولا تخفى أنها تشعر بغربة في عملها الذي اقتلعها من أسرتها الريفية المتماسكة ، وفي الجو الاجتماعي والإداري للمؤسسة الذي يبدو بالنسبة إليها عالمًا بعيدًا غامضًا تفصلها عنه هوه عميقة .
الأم البديلة والمجتمع !!
يقتضي عمل "حياة" أن تقيم في مكان عملها ، وأن يتواسل عملها وعلاقتها بأسرتها التي كونتها لها المؤسسة وكلفتها بأمومتها على مدى ساعات اليوم ، كما لو كانت أمًا حقيقية ، وذلك لتهيئة أجواء للأطفال الأيتام تكون قريبة من أجواء الأسر العادية في المجتمع ، ومطلوب منها تبعًا لذلك أن ترعى هذه الأسرة على نحو دائم وأن توقف نفسها على هذه الأسرة .
وهذا العمل وإن كان يوفر للأم البدلية جوًا معيشيًا آمنًا ومعقولاً لفتاة بعيدة عن أسرتها ، يعني الانقطاع شبه التام عن مجتمعها الأصلي والمجتمع المحيط كله .
لكن ما هو شعور الأطفال ؟!
تشعرحياة بعاطفة قوية حقيقية نحو الأطفال الذين ترعاهم ولكنها تعاني من لا مبالاتهم ، فهم يشعرون أنها أم بديلة وليست حقيقية ، والحياة الأسرية ، لا تكتمل في غياب الرجل ، وتمثل هذه الإشكالية (غياب الرجل) في حياة الأطفال خللاً ونقصًا واضحين لدى حياة . فهي ترى أن وجود الرجل ضروري وبخاصة للأولاد الذكور وفي سن المراهقة على الأخص ، الأطفال يشعرون بأمومة حياة ويحترمونها ويتعاونون معها ، لكن حياتهم ليست طبيعية ، وهم بحاجة إلى أن يندمجوا في المجتمع المحيط ويشاركوا فيه ، ولا بد من وجود آباء بديلين أيضًا لا يعملون بالضرورة كالأم البديلة ، ولكن وجودهم وإشرافهم يمثل إشباعًا عاطفيًا للأولاد ، ويحقق ضرورات تربوية واجتماعية .
* المصير المجهول ؟!
وحياة تبدو مثل الأطفال الذين ترعاهم خائفة على نفسها ومصيرها واستمرارها في العمل ومستقبلها الحائر أيضًا ، هل أصابتها عدوى هؤلاء الأطفال الذين يشعرون بالخوف والحيرة ويجتهدون في فعل كل ما يبعد عنهم الغضب ، ويقلل خوفهم من المخاطر الصغيرة والكبيرة ؟ يحاولون أن يحققوا رضا الإدارة خوفًا من المجهول والمستقبل . هل حولها عملها والمجتمع المحيط إلى يتيمة هي الأخرى ؟ كأن الأسلوب يزيد الأيتام عددًا ويزيدهم يتمًا وغربة ؟ أطفال حياة الذين ترعاهم يلقون علينا سؤالاً عن جدوى هذا الأسلوب ؟ ألا يستطيع المجتمع بجزء قليل مما ينفق على قرى الأطفال أن يستوعب هؤلاء الأيتام لو وفر للعائلات الراغبة والمستعدة لتربية الأيتام ورعايتهم ، قليلاً من التمويل والإشراف والمتابعة لينشؤوا في المجتمع أناسًا عاديين يفرحون ويغضبون ينضبطون ويخطئون ، ويندمجون في مجتمعهم وينتمون إليه ؟ وسيتيح تقليل النفقات أن تشمل هذه الرعاية أيتامًا أكثر .. وعندما نحتاج إلى مثل هذه المؤسسات ، فماذا يمكن أن تفعل ويفعل المجتمع ليدمج الأطفال وأمهاتهم البديلات في المجتمع ويشعروا بالانتماء إليه والتفاعل معه ؟ إن برامج رعاية الأيتام تحل المشكلة بمشكلة أخرى لا تقل عنها خطورة وأحيانًا تبدو كأنها تنفق المال الكثير لتصنع مشكلات جديدة .
فهل نحن بحاجة إلى حلول مختلفة لمشكلة مؤلمة .. وتزداد مع الأيام إيلامًا ؟
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________