إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصص للفتيان والفتيات ... ابن السائق ... -8- للبنات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصص للفتيان والفتيات ... ابن السائق ... -8- للبنات

    عنوان الموضوع : قصص للفتيان والفتيات ... ابن السائق ... -8- للبنات
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    قصص للفتيان والفتيات
    عبد الكريم عبد الله رفعت
    -8-

    ابن السائق

    كان "عامر" الابن الوحيد لصاحب شركة كبيرة ، وكان والده غنياً جداً ، وبمناسبة ذكرى ميلاده أهدى له والده سيارة جديدة حمراء ، فرح "عامر" بهدية والده فرحاً كثيراً حتى أنه احتضن والده وقبّل يده .
    عين الرجل سائقاً لسيارة ابنه وذلك لكي ينقل ابنه بها حيثما يريد .



    كان "عامر" يتفاخر بسيارته كثيراً ، وكانت تفرحه حسادة أصدقائه ، ويسخر منهم بنظراته المصوبة إليهم والتي كانت تحمل كل معاني الاستخفاف و الإستذلال .

    وفي أحد الأيام وبينما كان المطر ينزل بغزارة . كان "عامر" راجعاً من المدرسة بسيارته الفارهة إذا به يرى طفلاً يركض تحت المطر وقد وضع حقيبته المدرسية فوق رأسه كي تقيه وطأة المطر .
    فرح "عامر" بذلك المنظر لأنانيته ، ولكنه فوجئ بالسائق وهو يوقف السيارة .


    قال للسائق :
    - لماذا توقفت ؟
    - ألم تر ذلك الطفل الذي بلله المطر ... علينا أن ... قاطعه "عامر" بحدة :
    - وما شأني أنا !
    لم يصدق السائق أذنه حين سمع من "عامر" هذه الكلمات الجافة ، لأنه لا يعرف أحدا بهذه القسوة . وظنه يمزح معه ، ولكنه عندما التفت إلى الخلف ورأى "عامرا" جالساً كالملك . أحدق في وجهه فلم ير فيه أي أثر للرحمة وعندها لم يبق أمامه شئ سوى الجهر بالحقيقة .
    - أنه ابني أيها الشاب اليافع !
    وفتح نافذة السيارة ونادى ابنه :
    - سعد .. سعد .. تعال إلى هنا يا ولدي .
    وقف "سعد" أول الأمر ، ثم أسرع راكضاً نحو السيارة ، فتح الباب وجلس بجانب أبيه .
    سأل السائق ابنه :
    - هل أنت راجع من المدرسة ؟
    - نعم يا والدي ، كنت راجعاً إلى البيت وفي الطريق أدركني المطر .
    أحب الرجل أن يداعب ابنه الحبيب فقال :
    - أتعدني يا سعد أن تواصل دراستك وتصبح طبيباً في المستقبل .
    - أعدك يا والدي .
    - وستعالج الفقراء مجاناً .
    - نعم يا والدي .
    - أتعدني أن لا تتكبر ولا تحتقر أحداً عندما تصبح طبيباً ؟
    - بالطبع يا والدي . أعدك على ذلك "فكلنا لآدم وآدم من تراب!" .
    فرح الرجل بكلام ابنه فابتسم وأخذ يعبث بشعره ويقول :
    - أحسنت يا ولدي العزيز .. أحسنت !
    كان "عامر" الجالس في المقعد الخلفي يكاد يتمزق غيظاً . وكان يقول في نفسه : "من يظن نفسه هذا السائق الأحمق ؟ كيف يعصي أمري ويسمح لهذا القذر أن يركب سيارتي ؟! "
    التفت السائق ببط إلى الخلف دون أن يكترث بكلام "عامر" فكانت هذه الحركة كافية أن يقتل "عامر" غيظاً وقال :
    - أنزل أنت إن شئت أيها السيد الصغير ، وتخط ماشيا تحت المطر ، لكي تتعرف على حال الذين يغدون ويروحون إلى المدرسة تحت هذه الأمطار .
    لم يكن "عامر" يتوقع هذا الجواب ، فكتم غيظه ، وسكت ، وكان لا يحب المطر ولا يريد أن تسقط عليه قطرة منه .
    التفت "سعد" قليلاً إلى الخلف ونظر إلى "عامر" بطرف عينه وهو يخفي بسمة جميلة تحت شفتيه الجميلتين ، وكانت علامات الفرحة بادية في عينيه و وجنتيه .
    وأخيراً وصلوا إلى البيت . أسرع "عامر" إلى أبيه وطلب منه أن يطرد السائق في الحال ، فلبى له والده طلبه ذلك دون أن يسأله عن السبب ، وطرد السائق المسكين .


    ومضت الأعوام على هذه الحادثة ، بينما كان ابن السائق يجد ويجتهد ويدرس رغم الظروف المعيشية القاسية إلى أن أصبح طبيباً .
    وحقق أمنيته وأمنية والده .
    أما "عامر" فقد ترك المدرسة لأنه كان يتفاخر بثروة أبيه ، وأخذ يجلس مكانه بعد وفاته ، ولكن لسوء خلقه وسوء استعماله لهذه الأموال فقد أفلست الشركة بعد سنين قليلة . وأصبح "عامر" فقيراً معدماً لا يجد الكفاف من العيش . ومرض وبلغ به المرض مبلغاً كاد أن يؤدي بحياته ، فأسرعوا به إلى المستشفى .
    وشاءت الأقدار أن يكون الدكتور "سعد" هو الطبيب المعالج لذلك اليوم .
    لم تكن ملامح "عامر" غريبة عن الدكتور "سعد" حاول الدكتور أن يتذكر أين ومتى رأى هذا الرجل ولكنه لم يوفق في ذلك .
    وأثناء معالجته له سأله بعض الأسئلة ، وكانت إجاباته تذكر الدكتور كثيراً من الأشياء . وكان يرجع به إلى السنين الماضية البعيدة ، وأحس وكأنه يرى ذلك الماضي البعيد عبر شريط سينمائي ، فكان يرى من خلاله مناظر شتى : منها منظر اليوم الممطر ، والسيارة الفارهة والوجه العبوس الجالس في المقعد الخلفي .
    نعم ، مرت عليه هذه الذكرى مرور البرق فقال له مبتسماً :
    - ألا تعرفني يا سيد "عامر"
    - كلا ... آسف ...
    - أنا ابن السائق الذي طردته . نعم أنا "سعد" الذي أردت أن ينزل من سيارتك في ذلك اليوم الممطر .
    كان "عامر" يتذكر ذلك اليوم جيداً ، لذا أصفر وجهه وخجل من نفسه ، وأدار برأسه نحو الحائط .. وتمنى أن يموت ساعته أو أن تنشق له الأرض فتبلعه .
    وبعد أن فحصه الدكتور فحصاً دقيقاً ، كتب له وصفة دواء .
    كانت يدا عامر ترتجفان و ترتعشان حين أراد أن يأخذ الوصفة وقد هزل جسمه من أثر المرض .
    لم يكن الدكتور "سعد" يجهل ما حل بـ "عامر" فقد قرأ الخبر في الجرائد – وعلم بفقره الشديد – من الناس . لذا لم يسلمه الوصفة بل قال له :
    - أرجو أن تنتظرني لحظة !
    خرج من الغرفة وبعد قليل رجع ومعه عدد من علب الأدوية وسلمها إلى "عامر" وقال له :
    - هذا علاجك يا سيد "عامر" أرجو أن تواظب عليه ، كما أرجو منك أن تأتي إلي بعد أسبوع لأجد لك عملاً في المستشفى .
    خرج "عامر" من غرفة الدكتور وهو يئن ، وكان أنينه يحمل معاني كثيرة .. فهو يئن من ألم المرض ، ويئن لسوء خاتمته ، ويئن من ندمه على غروره وكبريائه ، ويئن .. لأنه عاجز أن يشكر الدكتور "سعد" .. ذلك الإنسان الطيب !!


    بسم الله الرحمن الرحيم


    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    قصة جميلة((يمهل ولا يهمل))
    احداثها تعلمنا ان النار للمتكبر
    جزاك الله خيرا لتدوينها الينا
    وفقك الله

    __________________________________________________ __________
    سبحان الله قصه جميله .....
    هل هي حقيقيه....

    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X