إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( انتـــبهْ يا ترااااااااب ...!! )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( انتـــبهْ يا ترااااااااب ...!! )

    عنوان الموضوع : ( انتـــبهْ يا ترااااااااب ...!! )
    مقدم من طرف منتديات أميرات



    ( انتـــبهْ يا ترااااااااب ...!! )
    الكِبرُ من أخطرِ أمراضِ القلوب ، وهو منزلقٌ خطِرٌ للغاية ، يحرف صاحبه بعيداً عن الجادة ، وآفاته كثيرة ومتعددة ..
    ومن الثمرات الكبيرة التي يجني مرارتها المتكبرون قول الله تعالى :
    (( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق )) ..
    فهم يرون آيات الله سبحانه مبثوثة ، ولكنهم مصروفون تماماً عنها ، فلا يرونها ، وهذه وحدها مصيبة وعقوبة شديدة ، لكنهم لا يحسون بها.

    ومن لطيف كلام العلماء في قضية الكبر هذه ، قولهم :
    أن الكِبرَ على درجات ثلاث أفحشها على الإطلاق :
    التكبر على الله سبحانه ، فلا يلتزم الإنسان بهدي ربه ، لأنه يستنكف أن يكون عبداً مطيعاً لله سبحانه ..
    ولذا قالوا : من ترك الصلاةَ فقد تكبّر على الله ، وإلا فالسجود في وضعيته ،إنما هو صورة مجسدة ، للتواضع بين يدي الله سبحانه ،
    حيث يضع الإنسان أعلى ما فيه وهو جبهته ، في موطأ الأقدام ..
    فإذا أبى الصلاة : فإنما هو الكبرُ على الله سبحانه وتعالى ..! وإن لم يجرِ ذلك على لسانه !

    والثاني : التكبر على رسل الله ، فيتعزز ويترفع عن الانقياد لهم ، مع أنك تجده من أطوع الناس لشياطين الإنس والجن الذين يدغدغون أهواءه وغرائزه ، فيمرغونه أناء الليل وأناء النهار ، وهو يضحك ويقهقه ، ويحسب أنه على شيء !!
    ضحك عليه الشيطان وبال في أذنيه…!

    والثالث : التكبر على العباد ، وهو ما ندندن عليه دائماً ، ويتحدث فيه أكثر الناس في مجالسهم لأنه الصورة المشهورة من الكبر ، مع أن الصور السابقة أعظم ، فيستعظم المتكبر _ في هذه الصورة _ نفسه ، ويستحقر غيره ، ويأنف عن مساواتهم بنفسه ، ويرى أنه مع النجوم ، والآخرون في الوحل .. !!

    وقد ذكر علماء التربية والسلوك ، أن التكبر يكون في أبواب سبعة :_
    الأول : العلم :
    فيرى نفسه فوق الآخرين في علمه ، فيستعلي عليهم ، وإذا هم في نظره رعاع وجهّال ، بل وقد ينتظر منهم تكريمه ، وتقبيل يده ، والإقبال عليه ، والأخذ عنه ، والتبرك به ...الخ

    والحق أن مثل هذا ليس عالماً في الحقيقة ، لأن العلم مدعاة للخشوع والخشية من الله سبحانه ،
    كما قال تعالى : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) والخشية من الله تستدعي ألاّ يتكبر الإنسان على غيره ، خاصة حين يعرف عواقب الكبر وخطورته عند الله تعالى،
    ففي الحديث الشريف : لا يدخل الجنةَ من كان في قلبه مثقالُ ذرة من كبر ..

    الثاني: العمل والعبادة :
    فيرى أنه من أهل الله وغيره حطب جهنم ، وأنه من المقربين وغيره من خشاش الأرض الذين تطأهم الشياطين صباح مساء ..!
    ولذا فهو ينظر إلى الناس من برج عاج بعيد ..!

    وهذا إما جاهل أو مغرور ، فكونه مغروراً لأنه لا يدري كيف ستكون نهايته ، فالأعمال بالخواتيم ، وهو لا يدري لعل من يسخر منهم ، ينتهي بهم الطريق فإذا هم أولياء لله ، وهو ينقلب إلى العكس من ذلك ..
    وأما كونه جاهلاً : فيكفيه شراً أنه احتقر غيره من عباد الله ، في الوقت الذي يسعى إليه هؤلاء للتقرب منه ، لما يرونه من صلاحه ، ويحبون خدمته ، فهم يتقربون إلى الله بحبه ، وهو يتبغّض إلى الله بازدرائهم ..!! وشتان بين الفريقين ..

    الثالث : الحسبُ والنسبُ : والافتخار بهذه في الحقيقة مظهرٌ من مظاهر الجاهلية ،
    كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأحد الصحابة يوم عيّر بلالاً بأنه ابن امرأة سوداء ..!
    فصاح به رسول الله : إنك امرؤ فيك جاهلية ..!
    وفي الحديث الآخر أن رجلاً افتخر عند موسى عليه السلام بتسعة من أهله ، فأوحى الله إلى موسى قل للذي افتخر : بل التسعة في النار ، وأنت عاشرهم ..

    والقاعدة الكبيرة التي قررها الله عز وجل في كتابه هي : (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))
    فلا يبقى بعد هذا مكان لمن يريد أن يتباهى ويفتخر بحسبه أو نسبه ، اللهم إلا إذا كان غير مؤمن بهذا الكتاب العظيم , ومنزّله سبحانه وتعالى ..

    كن ابن من شئتَ واكتسبْ أدبا *** يغنيكَ محمـودُه عن النـسبِ
    إن الفتى من يقول : ها أنا ذا *** ليس الفتى من يقولُ : كان أبي


    الرابع : التفاخر بالجمال :
    وأكثر ما يجري هذا بين النساء ، وذلك مدعاة إلى تنقّص الآخرين وثلبهم وغيبتهم ، والانجراف مع تيار من المخالفات تتتابع في سرعة ، وهل الجمال دائم لصاحبته ؟!
    وهل جزاء شكر هذه النعمة أن يذهب صاحبها إلى تعيير الناس والاستطالة عليهم ؟!
    وهل قد أخذت صاحبته صكاً يشهد لها بأنها أجمل الجميلات ، أم أن هناك من هي أجمل منها ، وقد يأتي اليوم الذي تسخر فيه منها ؟ّ
    ومن يدري ماذا سيقع من مفاجآت القدر ، فيتشوه هذا الجمال بين ليلة وصبيحتها ، فإذا هي تمسي سخرية للساخرات ؟!
    ثم كم من جميلة ، فُتنت بجمالها فأصبحت عانساً ، أو تجرأت عليها أيدي الذئاب البشرية ،أو نفر منها الآخرون حتى أمست وحيدة أشبه بالمنبوذة حتى في محيط معارفها ..؟ وعلى هذا قس ..

    الخامس : التكبر بالمال واللباس والمراكب والولد :
    وهذا من سخف العقل ، وإلا فكل فهذه ليست سوى نِعَم من الله تعالى ، تنتظر الشكر عليها ، لا تعجيل زوالها ..!
    وقد أهلك الله صاحب الجنتين الذي وردت قصته في سورة الكهف ، لأنه كان من هذا الصنف ، كما أهلك الله قارون وخسف به الأرض ، لذات السبب أيضاً..
    فليعتبر من كان يصر على أن يمضي في نفس طريق الهلاك هذا ..
    ولن يعتبر إلا من كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد ،
    أما الحمقى فإنهم لا يعتبرون ، ويصرون على ركوب رؤوسهم ، حتى يصبحوا عبرة للمعتبر ..! ..

    السادس : التكبر بالقوة وشدة البطش :
    وتلك حماقة ، وإلا فالحمار أقوى منه ، والجمل أشد منه ، وكثير من الحيوانات العجماوات لا يأتي هذا إلى جانبها شيئاً ..
    ولقد أهلك الله أقواماً كانوا أقوى منه ، وأشد بطشا .. خفف الوطء فما أنت إلاّ من هذا التراب وإليه تعود ..!

    السابع : التكبر بالأتباع من حوله :
    وكان جديراً بهذا أن يحمد الله عز وجل أن جعل له تلك المكانة في القلوب ، وأن أوصله إلى تلك المنزلة لدى الآخرين..فهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان .؟
    ومن يدري لعل هذه الكثرة من حوله فتنة له من حيث لا يشعر ..

    وأخيراً لابد أن نسأل:
    ما حقيقة الكبر على التحقيق ؟ هذا السؤال يجيب عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : ( الكبرُ غمطُ الناس ، وبطرُ الحق ..)
    ومن ثَمّ فالمتكبر ليس سوى فرعوناً صغيراً ، يزدري الناس ، وينظر إليهم من علّ،
    فلا يحترم أحداً ، ولا يتأدب مع أحد ، ويرفض النصيحة ، ولا يرتاح إلا حين يستطيل على الآخرين ،
    كما أنه لا يرتاح للناصحين ، بل هو منقبض منهم ، متأفف بهم ، ساخر منهم .. الحق عنده ما يراه هو بهواه ، ولذا فهو يرفض ما يشير به الآخرون عليه ..

    إنسان مثل هذا تجده يهدر الكرامات ، ويبغي على الناس بغير الحق ، ولذا فقد صدق من ذهب إلى : أن الكبرَ إنما هو مرضٌ نفسي تتوالد عنه أمراضٌ نفسية أخرى جانبية ..!

    إذ المتكبر إنما يرى نفسه فقط ، وأما الآخرون إلى جانبه ، فليسو سوى أصفار وهو الواحد الصحيح بينهم ..!
    ومن ثَمّ فالمتكبر منتفخ في داخله ، وإن كان في حقيقته خاوياً وما أشبهه في هذا بالطبل الأجوف ، أو البالون المنتفخ ..!

    وكفى بهذا ازدراءً عليه ، ولكن المريض النفسي لا يتعظ إلا بقارعة تنزل به فتذكره بحقيقة حجمه ..!

    في الختام : يبقى أن نتذكر هذين الحديثين المخوفَين :
    يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : ( العظمة إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني فيهما قصمته )
    وفي الحديث الشريف يقول الرسول الكريم :
    ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )

    فلا يبقى إلاّ أن نفتش أنفسنا باستمرار ، وفي كل يوم ، ومع نهاية كل ليلة ، حتى لا نتلبس بهذا المرض من حيث لا نشعر ، فنتعرض لسخط الله ونحن نضحك ..!
    يا مُظهرَ الكـبر إعجابـاً بصورته ** انـظر خـلاك فإن النـتنَ تثـريـبُ
    لو فكـرَ النـاس فيما في بطـونهمُ ** مـا استشعرَ الكبرَ شبّـانٌ ولا شيبُ
    أنـفٌ يســيلُ ، وأُذنٌ ريحها سهكٌ ** والعـينُ مرفضّة’ٌ، والثغرُ ملعـوبُ
    يا ابنَ الترابِ ومأكول الترابِ غدا ** أقـصـرْ ، فإنك مأكــول ومشـروبُ ..!!

    عن:
    سوالف للجميع
    الكاتب: بوعبدالرحمن

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================



    من أجمل الكتابات ..
    بوركتِ أخيّه على هذا الإنتقاء المميز
    دمتِ بود

    __________________________________________________ __________
    بارك الله فيك ...

    اللهم احفظنا من الكبر ....

    __________________________________________________ __________
    عرض جميل للتحذير من هذه الصفة الذميمة ,,,

    أثابك البارئ عزيزتي

    __________________________________________________ __________
    حياك الله أختي الغالية شمس الحق..
    أدام الله سعادتك وأدام لنا سطوعك وتوهجك أختي الحبيبة..

    __________________________________________________ __________
    وإياك عزيزتي عزيزة بإسلامي..
    اللهم آمين يارب العالمين..
    حياك الله ياغالية وأسكنك قصرا من قصور الجنة اللهم آمين..




يعمل...
X