تك .. تك .. تك .... الساعة الخامسة عصراً .
طك .. طق .. طك ... شخص ما يطرق الباب .. يا الله سهل ..
نظرت من خرم الباب .. رأيت شابين .. أحدهما نحيل الجسم ويقف على اليمين والأخر عريض ويقف على اليسار .
كلاهما يلبس من أجمل ما لديه من الثياب وقد علق كل واحد منهما لوحة صغيرة على صدره وقد كتب عليهاا سمه .. في أيديهما شيء من الكتب والمنشورات . أعمارهما بدت في مقدمة العشرين ..
.. فتحت الباب ..
وبعد مقدمة

-جئنا نكلمك عن أمر ديني هل تسمح لنا بالدخول.
*ولكني مشغول !
-لن نأخذ من وقتك كثيراً .
*لا يسع وقتي لاستقبالكما لأن لدي دراسة !
-أعطنا رقم التليفون ويمكن أن نأخذ منك موعد .
*لا أظن أنني سأكون فارغاً لكما يوماً ما .

.. و هنا أخذتني حرقة .. كيف يطرق على بابي شخص ما ليكلمني عن دين محرف .. ثم أتركه يرجع دون أن أكلمه عن الإسلام .. فخرجت من لساني كلمات كنت منشداً معها في البداية .. فكان مما دار في الحوار .

*أنتم تقولون أنكم تعبدون ثلاثة آلهة ( الأب والابن و... ؟ )
-الروح القدس .. الأب ، الابن والروح القدس .
*أما نحن فنؤمن برب واحد .. إنها النتيجة التي تصل إليها حتى لو لم يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ! إن ديننا ليس حدثاً تأريخياً لا نستطيع إثباته ( تؤمن أن عيسى مات على الصليب لتغفر ذنوبك وينتهي كل شيء ) .
انظر إلى هذه الكنبة لو قلت لك أنها جاءت صدفة لقلت ..
-غير معقول !
*قلت ونحن أشد تعقيداً .. إننا لا نأتي صدفة ولكن لابد أن هناك قوة .. لابد أن هناك إله له قوة غير قوة البشر .. هذا ما يقودنا إليه التفكير الصحيح .. أن هناك إله .. فما هو دليلك على أن هناك ثلاثة .. غير تلك الأحداث التاريخية التي تدعيها ولا تستطيع إثباتها؟
شيء واحد زاد يقيني به بعد أن أتيت إلى هذه البلاد أن الإسلام حق، ! الناس من حولي يعملون باجتهاد خمسة أيام في الأسبوع ثم في نهاية الأسبوع يفعلون الأباطيل !
-إنهم نصارى مقصرين ( أجاب العريض )
*اذهب فانصحهم ثم إذا انتهيت تعال فحدثني !

كنت منشداً .. بدت الأمور وكأني أنا الذي طرقت عليهم الباب .. ولكني بدأت أتمالك مشاعري شيئاً فشيئاً .. .. ..

*أين كان عيسى قبل أن تحمل به مريم عليهما السلام؟
-كان في الجنة كلنا كنّا في الجنّة .
*وما الذي جاء به إلى بطن مريم عليها السلام؟
-إرادة الله .
*جميل .. إرادة الله تأتي به من الجنّة إلى بطن مريم عليهما السلام ولا تستطيع أن تغفر لنا ذنوبنا دون أن يقتل ابن الله كما تزعمون !
-حكمت الله شاءت ذلك .
*جميل ..جواب يستطيعه كل الناس حتى البوذي .. سيقول لك إرادة الله شاءت ذلك .. ولكنه لا يستطيع أن يثبت قوله .
إن دين الإسلام منهج متكامل للحياة .. يجب أن تعمل الخير حتى تستحق الجنة .. لا أن عيسى عليه السلام قام بالواجب على الصليب فغفرت ذنوبنا !
-كلنا يجب أن نعمل .
*فماذا فعل لنا عيسى على الصليب إذا كان لا بد من العمل؟
-.. هاه ..
*هل تؤمن أن عيسى عليه السلام كان على الأرض؟
-نعم
*هل تؤمن أنه كان يأكل ويشرب؟
-نعم
*وما تفعل عندما تأكل وتشرب؟
-أذهب إلى الحمام !
*وهل تؤمن أن عيسى عليه السلام كان يذهب إلى الحمام؟
-نعم ..
*إن الذي يذهب إلى الحمام لا يستحق أن يكون لي إلهاً...! يمكن أن يكون رئيسي أو صديقي .. لكنه لا يستحق أن يكون إلهي!

... وهنا سكت الشاب الذي يقف على اليمين وعلته سحابة من الوجوم... أم العريض فقال:

-لم نأت لنناقشك أن النصرانية حق!
*ولماذا جئتم إذاً ؟
-جئنا لنخبرك أن هناك رسول جديد؟
*رسول جديد ..

تخيل مجموعة من العصافير تدور حول رأسي على شكل دائرة ... أحد العصافير يقول : هذه آخرتها ( بالعربي ) !!

*وما هو اسمه؟
-... برسون البرسونالي " ..................برسون البرسونالي= فلان الفلاني "
-هل تريد أن تعرف المزيد عنه .. عندنا مجموعة من المطبوعات .. هل تريد أن تقرأ عنه ؟
*لا.. لالا.. لا .. - لم أرده أن يظفر حتى بنشوة تحقيق جزء من الهدف- ... أنا مسلم ..

وحدثته شيئاً ما عن الإسلام ...

-عمي مسلم ، أجاب العريض
*إذاً ينبغي أن تفكر أنت .. ثم اعتذرت لهم عن عدم استقبالهم داخل المنزل .. وانتهى اللقاء












وفي المساء ...

مازال هذان الشابان يجولان في المجمع الذي أسكن فيه .. ولكنهم لبسوا ملابس واقية من المطر .. أخبرني أحد الزملاء وهو يسكن في الطرف الآخر من المدينه أنهم طرقوا عليه الباب قبل ما يقارب من أسبوع .. لقد جابوا المدينة طولاً بعرض .












وفي نفس المساء

تك .. تك .. تك .... الساعة العاشرة .
طك .. طق .. طك ... شخص ما يطرق الباب ... يا الله يسّر ..

نظرت من خرم الباب .. في هذه المرّة اصطدم رأسي في أعلى الباب ..................... امرأتان سمراوتان .. أخذ الدهر منهما ما أخذ ..
فتحت الباب
كأنهما أدركا أنني مسلم مباشرة .

-نحن متبرعتان .. فقط جئنا لنعطيك هذه النشرة .. فقط نعطيك هذه النشرة
*شكراً

أغلقت الباب ولم يكن على غلاف النشرة شيء يدل على الدين فتحت النشرة .. وفي هذه المرة ..كانت تتحدث عن عام ألفين وما وراءه
أوه .. يبدو أنهم شهود يهوه .. فرقة والله أعلم أنهم كانوا يعتقدون بقيام الساعة مع دخول الألف الثانية وكانت لهم جهود كبيرة مع رأس السنة الميلادية الماضبة .. ولكن حساباتهم باءت بالفشل ولم تقم القيامة!! كان من المتوقع أن تفنى هذه الفرقة .. ولكن الشيطان .. بحث لهم عن مخرج ..
في آخر النشرة إعلان ( إذا أردت دروس مجانية في الإنجيل إتصل بنا ونحن نأتيك إلى منزلك )




طك .. طق
طرق الباب ..
مشى في المطر ..
مشى في السحر ..
مضى للخطر ..
قطع المدينة في دربه ..
أغلق الباب في وجهه ..
ضحك الناس على كفره ..

تك .. تك
طرقت الباب ..
أغلق الباب في وجهها ..
لم تستكن
قالت : مهما طالت السنين .
سأصبر . سأبكي من غير أنين .

سألته وسألتها ماذا تحملون ..
قالوا كفراً وشركاً برب العالمين .
قلت :

أه لو كان المسلمون
يعرفون قيمة ما يحملون

أه لو كان المسلمون ..
يعرفون حقيقة الدين
لما حدثك أحدهم أنه في سنة من السنين
رأى أمراً مشين ..
رأى جمعاً من المدخنين
تقدم ..
تأخر ..
قدم رجلاً أخر أخرى ..
ثم قال: إن صوت دخانك يضايق العين !

آه لو كنتم مسلمين ..
قطع الصمت صوت حزين ..

هذا جلد الفاجر وعجز الصالحين



كتبه الأخ الفاضل أبو حسين
الولايات المتفرقة - فيرجينيا

جزاك الله خير
الحمد لله الذي اعزنا بالاسلام

جميلٌ جداً
الحمد لله على الدين القويم دين محمد صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خيراً وبارك فيك..

الأختان حناين ، زوجة داعية
بارك الله فيكما وجزيتما خيرا على المرور على الموضوع

موضوع بالفعل رائع هم يخدمون الكفر والجهل والخسران
ونحن نحمل القران دون شك وهو كامل البيان
سبحان الله لو كنا نحن ابناء الاسلام نخدم هذا الدين مثلهم لاكم للاسف
نجري وراء الشهوات واللذات وتغافلنا رب الارض والسماوات !!!!

جزاك الله خيرا الأخت جوهرة العقيدة على المرور على الموضوع

كل منا لديه طاقة قد لا تكون عند الآخر فليستخدمها في طاعة من أعطاه إياها