عنوان الموضوع : سلسلة قصص واقعية بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق خاطرة
مقدم من طرف منتديات أميرات
بسم الله الرحمن الرحيمقبل كل شيئ انا ممتنة لهذا المنتدى المتميز وقد استفدت منه في غربتي طوال خمسة عشر عشتها هناك
واردت ان اقدم شيئ لاخواتي هنا لعلنا نتذكر او يكون لنا عبرة في حياتنا
وقد قرات قصة لقريبي الدكتور محمد فاتح رفيق ( هو طبيب في العراق طوال اربعين عام )
وعلمت انه لديه فوق 170 قصة وكلها حقيقية واشخاصها بعضهم مات والبعض مازال حي يرزق
وانه سينشرها في كتاب روائي لمجموعته القصصية واستاذنته في نشرها هنا
لكي تعم الفائدة للجميع ويكون منتدى لك اول موقع تنشر فيه القصص
ورجائي كل من ينقلها من هنا الى موقع اخر كما اشاهد من نقل للقصص عبر المنتديات
ان تذكر اسم منتدانا هذا واسم صاحب القلم الدكتور محمد فاتح رفيق
لانه الحق للمنتدى وصاحب القلم في النشر
وسأنقل اليوم اول قصة من هذه المجموعة وهي قصص اجتماعية من زمن الحرب
وبعدها ارجو ان تنال اعجابكم

.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
أهلًا بكِ بيننا أخيتي
وبالطبع نتطلع لقراءة قصص الدكتور
ونشكرك على اختيارك ، ونشكر الدكتور كذلك على مجهوده
وفقكما الله
وفي انتظار القصة الأولى
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
كان الارق يهمين على ليالي ضباط ومراتب الفوج الثالث لواء 36 الذي تناثرت خيمه البيضاء على سفح جبل كويزة المشرف على مدينة السليمانية العراقية من جهتها الشرقية , فمن جهة خوف الجنود من الهجمات الليلية لقوات البيشمركة ( قوات البيشمركة تسمية تطلق على الجيش الكردي في شمال العراق) في صيف عام 1974 ومن جهة اخرى تلك الرياح القوية التي كانت تعصف بالخيام ودويها الذي يستمر يوميا من منتصف الليل الى ماقبل الفجرولذلك اطلق عليها سكان سليمانية اسم ( رشه با ) اي الرياح السوداء, ناهيك عن الخوف من كثرة الافاعي والعقارب.
كنا نادرا مانتمكن من النوم قبل سكون تلك الرياح المزعجة وهكذا وانا بانتظار سكوت صغير للرياح السوداء لاغماض جفوني المتعبتان من السهر فاذا بصخب وجلبة تقترب من خيمتي ( خيمة الطبابة) حتى صاح احد الجنود
دكتور ..دكتور..هناك مصاب
نهضت من فراشي وانا العن الشيطان وانا اسأل كيف اصيب وبماذا؟؟
دكتور..صاح احدهم .. اصيب بطلق ناري.
وعلى ضوء الفانوس وجدت شابا ممدا على الارض وعلمت ان فتحة دخول الاطلاقة تقع تحت الضلع الاخير من الجهة اليمنى وفتحة الخروج قريبة من مفصل الكتف الايمن والنزيف مستمرمن فتحة الخروج وهذا يعني ان الاطلاقة قد مزقت الكبد والرئة اليمنى وهشمت عظم لوح الكتف .
كان لابد ان اعوض الجريح بالدم المفقود فااستطعت تشكيل المحلول الوريدي وفي الوقت نفسه تولى المضمد بمعالجة فتحة الخروج وتضميدها ..
سمح السيد امر الفوج بنقل الجريح الى مستشفى السليمانية العسكري(م . س .ع) شرط عدم اشعال الاضوية الامامية لسيارة الاسعاف.
رجعت الى فراشي لانام نوما عميقا عتى الساعة الثامنة والنصف صباحا رغم شدة حرارة الجو.
هيئك نفسك يااسماعيل (قصدت المضمد) وبلغ السائق هاشم باننا سوف نراجع (م.س.ع) لجلب بعض الادوية والمستلزمات الطبية ونزور الجريح وبالمرة نشتري بعض الاشياء من اسواق المدينة.
في الطريق اخبرنا السائق هاشم بأن الجندي المصاب من بغداد وهو متطوع وعمره لايزيد عن 16 عام ويرفض الاجازة الشهرية لزيارة اهله لانه ينتظر رواتبه منذ تطوعه قبل ثلاثة اشهرواسمه (يوسف طارش).
علمنا انه قد توفي في المستشفى بعد ساعة من وصوله وأودعت جثته في ثلاجة الطب العدلي .
في العودة كان لابد اخبار امر الفوج للسماح بأرسال جثمانه الى اهله بمرافقة احد الجنود ممن يعرف عنوانه .
كنا قد اصبحنا خارج الاحياء السكنية في طريق العودة واذا بردل يرتدي بنطالا خاكي وقميصا نصف كم بلون ازرق فاتح وهو يوْشر تجاهنا طلبا للوقوف .
رجل في منتصف الخمسينات من العمر يتفصد جبينه عرقا وعلى وجهه اثار القلق العناء تغطيه مسحة من الآلم والحزن.
سلم الرجل علينا ...رددنا التحية
تفضل عمي ...ماذا تفعل هنا واين وجهتك
اجاب..
ابحث عن الفوج الثالث لواء 36.
اصعد اذن فنحن متوجهون الى ذلك الفوج .
ظل الرجل ساكتا ينتظر ان نسأله عن سبب زيارته للفوج ....
بادره المضمد بالسوْال ..
جئت لاْزور ابني
من هو ابنك؟
يوسف طارش
وقع الامر كالمطرقة على روْوسنا حتى كاد السائق هاشم ان ينحرف عن الطريق الترابي نحو وادي ليس عميقا يوازي الطريق.
شعر الرجل ان اسم ابنه كان مفاجاْة علينا
لكي اتدارك هذا الموقف المحرج سألته ..
عجبا اخترت هذا اليوم للزيارة ؟
اجاب الرجل ..
منذ تطوعه للخدمة في الجيش قبل ثلاثة اشهر لم يتمتع بأجازته ولم نلتقي به . .
هذه الليلة ايقظتني والدته واصرت علي لزيارته لانها رأته في المنام انه ميت .
حاولت تفسير هذه المصادفة العجيبة مع نفسي ..هل هو تنبوْ من تنبوْات اداموس ام هو نوع من انوع توارد الخواطر....لم اتوصل الى نتيجة .
وصلنا الباب النظامي لوحدتنا العسكرية . طلبت من الرجل الانتظار حتى اخبر امر الفوج .
اصيب الآمر بالدهشة والذهول ........
اسرعت بشرح ماحصل لاخفف عنه هذه الصدفة .
بادرني بالكلام ..
دكتور ...اذهب واصحب معك النقيب محمد واخبراه الحقيقة
بعث النقيب محمد واستدعى الرجل ...
اسمع ياعمي ابو يوسف ..امس كان الجنود يحفرون موضعا للاختباء فااصيب بضربة معول على كتفه سهوا فارسلته الى (م.س.ع)
قال وبصوت يشوبه الشك والحزن..
دكتور ...الموت حق فاذا كان ميتا فاخبرني رجاء.
الحقيقة عندما ارسلته الى المستشفى كان مازال حيا ............................
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
بعد حادث انقلاب سيارته فاأصيب بكسر في عظام قاعدة الجمجمة.
لم يكن محمود وهو رئيس المهندسين في احدى المنشآت الحكومية لايدري ما يجري حوله فاقدا الوعي .
يقول الدكتور ( ي. ع) ..
كنت طالب دراسات البورد العربي في جراحة الجملة العصبية وصادف اني كنت الطبيب الخافر .
ادخل محمود وحدة العناية المركزة فورا وتم ربطه بالاجهزة الخاصة بالعناية المركزة وقمت بفحص قلبه ورئتيه وبطنه للتأكد من سلامة الاعضاء الحيوية .
كنت حريصا على ملازمة المرضى الراقدين في العناية المركزة فلا افارقهم الا لتناول وجبات الطعام او قضاء حاجة ما .
جلست زوجته على حافة السرير تسمعه كلاما لطيفا عذبا بصوت ممزوج بالحسرة والألم .
- محمود ..انا زوجتك ..حبيبتك ..زوجتك ..محمود هل عرفتني ..محمود ..هل تتذكر سفراتنا الى الخارج ..
امراة جميلة في متوسط الثلاثينات من عمرها تغطي رأسها بخمار اسود . سألتني
- كيف حال محمود يادكتور ؟
- لااستطيع التكلم قبل حضور الدكتور سعد الوتري وهو على وشك الحضور .
بعد فحص محمود التفت الدكتور سعد الوتري نحو الاطباء المتدربين من المقيمين الاقدمين وطلاب الدراسات العليا يخاطبهم باللغة الانكليزية ...
- هذه المريض اذا بقي حيا خلال خمسة ايام فسوف يتجاوز مرحلة الخطورة .
في مثل هذه الحالات ليس امام ذوي المرضى الا الصبر والانتظار والتضرع والتوسل الى الله تعالى , وليس امام الاطباء الا الاشراف والمراقبة .
مضت ثلاثة اشهر كنا نتاول وجبة الغداء في كافتريا الاطباء وفجأة سمعنا زغاريد تنبعث من غرفة محمود .
تعجبنا جميعا فالزغاريد ليست مألوفة في هذه المستشفى فالمألوف هو البكاء والصياح , والمرضى عادة يدخلون المستشفى عموديا ويخرجون منها أفقيا .
أسرعت الى غرفة محمود ..
- ماذا حدث ست سوزان ؟
- لقد تكلم محمود يادكتور ...قال ماما ..
أحسست بنشوة عارمة غمرتني ربما أعذب من النشوة التي غمرت ذوي محمود في تلك اللحظة .....
بعد يومين افاق محمود من غيبوبته تماما وخرج محمود وزوجته من المستشفى ..
بعد عام واحد ووسط الزحام في الممر الرئيسي للمستشفى لمح الدكتور ( ي. ع ) سوزان زوجة محمود توجه نحوها ..
- اهلا ست سوزان كيف حالك وكيف هو محمود ؟
التفتت الى اليسار قائلة ..
- هذا محمود امامك ..
مد محمود يده ليصافح الدكتور (ي . ع )
- ماشاء الله ...صاح الدكتور بصوته الأجش..
سوزان تخاطب محمود ..
- هذا الدكتور (ي .ع) الذي اشرف على معالجتك ولمدة ثلاثة اشهر .
- بالتأكيد لايعرفني اجابها الدكتور (ي.ع) .
محمود ..بلى يادكتور اعرفك جيدا وانا ممتن لك تعبك وحرصك في عملك .
- كيف تعرفني وكنت فاقدا لوعيك ؟
- منذ اللحظات الاولى بعد الحادثة كنت اسمع كل الكلام الذي دار من حولي ..وكان اسمك
يادكتور يتردد باستمرار وكنت اسمع سوزان وهي تقرأ القران ..وسمعت احدهم تكلم باللغة الانكليزية وهو يذكر خمسة ايام ولكني لم استطيع تفسير قصده في ذلك ولم يكن باستطاعتي الرد .
عانق محمود الدكتور (ي.ع) .....
بسبب الحادث تلاشى التعاون العضوي بين الطاقة الروحية في الدفاع والطاقة الحياتية لاعضاء البدن ولذلك كنت تسمع بالطاقة الحياتية لحاسة السمع ولكن الطاقة الروحية لم تكن قادرة على الجواب .
عندما كان يجرى له فحص الرئتين ....سأل الدكتور (ي.ع) ؟
- ام عمار ( وهو يقصد سوزان زوجة محمود ) ..كيف حال محمود ..هل انتابته حالات صرع ..هل حصل تغير في سلوكه ومشاعره ؟
- والله يادكتور ..محمود تغير مئة وثمانون درجة وهو اليوم غير محمود ماقبل الحادث ..كان يحبني ويفعل كل شئ لاسعادي اما اليوم يغضب بسرعة ويسبني وفي احدى المرات صفعني صفعة قوية .
اجاب الدكتور ( ي.ع ) لنسأل الدكتور سعد الوتري ...
بعد عرض الموضوع عليه سأل الدكتور سعد الوتري
- ام عمار ..اين قضيتم شهر العسل في بغداد او سافرتم الى مكان اخر ؟
- قضينا شهر العسل في باريس ..
- هل تتذكرين اسم وموقع الفندق ورقم الغرفة ؟
- نعم يادكتور ..اجابت سوزان .
- ماعليكم الا السفر فورا الى باريس والنزول في نفس الغرفة من الفندق لمدة اسبوع .
بعد شهر عادت ام عمار لوحدها الى المستشفى ..
- دكتور (ي.ع) أبشرك فقد عاد محمود الى سابق عهده وكأنه لم يحدث شئ له .
- الحمد لله ...هذه بفضل الله وذلك العلاج السحري الذي وصفه الدكتور سعد الوتري له .
مقدم من طرف منتديات أميرات
بسم الله الرحمن الرحيم
واردت ان اقدم شيئ لاخواتي هنا لعلنا نتذكر او يكون لنا عبرة في حياتنا
وقد قرات قصة لقريبي الدكتور محمد فاتح رفيق ( هو طبيب في العراق طوال اربعين عام )
وعلمت انه لديه فوق 170 قصة وكلها حقيقية واشخاصها بعضهم مات والبعض مازال حي يرزق
وانه سينشرها في كتاب روائي لمجموعته القصصية واستاذنته في نشرها هنا
لكي تعم الفائدة للجميع ويكون منتدى لك اول موقع تنشر فيه القصص
ورجائي كل من ينقلها من هنا الى موقع اخر كما اشاهد من نقل للقصص عبر المنتديات
ان تذكر اسم منتدانا هذا واسم صاحب القلم الدكتور محمد فاتح رفيق
لانه الحق للمنتدى وصاحب القلم في النشر
وسأنقل اليوم اول قصة من هذه المجموعة وهي قصص اجتماعية من زمن الحرب
وبعدها ارجو ان تنال اعجابكم

.
==================================
أهلًا بكِ بيننا أخيتي
وبالطبع نتطلع لقراءة قصص الدكتور
ونشكرك على اختيارك ، ونشكر الدكتور كذلك على مجهوده
وفقكما الله
وفي انتظار القصة الأولى
__________________________________________________ __________
جزاكي الله خيرا وسعيدة بردكي على الموضوع
بارك الله فيكي اخية
بارك الله فيكي اخية
__________________________________________________ __________
يوسف طارش
كان الارق يهمين على ليالي ضباط ومراتب الفوج الثالث لواء 36 الذي تناثرت خيمه البيضاء على سفح جبل كويزة المشرف على مدينة السليمانية العراقية من جهتها الشرقية , فمن جهة خوف الجنود من الهجمات الليلية لقوات البيشمركة ( قوات البيشمركة تسمية تطلق على الجيش الكردي في شمال العراق) في صيف عام 1974 ومن جهة اخرى تلك الرياح القوية التي كانت تعصف بالخيام ودويها الذي يستمر يوميا من منتصف الليل الى ماقبل الفجرولذلك اطلق عليها سكان سليمانية اسم ( رشه با ) اي الرياح السوداء, ناهيك عن الخوف من كثرة الافاعي والعقارب.
كنا نادرا مانتمكن من النوم قبل سكون تلك الرياح المزعجة وهكذا وانا بانتظار سكوت صغير للرياح السوداء لاغماض جفوني المتعبتان من السهر فاذا بصخب وجلبة تقترب من خيمتي ( خيمة الطبابة) حتى صاح احد الجنود
دكتور ..دكتور..هناك مصاب
نهضت من فراشي وانا العن الشيطان وانا اسأل كيف اصيب وبماذا؟؟
دكتور..صاح احدهم .. اصيب بطلق ناري.
وعلى ضوء الفانوس وجدت شابا ممدا على الارض وعلمت ان فتحة دخول الاطلاقة تقع تحت الضلع الاخير من الجهة اليمنى وفتحة الخروج قريبة من مفصل الكتف الايمن والنزيف مستمرمن فتحة الخروج وهذا يعني ان الاطلاقة قد مزقت الكبد والرئة اليمنى وهشمت عظم لوح الكتف .
كان لابد ان اعوض الجريح بالدم المفقود فااستطعت تشكيل المحلول الوريدي وفي الوقت نفسه تولى المضمد بمعالجة فتحة الخروج وتضميدها ..
سمح السيد امر الفوج بنقل الجريح الى مستشفى السليمانية العسكري(م . س .ع) شرط عدم اشعال الاضوية الامامية لسيارة الاسعاف.
رجعت الى فراشي لانام نوما عميقا عتى الساعة الثامنة والنصف صباحا رغم شدة حرارة الجو.
هيئك نفسك يااسماعيل (قصدت المضمد) وبلغ السائق هاشم باننا سوف نراجع (م.س.ع) لجلب بعض الادوية والمستلزمات الطبية ونزور الجريح وبالمرة نشتري بعض الاشياء من اسواق المدينة.
في الطريق اخبرنا السائق هاشم بأن الجندي المصاب من بغداد وهو متطوع وعمره لايزيد عن 16 عام ويرفض الاجازة الشهرية لزيارة اهله لانه ينتظر رواتبه منذ تطوعه قبل ثلاثة اشهرواسمه (يوسف طارش).
علمنا انه قد توفي في المستشفى بعد ساعة من وصوله وأودعت جثته في ثلاجة الطب العدلي .
في العودة كان لابد اخبار امر الفوج للسماح بأرسال جثمانه الى اهله بمرافقة احد الجنود ممن يعرف عنوانه .
كنا قد اصبحنا خارج الاحياء السكنية في طريق العودة واذا بردل يرتدي بنطالا خاكي وقميصا نصف كم بلون ازرق فاتح وهو يوْشر تجاهنا طلبا للوقوف .
رجل في منتصف الخمسينات من العمر يتفصد جبينه عرقا وعلى وجهه اثار القلق العناء تغطيه مسحة من الآلم والحزن.
سلم الرجل علينا ...رددنا التحية
تفضل عمي ...ماذا تفعل هنا واين وجهتك
اجاب..
ابحث عن الفوج الثالث لواء 36.
اصعد اذن فنحن متوجهون الى ذلك الفوج .
ظل الرجل ساكتا ينتظر ان نسأله عن سبب زيارته للفوج ....
بادره المضمد بالسوْال ..
جئت لاْزور ابني
من هو ابنك؟
يوسف طارش
وقع الامر كالمطرقة على روْوسنا حتى كاد السائق هاشم ان ينحرف عن الطريق الترابي نحو وادي ليس عميقا يوازي الطريق.
شعر الرجل ان اسم ابنه كان مفاجاْة علينا
لكي اتدارك هذا الموقف المحرج سألته ..
عجبا اخترت هذا اليوم للزيارة ؟
اجاب الرجل ..
منذ تطوعه للخدمة في الجيش قبل ثلاثة اشهر لم يتمتع بأجازته ولم نلتقي به . .
هذه الليلة ايقظتني والدته واصرت علي لزيارته لانها رأته في المنام انه ميت .
حاولت تفسير هذه المصادفة العجيبة مع نفسي ..هل هو تنبوْ من تنبوْات اداموس ام هو نوع من انوع توارد الخواطر....لم اتوصل الى نتيجة .
وصلنا الباب النظامي لوحدتنا العسكرية . طلبت من الرجل الانتظار حتى اخبر امر الفوج .
اصيب الآمر بالدهشة والذهول ........
اسرعت بشرح ماحصل لاخفف عنه هذه الصدفة .
بادرني بالكلام ..
دكتور ...اذهب واصحب معك النقيب محمد واخبراه الحقيقة
بعث النقيب محمد واستدعى الرجل ...
اسمع ياعمي ابو يوسف ..امس كان الجنود يحفرون موضعا للاختباء فااصيب بضربة معول على كتفه سهوا فارسلته الى (م.س.ع)
قال وبصوت يشوبه الشك والحزن..
دكتور ...الموت حق فاذا كان ميتا فاخبرني رجاء.
الحقيقة عندما ارسلته الى المستشفى كان مازال حيا ............................
__________________________________________________ __________
:
بارك الله فيكِ غاليتي
وأهلاً بكِ بيننا
متابعين معكِ للقصص الواقعية
وشكر الله للدكتور ما يقدمه
بانتظار تكملة القصة
وكذلك بقية القصص بتوفيق الله
:
بارك الله فيكِ غاليتي
وأهلاً بكِ بيننا

متابعين معكِ للقصص الواقعية
وشكر الله للدكتور ما يقدمه
بانتظار تكملة القصة
وكذلك بقية القصص بتوفيق الله
:
__________________________________________________ __________
وفيكي بارك الله اختي الغالية وجزاكي الله خيرا على المتابعة والرد الجميل
بالنسبة لهذه القصة انتهت لانها قصة قصيرة وان شاء الله ساحاول ان انزل القصة التالية بأذن الله تعالى
بالنسبة لهذه القصة انتهت لانها قصة قصيرة وان شاء الله ساحاول ان انزل القصة التالية بأذن الله تعالى
الوصفة السحرية
يبدو ان محمود موظف كبير مرموق ولذلك يرافقه هذا العدد الكبير من الاشخاص وهم يحملونه في نقاله لايصاله الى مستشفى الجملة العصبية في ربيع عالم 1995بعد حادث انقلاب سيارته فاأصيب بكسر في عظام قاعدة الجمجمة.
لم يكن محمود وهو رئيس المهندسين في احدى المنشآت الحكومية لايدري ما يجري حوله فاقدا الوعي .
يقول الدكتور ( ي. ع) ..
كنت طالب دراسات البورد العربي في جراحة الجملة العصبية وصادف اني كنت الطبيب الخافر .
ادخل محمود وحدة العناية المركزة فورا وتم ربطه بالاجهزة الخاصة بالعناية المركزة وقمت بفحص قلبه ورئتيه وبطنه للتأكد من سلامة الاعضاء الحيوية .
كنت حريصا على ملازمة المرضى الراقدين في العناية المركزة فلا افارقهم الا لتناول وجبات الطعام او قضاء حاجة ما .
جلست زوجته على حافة السرير تسمعه كلاما لطيفا عذبا بصوت ممزوج بالحسرة والألم .
- محمود ..انا زوجتك ..حبيبتك ..زوجتك ..محمود هل عرفتني ..محمود ..هل تتذكر سفراتنا الى الخارج ..
امراة جميلة في متوسط الثلاثينات من عمرها تغطي رأسها بخمار اسود . سألتني
- كيف حال محمود يادكتور ؟
- لااستطيع التكلم قبل حضور الدكتور سعد الوتري وهو على وشك الحضور .
بعد فحص محمود التفت الدكتور سعد الوتري نحو الاطباء المتدربين من المقيمين الاقدمين وطلاب الدراسات العليا يخاطبهم باللغة الانكليزية ...
- هذه المريض اذا بقي حيا خلال خمسة ايام فسوف يتجاوز مرحلة الخطورة .
في مثل هذه الحالات ليس امام ذوي المرضى الا الصبر والانتظار والتضرع والتوسل الى الله تعالى , وليس امام الاطباء الا الاشراف والمراقبة .
مضت ثلاثة اشهر كنا نتاول وجبة الغداء في كافتريا الاطباء وفجأة سمعنا زغاريد تنبعث من غرفة محمود .
تعجبنا جميعا فالزغاريد ليست مألوفة في هذه المستشفى فالمألوف هو البكاء والصياح , والمرضى عادة يدخلون المستشفى عموديا ويخرجون منها أفقيا .
أسرعت الى غرفة محمود ..
- ماذا حدث ست سوزان ؟
- لقد تكلم محمود يادكتور ...قال ماما ..
أحسست بنشوة عارمة غمرتني ربما أعذب من النشوة التي غمرت ذوي محمود في تلك اللحظة .....
بعد يومين افاق محمود من غيبوبته تماما وخرج محمود وزوجته من المستشفى ..
بعد عام واحد ووسط الزحام في الممر الرئيسي للمستشفى لمح الدكتور ( ي. ع ) سوزان زوجة محمود توجه نحوها ..
- اهلا ست سوزان كيف حالك وكيف هو محمود ؟
التفتت الى اليسار قائلة ..
- هذا محمود امامك ..
مد محمود يده ليصافح الدكتور (ي . ع )
- ماشاء الله ...صاح الدكتور بصوته الأجش..
سوزان تخاطب محمود ..
- هذا الدكتور (ي .ع) الذي اشرف على معالجتك ولمدة ثلاثة اشهر .
- بالتأكيد لايعرفني اجابها الدكتور (ي.ع) .
محمود ..بلى يادكتور اعرفك جيدا وانا ممتن لك تعبك وحرصك في عملك .
- كيف تعرفني وكنت فاقدا لوعيك ؟
- منذ اللحظات الاولى بعد الحادثة كنت اسمع كل الكلام الذي دار من حولي ..وكان اسمك
يادكتور يتردد باستمرار وكنت اسمع سوزان وهي تقرأ القران ..وسمعت احدهم تكلم باللغة الانكليزية وهو يذكر خمسة ايام ولكني لم استطيع تفسير قصده في ذلك ولم يكن باستطاعتي الرد .
عانق محمود الدكتور (ي.ع) .....
بسبب الحادث تلاشى التعاون العضوي بين الطاقة الروحية في الدفاع والطاقة الحياتية لاعضاء البدن ولذلك كنت تسمع بالطاقة الحياتية لحاسة السمع ولكن الطاقة الروحية لم تكن قادرة على الجواب .
عندما كان يجرى له فحص الرئتين ....سأل الدكتور (ي.ع) ؟
- ام عمار ( وهو يقصد سوزان زوجة محمود ) ..كيف حال محمود ..هل انتابته حالات صرع ..هل حصل تغير في سلوكه ومشاعره ؟
- والله يادكتور ..محمود تغير مئة وثمانون درجة وهو اليوم غير محمود ماقبل الحادث ..كان يحبني ويفعل كل شئ لاسعادي اما اليوم يغضب بسرعة ويسبني وفي احدى المرات صفعني صفعة قوية .
اجاب الدكتور ( ي.ع ) لنسأل الدكتور سعد الوتري ...
بعد عرض الموضوع عليه سأل الدكتور سعد الوتري
- ام عمار ..اين قضيتم شهر العسل في بغداد او سافرتم الى مكان اخر ؟
- قضينا شهر العسل في باريس ..
- هل تتذكرين اسم وموقع الفندق ورقم الغرفة ؟
- نعم يادكتور ..اجابت سوزان .
- ماعليكم الا السفر فورا الى باريس والنزول في نفس الغرفة من الفندق لمدة اسبوع .
بعد شهر عادت ام عمار لوحدها الى المستشفى ..
- دكتور (ي.ع) أبشرك فقد عاد محمود الى سابق عهده وكأنه لم يحدث شئ له .
- الحمد لله ...هذه بفضل الله وذلك العلاج السحري الذي وصفه الدكتور سعد الوتري له .
بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق