عنوان الموضوع : ¸.•´♥ زهور مهجورة ¸.•´♥
مقدم من طرف منتديات أميرات
عدت منهكا من مدرستي ، بعد يوم طويل من أثقال الكتب والمعلومات، وأثقال الحقيبة ذهابا وإيابا من المدرسة، ثم أثقال الواجبات المدرسية الموجودة في حقيبتي والتي لا تنتهي، وقد قصمت ظهري كما ستقصمه واجبات القسمة في مادة الحساب، أصبحت طفولتي كلها معادلات وواجبات، ومعلومات عقيمة تحويها مادة العلوم في الصف الثالث..
فتحت بابنا الحديدي, ومضيت في زقاقه الصغير المزدحم بالزهور التي تزرعها عمتي وتسقيها بالماء وبنغمات "الدلعونة"التي تنشدها وتتنهد.
تتخيل بأنها تسقي زهورا في بيتا الكبير في حيفا ..
تتخيل بأنها تلعب مع أمواج بحر حيفا وما رأته، تتخيل بأنها تنظر من خلال سطح بيت جدها لأمها إلى الغروب الذي يتلألأ في بحر حيفا وما رأت البحر..
دخلت منزل جدي ورميت نفسي على أريكته الأثرية وبدأت أتأمل المنزل وكأني أراه أول مرة، منزلنا الفقير يشبه أي منزل من منازل المخيم، غُرَفه الضيقة، المتلاصقة مع بعضها البعض، أشم رائحة التاريخ المحزن فيه، بناه أبو جدي وما سكنه، مات حسرة على بلده الحبيب حيفا، اختنق عندما ابتعد عن هواء حيفا، كأنه سمكة ذهبية تموت إن خرجت من البحر.
أما جدي فمات بعد زيارة من حيفا، قد زارها..بلى زارها...
ودق باب بيته الذي ترعرع فيه، صرخ بسكان المنزل الصهاينة قائلا: اخرجوا من داري، إنها داري وهذا مفتاح بيتي بيدي.
دخل عنوه، فنظر إلى بيته الواسع وسقفه العالي، نظر إلى أثاث منزله فكان هو....هو لم يتغير، إنما خرج ساكنيه، وتغيرت حروف الكتب فيه، فكانت عبريه,تحولت رموز البراويز فيه، من أهِلّه إلى نجوم خماسية، غرفته كانت مغلقة بالشمع الأحمر، حاول الدخول فمنعوه، وأحضروا الشرطة.
ثم رجعت جدتي إلى المخيم، وما رجع جدي فقد مات هناك، مات في حيفا ودفن في مقابرها.

شممت رائحة الدوالي اللذيذ، الذي تصنعه جدتي وعمتي، فأنساني تعب الطريق وتعب المشي في أزقة المخيم، فمضيت إلى مطبخنا الصغير ومددت يدي لأفتح غطاء إناء الطعام الموجود فوق موقد الطبخ، فإذا بيد تمسك بكفّي الصغير بقوة وتبعده عن الغاز.
إنها عمتي التي أخرجتني من المطبخ، وبدأت في مشوار التأنيب: هل أنت مجنون؟ كيف تقترب من الغاز؟ كم مرة حدثتك عن أخطار المطبخ؟ لماذا لم تناديني حتى أطعمك؟
ابتسمت ابتسامتي الماكرة، التي تمتص غضب عمتي وقلت "ببراءه" لقد نادتني رائحة الدوالي،(واحتضنتها) عمتي أنا متعب وجائع، ضعي لي ولو واحدة لأتذوق طعامك اللذيذ، يا أجمل وأطيب عمّه في الدنيا.
سهيلة باستياء: تتقن الضحك علي.
أخرجت طبقا من الخزانة المتهالكة ووضعت فيه بعض الوريقات، أخذتها وأنا أنفخ في الطبق، ودسستها في فمي الصغير، فقالت عمتي مفزوعة: يا باسل اصبر حتى تبرد .
قلت وأنا أمضغ وأنفخ لأطرد سخونتها: فــ ولكنها فــ لذيذة لا فـ تقاوم.
سهيلة: أعرف طعامك المفضل .
التهمت ما تبقى وأنا أنفخ وأتلوّى من حرارة الطعام
قلت ممتنا: أعلم يا عمتي الطيبة، فأنت أرق عمة في الوجود..
ثم ابتسمت بمكر وأنا أمدّ الطبق: أريد المزيد.
سهيلة: لا.. انتظر حتى يفرغ ينضج الطعام ونأكل معا.
وما أن مددت ذراعي متوسلا حتى دخل أبي وقال عاتبا: لماذا تأخرت عن المنزل؟ أمك انتظرتك طويلا؟
قلت مندهشا: أمي؟ من أمي؟ صح أمي؟
أبي بحزم:هيا إلى المنزل لتتناول غدائك.
قلت متوسلا: والدوالي الذي صنعته جدتي؟
سهيلة بحسرة: لن يأكل باسل بيننا!؟
أبي: لا... أنا وأمه ننتظره.
ثم قال لي: أين حقيبتك؟
قلت: في أريكتي المفضلة؟
حملها أبي أما أنا فصعدت وأنا أجرّ أذيال الخيبة، إلى منزلي لآكل طعام أمي، أمي التي غابت خمس سنين لتعمل في بلد الخليج"إعارة" ما زارتني فيها إلا أياما قليلة .
لم تنتهي الحكاية بعد....
فأنتظروني
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
نظرت إلى الطبق الذي صنعته أمي، كان فيه الدوالي الذي أعشقه، لكن مكوّنا سريا فُقد فيه، إنه الحب وذكريات الطفولة!
لقد دُعيت عند الكثير من أصحابي، كان يؤلمني افتخارهم بطعام أمهم بأنه ألذ ما يأكلوه، وبالمقابل كانوا يغارون من الثياب الجميلة التي تبعثها أمي,
لم أكن أريد الثياب, كنت أريد "أمي" التي كانت تطل أياما قليلة خلال الخمس سنين وترحل، يختلط فرحي بالمشاكل التي تحدث أثناء وجودها.
وأعرف أمي بصورة أراها قبل النوم وبمقابل هذه الصورة كنت أرى وجه عمتي وجدتي،الذي يُشبعني حنانهم وأتذوق طعامهم وكان ألذ المكونات السحرية، طعمها يتعلّق بالطفولة والذكريات .
التهمت لقمة فوجدتها مالحة وامتنعت، وأنا لم أعتد على طعم الملح، حتى لا يرتفع ضغط جدتي وتمرض، ابتسمت أمي ابتسامة صافية وقالت:مالك يا حبيبي لم تأكل؟
ابتسمت ابتسامة مقتضبة وقلت: لم أعتد على الملح، ولا أحبه.
ضحك أبي ساخرا: اعتاد ابنك على طعام جدته بدون ملح، كنت أتشاجر معها لتضع الملح فيه، فأي نكهة بدون ملح؟
قلت غاضبا: لكني نشأت على طعام جدتي الذي لا ملح فيه، فكان طعمه في فمي ألذ من أشهى الأطعمة
وقفت لأستأذن فقال أبي بحزم: لا أكمل طبقك .
فجلست حزينا..

كانت عمّتي تنظر إلى الطبق وتقول بحزن: ألن يأكل باسل معنا؟
الجدّة: رجعت ريما لعادتها القديمة! رجعت أسماء وربما لن تري باسل لمدة شهور.
وقفت عمتي وقالت حزينة: شبعت.
رجعت غرفتها المكونة من فراش خزانه وسجادة قديمة مهترئه، وبجانب الخزانة زاوية تكومت فيها الأغطية بطريقة مرتبة، تناولت أحداها، وضعته جانبا، أحضرت "فرشة" ووضعتها بالقرب منها، تتأمل من أن ينزل باسل إلى بيت جده وينام بالقرب منها كعادته
لكن خيالها طاف وابتعد إلى الحبيب الذي استشهد في نابلس، واختلطت الذكريات مع قطرات الدموع تنزف من حرقة القلب..
تذكرت...حينما تشابكت الأيدي في غرفة المعيشة، لم تكن تعرف كيف تضع المساحيق المجمّلة، لكن حمرة وجنتيها كانت أجمل وأصدق من أي تزيين تضيفه، شغفها لنابلس ولتعيش هناك كان كافيا لتنسى الخجل ولتمطره بالأسئلة عن نابلس عن هواء نابلس، عن أصالتها وأرضها، وحلوياتها.
وكان يجيب وخياله يطير إلى هناك، بأنفاس حب ونبضات قلب مشتاقة للقصر الذي في بستان.
يقول: عن أي مدينة تسألين يا سهيلة؟ عن مدينة صنعت التاريخ
هل أخبرك عن الشعراء الذين زاروا حبيبتي نابلس ووقعوا في غرامها
هل أخبرك عن هوائها النقي وقد حمل أجمل النسمات فجعل شجرها يعانق بعضه ويرسم أجمل الألحان..
أم عن أهلها الموجودون والذين مضوا وقد رسموا خطوط المجد بأناملهم وسواعدهم
فكانت تشعر بسعادة غامرة فهي ستزوج من تحب وتعيش في المكان الذي تحب.
وقبل الزفاف بأسابيع حدثت الانتفاضة ودخل شارون المسجد الأقصى واشتعلت فلسطين بأعراس الشهداء ووقف بطل جبل النار يحمل حزامه الناسف، ويحمل حبه لفلسطين ولعروسه الجميلة ..
وأحرقهم في جبل النار فكانت نار تحرق أجسادهم وقلوبهم..

نزلت ورأيت دموع عمّتي فمسحتها وقلت باسما: ألن تقومي يا عمتي وتطعميني أم أذهب إلى المطبخ وأحرق أصابعي.
قفزت عمتي واحتضنتني كأنها لم ترني منذ دهر وقالت: طبعا يا حبيبي.
مقدم من طرف منتديات أميرات
عدت منهكا من مدرستي ، بعد يوم طويل من أثقال الكتب والمعلومات، وأثقال الحقيبة ذهابا وإيابا من المدرسة، ثم أثقال الواجبات المدرسية الموجودة في حقيبتي والتي لا تنتهي، وقد قصمت ظهري كما ستقصمه واجبات القسمة في مادة الحساب، أصبحت طفولتي كلها معادلات وواجبات، ومعلومات عقيمة تحويها مادة العلوم في الصف الثالث..
فتحت بابنا الحديدي, ومضيت في زقاقه الصغير المزدحم بالزهور التي تزرعها عمتي وتسقيها بالماء وبنغمات "الدلعونة"التي تنشدها وتتنهد.
تتخيل بأنها تسقي زهورا في بيتا الكبير في حيفا ..
تتخيل بأنها تلعب مع أمواج بحر حيفا وما رأته، تتخيل بأنها تنظر من خلال سطح بيت جدها لأمها إلى الغروب الذي يتلألأ في بحر حيفا وما رأت البحر..
دخلت منزل جدي ورميت نفسي على أريكته الأثرية وبدأت أتأمل المنزل وكأني أراه أول مرة، منزلنا الفقير يشبه أي منزل من منازل المخيم، غُرَفه الضيقة، المتلاصقة مع بعضها البعض، أشم رائحة التاريخ المحزن فيه، بناه أبو جدي وما سكنه، مات حسرة على بلده الحبيب حيفا، اختنق عندما ابتعد عن هواء حيفا، كأنه سمكة ذهبية تموت إن خرجت من البحر.
أما جدي فمات بعد زيارة من حيفا، قد زارها..بلى زارها...
ودق باب بيته الذي ترعرع فيه، صرخ بسكان المنزل الصهاينة قائلا: اخرجوا من داري، إنها داري وهذا مفتاح بيتي بيدي.
دخل عنوه، فنظر إلى بيته الواسع وسقفه العالي، نظر إلى أثاث منزله فكان هو....هو لم يتغير، إنما خرج ساكنيه، وتغيرت حروف الكتب فيه، فكانت عبريه,تحولت رموز البراويز فيه، من أهِلّه إلى نجوم خماسية، غرفته كانت مغلقة بالشمع الأحمر، حاول الدخول فمنعوه، وأحضروا الشرطة.
ثم رجعت جدتي إلى المخيم، وما رجع جدي فقد مات هناك، مات في حيفا ودفن في مقابرها.

شممت رائحة الدوالي اللذيذ، الذي تصنعه جدتي وعمتي، فأنساني تعب الطريق وتعب المشي في أزقة المخيم، فمضيت إلى مطبخنا الصغير ومددت يدي لأفتح غطاء إناء الطعام الموجود فوق موقد الطبخ، فإذا بيد تمسك بكفّي الصغير بقوة وتبعده عن الغاز.
إنها عمتي التي أخرجتني من المطبخ، وبدأت في مشوار التأنيب: هل أنت مجنون؟ كيف تقترب من الغاز؟ كم مرة حدثتك عن أخطار المطبخ؟ لماذا لم تناديني حتى أطعمك؟
ابتسمت ابتسامتي الماكرة، التي تمتص غضب عمتي وقلت "ببراءه" لقد نادتني رائحة الدوالي،(واحتضنتها) عمتي أنا متعب وجائع، ضعي لي ولو واحدة لأتذوق طعامك اللذيذ، يا أجمل وأطيب عمّه في الدنيا.
سهيلة باستياء: تتقن الضحك علي.
أخرجت طبقا من الخزانة المتهالكة ووضعت فيه بعض الوريقات، أخذتها وأنا أنفخ في الطبق، ودسستها في فمي الصغير، فقالت عمتي مفزوعة: يا باسل اصبر حتى تبرد .
قلت وأنا أمضغ وأنفخ لأطرد سخونتها: فــ ولكنها فــ لذيذة لا فـ تقاوم.
سهيلة: أعرف طعامك المفضل .
التهمت ما تبقى وأنا أنفخ وأتلوّى من حرارة الطعام
قلت ممتنا: أعلم يا عمتي الطيبة، فأنت أرق عمة في الوجود..
ثم ابتسمت بمكر وأنا أمدّ الطبق: أريد المزيد.
سهيلة: لا.. انتظر حتى يفرغ ينضج الطعام ونأكل معا.
وما أن مددت ذراعي متوسلا حتى دخل أبي وقال عاتبا: لماذا تأخرت عن المنزل؟ أمك انتظرتك طويلا؟
قلت مندهشا: أمي؟ من أمي؟ صح أمي؟
أبي بحزم:هيا إلى المنزل لتتناول غدائك.
قلت متوسلا: والدوالي الذي صنعته جدتي؟
سهيلة بحسرة: لن يأكل باسل بيننا!؟
أبي: لا... أنا وأمه ننتظره.
ثم قال لي: أين حقيبتك؟
قلت: في أريكتي المفضلة؟
حملها أبي أما أنا فصعدت وأنا أجرّ أذيال الخيبة، إلى منزلي لآكل طعام أمي، أمي التي غابت خمس سنين لتعمل في بلد الخليج"إعارة" ما زارتني فيها إلا أياما قليلة .
لم تنتهي الحكاية بعد....
فأنتظروني

==================================


__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
كم انا متشوقة لتتمت حروفك
حقا تبتدعين السرد والقصص
حقا تبتدعين السرد والقصص
__________________________________________________ __________
عدنا للتشويق.. 
مرحبا بعودة قاصتنا المبدعة

مرحبا بعودة قاصتنا المبدعة

__________________________________________________ __________
وما زلنا ننتظر بقية الحكاية
نظرت إلى الطبق الذي صنعته أمي، كان فيه الدوالي الذي أعشقه، لكن مكوّنا سريا فُقد فيه، إنه الحب وذكريات الطفولة!
لقد دُعيت عند الكثير من أصحابي، كان يؤلمني افتخارهم بطعام أمهم بأنه ألذ ما يأكلوه، وبالمقابل كانوا يغارون من الثياب الجميلة التي تبعثها أمي,
لم أكن أريد الثياب, كنت أريد "أمي" التي كانت تطل أياما قليلة خلال الخمس سنين وترحل، يختلط فرحي بالمشاكل التي تحدث أثناء وجودها.
وأعرف أمي بصورة أراها قبل النوم وبمقابل هذه الصورة كنت أرى وجه عمتي وجدتي،الذي يُشبعني حنانهم وأتذوق طعامهم وكان ألذ المكونات السحرية، طعمها يتعلّق بالطفولة والذكريات .
التهمت لقمة فوجدتها مالحة وامتنعت، وأنا لم أعتد على طعم الملح، حتى لا يرتفع ضغط جدتي وتمرض، ابتسمت أمي ابتسامة صافية وقالت:مالك يا حبيبي لم تأكل؟
ابتسمت ابتسامة مقتضبة وقلت: لم أعتد على الملح، ولا أحبه.
ضحك أبي ساخرا: اعتاد ابنك على طعام جدته بدون ملح، كنت أتشاجر معها لتضع الملح فيه، فأي نكهة بدون ملح؟
قلت غاضبا: لكني نشأت على طعام جدتي الذي لا ملح فيه، فكان طعمه في فمي ألذ من أشهى الأطعمة
وقفت لأستأذن فقال أبي بحزم: لا أكمل طبقك .
فجلست حزينا..

كانت عمّتي تنظر إلى الطبق وتقول بحزن: ألن يأكل باسل معنا؟
الجدّة: رجعت ريما لعادتها القديمة! رجعت أسماء وربما لن تري باسل لمدة شهور.
وقفت عمتي وقالت حزينة: شبعت.
رجعت غرفتها المكونة من فراش خزانه وسجادة قديمة مهترئه، وبجانب الخزانة زاوية تكومت فيها الأغطية بطريقة مرتبة، تناولت أحداها، وضعته جانبا، أحضرت "فرشة" ووضعتها بالقرب منها، تتأمل من أن ينزل باسل إلى بيت جده وينام بالقرب منها كعادته
لكن خيالها طاف وابتعد إلى الحبيب الذي استشهد في نابلس، واختلطت الذكريات مع قطرات الدموع تنزف من حرقة القلب..
تذكرت...حينما تشابكت الأيدي في غرفة المعيشة، لم تكن تعرف كيف تضع المساحيق المجمّلة، لكن حمرة وجنتيها كانت أجمل وأصدق من أي تزيين تضيفه، شغفها لنابلس ولتعيش هناك كان كافيا لتنسى الخجل ولتمطره بالأسئلة عن نابلس عن هواء نابلس، عن أصالتها وأرضها، وحلوياتها.
وكان يجيب وخياله يطير إلى هناك، بأنفاس حب ونبضات قلب مشتاقة للقصر الذي في بستان.
يقول: عن أي مدينة تسألين يا سهيلة؟ عن مدينة صنعت التاريخ
هل أخبرك عن الشعراء الذين زاروا حبيبتي نابلس ووقعوا في غرامها
هل أخبرك عن هوائها النقي وقد حمل أجمل النسمات فجعل شجرها يعانق بعضه ويرسم أجمل الألحان..
أم عن أهلها الموجودون والذين مضوا وقد رسموا خطوط المجد بأناملهم وسواعدهم
فكانت تشعر بسعادة غامرة فهي ستزوج من تحب وتعيش في المكان الذي تحب.
وقبل الزفاف بأسابيع حدثت الانتفاضة ودخل شارون المسجد الأقصى واشتعلت فلسطين بأعراس الشهداء ووقف بطل جبل النار يحمل حزامه الناسف، ويحمل حبه لفلسطين ولعروسه الجميلة ..
وأحرقهم في جبل النار فكانت نار تحرق أجسادهم وقلوبهم..

نزلت ورأيت دموع عمّتي فمسحتها وقلت باسما: ألن تقومي يا عمتي وتطعميني أم أذهب إلى المطبخ وأحرق أصابعي.
قفزت عمتي واحتضنتني كأنها لم ترني منذ دهر وقالت: طبعا يا حبيبي.