عنوان الموضوع : مقــــال أعجبني.... - فيض القم
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
كم نحن بحاجة للبحث والتنقيب ومن ثم الإنتقاء لبعض المقالات الجميلة
ومااخترتيه ياغالية راقي جداً
لي عودة ان وجدت مقالاً جميلاً
سلمتي باسمتي على الموضوع القيم
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
خطاب الرحمة أيها الناس.....
. عائض القرني.........
بعد زيارة أربعين دولة عرفتُ سرَّ قول الباري {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، هكذا بلفظ رحمة ومدلولها؛ لأن أي خطاب غير خطاب الرحمة ومنهج الرحمة وأسلوب الرحمة فإن مصيره الفشل لا محالة؛ ولهذا تُعاد الرحمة بأسلوب تعامله صلى الله عليه وسلم مع الناس؛ فيقول له ربه {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}؛ بالرحمة وحدها تستطيع أن تدخل قلوب الناس، وأن تنفذ إلى أرواحهم مباشرة، وأن تصحِّح أفكارهم.. بالرحمة وحدها يذعن لك المخالِف، ويتوب العاصي، ويعتذر المخطئ، ويُقبل المعارض، ويلين القاسي، ويسكن المغضب، وينتهي الخلاف.. بالرحمة وحدها يُكتَب لدعوتك القبول، ولمشروعك النجاح، ولقولك الاستماع، ولشخصك الاحترام.. فالرحماء شهداء على الأمة، عدول في التبليغ، صادقون في القول، محبوبون في الناس؛ ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن". قلبٌ بلا رحمة قِطْعة من حجر، روحٌ بلا رحمة صحراء قاحلة، لسان بلا رحمة سوطٌ من عذاب، موعظةٌ بلا رحمة إعلان حرب، منهج بلا رحمة سرداب مظلم..
أيها العلماء والدعاة والمفكرون والأساتذة والأدباء والكتَّاب والتّجار.. الرحمة الرحمة، وسوف تجنون ثمارها اليانعة ثواباً من الله ودعاءً من عباده وثناءً حسناً في الدنيا وجنَّة عرضها السماوات والأرض وتاريخاً مجيداً من النجاح الباهر.
والذي يدخل الحياة بلا رحمة فلا حظَّ له بالتوفيق، ولا نصيب له في النجاح، ولا سهم له في القبول، كما قال صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم لا يُرحم"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء". ومن أعظم الأدعية قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
إن القاسي والجافي والفظَّ الغليظ والطعَّان واللعَّان والفاحش البذيء لا يكون وليًّا لله ولا نصيراً لدينه ولا داعيةً لسبيله ولا مفتاحاً من مفاتيح الخير ولا أباً مربياً ولا أستاذاً ناجحاً ولا طبيباً ماهراً ولا كاتباً لامعاً؛ لأن هؤلاء باختصار "أشقياء"، والشقي محروم من الرحمة، مخذول من الله، مرفوض من الناس، منبوذ من المجتمع، ممقوت من القلوب، منسي من التاريخ. إن الأشقياء جنود للشيطان وحزب للباطل؛ لأنهم حُرموا رحمة الله. وإنني لأستنكر وأرفض قول المتنبي:
وَمَن عَرَفَ الأَيّامَ مَعرِفَتي بِها *** وَبِالناسِ رَوّى رُمحَهُ غَيرَ راحِمِ
فَلَيسَ بِمَرحومٍ إِذا ظَفِروا بِهِ *** وَلا في القضا الجاري عَلَيهِم بِآثِمِ
بل من عرف الأيام معرفتي بها فتح قلبه للناس، وألان لهم القول، وخفَّض لهم الجناح، وبسط لهم وجهه.. حينها يزرع محبته في قلوبهم، وينال دعاءهم وثناءهم، وفوق ذلك رحمة أرحم الراحمين.
إننا في هذا العصر أكثر مما سواه بحاجة ماسة إلى خطاب الرحمة حتى مع غير المسلمين؛ لأنه زمن غربة للدين، وقِلَّة في العلماء العاملين، مع كثرة المغريات والشواغل والفتن؛ فحقٌ على من عنده بصيص من نور أو أثارة من عِلْم أو بقية من خير أن يقدِّم خطاب التسامح ومنهج الرحمة؛ ليكون سبباً مباركاً في عودة الناس إلى ربهم، وحبلاً مبسوطاً بين الخلق والخالق، وطوق نجاة للهالكين، كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانة، وما نُزع من شيء إلا شانه".
آن لمدرسة الشّتم والسّب والتجريح أن تُغلق إلى الأبد، وآن لجامعة الرحمة والتسامح والرفق أن تُفتح إلى الأبد.
إن من كتب من علماء الإسلام ودعاته تجاربهم في مذاكرات خرجوا بخلاصة أن النجاح مع الرحمة، والقبول مع الرحمة، والفوز مع الرحمة.. وإن سفينة النجاة لا تُركب إلا بالرحمة؛ فاركب معنا في سفينة الرحمة وقائدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشعارها: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
مقدم من طرف منتديات أميرات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أخواتي في الفيض كثيراً ما ينتاب البعض منا أمنية وهو يكتب والقلم في يده ويلامس مشاعره ...
نعم يتمنى لو أنه أديب وكاتب وشاعر ليجد نفسه يكتب بكل رقي وبثقافة عاليه ...
كم هي المواضيع التي أقرأها وأتمنى لو أنها بقلمي حينها تخرج زفرة أو آهات يعلم الله وحده مصدرها ...
قد تمر بنا مقالات وأبيات شعرية نسطرها في قصاصات نحتفظ بها لمجرد روووعة القلم التي سطرت بها ...
فحينها أدعوا للكاتب أو الكاتبة بدعوة صادقة بالتوفيق والتقدم ...
من هنا أجد أن كلاً منا قد مر عليه مقال كان هادف وأعجب به ...
في هذه الصفحات من فيضنا الغالي أتمنى نقل وإنتقاء أفضل مقال مررتم به وكان له أثر وفائدة وبصمة في ذاتك....
جزيتم خيراً .....
مقال أعجبني :
هل جرَّبتَ الحُبَّ؟ إبراهيم المعطش
حينما تنطلق حركات المرء من الحب، وتصب تصرفاته وسلوكياته في محيط الحب، يكون للحياة طعمٌ آخر، ونكهة خاصة، ونتائج مختلفة،ولون جميل، ومناخ منعش، وتكون الحياة واحة من الحنان، تكسوها السعادة، ويحفها الهناء، وتؤطرها السكينة والطمأنينة والأمان، وتسود الثقة أفراد الأسرة والمجتمع.
هل جربتَ أن تكون أفعالك مدفوعة بمشاعر حب صادقة تجاه مَنْ تتعامل معهم؟ لو جربت ذلك لوجدتَ للحياة جانباً مضيئاً، ربما كان خافياً على الكثيرين، ولاكتشفتَ لها مذاقاً فريداً وروحاً جديدة تسري في محيطك الصغير.
هل جربتَ أن تعامِل الجميع بروح الحب الصادق؟ حتى لو كنت تجني من البعض الإساءة وعدم التقدير؟ لو فعلتَ ذلك لاكتشفت الجوانب الإيجابية التي تكمن بين جوانحك، ولاكتشفتَ أنك تعطي دروساً قيّمة للآخرين، ربما يتعلمون منها حروف لغة الحب، ويتحدثون بها فيما بعد.
هل حاولتَ أن تحب أبناءك باللغة ذاته، بعيداً عن غريزة الأبوة الكامنة بداخلك؟ أي بتعامل رفيع محفوف بكل معاني الحب.. لو فعلت ذلك لوجدت نفسك تغرس فيهم هذه القيمة التي سوف تترعرع معهم حتى يكبروا، ثم يبثونها فيمن حولهم، وتكون بذلك قد غرست شجرة من الحب، أصلها ثابت وفرعها في السماء،وستنمو تبعاً لذلك غابة من أشجار الحب المتشابكة التي تصنع أرضية خصبة لثقافة الحب.
أما إذا جعلتَ تعاملك مع مَنْ حولك بمفردات الحب الجميلة السلسة، حتى العمال الذين يخدمونك، فستجد نفسك تصنع نفوساً طيبة،وتحارب ثقافة الكراهية، وتجسِّد لغة أصيلة رائعة، الكل يحب التحدث بها؛ لأنها لغة تدثرها الثقة، ويكسوها الأمان والراحة النفسية.
لماذا يظن البعض أو يعتقدون أن الحب عيب؟مع أنه أجمل سلوك في الحياة، وخصوصاً أنه مرتبط بالسُّنة النبوية المطهَّرة - على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم -، وهي من وحي القرآن الكريم؛ حيث يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وهنا تبرز القيمة الحقيقية للحب في مقامات الإيمان، حينما ربط الإيمان بحبك لأخيك ما تحب لنفسك؛ فإن كنا نحب المال والبنين والراحة والصحة والأمان فالإيمان الحقيقي يحتم علينا أن نحب كل ذلك لإخواننا.
إذن، جرِّب أن تكون رؤيتك للحياة بمنظار الحب الصادق، وأن تنظر لكل الأمور بعين المحبة؛ حيث تكون دواخلك زاخرة بالحب، ورئتاك تتنفس حُبًّا، وقلبك ينبض حُبًّا؛ فستجد محيطك يعبق بأريج الحب، وتكون نتائج ذلك مبهرة وفي وقت وجيز؛ لأن مَنْ يزرع الحب لا بد أن يجني ثمار الحب يانعة هنيئة، يفوح شذاها في كل مكان.
................................
شكراً لأقلام الفيض وإنتقائها لما فيه الخير
أخواتي في الفيض كثيراً ما ينتاب البعض منا أمنية وهو يكتب والقلم في يده ويلامس مشاعره ...
نعم يتمنى لو أنه أديب وكاتب وشاعر ليجد نفسه يكتب بكل رقي وبثقافة عاليه ...
كم هي المواضيع التي أقرأها وأتمنى لو أنها بقلمي حينها تخرج زفرة أو آهات يعلم الله وحده مصدرها ...
قد تمر بنا مقالات وأبيات شعرية نسطرها في قصاصات نحتفظ بها لمجرد روووعة القلم التي سطرت بها ...
فحينها أدعوا للكاتب أو الكاتبة بدعوة صادقة بالتوفيق والتقدم ...
من هنا أجد أن كلاً منا قد مر عليه مقال كان هادف وأعجب به ...
في هذه الصفحات من فيضنا الغالي أتمنى نقل وإنتقاء أفضل مقال مررتم به وكان له أثر وفائدة وبصمة في ذاتك....
جزيتم خيراً .....
مقال أعجبني :
هل جرَّبتَ الحُبَّ؟ إبراهيم المعطش
حينما تنطلق حركات المرء من الحب، وتصب تصرفاته وسلوكياته في محيط الحب، يكون للحياة طعمٌ آخر، ونكهة خاصة، ونتائج مختلفة،ولون جميل، ومناخ منعش، وتكون الحياة واحة من الحنان، تكسوها السعادة، ويحفها الهناء، وتؤطرها السكينة والطمأنينة والأمان، وتسود الثقة أفراد الأسرة والمجتمع.
هل جربتَ أن تكون أفعالك مدفوعة بمشاعر حب صادقة تجاه مَنْ تتعامل معهم؟ لو جربت ذلك لوجدتَ للحياة جانباً مضيئاً، ربما كان خافياً على الكثيرين، ولاكتشفتَ لها مذاقاً فريداً وروحاً جديدة تسري في محيطك الصغير.
هل جربتَ أن تعامِل الجميع بروح الحب الصادق؟ حتى لو كنت تجني من البعض الإساءة وعدم التقدير؟ لو فعلتَ ذلك لاكتشفت الجوانب الإيجابية التي تكمن بين جوانحك، ولاكتشفتَ أنك تعطي دروساً قيّمة للآخرين، ربما يتعلمون منها حروف لغة الحب، ويتحدثون بها فيما بعد.
هل حاولتَ أن تحب أبناءك باللغة ذاته، بعيداً عن غريزة الأبوة الكامنة بداخلك؟ أي بتعامل رفيع محفوف بكل معاني الحب.. لو فعلت ذلك لوجدت نفسك تغرس فيهم هذه القيمة التي سوف تترعرع معهم حتى يكبروا، ثم يبثونها فيمن حولهم، وتكون بذلك قد غرست شجرة من الحب، أصلها ثابت وفرعها في السماء،وستنمو تبعاً لذلك غابة من أشجار الحب المتشابكة التي تصنع أرضية خصبة لثقافة الحب.
أما إذا جعلتَ تعاملك مع مَنْ حولك بمفردات الحب الجميلة السلسة، حتى العمال الذين يخدمونك، فستجد نفسك تصنع نفوساً طيبة،وتحارب ثقافة الكراهية، وتجسِّد لغة أصيلة رائعة، الكل يحب التحدث بها؛ لأنها لغة تدثرها الثقة، ويكسوها الأمان والراحة النفسية.
لماذا يظن البعض أو يعتقدون أن الحب عيب؟مع أنه أجمل سلوك في الحياة، وخصوصاً أنه مرتبط بالسُّنة النبوية المطهَّرة - على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم -، وهي من وحي القرآن الكريم؛ حيث يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وهنا تبرز القيمة الحقيقية للحب في مقامات الإيمان، حينما ربط الإيمان بحبك لأخيك ما تحب لنفسك؛ فإن كنا نحب المال والبنين والراحة والصحة والأمان فالإيمان الحقيقي يحتم علينا أن نحب كل ذلك لإخواننا.
إذن، جرِّب أن تكون رؤيتك للحياة بمنظار الحب الصادق، وأن تنظر لكل الأمور بعين المحبة؛ حيث تكون دواخلك زاخرة بالحب، ورئتاك تتنفس حُبًّا، وقلبك ينبض حُبًّا؛ فستجد محيطك يعبق بأريج الحب، وتكون نتائج ذلك مبهرة وفي وقت وجيز؛ لأن مَنْ يزرع الحب لا بد أن يجني ثمار الحب يانعة هنيئة، يفوح شذاها في كل مكان.
................................
شكراً لأقلام الفيض وإنتقائها لما فيه الخير
==================================
كم نحن بحاجة للبحث والتنقيب ومن ثم الإنتقاء لبعض المقالات الجميلة
ومااخترتيه ياغالية راقي جداً
لي عودة ان وجدت مقالاً جميلاً
سلمتي باسمتي على الموضوع القيم
__________________________________________________ __________
رائع ما اخترت
ورائع ما عرضته من فكرة
لي عودة إن سمح الوقت
فكم من مقالات وكم من قراءات عبرت عما بداخلنا
بوركتِ بسمتي الباسمة
ورائع ما عرضته من فكرة
لي عودة إن سمح الوقت
فكم من مقالات وكم من قراءات عبرت عما بداخلنا
بوركتِ بسمتي الباسمة
__________________________________________________ __________
مقـــــــال أعجبني
أيهاالإنسان.. تفاءل
. عائض القرني
إذا استسلمتَ لليأس، وشعرتَ بالإحباط، واعتقدتَ أنها نهايتك، وأنه لا مخرج لك من الأزمة ولا فرج لك من الشّدة، فقد كتبتَ شهادة وفاتك بيدك، وحكمت على نفسك بالإعدام، وخالفت نصوص الوحي وقانون الحياة؛ كيف يخاف طفل لديه أب، وأعظم منه عبدٌ لديه ربٌّ؟! أكتب هذه المقالة وقبل دقائق يبلغني خبر انتحار شاب في بلادنا، ألقى بنفسه من أعلى جسر.
ولقد لقيتُ شباباً عندنا أخبروني بأنهم يفكِّرون في الانتحار أحياناً! يا سبحان الله، أنسيتم أنا لنا ربًّا رحيماً حليماً غفوراً، تكفّل بنا، وأمرنا بأن نتوكل عليه، وأن نفوِّض الأمر إليه، وأن نرضى بحكمه، وأن نصبر على قضائه وقدره.. يا سبحان الله، هل انتهت الحياة لمجرد أزمة أو مصيبة، والله يقول {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}. لقد كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يحب الفأل، ويكره التشاؤم، ودائماً وهو في قمة المعاناة وفي ذروة الأزمة يبشِّر أصحابه بالفتح والنصر والفرج والتمكين والمستقبل المشرق.
لقد حُوصر - صلى الله عليه وسلم - في مكة أشدّ الحصار، ورُمي هو وأصحابه بالأحجار، وأكلوا ورق الشجر من الجوع، فلما أتوه الصحابة يشكون الكرب قال لهم: "والله ليتمن الله هذا الأمر". ويُحاصَر - صلى الله عليه وسلم - في الخندق من الأحزاب، وتتكالب عليه الدنيا، وتضيق الأرض بما رحبت بالصحابة، وتبلغ القلوب الحناجر من شدّة الكرب، ويربط - صلى الله عليه وسلم - حجرَيْن على بطنه من الجوع، ويأتي يحفر الخندق، ثم يقول وكلّه أمل وثقة بربه وتوكل على مولاه تعالى: "أُريت قصور كسرى وقيصر، وسوف يفتحها الله عليّ".
أيها المؤمنون، ارفعوا أبصاركم إلى آفاق الله الواسعة؛ فأنوار فَجْر الفرج قادمة، وغيث الرحمة وشيك، كيف تحزن وأنت تسجد كل يوم عشرات المرات لرب الأرض والسموات؟ كيف تهتم والحيّة العمياء في الجحر المظلم تكفَّل الله برزقها؟ كيف تغتم والنملة الحسيرة الكسيرة قد ضَمن الله قوتها ودبَّر أمرها؟ كيف تحزن والدود في الطّين يثق برعاية رب العالمين؟ كيف تقلق والطائر الصغير الضعيف يغدو طاوي البطن ويعود إلى عشّه شبعان ريّان؟ سيجعل الله بعد عسر يُسراً، حتى الباب المغلق المصمك الذي بلا قفل ولا مفتاح سيفتحه الله، فكيف بباب إنما وُضع ليُفتح بقدرة الفتّاح العليم.
احذر أن تعتقد أنه لا حلّ لأزمتك، وأنك قد فشلت في الحياة، وأنك قد رسبت في مسيرتك، حتى لو أخفقت في الدراسة فيمكن أن الله قدّر لك باباً آخر أعظم وأرفع كما حصل لكثير من العباقرة الذين فشلوا في الدراسة المنهجية، وحتى لو حُرمت الوظيفة فعسى أن ربّك كتب لك طريقاً آخر لطلب رزق أعظم بركة من طريق الوظيفة كما حصل لكثيرٍ من الأثرياء، وحتى لو أُصبت بمرض عضال فيمكن أن سرّ البركة والنجاح والثواب والعاقبة الحميدة لهذا المرض.. {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً}.
احذر أن يستولي عليك الإحباط فتصبح صفراً في الحياة، لا وزن لك ولا قيمة. اصبر، وقاوم، وتحمّل، واستمر والله معك، والضربة التي لا تميتك تقوّيك، والعثرة التي تسقطك أحياناً تنعشك أزماناً، والحياة كالسوق، خسارة وربح، وبيع وشراء، وغبن وفائدة، وحلو ومرّ، والحياة تسلّم قيادها للشجعان الصابرين الأقوياء، والله يحب المؤمن القوي الصابر المثابر المجتهد المحتسب، وما جلس على النجوم مَنْ جلس إلا لأنهم صبروا على الجراح والكفاح، وتلقّوا الضربات، وذاقوا الويلات، وخاضوا الأزمات، ثم خرجوا سالمين كما قال تعالى {فانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}.
. عائض القرني
إذا استسلمتَ لليأس، وشعرتَ بالإحباط، واعتقدتَ أنها نهايتك، وأنه لا مخرج لك من الأزمة ولا فرج لك من الشّدة، فقد كتبتَ شهادة وفاتك بيدك، وحكمت على نفسك بالإعدام، وخالفت نصوص الوحي وقانون الحياة؛ كيف يخاف طفل لديه أب، وأعظم منه عبدٌ لديه ربٌّ؟! أكتب هذه المقالة وقبل دقائق يبلغني خبر انتحار شاب في بلادنا، ألقى بنفسه من أعلى جسر.
ولقد لقيتُ شباباً عندنا أخبروني بأنهم يفكِّرون في الانتحار أحياناً! يا سبحان الله، أنسيتم أنا لنا ربًّا رحيماً حليماً غفوراً، تكفّل بنا، وأمرنا بأن نتوكل عليه، وأن نفوِّض الأمر إليه، وأن نرضى بحكمه، وأن نصبر على قضائه وقدره.. يا سبحان الله، هل انتهت الحياة لمجرد أزمة أو مصيبة، والله يقول {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}. لقد كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يحب الفأل، ويكره التشاؤم، ودائماً وهو في قمة المعاناة وفي ذروة الأزمة يبشِّر أصحابه بالفتح والنصر والفرج والتمكين والمستقبل المشرق.
لقد حُوصر - صلى الله عليه وسلم - في مكة أشدّ الحصار، ورُمي هو وأصحابه بالأحجار، وأكلوا ورق الشجر من الجوع، فلما أتوه الصحابة يشكون الكرب قال لهم: "والله ليتمن الله هذا الأمر". ويُحاصَر - صلى الله عليه وسلم - في الخندق من الأحزاب، وتتكالب عليه الدنيا، وتضيق الأرض بما رحبت بالصحابة، وتبلغ القلوب الحناجر من شدّة الكرب، ويربط - صلى الله عليه وسلم - حجرَيْن على بطنه من الجوع، ويأتي يحفر الخندق، ثم يقول وكلّه أمل وثقة بربه وتوكل على مولاه تعالى: "أُريت قصور كسرى وقيصر، وسوف يفتحها الله عليّ".
أيها المؤمنون، ارفعوا أبصاركم إلى آفاق الله الواسعة؛ فأنوار فَجْر الفرج قادمة، وغيث الرحمة وشيك، كيف تحزن وأنت تسجد كل يوم عشرات المرات لرب الأرض والسموات؟ كيف تهتم والحيّة العمياء في الجحر المظلم تكفَّل الله برزقها؟ كيف تغتم والنملة الحسيرة الكسيرة قد ضَمن الله قوتها ودبَّر أمرها؟ كيف تحزن والدود في الطّين يثق برعاية رب العالمين؟ كيف تقلق والطائر الصغير الضعيف يغدو طاوي البطن ويعود إلى عشّه شبعان ريّان؟ سيجعل الله بعد عسر يُسراً، حتى الباب المغلق المصمك الذي بلا قفل ولا مفتاح سيفتحه الله، فكيف بباب إنما وُضع ليُفتح بقدرة الفتّاح العليم.
احذر أن تعتقد أنه لا حلّ لأزمتك، وأنك قد فشلت في الحياة، وأنك قد رسبت في مسيرتك، حتى لو أخفقت في الدراسة فيمكن أن الله قدّر لك باباً آخر أعظم وأرفع كما حصل لكثير من العباقرة الذين فشلوا في الدراسة المنهجية، وحتى لو حُرمت الوظيفة فعسى أن ربّك كتب لك طريقاً آخر لطلب رزق أعظم بركة من طريق الوظيفة كما حصل لكثيرٍ من الأثرياء، وحتى لو أُصبت بمرض عضال فيمكن أن سرّ البركة والنجاح والثواب والعاقبة الحميدة لهذا المرض.. {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً}.
احذر أن يستولي عليك الإحباط فتصبح صفراً في الحياة، لا وزن لك ولا قيمة. اصبر، وقاوم، وتحمّل، واستمر والله معك، والضربة التي لا تميتك تقوّيك، والعثرة التي تسقطك أحياناً تنعشك أزماناً، والحياة كالسوق، خسارة وربح، وبيع وشراء، وغبن وفائدة، وحلو ومرّ، والحياة تسلّم قيادها للشجعان الصابرين الأقوياء، والله يحب المؤمن القوي الصابر المثابر المجتهد المحتسب، وما جلس على النجوم مَنْ جلس إلا لأنهم صبروا على الجراح والكفاح، وتلقّوا الضربات، وذاقوا الويلات، وخاضوا الأزمات، ثم خرجوا سالمين كما قال تعالى {فانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}.
__________________________________________________ __________
الله يعطيك العافية
__________________________________________________ __________
مقال رائع....
كلام في البحر.....
بقلم .....تركي بني خالد
من أين لك كل هذه الروعة.. أنت أيها البحر.... يا من تأتي بكل الهدوء و الراحة.. و يا من لديك كل القسوة حين تغضب.. أمام شاطئك.. يقف المرء متأملاً هذا الكم الهائل من الماء.. باحترام ووجل.. لهذا العالم المجهول الغريب.
أمام البحر.. الرؤية من نوع آخر... تستطيع أن تستحضر كل لحظات السعادة و الحزن في آن معاً.. ما هي حياتنا غير تلك الأصداف الملقاة على الشاطئ الذهبي.. يتراجع الماء في مد و جزر.. و تبقى الأصداف على الرمل.. بانتظار الأطفال لجمعها.. و تغيب الشمس خلف الماء.. تاركة لأشعتها أن ترسم لوحة جميلة.. و يبقى الدفء على الأرض..
ما ورائك أيها البحر الجليل.. و لماذا تتسابق أمواجك للانتحار على صخور الشاطئ في ماراثون أزلي.. في لونك عيون النساء الجميلات.. تعكس صفاء السماء.. و على رمال شاطئك الذهبية ملتقى العشاق الحالمين بعالم هادئ.. و ملجأ الهاربين من صخب الحياة..
أحبك أيها البحر.. بقدر خوفي منك.. أود تقبيل وجنتيك.. و لكني أخشى غضب أمواجك.. و أخاف مفاجآتك.. فأكتفي بتنسم هوائك العليل.. و تأمل زرقة وجهك.. ليتني أستطيع أن أثق بك أيها البحر.. فأنا أخاف غدرك..
بحر مترامي الأطراف.. آية من الجمال.. أيها الصديق العزيز.. يا حافظ الأسرار.. يا صاحب الأسرار.. يتدلى القمر من فوقك.. و تتحرك السفن ببطء.. أيها البحر.. يا امرأة تتعاطى السحر.. و تعشق الجمال.. لا تغير مزاجك.. فأنا و أنت أصدقاء.. و أنت أيتها الغيوم.. أتوسل إليك.. أن لا تحجبي ضياء القمر.. و أنت أيتها الرياح.. رفقاً بالكائنات..
من يستطيع تفسير غموضك أيها البحر الواسع.. أنت و الجمال توأمان.. الجمال من فوقك.. و الجمال في أعماقك.. و الجمال في وجهك..
النوارس تغني شكراً للسماء.. و الصخور تنحني إجلالاً لإطلالتك... و غروب الشمس.. خيوط غزل ذهبية تطرز ثياب الأفق.. على شاطئك مساحة للأحلام.. و حرية للتفكير.. يتلاشى القلق و تنتعش الروح.. فتخاطب المحبوب و تدعوه إلى لقاء.. المدينة و أضوائها من الخلف.. و شوق لوداع الصخب...
فيك أيها البحر الكبير.. زرقة السماء.. و مكان للحرية.. تغلف الكوكب الأرضي بمياهك.. و تطهر الأشياء من درن الاتساخ.. زرقة وجهك.. و هدوء.. و صمت.. في محياك.. احتاج إلى حضنك أيها البحر.. أحتاج إلى أمواجك البيضاء تعانق صخور الشاطئ..
في أعماقك الدر كامن.. ألوان كغير ألوان الأرض.. و المخلوقات من كل صنف.. في كر و فر.. و شعاب و مرجان..
كلام في البحر.....
بقلم .....تركي بني خالد
من أين لك كل هذه الروعة.. أنت أيها البحر.... يا من تأتي بكل الهدوء و الراحة.. و يا من لديك كل القسوة حين تغضب.. أمام شاطئك.. يقف المرء متأملاً هذا الكم الهائل من الماء.. باحترام ووجل.. لهذا العالم المجهول الغريب.
أمام البحر.. الرؤية من نوع آخر... تستطيع أن تستحضر كل لحظات السعادة و الحزن في آن معاً.. ما هي حياتنا غير تلك الأصداف الملقاة على الشاطئ الذهبي.. يتراجع الماء في مد و جزر.. و تبقى الأصداف على الرمل.. بانتظار الأطفال لجمعها.. و تغيب الشمس خلف الماء.. تاركة لأشعتها أن ترسم لوحة جميلة.. و يبقى الدفء على الأرض..
ما ورائك أيها البحر الجليل.. و لماذا تتسابق أمواجك للانتحار على صخور الشاطئ في ماراثون أزلي.. في لونك عيون النساء الجميلات.. تعكس صفاء السماء.. و على رمال شاطئك الذهبية ملتقى العشاق الحالمين بعالم هادئ.. و ملجأ الهاربين من صخب الحياة..
أحبك أيها البحر.. بقدر خوفي منك.. أود تقبيل وجنتيك.. و لكني أخشى غضب أمواجك.. و أخاف مفاجآتك.. فأكتفي بتنسم هوائك العليل.. و تأمل زرقة وجهك.. ليتني أستطيع أن أثق بك أيها البحر.. فأنا أخاف غدرك..
بحر مترامي الأطراف.. آية من الجمال.. أيها الصديق العزيز.. يا حافظ الأسرار.. يا صاحب الأسرار.. يتدلى القمر من فوقك.. و تتحرك السفن ببطء.. أيها البحر.. يا امرأة تتعاطى السحر.. و تعشق الجمال.. لا تغير مزاجك.. فأنا و أنت أصدقاء.. و أنت أيتها الغيوم.. أتوسل إليك.. أن لا تحجبي ضياء القمر.. و أنت أيتها الرياح.. رفقاً بالكائنات..
من يستطيع تفسير غموضك أيها البحر الواسع.. أنت و الجمال توأمان.. الجمال من فوقك.. و الجمال في أعماقك.. و الجمال في وجهك..
النوارس تغني شكراً للسماء.. و الصخور تنحني إجلالاً لإطلالتك... و غروب الشمس.. خيوط غزل ذهبية تطرز ثياب الأفق.. على شاطئك مساحة للأحلام.. و حرية للتفكير.. يتلاشى القلق و تنتعش الروح.. فتخاطب المحبوب و تدعوه إلى لقاء.. المدينة و أضوائها من الخلف.. و شوق لوداع الصخب...
فيك أيها البحر الكبير.. زرقة السماء.. و مكان للحرية.. تغلف الكوكب الأرضي بمياهك.. و تطهر الأشياء من درن الاتساخ.. زرقة وجهك.. و هدوء.. و صمت.. في محياك.. احتاج إلى حضنك أيها البحر.. أحتاج إلى أمواجك البيضاء تعانق صخور الشاطئ..
في أعماقك الدر كامن.. ألوان كغير ألوان الأرض.. و المخلوقات من كل صنف.. في كر و فر.. و شعاب و مرجان..
خطاب الرحمة أيها الناس.....
. عائض القرني.........
بعد زيارة أربعين دولة عرفتُ سرَّ قول الباري {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، هكذا بلفظ رحمة ومدلولها؛ لأن أي خطاب غير خطاب الرحمة ومنهج الرحمة وأسلوب الرحمة فإن مصيره الفشل لا محالة؛ ولهذا تُعاد الرحمة بأسلوب تعامله صلى الله عليه وسلم مع الناس؛ فيقول له ربه {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}؛ بالرحمة وحدها تستطيع أن تدخل قلوب الناس، وأن تنفذ إلى أرواحهم مباشرة، وأن تصحِّح أفكارهم.. بالرحمة وحدها يذعن لك المخالِف، ويتوب العاصي، ويعتذر المخطئ، ويُقبل المعارض، ويلين القاسي، ويسكن المغضب، وينتهي الخلاف.. بالرحمة وحدها يُكتَب لدعوتك القبول، ولمشروعك النجاح، ولقولك الاستماع، ولشخصك الاحترام.. فالرحماء شهداء على الأمة، عدول في التبليغ، صادقون في القول، محبوبون في الناس؛ ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن". قلبٌ بلا رحمة قِطْعة من حجر، روحٌ بلا رحمة صحراء قاحلة، لسان بلا رحمة سوطٌ من عذاب، موعظةٌ بلا رحمة إعلان حرب، منهج بلا رحمة سرداب مظلم..
أيها العلماء والدعاة والمفكرون والأساتذة والأدباء والكتَّاب والتّجار.. الرحمة الرحمة، وسوف تجنون ثمارها اليانعة ثواباً من الله ودعاءً من عباده وثناءً حسناً في الدنيا وجنَّة عرضها السماوات والأرض وتاريخاً مجيداً من النجاح الباهر.
والذي يدخل الحياة بلا رحمة فلا حظَّ له بالتوفيق، ولا نصيب له في النجاح، ولا سهم له في القبول، كما قال صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم لا يُرحم"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء". ومن أعظم الأدعية قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
إن القاسي والجافي والفظَّ الغليظ والطعَّان واللعَّان والفاحش البذيء لا يكون وليًّا لله ولا نصيراً لدينه ولا داعيةً لسبيله ولا مفتاحاً من مفاتيح الخير ولا أباً مربياً ولا أستاذاً ناجحاً ولا طبيباً ماهراً ولا كاتباً لامعاً؛ لأن هؤلاء باختصار "أشقياء"، والشقي محروم من الرحمة، مخذول من الله، مرفوض من الناس، منبوذ من المجتمع، ممقوت من القلوب، منسي من التاريخ. إن الأشقياء جنود للشيطان وحزب للباطل؛ لأنهم حُرموا رحمة الله. وإنني لأستنكر وأرفض قول المتنبي:
وَمَن عَرَفَ الأَيّامَ مَعرِفَتي بِها *** وَبِالناسِ رَوّى رُمحَهُ غَيرَ راحِمِ
فَلَيسَ بِمَرحومٍ إِذا ظَفِروا بِهِ *** وَلا في القضا الجاري عَلَيهِم بِآثِمِ
بل من عرف الأيام معرفتي بها فتح قلبه للناس، وألان لهم القول، وخفَّض لهم الجناح، وبسط لهم وجهه.. حينها يزرع محبته في قلوبهم، وينال دعاءهم وثناءهم، وفوق ذلك رحمة أرحم الراحمين.
إننا في هذا العصر أكثر مما سواه بحاجة ماسة إلى خطاب الرحمة حتى مع غير المسلمين؛ لأنه زمن غربة للدين، وقِلَّة في العلماء العاملين، مع كثرة المغريات والشواغل والفتن؛ فحقٌ على من عنده بصيص من نور أو أثارة من عِلْم أو بقية من خير أن يقدِّم خطاب التسامح ومنهج الرحمة؛ ليكون سبباً مباركاً في عودة الناس إلى ربهم، وحبلاً مبسوطاً بين الخلق والخالق، وطوق نجاة للهالكين، كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانة، وما نُزع من شيء إلا شانه".
آن لمدرسة الشّتم والسّب والتجريح أن تُغلق إلى الأبد، وآن لجامعة الرحمة والتسامح والرفق أن تُفتح إلى الأبد.
إن من كتب من علماء الإسلام ودعاته تجاربهم في مذاكرات خرجوا بخلاصة أن النجاح مع الرحمة، والقبول مع الرحمة، والفوز مع الرحمة.. وإن سفينة النجاة لا تُركب إلا بالرحمة؛ فاركب معنا في سفينة الرحمة وقائدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشعارها: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.