إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

||.. حِـكَــايَـةُ ظَـالِـمٍ ..|| - رائعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ||.. حِـكَــايَـةُ ظَـالِـمٍ ..|| - رائعة

    عنوان الموضوع : ||.. حِـكَــايَـةُ ظَـالِـمٍ ..|| - رائعة
    مقدم من طرف منتديات أميرات



    ||.. حِكَايَـةُ ظَـالِـمٍ ..||
    []

    رأيتُ الناسَ في هَمٍّ كبير

    فكَّروا طويلاً حتى سَئِموا التفكير

    حتَّى الصغيرُ ما عادَ صغيرًا

    حمل الهَمَّ قبل بلوغِه

    ونَسِىَ أنَّه طِفلٌ مِن حَقِّهِ اللعبُ والتَّمتُّعُ بالحياة

    جَهْلٌ و فقر .. فسادٌ و ظُلم .. سُوءُ مُعاملَةٍ و بطالة

    و كأنَّهم يعيشونَ في غابةٍ ؛ البقاءُ فيها للأقوَى ، و الحياةُ فيها للأغنَى

    و كأنَّهم حيواناتٍ ليس لهم أدنى حقوق

    بل كأنَّهم جَمادات

    و هُم يرفعون أَكُفَّهُم إلى السماء ... و يُكثِرونَ الدُّعاء

    و حولهم أُناسٌ لا يخافون الله ، ولا يُراعون حُرمة

    جَهروا بالمعاصي ، و صار هَمّهم المناصب و الكَراسي

    زِنا و فُجور ، و رشاوي و خُمور ، و أكلٌ لأموال اليتامَى ،

    أكلٌ للرِّبا و الحرام ، و آثامٌ تتبعُها آثام

    غاب ضميرُهُم ، و ما راقبوا رَبَّهُم ،

    و ما علموا أنَّ هناكَ آخرةً و حِسابًا ، و ثوابًا و عِقابًا ، و جنَّةً و نارًا ،

    ما علموا أنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامة ،

    ما علموا أنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الظَّالِمين .

    و بينما الظَّالِمُ يمشي فَرِحًا مُتبختِرًا ، يظُنُّ أنَّه ملَكَ الأرضَ وما عليها ، إذ به يهوي وينقلبُ على وجههِ ، ويُحاوِلُ القِيامَ فلا يستطع ، ويُحاوِلُ الوقوفَ على قدميهِ فلا يُساعده أحد ،

    قد تخلَّى عنه أصحابُ ، و هجره أحبابُه ،

    وأخذ الناسُ ينظرون إليهِ بين شامتٍ و ضاحِـكٍ و فَـرِح ،

    و هـو يستعطفُهم : ساعِدوني .. خُذوا بيدي .. أوقِفُوني .. لا ترحلوا وتتركوني ،

    و لا أحـد يُجيبـه !

    و الأعينُ إليه ناظِرة ، تترقَّبُ نهايتَه ، و لِسانُ حالِهم يقول :

    ... كما تدينُ تُدان ...
    أتذكرُ ما فعلتَ بنا ...؟!
    لقد ظلمتنا و أهنتنا ، و تركتنا نُعاني و نتألَّم
    فابقَ هُنا وحدك ، حائِرًا تائِهًا ، لا مُعينَ لكَ ولا نصير
    وانتظر ما يَحِلُّ بك
    أرأيتَ مَن كانوا لكَ ناصحين ، وأظهروا أنَّهم عليك خائفون ، ويُريدون لكَ الخيرَ والتوفيق ..!
    أين هُم الآن ...؟!

    رحلــوا و تركـوك ،
    و لسانُ حالِهم يقـول : نفسي نفسي ، و مَصلحتي مَصلحتي

    قال : ارحموني و ساعدوني ، فلن أرجِعَ لظُلمي ، وسأعيدُ إليكم حقوقكم ، وسأفعل وسأفعل ....

    قالوا : وعـودٌ كاذبة .. فكم وعدتَ و وعدت ، وما نفَّذتَ شيئًا مِمَّا قلت ، وأخذتَ تجمعُ الأموالَ الحرام ، مُستترًا بمنصبك . لكنْ : جـاء يومُـك ، لتعلمَ أنَّ اللهَ يُمهِل ولا يُهمِل ، وأنَّه إذا أخذ الظالِمَ لم يُفلته .

    قال : ستتركوني أموت ..؟!

    قالوا : قتلتَ و أبدتَ ، و هدَّدتَ و شرَّدت ..! فابقَ هُنا حتى تلقى حتفك .

    قال : ألا تذكرون الودَّ الذي كان بيني و بينكم ..؟!

    قالوا : أىّ وُدٍّ نذكر ..؟! بل قُل : بُغضٌ و ظُلم .

    قال : ألم تكونوا تُحِبُّوني و تهتفون باسمي و تحترموني ..؟!

    قالوا : كُنتَ واهِمًا .. فتحت وطأةِ التهديدِ و الوعيد والذُّل والإهانة ، لا ترى إلَّا الاستجابةَ و القبولِ و التسليم .

    قال : ألهذه الدرجةِ تكرهوني ..؟!

    قالوا : سرقتَ أموالنا ، و ضربتَ أجسادنا ، و شرَّدتَ أولادنا ، و قتلتَ شبابنا ، وأذهبتَ أمننا ، و تنتظرُ حُبَّنا ..! يا لَكَ مِن طامِعٍ علَّقَ أملَه بـ مُستحيل ، وأراد لَمَسَ السماء ،، فهل تُدركُها ..؟!

    قال : أنتم أهلي و أحبابي .

    قالوا : بل أحبابكَ و أهلُكَ هُم مَن عاونوكَ على ظُلمِك ، و زيَّنوا لَكَ أفعالَك . أحبابكَ هم مَن تخلَّوا عنك بمُجرَّدِ أن سقطت ، هُم مَن فضَّلتَهم على غيرهم ، و منحتهم ثِقتكَ و اهتمامك . لقد فضحوكَ الآن ، و أظهروا بكَ الشَّماتة . و ما وقف بجانبكَ إلَّا مَن لهم بقيةُ حاجاتٍ و مصالح يُريدون تحقيقها ، لكنَّهم أيضًا يُراقبونكَ مِن بعيد .. أتُراهم يأتونَ إليك و يَمُدُّونَ أيديَهم لإنقاذِك ..! هيهاتَ هيهات .

    قال : يا رَبِّ إليكِ لَجْئِي و شكواى .

    قالوا : أعرفتَ الآنَ أنَّ لَكَ رَبَّاً تلجأ إليه ، وتستعينُ به ، و تشكو إليه ما أَهَمَّك ..؟!

    قال : و متى نسيتُه ..؟!

    قالوا : لو ذكرتَه ما عصيته ، و لو أحببتَه لتقرَّبتَ إليه و أطعتَه .

    قال : يا لها مِن دُنيا لا تُساوي شيئًا ..! الكُلُّ رحل عَنِّي و تركني .. و كأنَّهم وضعوني في قبري ، و خشوا الاقترابَ مِنِّي .. ماذا أفعل ..؟! و كيف أقِفُ على قدمَىَّ ..؟! أريـدُ الحياة .

    قالوا : لو أردتَ الحياةَ لتُزيدَ مِن ظُلمِكَ و استبدادِكَ ، فخيرٌ لَكَ البقاءُ في مكانِك .

    قال : لا ، بل أريدُ الخيرَ و الصَّلاح ، و التوبةَ إلى رَبِّي .

    قالوا : سنذهبُ و نتركُك .. فتُب إلى رَبِّك ، واعترِف له بتقصيركَ و ذنبِك ، و لو قدَّرَ لَكَ الحياةَ بيننا فلا رادَّ لقضائِهِ و قدره سُبحانه .

    قال : انتظروا ... انتظروا .

    فـ ما أجابـوه .... و .... رحلــوا !


    ()



    بقلم / الساعية إلى الجنة
    ليل الأربعاء 6 ربيع الأول 1437-1436 هـ

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================


    أهلااا بك أختي الفاضلة " الساعية للجنة "

    الظلم ظلماآآت يوم القيامة ~
    وليس بين المظلوم والله حجاب ، وان كان عاصي ،’

    فدمعته حاآآرة ، ودعائه من صميم الجرح

    والله المستعاان

    بورك فيك وفي جميل ماا سطرت هنا

    بورك في قلمك المبدع~

    __________________________________________________ __________
    :

    ما أجمل َ ما خـطّـت ْ يمينك ِ يا حبيبة ..

    كلماتُـك ِ من َ الروعة ِ بمكان ..

    وأروع ُ ما فيها أنها تُـحاكي ما نعيش ُ اليوم َ من ْ ظـروف ..


    و ما علموا أنَّ هناكَ آخرةً و حِسابًا ، و ثوابًا و عِقابًا ، و جنَّةً و نارًا ،

    ما علموا أنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامة ،

    ما علموا أنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الظَّالِمين .





    تحضرني الآية ُ الكريمة ُ تعـقيبا ً على ما ذكرت ِ :

    { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } ..

    اللهم ّ إنا نبرأ إليك َ من ْ كل ّ ظالم ٍ متجبّـر ٍ لا يؤمن ُ بيوم ِ الحساب ..

    :

    __________________________________________________ __________
    الله يجزاك كل خير والله وفيتي وكفيتي مشكورة

    __________________________________________________ __________
    بورك طرحك اختي
    لا اقول الا صبر جميل والله المستعان
    فهو يمهل ولا يهمل
    فهو قريب يجيب دعوة الداع اذا دعاه



    __________________________________________________ __________

    جزاكنّ اللهُ خيرًا أخواتي على مروركنّ وتعليقاتكنّ .

    سلمت يمناكِ

    جميله ومؤثره واكثر من رائعه

    بارك الله فيكِ


يعمل...
X