عنوان الموضوع : شبح الأمتحانات؟؟؟؟
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
مع نهاية كل فصل دراسي تدخل الأسرة العربية موسماً أقل ما يمكن أن يطلق عليه أنه موسم مقلق، تتغير فيه الأحوال، وتنقلب برامج الأسر، ويشد الناس أعصابهم ويربطون أجسادهم إذ جاء موسم الاختبارات.
الاختبارات في جميع مراحل التعليم وفي أغلب بقاع الأرض هاجس لا يشكل إزعاجاً إلا في مجتمعنا العربي نتيجة خلفيات كثيرة وأسباب تداخلت بين الأنظمة التعليمية، وأنظمة الاختبارات نفسها، وبين أسلوبنا في ممارسة الحياة، وثقافة التسويف والتأجيل المسيطرة في واقعنا.
إن لها لسطوة!
منذ أن كنا صغاراً والاختبارات لها سطوتها النفسية وظروفها الاستثنائية. لماذا؟
كثرت الإجابات في هذا الشأن بين خبراء التعليم، وعلماء الاجتماع، واختصاصيي النفس، لكن المؤكد بين كل هذه الظروف والتداخلات أن أنظمة ولوائح الاختبارات كجزء من أنظمة التعليم الرئيسة كانت بطيئة التغير والمواءمة مع التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تفرض حتماً في كل أمة تغيراً في الأنظمة والقوانين.
كانت الاختبارات وما زالت وستظل إلى حين نأمل ألا يطول الشبح المسيطر على ذهنية أطراف العملية التعليمية: الطالب، والمعلم، والأسرة، وربما جهات التعليم المسؤولة نفسها.
وقفة استفهامية!
وللنظر في أسباب هذه الشبحية ينبغي الإجابة عن مجموعة كبيرة من الأسئلة تبدأ من العملية التعليمية نفسها وتنتهي بالاختبار نفسه كعملية تقييمية للتحصيل الدراسي، وربما كانت النقط الأخيرة الأكثر إثارة للجدل، فهل الاختبارات بوضعها الحالي تقيس بشكل دقيق مدى التحصيل الدراسي أو مدى التأهل للحياة العملية والإبداع في أي قطاع، وإذا كان الجواب بنعم فكيف نجح من فشلوا دراسياً في مجالات الحياة المختلفة، بل كيف أصبح بعضهم رواداً لمجال معين أو أعلاماً في الاقتصاد والسياسة والمعرفة.
ما علاقة الاختبارات باختبار القدرة الذكائية قبل اختبار مدى التحصيل الدراسي، وما وكيف ولماذا ومتى وأين.. وطريق لا منته من علامات الاستفهام.
أصحـاب الشـأن:
نزعم أن أكثر فئتين مرتبطتين بقضية الاختبارات التي نطرحها هم المعلمون والمعلمات، والطلبة والطالبات، ونعرف جيداً أن مكامن الخلل لن يدلنا عليها سوى المُختِبرين والمختَبرين، وكالعادة المعرفية لا يمكن استقراء ملامح قضية دون أكبر عدد من الآراء، ولا يمكن تجميع هذه إلا عبر الاستبيان الذي وجهناه إلى 128 معلماً ومعلمة، وفي مقابلهم 128 طالباً وطالبة من المرحلتين الثانوية والمتوسطة، وفي مناطق مختلفة.
حاولنا قدر الإمكان الدخول مباشرة إلى القضايا المرتبطة بالاختبارات كنظام في المقام الأول، ثم كممارسة، وأخيراً كنتائج، إضافة إلى محاولتنا الخروج ببعض الأفكار التي يطرحها الطرفان كبدائل لعمليات تقييم التحصيل، أو كوسائل مساندة للتقييم مع الاختبارات التي لا شك أنها ستظل مسيرة إلى حين من الدهر.
اختبار "الاختبارات":
المعلمون والمعلمات كانوا في هذه الاستبانة واقعيين إن صح التعبير وهو أمر مبهج بالتأكيد للوزارة أولاً، ولنا ثانياً.
السؤال الأول مباشرة كان عن تقييمهم لنظام الاختبارات الحالي، والذي جاء مقارباً للواقع بشكل لافت إذ اعتبره 52% منهم متوسطاً، والتوسط أحياناً كثيرة يكون أقرب إلى عدم الرضا ويستخدم دائماً كتعبير لطيف لكلمة ضعيف أو مقبول.
بقية المربين اعتبر 39% منهم النظام جيداً، فيما قال 9% إنه نظام ضعيف. والمحصلة النهائية تبدو عدم الرضا أو فلنقل عدم القناعة التامة بالنظام الحالي.
ولتأكيد مغزى السؤال الأول جاء الثاني حول الاختبارات بواقعها الحالي، وإذا ما كانت هي الطريقة الأمثل لتقييم مستوى الطالب الدراسي؟
وهنا تأكدت الرؤيا بعد أن أجاب 60% منهم بـ (لا) صريحة واضحة، وأجاب البقية ونسبتهم 40% بنعم ونلحظ أن النسبة قريبة من نسبة الذين اعتبرا النظام الحالي جيداً رغم أنها استقطعت القليل من أصحاب النظرة المتوسطة.
الواقع المؤلم
قضية الاختبارات وما تشكل من هاجس فرضت نمطاً معيناً في التفكير عند التعامل مع هذا الحدث، بل إنها تعدت ذلك وصولاً إلى اعتبار هذا الحدث نصف السنوي هو مصب اهتمام العملية التعليمية خاصة من جانب الطالب وأسرته.
توجهنا إلى المعلمين والمعلمات بصيغة التساؤل: يهتم الطالب بالاختبار أكثر من اهتمامه بالدراسة!!
75% منهم قالوا: (نعم!) والبقية التي تشكل الربع تماماً قالوا: (لا).
التعليم الموجه
إذاً يبدو أن الاختبارات في أولوية اهتمامات الطالب وتساهم بشكل أو بآخر في جعل هدفه من التعلم هو أداء الاختبار بنجاح. ولكن هل يشعر المعلمون والمعلمات أيضاً أن تعليمنا موجه نحو الاختبار؟ نعم إنهم يشعرون بذلك وبنسبة كبيرة تقارب الأغلبية بلغت 77%، وطبعاً البقية ونسبتهم 23% لا يوافقون أو يشعرون بهذا التوجه.
أغلبية كبيرة رأت من خلال ممارسة العملية التعليمية أن الجهد والتحصيل وطرائق التعليم ومحتواه موجه بالدرجة الأولى إلى الاختبار.
والأسئلة التي لم نطرحها على المربين وننتظر أن يزيل العارفون علامات استفهامها هي لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة، وكيف؟
إلغاء الاختبارات!!
ولكن كيف يمكن - مبدئياً - التخلص من هذه السطوة، هل نلغي الاختبارات تماماً، يبدو ذلك خياراً غير عملي، ولكن ربما ساعد بعض التقليص لصلاحياتها أو لسطوتها في حل المشكلة التي نعتبرها تحديداً: تحـوّل الاختبـارات مـن وسيلـة إلى غاية.
يعتقد البعض وينادون بإلغاء الاختبارات لبعض المواد الدراسية التي يعتقد أنها غير مؤثرة للتأهيل العلمي أو العملي. فماذا يعتقد المعلمون، وهل يؤيدون إلغاء الاختبارات في بعض المواد الدراسية. يرى 44% منهم ضرورة إلغاء الاختبارات في بعض المواد واختاروا الإجابة بنعم، فيما أجاب بالنفي 56%.
وهؤلاء الذين أجابوا بنعم كان لزاماً أن نسألهـم عــن المواد التـي يقترحـون إلغــاء الاختبـارات فيها.
وهنا تنوعت الإجابات إلا أنها اتفقت تقريباً على مواد التربية الوطنية والتعبير والخط أولاً، ثم أتت المواد الشفهية مثل القرآن الكريم، والنصوص والأدب، وبعضهم اختار الرياضة والتربية الفنية. ولم يتطرق أحد إلى المواد العلمية التي سنرى في الجزء الثاني مدى الهاجس الذي تشكله للطلبة.
بدائل المعلمين
ختاماً مع رحلة أسئلة المعلمين والمعلمات طلبنا منهم اقتراح عدد من الوسائل لتقييم الطالب بدلاً من الاختبارات، ما هي الوسائل التي يفضلونها في المواد التي يرون إلغاء اختباراتها، وهي ما يمكن أن تستخدم كطريقة مساندة، أو حتى أساسية لتقويم الطالب.
اختلفت الوسائل التي يقترحها المربون ولكنها اتفقت في نقاط رئيسة تشكل البدائل المقترحة..
1. الأبحاث
وجاءت في مقدمة هذه الأبحاث التي يعتقدون أن تقديمها مع الاختبارات يشجع على البحث والاطلاع، وتوثق الصلة بالعلم الذي يدرسه الطلبة والطالبات.
2. التقييم المستمر
كما اقترحوا أن يكون التقييم مستمراً طول العام إما بطريقة النقاط، وإما بالدرجات نفسها كأن يشمل التقييم جميع منجزات الطالب وتفاعله خلال العام، وهي طريقة مقاربة للاختبارات الشهرية وأعمال السنة لكنهم يعتقدون أنها يجب أن تكون مؤثرة في النجاح أو اجتياز المرحلة من عدمه.
3. المناقشات الشفهية
وطالب البعض بتبني المناقشات الشفهية لمعرفة مدى التحصيل العام للطالب وللمقاربة بين معرفة المعلومة وفهمها بدلاً من حفظها لغرض الاختبار فقط.
وفي الإجمال يعتقد المؤيدون لفكرة تقليص سطوة الاختبارات بأهمية الفكرة يرغبون في ابتكار وسائل أخرى لتقييم غير الأسئلة والأجوبة.
الآراء الصغيرة
إذا كانت هذه آراء المعلمين والمعلمات، فكيف هي آراء الفتية والفتيات في المرحلتين المتوسطة والثانوية، كيف يتعاملون نفسياً وعملياً مع شغلهم الدراسي الشاغل.
نفسياً بدأنا بالسؤال عن شعورهم عند اقتراب موعد الاختبارات ووضعنا أربعة خيارات..
خوف..
كان الخوف صاحب النصيب الأكبر فيها إذا اختاره 46% منهم كوصف لشعورهم، فيما يشعر 27% بالخوف الشديد وهؤلاء ربما كانوا أكثر الفئات احتياجاً للمساعدة، وأكثر المسببات لإعادة النظر في أنظمة الاختبارات القائمة وطرائقها.
الأمر طبيعي
وأجاب 20% من المشاركين بأنهم يشعرون بأن الأمر طبيعي وهؤلاء يمكن اعتبارهم من الطلبة المتفوقين، وإذا أردنا الدقة ربما كان تسميتهم بالمنظمين هي الأقرب، لأن أحد أهم أسباب الخوف من الاختبارات بجانب الضغط المجتمعي هو عدم الاستعداد الفعلي لها.
فرحة!
أما البقية التي يمكن اعتبار شعورهم غريباً فنسبتهم 7% إذ إنهم يشعرون بالفرحة والابتهاج عند اقتراب الاختبارات، وربما اعتقد البعض أن في ذلك مبالغة، لكن هذه الفرحة غير مستبعدة إذ إنهم ربما اعتبروا قرب الاختبارات دليل قرب الإجازة أو الانتهاء من الدراسة.
أما أسباب هذه المشاعر فتباينت فالبعض قال إنه يشعر بالخوف من اختبارات المواد الصعبة، والبعض يخاف من الأهل وطريقتهم في التعبير عن الاهتمام، إضافة إلى مخاوف الرسوب وعدم اجتياز المرحلة الدراسية، أو الخوف من تحقيق معدلات متدنية لا تؤهل للانتقال إلى المرحلة التعليمية الأكبر.
أما أولئك الطبيعيون أو المبتهجون فيبررون مشاعرهم باستعدادهم الجيد، وحبهم للتفوق والمنافسة، واكتفى البعض بالقول «عادي» في إشارة إلى «عادية» الحدث بالنسبة إليهم.
من الجهة الثانية كان هناك سؤال عن أي المواد تزعج اختباراتها بشكل أكبر؟ وبما يشبه الإجماع بالأغلبية الساحقة وضع الطلبة والطالبات مادة الرياضيات في مقام المزعج الأكبر لهم، تلتها مادتا الفيزياء والكيمياء، ثم اللغتان العربية والإنجليزية، وكان الخوف من اختبارات النحو تحديداً أكثر من الخوف من اختبارات اللغة الإنجليزية؟
الاختبارات.. أحياناً
سألنا قبلاً المعلمين والمعلمات عن الاختبارات كمقياس للتحصيل والمستوى، ونسأل ثانية الطلبة والطالبات عن الاختبارات وهل تقيس مستواهم الدراسي بشكل دقيق.
اختار 44% الإجابة بكلمة أحياناً، أي أن الاختبارات أحياناً تكون دقيقة، فيما اختار الإجابة بنعم 42% منهم، ولم ينف ذلك سوى 14%.
وإذا كان نصف الطلبة تقريباً لا يعتقد جازماً أن الاختبارات تقيس مستواه بدقة وبعض منهم ينفي ذلك قطعاً فإن ما ذهب إليه المعلمون غير بعيد عن الواقع، ويؤكد هذا أن الاختبارات بوضعها الحالي تعاني إما من الخلل وإما أن الزمن تقادم عليها وأصبحت لا تلائم متطلبات المرحلة.
وكان المعلمون قالوا إن الطلبة يهتمون بالاختبارات أكثر من الدراسة نفسها ويركزون عليها أكثر من التركيز على التحصيل العلمي، وكان لابد من سؤال الطلبة أنفسهم ووجهنا لهم السؤال مباشرة: هل تهتم بالاختبار أكثر من اهتمامك بالدراســة طوال العام؟
بدت الإجابات غير مترددة وقال 84% نعم، والبقية بنسبة 16% فقط أجابوا بلا.
إذاً هناك اتفاق من الطرفين على إشكالية الاهتمام بالاختبارات لذاتها متحولة إلى غاية بدلاً من وسيلة.
الإلغاء والبدائل
ومرة أخرى نكرر سؤال المعلمين على الطلبة حول تأييد إلغاء الاختبار وحول البدائل المقترحة لتقييم الطلاب واجتيازهم لمراحل الدراسة. والغريب غير المتوقع أن 55% من الطلبة لا يؤيدون إلغاء الاختبارات في مقابل 45% من المطالبين بالإلغاء، ونعرف مسبقاً أن الطلبة الذي يعتبرون الاختبارات حملاً ثقيلاً يفرحهم التخلص منها، لكن الاستبانة أتت بغير ذلك. ولعل الملاحظة الجديرة بالاهتمام أن الرافضين لإلغاء الاختبارات كان أكثرهم من الفتيات المعروف عنهن تحقيق معدلات نجاح أعلى من الفتية.
وأولئك الذين قالوا بإلغاء الاختبارات وضعوا مجموعة كبيرة جداً من البدائل تتمحور حول بضعة نقاط صاغوها بطرائق مختلفة.
وكانت المناقشات والمحاورات (هكذا أطلقوا عليها) أهم بديل يطالبون به لتقييمهم.
ثم أتت الأبحاث، والمشاركة في الفصل طوال العام، إضافة إلى السلوك والمواظبة وأداء الواجبات كوسائل أخرى للتقييم.
وهنا تبرز لنا قضية مهمة هي أن الطرفين معلمين وطلبة من الجنسين يبحثون عن الوصول إلى فهم المقررات والمناهج أكثر من حفظها، لكنهم لا يعرفون من أين تبدأ الرحلة.
الاختبارات في جميع مراحل التعليم وفي أغلب بقاع الأرض هاجس لا يشكل إزعاجاً إلا في مجتمعنا العربي نتيجة خلفيات كثيرة وأسباب تداخلت بين الأنظمة التعليمية، وأنظمة الاختبارات نفسها، وبين أسلوبنا في ممارسة الحياة، وثقافة التسويف والتأجيل المسيطرة في واقعنا.
إن لها لسطوة!
منذ أن كنا صغاراً والاختبارات لها سطوتها النفسية وظروفها الاستثنائية. لماذا؟
كثرت الإجابات في هذا الشأن بين خبراء التعليم، وعلماء الاجتماع، واختصاصيي النفس، لكن المؤكد بين كل هذه الظروف والتداخلات أن أنظمة ولوائح الاختبارات كجزء من أنظمة التعليم الرئيسة كانت بطيئة التغير والمواءمة مع التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تفرض حتماً في كل أمة تغيراً في الأنظمة والقوانين.
كانت الاختبارات وما زالت وستظل إلى حين نأمل ألا يطول الشبح المسيطر على ذهنية أطراف العملية التعليمية: الطالب، والمعلم، والأسرة، وربما جهات التعليم المسؤولة نفسها.
وقفة استفهامية!
وللنظر في أسباب هذه الشبحية ينبغي الإجابة عن مجموعة كبيرة من الأسئلة تبدأ من العملية التعليمية نفسها وتنتهي بالاختبار نفسه كعملية تقييمية للتحصيل الدراسي، وربما كانت النقط الأخيرة الأكثر إثارة للجدل، فهل الاختبارات بوضعها الحالي تقيس بشكل دقيق مدى التحصيل الدراسي أو مدى التأهل للحياة العملية والإبداع في أي قطاع، وإذا كان الجواب بنعم فكيف نجح من فشلوا دراسياً في مجالات الحياة المختلفة، بل كيف أصبح بعضهم رواداً لمجال معين أو أعلاماً في الاقتصاد والسياسة والمعرفة.
ما علاقة الاختبارات باختبار القدرة الذكائية قبل اختبار مدى التحصيل الدراسي، وما وكيف ولماذا ومتى وأين.. وطريق لا منته من علامات الاستفهام.
أصحـاب الشـأن:
نزعم أن أكثر فئتين مرتبطتين بقضية الاختبارات التي نطرحها هم المعلمون والمعلمات، والطلبة والطالبات، ونعرف جيداً أن مكامن الخلل لن يدلنا عليها سوى المُختِبرين والمختَبرين، وكالعادة المعرفية لا يمكن استقراء ملامح قضية دون أكبر عدد من الآراء، ولا يمكن تجميع هذه إلا عبر الاستبيان الذي وجهناه إلى 128 معلماً ومعلمة، وفي مقابلهم 128 طالباً وطالبة من المرحلتين الثانوية والمتوسطة، وفي مناطق مختلفة.
حاولنا قدر الإمكان الدخول مباشرة إلى القضايا المرتبطة بالاختبارات كنظام في المقام الأول، ثم كممارسة، وأخيراً كنتائج، إضافة إلى محاولتنا الخروج ببعض الأفكار التي يطرحها الطرفان كبدائل لعمليات تقييم التحصيل، أو كوسائل مساندة للتقييم مع الاختبارات التي لا شك أنها ستظل مسيرة إلى حين من الدهر.
اختبار "الاختبارات":
المعلمون والمعلمات كانوا في هذه الاستبانة واقعيين إن صح التعبير وهو أمر مبهج بالتأكيد للوزارة أولاً، ولنا ثانياً.
السؤال الأول مباشرة كان عن تقييمهم لنظام الاختبارات الحالي، والذي جاء مقارباً للواقع بشكل لافت إذ اعتبره 52% منهم متوسطاً، والتوسط أحياناً كثيرة يكون أقرب إلى عدم الرضا ويستخدم دائماً كتعبير لطيف لكلمة ضعيف أو مقبول.
بقية المربين اعتبر 39% منهم النظام جيداً، فيما قال 9% إنه نظام ضعيف. والمحصلة النهائية تبدو عدم الرضا أو فلنقل عدم القناعة التامة بالنظام الحالي.
ولتأكيد مغزى السؤال الأول جاء الثاني حول الاختبارات بواقعها الحالي، وإذا ما كانت هي الطريقة الأمثل لتقييم مستوى الطالب الدراسي؟
وهنا تأكدت الرؤيا بعد أن أجاب 60% منهم بـ (لا) صريحة واضحة، وأجاب البقية ونسبتهم 40% بنعم ونلحظ أن النسبة قريبة من نسبة الذين اعتبرا النظام الحالي جيداً رغم أنها استقطعت القليل من أصحاب النظرة المتوسطة.
الواقع المؤلم
قضية الاختبارات وما تشكل من هاجس فرضت نمطاً معيناً في التفكير عند التعامل مع هذا الحدث، بل إنها تعدت ذلك وصولاً إلى اعتبار هذا الحدث نصف السنوي هو مصب اهتمام العملية التعليمية خاصة من جانب الطالب وأسرته.
توجهنا إلى المعلمين والمعلمات بصيغة التساؤل: يهتم الطالب بالاختبار أكثر من اهتمامه بالدراسة!!
75% منهم قالوا: (نعم!) والبقية التي تشكل الربع تماماً قالوا: (لا).
التعليم الموجه
إذاً يبدو أن الاختبارات في أولوية اهتمامات الطالب وتساهم بشكل أو بآخر في جعل هدفه من التعلم هو أداء الاختبار بنجاح. ولكن هل يشعر المعلمون والمعلمات أيضاً أن تعليمنا موجه نحو الاختبار؟ نعم إنهم يشعرون بذلك وبنسبة كبيرة تقارب الأغلبية بلغت 77%، وطبعاً البقية ونسبتهم 23% لا يوافقون أو يشعرون بهذا التوجه.
أغلبية كبيرة رأت من خلال ممارسة العملية التعليمية أن الجهد والتحصيل وطرائق التعليم ومحتواه موجه بالدرجة الأولى إلى الاختبار.
والأسئلة التي لم نطرحها على المربين وننتظر أن يزيل العارفون علامات استفهامها هي لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة، وكيف؟
إلغاء الاختبارات!!
ولكن كيف يمكن - مبدئياً - التخلص من هذه السطوة، هل نلغي الاختبارات تماماً، يبدو ذلك خياراً غير عملي، ولكن ربما ساعد بعض التقليص لصلاحياتها أو لسطوتها في حل المشكلة التي نعتبرها تحديداً: تحـوّل الاختبـارات مـن وسيلـة إلى غاية.
يعتقد البعض وينادون بإلغاء الاختبارات لبعض المواد الدراسية التي يعتقد أنها غير مؤثرة للتأهيل العلمي أو العملي. فماذا يعتقد المعلمون، وهل يؤيدون إلغاء الاختبارات في بعض المواد الدراسية. يرى 44% منهم ضرورة إلغاء الاختبارات في بعض المواد واختاروا الإجابة بنعم، فيما أجاب بالنفي 56%.
وهؤلاء الذين أجابوا بنعم كان لزاماً أن نسألهـم عــن المواد التـي يقترحـون إلغــاء الاختبـارات فيها.
وهنا تنوعت الإجابات إلا أنها اتفقت تقريباً على مواد التربية الوطنية والتعبير والخط أولاً، ثم أتت المواد الشفهية مثل القرآن الكريم، والنصوص والأدب، وبعضهم اختار الرياضة والتربية الفنية. ولم يتطرق أحد إلى المواد العلمية التي سنرى في الجزء الثاني مدى الهاجس الذي تشكله للطلبة.
بدائل المعلمين
ختاماً مع رحلة أسئلة المعلمين والمعلمات طلبنا منهم اقتراح عدد من الوسائل لتقييم الطالب بدلاً من الاختبارات، ما هي الوسائل التي يفضلونها في المواد التي يرون إلغاء اختباراتها، وهي ما يمكن أن تستخدم كطريقة مساندة، أو حتى أساسية لتقويم الطالب.
اختلفت الوسائل التي يقترحها المربون ولكنها اتفقت في نقاط رئيسة تشكل البدائل المقترحة..
1. الأبحاث
وجاءت في مقدمة هذه الأبحاث التي يعتقدون أن تقديمها مع الاختبارات يشجع على البحث والاطلاع، وتوثق الصلة بالعلم الذي يدرسه الطلبة والطالبات.
2. التقييم المستمر
كما اقترحوا أن يكون التقييم مستمراً طول العام إما بطريقة النقاط، وإما بالدرجات نفسها كأن يشمل التقييم جميع منجزات الطالب وتفاعله خلال العام، وهي طريقة مقاربة للاختبارات الشهرية وأعمال السنة لكنهم يعتقدون أنها يجب أن تكون مؤثرة في النجاح أو اجتياز المرحلة من عدمه.
3. المناقشات الشفهية
وطالب البعض بتبني المناقشات الشفهية لمعرفة مدى التحصيل العام للطالب وللمقاربة بين معرفة المعلومة وفهمها بدلاً من حفظها لغرض الاختبار فقط.
وفي الإجمال يعتقد المؤيدون لفكرة تقليص سطوة الاختبارات بأهمية الفكرة يرغبون في ابتكار وسائل أخرى لتقييم غير الأسئلة والأجوبة.
الآراء الصغيرة
إذا كانت هذه آراء المعلمين والمعلمات، فكيف هي آراء الفتية والفتيات في المرحلتين المتوسطة والثانوية، كيف يتعاملون نفسياً وعملياً مع شغلهم الدراسي الشاغل.
نفسياً بدأنا بالسؤال عن شعورهم عند اقتراب موعد الاختبارات ووضعنا أربعة خيارات..
خوف..
كان الخوف صاحب النصيب الأكبر فيها إذا اختاره 46% منهم كوصف لشعورهم، فيما يشعر 27% بالخوف الشديد وهؤلاء ربما كانوا أكثر الفئات احتياجاً للمساعدة، وأكثر المسببات لإعادة النظر في أنظمة الاختبارات القائمة وطرائقها.
الأمر طبيعي
وأجاب 20% من المشاركين بأنهم يشعرون بأن الأمر طبيعي وهؤلاء يمكن اعتبارهم من الطلبة المتفوقين، وإذا أردنا الدقة ربما كان تسميتهم بالمنظمين هي الأقرب، لأن أحد أهم أسباب الخوف من الاختبارات بجانب الضغط المجتمعي هو عدم الاستعداد الفعلي لها.
فرحة!
أما البقية التي يمكن اعتبار شعورهم غريباً فنسبتهم 7% إذ إنهم يشعرون بالفرحة والابتهاج عند اقتراب الاختبارات، وربما اعتقد البعض أن في ذلك مبالغة، لكن هذه الفرحة غير مستبعدة إذ إنهم ربما اعتبروا قرب الاختبارات دليل قرب الإجازة أو الانتهاء من الدراسة.
أما أسباب هذه المشاعر فتباينت فالبعض قال إنه يشعر بالخوف من اختبارات المواد الصعبة، والبعض يخاف من الأهل وطريقتهم في التعبير عن الاهتمام، إضافة إلى مخاوف الرسوب وعدم اجتياز المرحلة الدراسية، أو الخوف من تحقيق معدلات متدنية لا تؤهل للانتقال إلى المرحلة التعليمية الأكبر.
أما أولئك الطبيعيون أو المبتهجون فيبررون مشاعرهم باستعدادهم الجيد، وحبهم للتفوق والمنافسة، واكتفى البعض بالقول «عادي» في إشارة إلى «عادية» الحدث بالنسبة إليهم.
من الجهة الثانية كان هناك سؤال عن أي المواد تزعج اختباراتها بشكل أكبر؟ وبما يشبه الإجماع بالأغلبية الساحقة وضع الطلبة والطالبات مادة الرياضيات في مقام المزعج الأكبر لهم، تلتها مادتا الفيزياء والكيمياء، ثم اللغتان العربية والإنجليزية، وكان الخوف من اختبارات النحو تحديداً أكثر من الخوف من اختبارات اللغة الإنجليزية؟
الاختبارات.. أحياناً
سألنا قبلاً المعلمين والمعلمات عن الاختبارات كمقياس للتحصيل والمستوى، ونسأل ثانية الطلبة والطالبات عن الاختبارات وهل تقيس مستواهم الدراسي بشكل دقيق.
اختار 44% الإجابة بكلمة أحياناً، أي أن الاختبارات أحياناً تكون دقيقة، فيما اختار الإجابة بنعم 42% منهم، ولم ينف ذلك سوى 14%.
وإذا كان نصف الطلبة تقريباً لا يعتقد جازماً أن الاختبارات تقيس مستواه بدقة وبعض منهم ينفي ذلك قطعاً فإن ما ذهب إليه المعلمون غير بعيد عن الواقع، ويؤكد هذا أن الاختبارات بوضعها الحالي تعاني إما من الخلل وإما أن الزمن تقادم عليها وأصبحت لا تلائم متطلبات المرحلة.
وكان المعلمون قالوا إن الطلبة يهتمون بالاختبارات أكثر من الدراسة نفسها ويركزون عليها أكثر من التركيز على التحصيل العلمي، وكان لابد من سؤال الطلبة أنفسهم ووجهنا لهم السؤال مباشرة: هل تهتم بالاختبار أكثر من اهتمامك بالدراســة طوال العام؟
بدت الإجابات غير مترددة وقال 84% نعم، والبقية بنسبة 16% فقط أجابوا بلا.
إذاً هناك اتفاق من الطرفين على إشكالية الاهتمام بالاختبارات لذاتها متحولة إلى غاية بدلاً من وسيلة.
الإلغاء والبدائل
ومرة أخرى نكرر سؤال المعلمين على الطلبة حول تأييد إلغاء الاختبار وحول البدائل المقترحة لتقييم الطلاب واجتيازهم لمراحل الدراسة. والغريب غير المتوقع أن 55% من الطلبة لا يؤيدون إلغاء الاختبارات في مقابل 45% من المطالبين بالإلغاء، ونعرف مسبقاً أن الطلبة الذي يعتبرون الاختبارات حملاً ثقيلاً يفرحهم التخلص منها، لكن الاستبانة أتت بغير ذلك. ولعل الملاحظة الجديرة بالاهتمام أن الرافضين لإلغاء الاختبارات كان أكثرهم من الفتيات المعروف عنهن تحقيق معدلات نجاح أعلى من الفتية.
وأولئك الذين قالوا بإلغاء الاختبارات وضعوا مجموعة كبيرة جداً من البدائل تتمحور حول بضعة نقاط صاغوها بطرائق مختلفة.
وكانت المناقشات والمحاورات (هكذا أطلقوا عليها) أهم بديل يطالبون به لتقييمهم.
ثم أتت الأبحاث، والمشاركة في الفصل طوال العام، إضافة إلى السلوك والمواظبة وأداء الواجبات كوسائل أخرى للتقييم.
وهنا تبرز لنا قضية مهمة هي أن الطرفين معلمين وطلبة من الجنسين يبحثون عن الوصول إلى فهم المقررات والمناهج أكثر من حفظها، لكنهم لا يعرفون من أين تبدأ الرحلة.
==================================
النتائج
لسنا بالتأكيد من يضعها، فقضية الاختبارات كنظام وتطبيق أقل ما يقال عن الحديث فيها إنه: اختبار. بالتأكيد إننا اختبرنا الكثير من الأفكار، ولكننا نزعم أن اختبارنا بروحه الصحفية وأسلوبه المعرفي لن يكون كاملاً ولا يمكن البت في نتائجه إلا بكم.. مثقفينا، ومعلمينا، ورواد معرفتنا.
إلى الأفضل لا جدال، ويطمح المجتمع إلى الأفضل لا مراء، ولكن الوصول إلى الغاية لا ينبغي أن يجعلنا نعتسف الوسيلة. ربما يكون تغيير لوائح الاختبارات خطوة صغيرة على الطريق، لكن الجولة في عقول المعلمين والمعلمات، والطلبة والطالبات، تكشف أن العمل ليس للتربويين وحدهم وأن الهدف ليس تعديل أو إضافة فقرات في نظام التعليم وسياسته، أو الاختبارات ولائحتها فقط، إنها ثقافة مجتمع وأسلوب حياة، وإمكانات مختلفة ينبغي على الجميع العمل لتصل إلى نقطة النجاح سواء تم اختبارها شفوياً أو تحريرياً، مقالياً أو موضوعياً؟
لسنا بالتأكيد من يضعها، فقضية الاختبارات كنظام وتطبيق أقل ما يقال عن الحديث فيها إنه: اختبار. بالتأكيد إننا اختبرنا الكثير من الأفكار، ولكننا نزعم أن اختبارنا بروحه الصحفية وأسلوبه المعرفي لن يكون كاملاً ولا يمكن البت في نتائجه إلا بكم.. مثقفينا، ومعلمينا، ورواد معرفتنا.
إلى الأفضل لا جدال، ويطمح المجتمع إلى الأفضل لا مراء، ولكن الوصول إلى الغاية لا ينبغي أن يجعلنا نعتسف الوسيلة. ربما يكون تغيير لوائح الاختبارات خطوة صغيرة على الطريق، لكن الجولة في عقول المعلمين والمعلمات، والطلبة والطالبات، تكشف أن العمل ليس للتربويين وحدهم وأن الهدف ليس تعديل أو إضافة فقرات في نظام التعليم وسياسته، أو الاختبارات ولائحتها فقط، إنها ثقافة مجتمع وأسلوب حياة، وإمكانات مختلفة ينبغي على الجميع العمل لتصل إلى نقطة النجاح سواء تم اختبارها شفوياً أو تحريرياً، مقالياً أو موضوعياً؟
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________